عرفاتُ أن نعلو على زللِ القدمْ ** ربـوى هناك قطافُ ربِّك من كرمْ
حـجٌّ هـنــاكَ ولـم يـعـد حـجٌّ بـنـا *** وكـأنَّـه دونَ الـمـشـاعـرِ مـتَّـهـمْ
وهـنـاك قـد وقـفَ الـحـسـيـنُ وقـد دعا *** يا وقفة لإمامِ حقٍّ مهتضمْ
مـنـعـوه مــنـسـكَـه الـذي ألـقـى الـسـلام عـليه لكن في الغوائل ما سلمْ
عـرفـاتُ ذمَّتــنا التي عـلـقـتْ بـأذيـال الـحـسـيـنِ مـغـادراً حـجَّ الـذمَـمْ
قد كـان يـدعــو بـالـدعـاءِ لنقتفي *** أثـراً إلـيهِ ليحصلَ الوصلُ الأتمْ
يا مهبطَ الـجـبـلِ الـذي نـرقـى عـلـيـه لـجـسـمِ مـعـفـورٍ لـمـنـحـرِهِ لثمْ
هي ذي مـشـاعـر حـطِّة عن ذنبِنا *** لـمَّـا تـولَّى أمرَها الجبلُ الأشمْ
نادى الوقوف على الحسينِ وجسمه المعفورُ أكبر من وقـوفي والحرمْ
هو ذلك الـمـهـتـوك فـي حـرمـاتهِ *** وهـو ابـن طـه حرمةً لا تقتسمْ
فادعو الإله بجسمه المنشوبِ من *** كثرِ السـهـامِ فنضحُ ناشبه النِعمْ
وادعو الإله برأسِه المقطوعِ من *** عرفاتِ أرفـعُ مذ علا فوقَ العلمْ
عـن كـلِّ جارحةٍ بـجـسـمٍ وذِّرتْ *** هو حطة عن كـلِّ ذنبٍ قد خرمْ
إنَّي أرى عـرفـات وجهِ حسينِها *** ذا مشعر ملكَ الطـفوفَ بما وسمْ
والـذنـبُ أنّـا مـن نـكـفِّـرَ دائـمـاً *** عـن ذنـبِ مـقـتله العظيمِ بلا ندمْ
بـل مـدمـع مـن غـيـمـةٍ مخفورةٍ *** بـالـحـبِّ لا قـيـدٌ عليه وقد سجمْ
إنَّ الدموعَ على الحسينِ تقول يا عرفاتُ كن عيسى الذي أحيى الرممْ
مـن بـعـد حطَّتها وحـطة وزرِها *** هـيَ نـصـرةٌ للسبطِ تذكي للهممْ
وتقـول: بـعـدك قلّـة فـي صحبة *** لن أغتدي فـي يومِ نصرتكم رقمْ
عرفاتُ وعيٌ ناهضٌ عن كربلا *** ولـقـد عـلوت بها فلن أغدو قزمْ
سلمان عبد الحسين
اترك تعليق