85 ــ أخطب خوارزم (484 - 568 هـ / 1091 ــ 1172 م)

أخطب خوارزم (484 - 568 هـ / 1091 ــ 1172 م)

قال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)

نَعَمْ بِادِّكاري (كَرْبلاءَ) ومَنْ بِها     تَفاقَمَ كَرْبي وٱسْتَــــــــــحَمَّ بَلائي

وأنفدَ عَيْني ماؤُها بِبُكائِـــــــــها     عَلَيْهِمْ وقدْ أمْدَدْتُهــــــــــا بـِدِمائي

فيــــــــا وَيْحَ قَوْمٍ قَتَّلوهُمْ إذا بَدا     شَفيعُهُمُ مِـــــــــنْ جُمْلَةِ الخُصَماءِ

وساقُوا بَــــني بِنْتِ النبيِّ مُحَمَّدٍ     إلى الشامِ في السَوْقِ العَنيفِ كَشاءِ (1)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه ‌السلام) أيضاً:

لَقَدْ قَتَلوا التَقِــــــــــيَّ ابْنَ التَقِيِّ     بِأسْيافِ الشَقِيّ ابْنِ الشَقيِّ

وقَدْ ذَبَحُوا الـحُسَيْنَ بِـ(كَرْبَلاءٍ)     لأمْـرِ عُبَيْدٍ الباغي الدَّعيِّ

وأهْدَوْا رَأْسَــهُ في رَأْسِ رُمْحٍ     لِنَحْوِ يَـــــزيدٍ العاتي البَغيِّ

وســاقُوا نِسْوَةَ المُخْتارِ أسْرى     وقالوا نَحْــــنُ أَشْياعُ النبيِّ

وأجْرُ رَسولِ رَبِّ العَرْشِ لمّا     أشارَ بِهِ وِدادُ بَــــــني عَليِّ (2)

الشاعر

ضياء الدين أبو المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق المؤيد المكي الخطيب الخوارزمي الحنفي (3) المعروف بـ (أخطب خوارزم) (4) و(خليفة الزمخشري) (5) عالم وفقيه وأديب ولغوي وشاعر من علماء السنة حنفي المذهب، وهو صاحب كتاب (مناقب أمير المؤمنين عليه السلام) الذي اقتبس منه علماء الشيعة والسنة، (6) وكتاب مقتل الحسين (عليه السلام).

درس الخوارزمي على يد والده الشيخ أحمد بن محمّد بن المؤيّد المكّي، وأخيه الشيخ محمّد بن أحمد المكّي، كما درس على يد كبار علماء عصره وقد عد الأميني خمسة وثلاثين علماً من أساتذته (7) وقام السيد محمد رضا الخرسان باستدراك ما فات عن شيخنا الأميني فأنهاهم إلى خمسة وستين شيخاً (8)

ومن أساتذته:

إبراهيم بن علي الرازي

أبو الحسن بشران العدل

أبو الفضل بن عبد الرحمن الحفربندي

أحمد بن محمّد بن بندار

جار الله محمود بن عمر الزمخشري

الحسن بن علي بن عبد العزيز المرغيناني

سعيد بن عبد الله بن الحسن المروزي الثقفي

شهردار بن شيرويه الديلمي

عبد الرحمٰن بن أميرويه الكرماني

عبد الكريم بن محمّد السمعاني

عبد الملك بن علي بن محمّد الهمداني

علي بن الحسن الغزنوي، الملقّب بالبرهان

علي بن عمر بن إبراهيم العلوي الزيدي

عمر بن محمّد بن أحمد النسفي

الفضل بن سهل بن بشر الحلبي الإسفراييني

المبارك بن محمّد السقطي

محمّد بن أحمد المكّي

محمّد بن الحسن البخاري

محمّد بن الحسين الاسترآبادي

محمّد بن أبي جعفر الطائي

محمّد بن عبد الملك بن الشعار

محمّد بن محمّد الشيحي، الخطيب بمرو

محمّد بن منصور بن علي المقري، المعروف بالديواني

منصور بن نوح الشهرستاني

كما درس عند الخوارزمي كثير من الأعلام فكان من تلامذته والراوين عنه:

