يواصل اتباع اهل البيت عليهم السلام احياء مراسيم زيارة الاربعين في كل عام رغم كل الظروف والتحديات التي تواجههم، والتي من بينها مخاطر تفشي فيروس كورونا هذا العام، ليعلنوا بذلك أحقيتهم بالأتباع والولاية دون غيرهم.
وتشير المصادر التاريخية الى ان الطغاة من الحكام والسلاطين على مر العصور تفننوا بوسائل منع زيارة الامام الحسين عليه السلام، وتعرض قبره الشريف ومرقده المبارك الى اعتداءات متكررة كما تعرض اتباع اهل البيت عليهم السلام الى ابشع انواع القتل والتعذيب والتنكيل، الا ان جميع تلك الممارسات لم تثنيهم عن مواصلة زيارة الامام الحسين واهل بيته عليهم السلام.
ويؤكد المؤرخون الى ان هذه الزيارة اقترنت بتحديات جمة وموانع كبيرة أوجدها الحكام ممن يرون في هذا المرقد، ومن يزوره خطراً محدقاً على شرعيتهم السياسية، فقد تعرض المرقد في زمن الامويين والعباسيين للتجريف وغمر بالمياه، واصدرت اوامر بقتل من يصل اليه، وقطع يده أو ساقه، الا ان الزيارة استمرت حتى أيقن الجميع أن لا هاجس يخيف الزائرين.
وفي زمن النظام الصدامي المقبور تعرض زوار قبر الامام الحسين عليهم السلام الى ابشع انواع التعذيب والقتل وكانت الحكومة وبالخصوص في زيارة الاربعين تستنفر جميع قواتها وتوجهها الى كربلاء وتنشرها على الطرق المؤدية للمدينة وكأنها دخلت في حرب ضروس، ترافقها حملات اعتقال وتعذيب عشوائية ومضايقات جمة الا ان جميع تلك الممارسات والمحاولات باءت بالفشل كذلك.
وبعد سقوط النظام البائد عام (2003) اصبحت كربلاء تشهد توافد مليوني من مختلف دول العالم على مدار العام، الا ان الزائرين لم يسلموا من استهداف تنظيمات القاعدة التي تفننت هي الاخرى بوسائل القتل والاستهداف من خلال العبوات والاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والصواريخ ووسائل اخرى، الا ان اتباع اهل البيت عليهم السلام مع كل تحدي يتضاعفون ويصرون على احياء مراسيم زيارة قبر الامام الحسين عليه السلام وبالخصوص زيارة الاربعين، كما ان هؤلاء الاتباع لم تثنيهم تهديدات تنظيم داعش الارهابي واستمرت الزيارة ولم تنقطع ابدا.
ونحن نعيش اليوم تهديدا من نوع اخر يتمثل بتفشي فيروس قاتل اصاب العالم بالذعر وشل جميع مفاصل الحياة ولجأ الكثير من المواطنين الى حجر انفسهم في البيوت ، الا انه في العراق وجدنا ان قبر الامام الحسين عليه السلام لم يخلو من الزائرين سواء في النصف من شعبان وكذلك في زيارة عرفة وعاشوراء واليوم نشاهد زحفا مليونيا انطلق من اقصى نقطة في العراق نحو كربلاء.
واثبتت الشواهد التاريخية ان وسائل واساليب الظلم والقمع والتعذيب والترهيب والتحذير كانت وستبقى عوامل محفّزة للإصرار على زيارة قبر الإمام الحسين (ع)، وليست كابحة لهذه الجموع البشرية.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق