177 ــ حسين الفتوني: توفي (1278 هـ / 1861 م)

حسين الفتوني: (توفي 1278 هـ / 1862 م)

قال من أرجوزته (الدوحة المهدية) في الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والتي تبلغ (1287) بيتاً (1) ومنها في الإمام الحسين (عليه السلام):

وفاتُه من طـــــــــــفِّ (كربلاءِ)    بسيفِ شمرِ المظهرَ البغضاءِ

وذاكَ فــــــــي السبتِ أو الأثنينِ    وجـمـعةٍ، خُـــذ وسطَ القولينِ

فـي يومِ عاشورا مضى محزونا    وعمرُه الثمانُ والخمـــــسونا (2)

الشاعر

الشيخ حسين بن علي بن محمد بن علي بن محمد التقي بن بهاء الدين العاملي الحائري، (3) عالم وأديب ولد في كربلاء من أسرة علمية برز منها أعلام الفقه والأدب وتنسب إلى (فتون) وهي قرية من قرى جبل عامل في لبنان يقول الشيخ نور الدين الشاهرودي عن هذه الأسرة:

(أسرة علمية عريقة، نزحت من جبل عامل في لبنان وأقامت بكربلاء في أوائل القرن الثاني عشر الهجري، وهي تنتسب في الأصل إلى العالم الكبير الشيخ بهاء الدين العاملي المتوفى سنة 1031 هـ، والذي كان بدوره قد هاجر من لبنان واستوطن مدينة أصفهان عاصمة إيران في حينه، وذلك على عهد الشاه عباس أحد أبرز وأشهر سلاطين الأسرة الصفوية في إيران، فأغنى بعلمه وسعة معلوماته في شتى العلوم العقلية والنقلية وفي الحساب والهندسة والرياضيات والهيئة والأفلاك، الحوزة العلمية العريقة فيها ــ أي مدينة أصفهان ــ

برز واشتهر في أسرة الفتوني بكربلاء: العلامة الشيخ محمد تقي بن بهاء الدين الفتوني الحائري، المتوفى سنة 1183 هـ، ويُظن أنه شقيقٌ للشيخ مهدي بن بهاء الدين الفتوني سبط العلامة الكبير السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي المتوفى سنة 1212 هـ.

والشيخ علي بن محمد بن علي بن محمد تقي بن بهاء الدين الفتوني، والشيخ حسين بن علي بن محمد بن علي بن محمد تقي بن بهاء الدين الفتوني المتوفى بعد سنة 1278 هـ، وبشأن هذا الأخير قال صاحب الكرام البررة: عالم أديب ولد بكربلاء ونشأ فيها، وله من الآثار «الدوحة المهدية» في تواريخ المعصومين (عليهم السلام) وهي أرجوزة تتألف من 1278 بيتاً، وجدت في مكتبة الشيخ محمد السماوي في النجف. ولا يزال أفراد من هذه الأسرة يسكنون مدينة كربلاء حتى الآن) (4)

ويقول السيد سلمان هادي آل طعمة: (بيت الفتوني من بيوت العلم والفضل العربية في كربلاء) (5)

ويعود نسب بهاء الدين العاملي المعروف بـ (الشيخ البهائي) إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام). (6)

كما عدَّها الشيخ محمد السماوي أيضاً من الأسر العلمية فقال في أرجوزته:

وآل الفتوني ذوي الفضائلْ    من كلِّ عالمٍ لهم وعاملْ (7)

لم تحدد المصادر التي ترجمت للشاعر حسين الفتوني تاريخ ولادته كما اختلفت في سنة وفاته وقد اعتمدنا على ما أثبته السيد جواد شبر في ذلك، فقد حددها بسنة (1278 هـ / 1861 م) (8) فيما قال في ترجمته أنه فرغ من أرجوزته يوم الجمعة في الثاني والعشرين من المحرم سنة (١٢٧٩ هـ / 1862 م) اعتماداً على قول الفتوني في ختام أرجوزته:

أبياتُها ألفٌ ومائتانِ    من بعدِ سبعين مع الثمانِ (9)