برهان الدين أبو المكارم ناصر بن عبد السيّد المطرّزي الخوارزمي

طاهر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي الخوارزمي

أبو القاسم بن أبي الفضل بن عبد الكريم

أحمد بن الموفّق المكّي ـ ولده ـ

جمال الدين بن معين

طاهر بن أبي المكارم عبد السيّد بن علي الخوارزمي

عبد الله بن جعفر بن محمّد الحسني

محمّد بن علي بن شهرآشوب المازندراني

مسلم بن علي ن الاخت

ناصر بن أحمد بن بكر النحوي (9)

كان الخوارزمي من علماء السنة الكبار الثقات الذين عُدت كتبهم مصدراً موثوقاً في النقل فنقل عنه ابن شهرآشوب، والسيد ابن طاووس، والشيخ عبد الحسين الأميني، والعلاّمة الحلّي، والأربلّي وغيرهم، كما نقل عنه من علماء السنة ابن الوزير اليماني، وابن حجر العسقلاني، والكنجيّ الشافعي، وابن الصبّاغ المالكي وغيرهم، (10)

وقد وصفه آية الله السيد محمد حسين الحسيني الطهراني بأنه من أولي الإنصاف فقال:

(بيد أن كثيراً من‌ العامة‌ هم‌ من‌ أُولي‌ الإنصاف‌، إذ يعرضون‌ الأحاديث‌ والروايات‌ كما وصلت‌، لا يقطعون‌ ولا يحذفون‌. ونخصّ بالذكر منهم‌: النسائي، وأحمد بن‌ حنبل،‌ وابن‌ أبي‌ الحديد، والسيوطي، والبيهقي، والحاكم‌، والحسكاني، وابن‌ المغازلي، وإبراهيم‌ بن‌ محمد الحمّوئيّ، ومنهم‌: الحافظ‌ أبو المؤيّد موفّق‌ بن‌ أحمد البكريّ المكّيّ الحنفي المعروف‌ بأخطب‌ خوارزم‌ المولود سنة‌ 484هـ، والمتوفّي‌ سنة‌ 568هـ. ويعدّ كتابه:‌ المناقب‌ في‌ فضائل‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ ومناقبه‌ من‌ نفائس‌ الكتب‌، كما ينظر إليه‌ كمصدر للروايات‌ والأحاديث‌ التي‌ يرويها عنه‌ أعيان‌ الخاصّة‌ والعامّة‌، وطبع‌ في‌ آخر مناقبه‌ ثلاث‌ قصائد غرّاء نظمها في‌ مدح‌ مولى‌ الموالي‌، وكلّ منها تحتوي‌ على‌ مطالب‌ رفيعة)‌ (11)

كما أثنى عليه علماء الفريقين لاعتداله وإنصافه فقال فيه السيد ابن طاووس: (من أعظم علماء المذاهب الأربعة، وقد أثنوا عليه في ترجمته وذكروا ما كان عليه من المناقب)..(12)

وقال فيه الشيخ عبد الحسين الأميني: (من كبار المحدثين والمؤرخين في القرن السادس، كان فقيهاً غزير العلم، حافظاً طائل الشهرة، محدِّثاً كثير الطرق، خطيباً طائر الصيت، متمكّناً في العربية، خبيراً على السيرة والتاريخ، أديباً شاعراً، له خطب وشعر مدون). (13)

وقال فيه السيد علي الميلاني: (من أعيان علماء أهل السنة، ومن أساطين محدثيهم الثقات المعتمدين، وقد أثنى عليه ونقل عنه كبار علمائهم ومشاهير حفاظهم أمثال: أبي حامد محمود بن محمد الصالحاني، وعماد الدين الكاتب الأصفهاني، وأبي الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي..) (14)

وقال فيه السيوطي: (كان متمكَّنا في العربية، غزير العلم، فقيهاً فاضلاً أديباً شاعراً، قرأ على الزمخشري، وله خطب وشعر) (15)

