عَنْ سِرِّ ضَوئكَ لَسْتُ أَمْلِكُ أَجْوِبَة مَهْمَا يَشِيخُ الحَرْفُ، نَـزْفُـكَ خصّبه
عَنْ كُلِّ تِلكَ الشَّاخِصاتِ مَعَالِماً *** تَـحْـنُـو إِلـيـكَ مُــشِــيْـرَةً مُـتَعجِّبة
تـنزاحُ كالقوسِ المُحدّبِ راكعاً *** لا يـرتـجـي يـومـاً يـقـوّم مـِنْــكَـبَه
وتُبعثر الأوهامَ عنْ طقسِ النوى *** لـمّا أتـى فصلُ الـغـرامِ ليـصلُبَه
وحيٌ بطعمِ الآهِ خِلْتُ مـذاقـهُ *** فـيـبـثُّ نـجـوى الـعـاشقين مكـهربة
ويسيحُ بي كالليلِ فـيـه تلامعتْ *** أضـواءُ نجمٍ راحَ يسحَرُ كـوكـبـه
(قيسٌ) من الهيمانِ راحَ يشُدّني *** عن وجد (ليلايَ) الغرام مُحـبّـبة
وإلى مسـافـاتِ الحنينِ تزاحمتْ *** رجـلايَ تـدفعها لعشقِكَ مَـسـغبة
قِفْ هاهُنا جاءَ الصَّدى مِنْ صَادِحٍ *** لا ليس وهـمـاً أستقيه فأشربهْ
بل مِنْ شِغافِ الرُّوحِ مِنْ لُبِّ الحَشَى كانَ النِّداءُ، فَحَقَّ لي أنْ أصحبَهْ
حيثُ انهمارُ الذكرياتِ عواطراً *** حيثُ انسكابُ الـدمع ناراً مُلهِبة
حيثُ انـعـكـاساتُ النهارِ مُويجةً *** تـنـسـابُ عـابـرةَ الـرؤى لِـتُقلّبه
عنْ كربلاءِ الحُزنِ عن أحداثها *** سال الزمانُ على مشاهد مُرعبة
فبها استحالَ الكبرياءُ شوامخاً *** صـعبٌ على غيرِ الأُلى أنْ تركبه
وكـأنّهُ الثوبُ اللصيقُ بهاشمٍ *** مـا كـانَ أجـمَـلَـهُ عـلـيـهـم مـنـقـبـة
فركوا مغانطَ عِشْقِهِم فتبوصلوا *** حـولَ الـحسينِ بمحتواها مُعرِبة
لـمْ يـشربوا ليل انتظارِ رحيلهم *** إلا وصـالاً طـعـمُـهُ مـا أطـيـبـه
ولذا أحـالوا أخـريـاتِ حـياتـهم *** ضَـحـكاً وطـوراً بـالعِبادةِ مُتعبة
وبـشـوقِـهـم لـلـحورِ كان حديثهم *** أنـسـاً فـأرواحٌ لـهـم مـتـرقّـبـة
ومع انـدلاعِ الـفـجرِ هبّوا نسمةً ** تسري فتُعشِبُ كلَّ أرضٍ مُجدِبة
رحلوا كما شـاء الإله وذكرُهم *** كـانـت بـه شَـفَـةُ الخلودِ مُرطّبة
من بعد أنْ ملأوا فراغَ حقولهم *** قـمـحاً سماويَّ الصفاتِ لهُ هبة
لم يبقَ غيرُ فنارِ ضوئكَ هاديًا *** تـنـمـو الـحياةُ عليهِ رغمَ المذأبة
كانت مـآلاتُ الـفـراقِ مـريرةً *** بـمـشـاهـدٍ لذوي الضميرِ معذِّبة
لـكـنّـك الأعـلى مقاماً لم تُرِدْ *** إلا رضـا الـربِّ الـجليلِ ومكسبه
ترجـمـتَ مِـنْ لُـغـةِ الخلودِ حكايةً *** أزلـيّـةَ الـمـعنى بفِيكَ مُذهّبة
ونَقَشْتَ من دَمِك الـمـقـدّسِ آيـةً *** حمراءَ لا ترقى لغيرِك مرتبة
تـبـقـى تُـنِيرُ الثائرينَ طرائقًا *** للبوحِ عن رفضٍ قصائدَ مُطرِبة
وتكربلُ الـناياتِ نَغْمَةَ نهضةٍ *** أعـظِـمْ بـهـا لـلـحـقِّ تـبقى مأدُبة
فعليك مسكُ اللهِ مِنْ عبقِ الشذى * أرجو تكونُ بها الشفاعةُ موجِبة
وسام العبيدي
اترك تعليق