يحدثنا عن سرايا الحسين

توارى .. وظـلّتْ خفايا لـئامْ *** تـنـزُّ بـهـا عـثَـراتُ الـكـلامْ

فقال الغيارى لبعضٍ: سنبني *** على كلِّ ما خلّفوا من ركامْ

بلاداً تحبُّ العصافيرُ فـيـهـا *** نـشـيـدَ الـسـنابلِ عندَ الكرامْ

تألّـقَ بـوحُ الـيـتـامى يـؤدي *** ربـيعاً عصيَّ التجاريبِ قامْ

لعـلَّ نـهـاراً من الآسِ ينمو *** وكـانَ مـن الـيـأسِ لبّى ونامْ

ومـقـتـنـيـات لـديه ادّخـارٌ *** من الـحزنِ والأمنياتِ الزحامْ

جرى من عروقِ الغريين سعيٌ لـيزدانَ في الدينِ عزُّ النظامْ

وفي بـابِ كـوفـانَ جرحٌ عميقٌ *** ومئـذنـةٌ ووصـايـا إمـامْ

وأُمٌّ عــراقــيــةٌ أرّخـتْـهـا *** شـهـادةُ أورادِها فـي الـغَـمـامْ

يـقـولُ الـمـعـلّـمُ لـمّـا قـرأْنا *** على روحهمْ نفحةً من سلامْ

بـكـتْ طـفـلةٌ: بيتُنا حقلُ دمعٍ *** تـؤثّـثـهُ ذكـريـاتُ الـيـمـامْ

ونهرٌ طويلُ الأسى مُنْحَنٍ كـلّـمـا جـفّفـتْــهُ الـمـنـايـا اسـتـقـامْ

أبـي وهـو يتلو على كلٍّ ثغرٍ *** قـنوعَ المنى سلّةً من وئامْ

يـحـدّثـنـا عـن سرايا حسينٍ *** تحاولُ في مغرياتِ الظلامْ

لتنشرَ في المهدويين ضـوءاً *** يـحـلّقُ فـي أمنياتِ الحمامْ

لديـنـا قلـوبٌ مـن الابـتـلاءاتِ رقّـتْ لـتـبـدعَ مـسـكَ الـختامْ

وعـشـنـا على طينِ مأساتنا بين حلمِ الندى وانتعاشِ الحسامْ

ومتنا مراراً من العشـقِ كـنّـا نـؤسِّـسُ أوجـاعَنا في الرخامْ

لماذا يـظـنّـون فـيـنـا إذا كـان عـنـد الـعـراقـيِّ هـذا الهيامْ ؟

سنفدي العراقَ بكلِّ الـمـنـايـا *** فـيـومُ دموعٍ ويومُ ابتسامْ

يعيش العراقُ اتّـقـاداً بـهـيـاً *** يـقاومُ باسمِ الرجالِ العظامْ

بقايا نوايا تـعـشـعـشُ سـرَّاً *** وتخفي لديها رؤوسَ النعامْ

وهاب شريف

 

المرفقات

: وهاب شريف