وقال فيه القفطي: (أديب، فاضل، له معرفة تامّة بالأدب والفقه، يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة، وينشئ الخطب به، أقرأ الناس علم العربيّة وغيره، وتخرج به عالم في الآداب منهم أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي وتوفى الموفق بخوارزم في حادي عشر صفر سنة ثمانية وستين وخمسمائة) (16)

وقال فيه الفاسي المكّي: (كان أديباً، فصيحاً، مفوّهاً، خطب بخوارزم دهراً، وأنشأ الخطب، وأقرأ الناس) (17)

وقال السيد جواد شبر: (كان فقيهاً غزير العلم، حافظاً طايل الشهرة خطيباً طاير الصيت، خبيراً على السيرة والتاريخ، أديباً شاعراً، له خطب وشعر مدون) (18)

وقال عنه محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي: (خطيب خوارزم... كان اديباً وفاضلاً له معرفة تامة بالفقه..) (19)

وقال عنه الخوانساري: (الشيخ المحدث المتقن المتبحر صدر الائمة عند العامة أخطب خوارزم) (20)

قال عنه السيد محمد رضا الموسوي الخرسان: (الإمام الأجل الصدر ضياء الدين شمس الإسلام ، ناصح الخلفاء مفتي الأمة مقتدى الفريقين، صدر الأئمة وفاء بالوعد أخطب الخطباء الحافظ الموفق بن أحمد بن محمد البكري المكي الحنفي فروعاً والأشعري أصولاً المعروف بأخطب... إلى أن قال تخرج به عالم في الآداب من الافاضل الأكابر فقهاً وأدباً والأماثل الاكارم حسباً ونسباً) (21)

مؤلفاته

يقول الشيخ الأميني: (إن تضلع الرجل في الفقه والحديث والتأريخ والأدب إلى علوم متنوعة أخرى وكثرة شهرته في عصره ومكاتبته مع أساتذة الفنون تستدعي له تآليف كثيرة وأحسب أن الأمر كان كذلك لكن ما اشتهر منها إلا كتبه السبعة التي قضت على أكثرها الأيام) (22) أما أهم مؤلفاته فهي:

1 ــ فضائل أمير المؤمنين المعروف بالمناقب

2 ــ كتاب رد الشمس لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)

3 ــ كتاب الأربعين في مناقب النبي الأمين ووصيه أمير المؤمنين، رواه عنه ابن شهراشوب وقال: كاتبني به مؤلفه الخوارزمي.

4 ــ كتاب قضايا أمير المؤمنين

5 ــ مقتل الحسين

6 ــ ديوان شعر (23)

نظرة في كتابيه المناقب والمقتل

يعد كتاب المناقب من أهم مؤلفات الخوارزمي وقد طبع بتقديم سماحة الشيخ جعفر السبحاني الذي قال في مقدمته: (وقد أحسّ بعض المحدِّثين بمسؤوليّته الدينيّة أمام الله سبحانه وأمام أُمّته، فقام بنشر فضائل الإمام عليٍّ عليه السلام وإن بلغ الأمر ما بلغ، وإن انجرّ إلى قتله.. هذا والتاريخ يوافقنا على لفيفٍ من المحدّثين في هذا السبيل، نذكر منهم: الحافظ النَّسائي (ت 303 هـ)، الذي غادر مصرَ في آخر عمره نازلاً مدينة دمشق، فوجد الكثير من أهلها منحرفين عن الإمام علي، فأخذ بنشر فضائله ومناقبه، وألقى محاضراتٍ متواصلةً في فضائل الوصي، وبعد أن فرغ من تأليف كتابه ونشره، سُئل عن فضائل معاوية، فأجاب: أما يرضى معاويةُ أن يخرج رأساً برأسٍ حتّى يَفضُل ؟! وفي رواية قال: لا أعرف له فضيلةً إلاّ قول رسول الله صلّى الله عليه وآله فيه: لا أشبَعَ اللهُ بطنَه. فهجموا عليه يضربونه حتّى أخرجوه من المسجد، فقال: احملوني إلى مكّة، فحُمل إليها وتُوفّي بها بسبب ذلك الدَّوس!