ولعل الخطأ حدث في النقل فمن المحتمل أن وفاته كانت عام (1287 هـ /1870 م) ويدل على ذلك أن المؤرخ السيد سلمان هادي آل طعمة قال في ترجمته أنه عثر على توقيع له في وثيقة بيع دار في محلة آل فائز في كربلاء مؤرخة سنة (1279 هـ) ثم قال: ويبدو أنه توفي بعد هذا التاريخ (10)

ومثلما غاب تاريخ ولادته ووفاته فقد غابت سيرته العلمية وآثاره في زوايا النسيان والأثر الوحيد الذي بقي له هو أرجوزته التي تدل على باعه الطويل في اللغة والتاريخ والأدب وقد اشتملت على تواريخ الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وولاداتهم ووفياتهم وسيرتهم وتعداد زوجاتهم وأولادهم رتبها على مقدمة وأربعة عشر باباً وخاتمة قال عنها الشيخ أغا بزرك الطهراني أنها: (وُجِدت في مكتبة الشيخ محمد السماوي في النجف الأشرف). (11)

قالوا فيه

السيد جواد شبر: (كان أحد الأعلام المبرزين بمعرفة الأدب والنحو وكان شاعراً مجيداً جليل القدر كثير الاطلاع) (12)

الشيخ جعفر باقر آل محبوبة: (كان حائري الولادة والمسكن وهو من الأدباء الفضلاء ومن أشهر رجال هذه الأسرة) (13)

وقال عنه الطهراني: (عالم أديب ولد بكربلاء ...) (14)

وقد نقل إسماعيل عبد الرحيم الخفّاف من أرجوزة الفتوني ما يخص الإمام الكاظم عليه السلام وقال عن الشاعر: (هو العالم الكامل النحرير الفاضل المحقق الكبير الشيخ حسين بن عليّ ابن محمّد بن عليّ بن محمّد تقي نجل العلّامة الشيخ محمّد بهاء الدين الفتوني الهَمْداني العاملي اصلاً والحائري مسكناً وموطناً ومولداً نظم ارجوزة في احوال الائمة المعصومين سماها: الدوحة المهدية) (15)

وذكره الأميني في شعراء الغدير بقوله: (الشيخ حسين بن علي الفتوني الهمداني العاملي الحائري من شعراء الغدير يأتي ذكره في القرن الثالث عشر) (16)

شعره:

يقول الفتوني في بداية أرجوزته:

الحمدُ للهِ الـعـلـيـمِ الـحدِ    القـــــــادرِ الحيِّ القديمِ الابدي

العلمُ والقدرةُ عينُ ذاتِهِ    والصدقُ والإدراكُ من صفاتِه

وقال فيما يخصُّ الإمام الحسين (عليه السلام):

وقامَ بالأمـــرِ أخـوهُ الأصغـرُ    وهوَ الحسينُ السيــــدُ المطهّرُ

وهـــوَ يُـكـنـى بـأبـي عـبد الله    لـقِّـب بـالشـــــهيدِ في علمِ الله

قـــد حـمـلـتـه بضعةُ الرسولِ    سـتـة أشـــــهـرٍ عـلى المنقولِ

في طيبةٍ ولادةُ الزاكي النَفسْ    تاريخه المولودُ من غيرِ دنسْ

وولـده عــــــــــلـيٌّ الـشـهـيـدُ    بالطـفِّ وهـوَ الأكـبـرُ الـعـميدُ

ثـم عـلـيٌّ الإمــامُ الـمـعـتـمـدْ    وشـهـــــــربـانـويـه أمُّ ذا الولدْ

.........................................

1 ــ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 8 ص 274

2 ــ أدب الطف ج 7 ص 115 ذكر ثلاثة عشر بيتاً منها

3 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 314

4 ــ تاريخ الحركة العلمية في كربلاء / الفصل الثالث، باب الأسر العلمية ص 220

5 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 316

6 ــ روضة المتقين للمجلسي ج 14 ص 433

7 ــ مجالي اللطف بأرض الطف ص 74

8 ــ أدب الطف ج 7 ص 115

9 ــ نفس المصدر ص 123

10 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 316

11 ــ الكرام البررة ج 2 ص 405 ــ 406

12 ــ أدب الطف ج 7 ص 121

13 ــ ماضي النجف وحاضرها ج 3 ص 57 ــ 58

14 ــ الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 8 ص 274

15 ــ الإمام الكاظم وذراريه ص 401

16 ــ الغدير ج 6 ص 29

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار