حسن الاسترابادي: (1282 ــ 1366 هـ / 1865 ــ 1947 م)
قال من قصيدة في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تبلغ (62) بيتاً:
أترى ابنَ بنتِ نبيِّهم بجموعِهم وبـ (كربلا) منهمْ بدتْ أوغارُ
ما هاشمٌ إن لـم تـطـالبْ ثارَهم حـقـاً ولا بـعـدَ الـحـسينِ نزارُ
تـمـشـي أمـية بـالـحـريرِ بعزَّةٍ وعــلا شـفـاهِ ابـنِ الـنبيِّ غبارُ (1)
الشاعر
السيد حسن الاسترابادي الحسيني الحائري، عالم وشاعر وخطيب، ولد في كربلاء من أسرة علمية شهيرة، وآل الاسترابادي هم أسرة علوية ترجع بنسبها إلى الشهيد زيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) أما نسبه فهو:
السيد حسن بن علي بن مصطفى بن حسين بن محمد بن علي بن سميع بن المير عبد المجيد بن مهدي بن علي بن محمد أمين بن محمد هادي بن مجد الدين بن الأمير السيد علي خان بن أحمد بن محمد معصوم بن أحمد بن إبراهيم بن سلام الله بن مسعود بن محمد بن منصور بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن علي بن فخر الدين عربشاه بن عز الدين أبي المكارم بن ظهير الدين بن الحسن بن الحسين النقيب بن علي بن زيد الأعثم بن علي بن محمد بن علي بن جعفر بن أحمد سكين بن جعفر الشاعر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام الحسين السبط ابن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام). (2)
قال عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (نشأ في أحضان الفضل وترعرع في ظل أسرة علمية تجللها الزعامة الدينية...) (3) وقد ترجم طعمة لهذه الأسرة ترجمة مفصلة وعدد مآثرها ورجالاتها (4)
كما ينتمي الاسترابادي إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) من جهة أمه أيضاً، فوالدته هي السيدة العلوية (سكينة) بنت العلامة السيد عباس بن محمد حسين الموسوي الشهرستاني تلميذ الشيخ حسين الأردكاني. (5)
درس الاسترابادي ــ بداية ــ على يد والده، ثم درس العربية والفقه والأصول على يد كبار علماء كربلاء، أبرزهم الشيخ الملا عباس بن رضا بن أحمد اليزدي الملقب بـ (سيبويه) لبراعته في علوم اللغة كالصرف والنحو، وبعد أن نبغ الاسترابادي في العلوم ارتقى المنبر الحسيني فذاع صيته واشتهر وكان لمنبره حضوراً واسعاً من قبل شرائح المجتمع لتنوع علومه وتعدد معارفه.
يقول عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (كان فقيهاً ضليعاً، وشاعراً مبدعاً، وخطيباً مفوهاً شهيراً من خطباء المنبر الحسيني، وكان ملمّاً بتفسير القرآن الكريم، يتجلى ذلك من خلال خطبه المنبرية المطوّلة التي لا يملها السامع، يضاف إلى ذلك أنه كان خفيف الطبع حلو المعشر ...) (6)
وقال عنه الشيخ نور الدين الشاهرودي: (كان معلماً فاضلاً، بليغاً في الخطابة والوعظ، وخبيراً مخضرماً في ذكر مصاب الحسين عليه السلام، وكان صاحب قريحة وقادة في النظم والشعر، وهو حفيد السيد مصطفى الأسترابادي الجد الأكبر للسادة الأستراباديين في كربلاء ونجل السيد علي الأسترابادي ولد بكربلاء سنة 1283 هـ وتوفى فيها سنة 1366 هـ ، وقد أرخ الخطيب السيد علي بن الحسين الهاشمي وفاته فقال شعرا بما يلي:
محافلُ الطفِّ وأعوادُها تنعى خطيباً كان فردَ الزمنْ
وتنشدُ الأعــلامُ تاريخَه (بيـــــومِه نذكرُ فقدَ الحسنْ)
وأعقب الخطيب السيد حسن الأسترابادي ثلاثة أبناء، إختار إثنان منهم سلوك درب الأب، فامتهنا الخطابة والوعظ واشتهرا بكربلاء كذاكرين لمصاب الحسين عليه السلام، وهما السيد محمد علي المتوفى سنة 1375 هـ، وكان ذكياً فطناً، قوي الحافظة، فصيحاً وبليغاً في الخطابة، والسيد محمد مهدي وكان بدوره خطيباً مبرزاً واسع العلم عالي الهمة) (7)
شعره
غلب على شعره مدح ورثاء أهل البيت (عليهم السلام) كما يتضح من شعره مدى ثقافته الدينية وإلمامه بتاريخ وسيرة أهل البيت (صلوات الله عليهم):
يقول من قصيدة في مدح النبي (صلى الله عليه وآله):
خيـرُ الخليقةِ في البريةِ أحمدُ من في السماءِ على البراقِ يصعَّدُ
هـــوَ رحمةٌ للعالمينَ جميعهم أصـــلُ التقى خيرُ الورى ومحمدُ
هــو فاتحٌ هو خاتمٌ هو مركزٌ هوَ مـــصطفىً وهو النبيُّ الأمجدُ
هوَ نقطةٌ هو ظاهرٌ هو باطنٌ لـولاهُ مــــــعـبـودُ الورى لا يُعبدُ
وقال في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم ولادته:
الحمدُ للهِ عـلـى ما وجبْ فـي بيتِه آيتــــــــــه في رجبْ
عليٌّ العالي عمادُ الورى بعد النبيِّ المصطفى المنتجبْ
شرافة الكـــعبةِ زادتْ به فـالشـــكرُ للباري علينا وجبْ
قد طـهّـرَ الإلــــــهُ آبـاءه فـهـوَ عــــلـيٌّ ذهبٌ من ذهبْ
وقال من قصيدة في الإمام المهدي (صلوات الله عليه):
الله يا من فـــــــــــــــــي البلادِ منارُ اظهرْ لنا كي تنجلي الأنظارُ
يا صــــــــاحبَ الأمرِ الذي بوجودِه فـلـكُ الأثـيـرِ مـــــؤثرٌ سيَّارُ
يا مقتدى عيسى بن مريمَ في الورى لك جبرئيلٌ قال يــــــا بشّارُ (8)
توفي السيد حسن الاسترابادي في كربلاء ودفن في الروضة الحسينية المطهرة (9)
....................................................
1 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 231
2 ــ مركز تراث كربلاء 30 / 6 / 2016 / الأسر الشريفة العلوية في كربلاء دارة السادة الأشراف بتاريخ 7 / 9 / 2008
3 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 223
4 ــ تراث كربلاء ص 133 / عشائر كربلاء وأسرها ص 10
5 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 224
6 ــ نفس المصدر والصفحة ج 1 ص 224
7 ــ تاريخ الحركة العلمية في كربلاء ص 264
8 ــ القصائد في شعراء كربلاء ج 1 ص 225 ــ 232
9 ــ شعراء كربلاء ج 1 ص 232
اترك تعليق