والحافظ الكنجي الشافعي، الذي قُتل سنة 658 هـ لنشره فضائل أمير المؤمنين في كتابه (كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب)، وتأليفه كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان)، فلمّا نشرهما قُتل في مسجده). (24)

وهذه المقدمة للسبحاني هي تمهيد للحديث عن الخوارزمي الذي كان على قدر المسؤولية للأمانة الملقاة على عاتق العالم العامل بقول الحق، وقد واجه هو الآخر كثيراً من الأذى والمعاناة بسبب موقفه المبدئي بنشر فضائل أهل البيت (عليهم السلام) وسنرى أثر هذه المعاناة في شعره.

أما كتابه (مقتل الحسين) المعروف بـ (مقتل الخوارزمي) فيقول عنه الشيخ محمد طاهر السماوي بعد أن يذكر ناشريه: (وأما هذا المقتل القديم، المفصل المروي بالإسناد عن الأفضل فالأفضل، فلم يوجد بالأيدي مثله، فهو الكنز الدفين أثاروه، والكوكب الخفي أظهروه وأناروه ...) (25)

شعره

ثلاث قصائد ومقاطع وأبيات في أهل البيت (عليهم السلام) هي حصيلة الخوارزمي عزز بها كتابيه (المناقب) و(المقتل) في نشر فضائلهم

 قال من القصيدة الأولى وتبلغ (38) بيتاً:

هَلْ أبْصَرَتْ عَيْناكَ فـــــي المِحْرابِ     كــأبـي تُرابٍ مِنْ فتىً مِحْرابِ

للهِ دَرُّ أبــــــــــــــــــــــــي تُرابٍ إنَّهُ     أسَدُ الـحروبِ وزينَةُ المِحْرابِ

هوَ ضارِبٌ وسُــــــــــــيوفُهُ كثَواقِبٍ     هــــــوَ مُطْعِمٌ وجِفانُهُ كَجِوابي

هو مــــاهِدٌ أرْضَ الـــــدِماءِ ومُطْلِعٌ     شُهُبَ الأسِنَّةِ في سَماءِ ضِرابِ

هو قاصِــمُ الأصْـــــلابِ غيرُ مُدافَعٍ     يَوْمَ الــــــهياجِ وقاسِمُ الأسْلابِ

إنّ النبيَّ مـــــــــــــــــــــدينةٌ لعُلومِهِ     وعَليٌّ الهـــــــــادي لها كالبابِ

لولا عَليٌّ ما اهْتَدى فـــــــــي مُشْكِلٍ     عُمَرٌ ولا أبْدى جــواباً لِصَوابِ

قدْ نازَعَ الــــــــــــــطَيْرَ النبيَّ وَردّهُ     مَنْ رَدَّهُ فاصْدُقْ بـــــغَيْرِ كِذابِ

وطَهارَةُ الهادي عَلـــــــــيٍّ أشْعَرَتْ     بطَهارَةِ الأرْحامِ والأصْـــــلابِ

ما ارْتابَ في فَضْلِ المُحِقِّ المُهْتَدي     غيرُ الغَويِّ الـــــمُبْطِلِ المُرْتابِ

قدْ حازَ غــــــــــاياتِ الـعُلى لمّا كَبا     منْ دونِهِنَّ مُشَمِّــــــــراً لطِلابِ

فَتَحَ المُبَشِّرُ بابَ مَـــــــــــــسْجِدِهِ لهُ     إذْ سَدَّ فيهِ سائِرَ الأبْـــــــــــوابِ

نَـــــــــــزعَ العِدى أسْنانَهم لمّا مُنوا     مِنْهُ بِلَيْــــــــــــثٍ كاشِرِ الأنْيابِ

كالشَهْدِ مَوْلانا عَليُّ المُــــــــرْتَضى     للأوْلياءِ ولِلْعِـــــــــدى كالصّابِ

في السِلْمِ طَوْدٌ في الحُرُوبِ عَــقيقةٌ     بالعَدْلِ راضٍ لِلْهَضــــــــيمَةِ آبي

فإلى الثُرَيّا كَمْ أثارَ عَــــــــــــجاجَةً     مَنْ كُلِّ رَأسٍ في الثَرىٰ مُــنْسابِ

