حسين المبارك: (ولد 1382 هـ / 1962 م)
قال من قصيدة (المصحف القتيل):
لذلكَ جـبـرائيــلُ جاءَ لـ (كربلا) يجمِّعُ قرآناً عــــــــــــلى التربِ قد غفا
وطافوا على رمحٍ طويلٍ برأسهِ فـطــــــــــــــأطأ رأسٌ للعُلا حينَ طوَّفا
أبى اللهُ إلا أن يـــــــكونَ مُبجَّلاً ويتلو على رمحِ الردى الصلبُ مُصحفا (1)
وقال من قصيدة (هلال المحرم):
دمٌ سالَ ما بينَ الصفوفِ بـ (كربلا) فـــأنجبَ أسيافاً إلى الحقّ تنتمي
تفجَّـــــــــرَ إعصاراً على كلِّ ظالمٍ سعى يقتلُ الإسلامَ بالسيفِ والفمِ
فـدوَّى وفـي ســـمعِ الزمانِ وعودُه إباءً لــــــه الأرواحُ تهفو كمغرمِ
ومن نفس القصيدة:
أيا نهضةَ الأحرارِ في يومِ (كربلا) عطــــــاؤكَ للأرواحِ أنجعُ بلسمِ
فمن شــربتْ من فيضِ كفِّكَ روحُه تزمجرُ لا تخشى الطغاةَ فتحتمي
فغيثكَ إن روّى الـنـفـــوسَ تحوّلت إلـــى شهبٍ تأبى الخنوعَ لمجرمِ
الشاعر
حسين بن عبد الله بن حسين المبارك، ولد في بلدة (القرين) بالأحساء وهو حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية إعداد المعلمين.
قال عنه الأديب ناجي الحرز: (شاعر مطبوع مُجيد غزير الإنتاج، طويل النفَس، له حضور كبير ومكثف في الإحتفالات الولائية والأدبية، كتب في معظم الأغراض الشعرية، له مجموعة شعرية ضخمة بعنوان (عطر المودة) (2)
شعره
قال المبارك من قصيدة (قرأت الحسين):
قرأتُ يومَكَ لا من مدمــــــعٍ وكفا فأنتَ أكبــــرُ من وهمي وما وصفا
قـرأتُ يـومَـكَ فـتـحـاً لا حـدودَ لـه فــــــــــكيفَ نحبسُه في مدمعٍ ذرفا
يا ثائراً ملأ الدنيا بصـــــــــــرختِه خيلاً على كلِّ من في غيَّه انصرفا
دوّتْ بعرصةِ عاشوراءَ فارتـحلت أمواجُها عاتيــــــاتٌ ترعبُ الصلفا
وقال من قصيدة (ثورة الحق):
يا حساماً لــــيسَ تثنيه الطغاةْ لم يـــزل نهجُكَ نوراً للحياةْ
خـالـــــدٌ يـا سـيـدي مـا نـالـه قــلمُ التحريفِ رغمَ النكباتْ
فـــــيضُـه في كلِّ حينٍ غامرٌ يرشدُ السالكَ نحوَ الرحماتْ
أنتَ يا من نزفُه روّى الهدى بعطاءِ النــحرِ بين الطعناتْ
وقال من قصيدة (النهج الخالد):
يا سيفَ حقٍّ ليسَ يُغمدُ في الثرى ما زلتَ في كفِّ الـعدالةِ مُشرِعا
وجَدَتْ بكَ الأجيالُ أصـــدقَ ثائرٍ مـن نزفِه ملكَ الــــزمانَ وطوَّعا
رامَ العدى أن يغمدوهُ فراعـــــهمْ أن صارَ أمضى منه قبلُ وأقطعا
قدرٌ على هـامِ الـطـغـاةِ مُـسـلّـــط يـحـيـي بـثـورتِه نفــــــوساً خُنّعا
وقال من قصيدته (المصحف القتيل):
على منبرِ الرمحِ الطـويلِ تكلّمتْ جراحاتُه الحمــــــراءُ للناسِ مُنصفا
فما أبصرتْ عينٌ سنـاهُ وما بكتْ لـحـالــــــــتـه حـزنــاً وحـبـاً تـلـهّـفا
أرادتْ بـنـو حـربٍ مــواراةَ مبدأ تــــــــغـنّـى بـه الـقرآنُ دهراً وشنّفا
عفا جدُّهم عن جدِّهم رغمَ ظلمِه وما من بني حربٍ عن الآلِ من عفا
وقال من قصيدة (أحباب الحسين):
حقيـــــــــــــــقةً يا أبا الأحرارِ ناصعة فاقت شموسَ الضحى يا خيرَ قربانِ
من عرصةِ الطفِّ درسٌ في ضمائرِها يـــــــــحيا وتحيا به من غير نسيانِ
لـهـا مـواقـفُ فــــــــــخـرٍ غـير خافيةٍ عـلى اللبيـــــبِ وعـندي ألفُ برهانِ
أبا الطفوفِ أرى روحــــــــــي محلّقة فـي عـالمٍ مـنــــــك أغراني وأغناني
وقال من قصيدة (هلال المحرم):
فيا ثــورةَ الدم الزكيِّ لقد غدت ربـوعُـكِ مـغنى كــــــلِّ قلبٍ مُتيَّمِ
يحـــلّـق فـي أجـوائِـها باشتياقِه ليشربَ من نــــــبعِ الإباءِ المُعظّمِ
أبا الشهداءِ الغرِّ ما زلتَ كعبةً على تربِها الأرواحُ بالشوقِ تنتمي
تلوذُ بـها في كلِّ حينٍ فترتوي زلالاً بـــــــغـيـرِ الـحـقِّ لـم يـترنَّمِ
...........................................................
1 ــ ترجمته وأشعاره في: كتاب (دفتر الشجي) لناجي الحرز، وهو مختارات من مراثي 100 شاعر إحسائي للإمام الحسين (عليه السلام) من مطبوعات الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة 1438 هـ / 2007 م ص 140 ــ 149
2 ــ من شعراء (هَجَر) المبدعين.. الأستاذ حسين بن عبد الله المبارك / موقع المطيرفي
اترك تعليق