غَيْثٌ هَطولٌ يَوْمَ بَسْطِ حَرائِـــــــبٍ     لَيْثٌ صَؤولٌ يَوْمَ قَبْضِ حِــــرابِ

إنَّ الوَصِــــيَّ مُجَنْدِلٌ عَمْرو الضبا     في اللهِ بَيْنَ دَكـــــــــادِكٍ ورَوابي

إنَّ الوَصِيَّ لَــــــــــــــــمُلْقِحٍ لوَقائعٍ     وَلَدَتْ حُتوفَ أُســودِها في الغابِ

إنَّ الوَصِيَّ لَفي صِــــــــــباهُ جامِعٌ     عَـــــزْمَ الكُهولِ إلى صِيالِ شَبابِ

إنَّ الوَصِيَّ أبا تُرابٍ دَسَّ فــــــــي     بَطْنِ الـــــــتُّرابِ جَماجِمَ الأتْرابِ

إنَّ الوَصِيَّ لَمَوْضِـــــعِ الأسْرارِ إذْ     زَمَّ النبيُّ مَــــــــــــــــطِيَّهُ لِذِهابِ

إنَّ الوَصِيَّ أخا النبــــيِّ المُصْطَفى     زَمَنَ الصبا ما جَرَّ ذَيْلِ تصـــابي

إنَّ الوَصِيَّ ضَميرُهُ لَــــــــمْ يَنْسَدِلْ     يَوْماً عَلَى الأحــــــقادِ للأصْـحابِ

إنَّ الوَصِيَّ كَــــــــــــمَنْ عَلِمتُمْ لُبَّهُ     مُتَثَبِّتٌ في مَدْحَضِ الألْــــــــــبابِ

إنَّ الوَصِيَّ عن الفَواحِـشِ مُعْرِضٌ     ومُعَرِّضٌ لكَـــــــــــــتائِبٍ وكِتابِ

وَرِثَ السَماحَةَ والحَمــاسَةَ مَعْشَراً     جُبِلوا بأجْمَعِهِمْ عَلى الأنْـــــــجابِ

وجلَتْ خطابَتُهُ عَرائِـــــــسَ خُرَّداً     للــــــــــــــخاطِبينَ كَثيرَةَ الخُطّابِ

ولَهُ مَـــــــــناقِبُ مَدَّ مَدْحي ضَبْعَهُ     فــــــــــــــيها وأكْثرها وراءَ نِقابِ

أعْرَبتُ عَنْــها مِلْءَ حَيْزومي ولَمْ     أقْطَعْ مَطـــــــــــالِعَ حِلْيَةِ الأعْرابِ

يا عاتبي بهـــــــــــوى عَليٍّ زِدْتَهُ     صِدْقاً هَوايَ فَزِدْ بِــــــكَمْتِ عِتابِ

أهْوى جَديدَ القَلْبِ فــــــــي إيمانِهِ     رَثَّ العِمامَةِ باليَ الجِلْـــــــــــــبابِ

أرْهَبْتَني بِــــــــــــــــــلَوائِمٍ لَفَّقْتَها     لمّا عَلِمْتَ بـــــــــــــــشَأْنِهِ إعْجابي

وأهَبْتَ نَحْوي بـــــــــالمَلامِ بأنَّني     بِهَــــــــــوى عَليٍّ قَدْ مَلَأْتُ إهابي

ولَقَدْ أتى هذا الفَتى مـــــــا قدْ أتى     في (هَلْ أَتَى) فـــإلى مَتى إرْهابي

إنْ كانَ أسْبابُ السَعادَةِ جَــــــــمّةً     فَــــــــــــــهَوى عَليٍّ أَأْكَدُ الأسْبابِ

وكَسَوْتُ أعْـــــقابي بِنَظْمي مِدْحةً     حُــــــــــــــلَلاً تجدُّ علَيَّ بِالأحْقابِ

حَسَناهُ وهوَ وفــــــــــاطِمٌ أهْواهُمُ     حَقّاً وأُوصـــــــــي بالهَوى أعْقابي (26)

وقال من الثانية وتبلغ (47) بيتاً:

ألا هَلْ مِـــــــــنْ فَتىً كَأبي تُرابِ     إمامٌ طاهرٌ فَـــــــــــــوْقَ التُّرابِ

إذا مــــــــا مُــقْلَتي رَمَدَتْ فَكُحلي     تُرابٌ مَـــــــــسَّ نَعْلَ أبي تُرابِ

مُــــــحَمَّدٌ النَّبِيُّ كَمِصْــــــــرِ عِلْمٍ     أميرُ المُؤْمِنينَ لَهُ كَــــــــــــــبابِ

هُوَ البَكّاءُ في الـــــــــمِحْرابِ لكِن     هوَ الضَّحَّاكُ فــــي يَوْمِ الحِرابِ

هوَ الْمَوْلى المُفَرِّقُ في الـــــمَوالي     حَرائِبَ قَدْ حَواها بِالــــــــحِرابِ

وعَنْ حَمْراءِ بَيْتِ المــــــالِ أمْسى     وعَنْ صَفْرائِهِ صِـــــفْرَ الوِطابِ

شَياطينُ الوَغى دُحِــــــروا دُحوراً     بِهِ إذْ سَـــــــــــلَّ سَيْفاً كَالشِّهابِ

نَعَمْ زَوْجُ البَتــــــــــــولِ أخو أبيها     أبُو السِّبْطَيْنِ رَوَّاضُ الــصِّعابِ

عَـــــــــــــــــــلِيٌّ ما عَلِيٌّ ما عَلِيٌّ     فَتى يَوْم الكَـــــــــــتيبَةِ والكتابِ

عَلِيٌّ بِالهِدايَةِ قَــــــــــــــــــدْ تَحَلّى     ولَــــــــــــــمّا يَدَّرِعْ بُرْدَ الثّيابِ

عَــــــــــــــــلِيٌّ كاسِرُ الأصْنامِ لَمّا     عَلا كَتْفَ النبيِّ بلا احْـــــتجِابِ

عَلِيٌّ في النسِـــــــــــــاءِ لَهُ وَصِيٌّ     أمِينٌ لَمْ يُمانِعْ بــــــــــــالحِجابِ

عَليٌّ إنْ غَزا قَوْماً تَجِــــــــــــدْهُمْ     مُرادَ الطَيْــــــــــرِ مُنْتَجَعَ الذُّبابِ

عَليٌّ قَرْنُهُ الـــــــــــــــعاتي قِرابٌ     إذا شــــــــامَ الحِسامَ مِنَ القِرابِ

عَليٌّ إنْ أتَوْهُ بِمُعْــــــــــــــضلاتٍ     مُعَقَّدَةٍ لَهُ فَصْلُ الــــــــــــخِطابِ

عَليٌّ عــــــــــــــــانَقَتْ يُمْناهُ طُرّاً     كُعوبَ رِماحِـــــــهِ دونَ الكِعابِ

عَليٌّ ضارِبٌ بِضُــــــــــباً كَشُهْبٍ     مضِيفٌ في جِـــــــفانٍ كالجوابي

عَليُّ عــــــــــــــابِسٌ طَلِقُ المُحَيّا     مضاعُ الـــــــمالِ مَحْمِيُّ الْجنابِ

عَليُّ بَراءَةٍ وغَــــــــــــــــديرُ خُمٍّ     ورايةُ خَيْبَرٍ ضِرْغامُ غـــــــــابِ

عَليُّ قاتِلٌ عَـــــــــــــــمْرَو بْنَ وِدٍّ     بِضَرْبٍ عامِرُ البَلَـــــــدِ الخرابِ

عَليُّ تارِكٌ عَــــــــــــــمْراً كَجِذْعٍ     لَقىً بَيْنَ الدَّكـــــــــادِكِ وَالرَوابي

فَفَضَّلَهُ النبيُّ بِصِــــــــدْقِ ضَرْبٍ     على مَن صَدَّقوهُ في الـــــــثَوابِ

عَليُّ في مِــــــــــــهادِ المَوْتِ عارٍ     وأحْمَدُ مُكْتَسٍ غـــــابَ اغْتِرابِ

يَقــــــــــولُ الرُوحُ بَخْ بَخْ يا عَليُّ     فَقَدْ عَرّضْـــــتَ روحَكَ لانْتِهابِ

عَليُّ أحْمَسُ الأصْحــــــــابِ قِدْماً     وأسْمَحُهُمْ بِنَيْلٍ مُسْتَــــــــــــطابِ

وأعْلَمُهُمْ وأقْضـــــــــــــــاهُمْ بِعِلْمٍ     بَعيدِ القَعْرِ رَجّــــــــــافِ العُبابِ

مُؤَدٍّ في الـــــــــــرُكوعِ زَكاةَ مالٍ     حَوَتْهُ حِــــــــــرابُه يَوْمَ الحِرابِ

عَلِيُّ الــــــضَّيْفِ والسَّيْفُ المُؤْتّى     وصَوْمُ الصَّيْفِ والخَيْرُ الحِسابِ

نَعَمْ يَوْم العَطاءِ لَهُ عَـــــــــــــطاءٌ     حِسابٌ لَــيْسَ يَدْخُل في الحِسابِ

فَنازَعَ صِهْرَهُ الــــــطَّيْرَ المُهادى     وكانَ يَـــــــــــــــردّ مِنْهُ بِالكِتابِ

هُما مَثَلاً كَــــــــــهارونٍ وموسى     بِـــــــــتَمْثيلِ النــــبيِّ بِلا ارْتِيابِ

بَنى في المَسْجِدِ المخصُوص باباً     لَهُ إذْ سَدَّ أبْوابَ الـــــــــــصحابِ

كَأنَّ النّــــــــــــــــاسَ كُلَّهُمُ قُشورٌ     ومَـــــــــــــــوْلانـا عَلِيٌّ كَاللُّبابِ

ولايَتُهُ بِلا رَيْبٍ كَــــــــــــــطَوْقٍ     عَلى رَغْم المَعاطِــسِ في الرِقابِ

إذا عُمَرٌ تَـــــــــــخَبَّطَ في جَوابٍ     ونَبَّــــــــــــــــهَهُ عَــلِيٌّ لِلصَّوابِ

يَقولُ وخــــــــــــــالِقي لَوْلا عَليٌّ     هَلَكْتُ هَلَكْتُ فـــي دَرْكِ الجَوابِ

فَفاطِمَةٌ ومَــــــــــــــــــوْلانا عَليٌّ     ونَجْلاهُ سُروري فـــــــي اكْتِئابي

ومَـــــــــــــنْ يَكُ دَأْبُهُ تَشْييدَ بَيْتٍ     فَها أَنا حُبُّ أهْلِ الْبَيْـــــــتِ دَأْبي

وإنْ يَكُ حُبُّهُــــــــــمْ هَيْهاتَ عاباً     فَهـــــا أنا مُذْ عَقلتُ قَــرينَ عابِ

لَــــــــــــــــقَدْ قَتَلوا عَليّاً إذْ تَخَلَّى     لِسِبْحَــــــــتِهِ فَهَلّا في الــضِّرابِ

وقدْ قَتَلوا الرِضا الحَسَنَ المُرَجّى     جَوادَ العُرْبِ بـــــــــالسُمِّ المُذابِ

وقدْ مَــــنَعوا الحُسَيْنَ الماءَ ظُلْماً     وكانَ الماءُ وِرْداً للــــــــــــكِلابِ

ولولا زَيْنَـــــــــــــــبٌ قَتَلوا عَليّاً     صَـــــــــــغيراً قَتْلَ بَــقٍّ أوْ ذُبابِ

وقدْ صَلَبوا إمــــــــامَ الحَقِّ زَيْـداً     فَيا للهِ مِــــــــــــــــنْ ظُلْمٍ عِجابِ

بَناتُ مُحَمَّدٍ في الشَّـمْسِ عَطْـشى     وآلُ يَزيدَ في ظِــلِّ الــــــــــقِبابِ

لآلِ يَزيدَ مِنْ أدَمٍ خِيـــــــــــــــامٌ     وأصْــــــــحابُ الــكِساءِ بِلا ثِيابِ

يَزيدُ وجَـــــــــــــــــدُّهُ وأباهُ أُقلي     وألْعَنُ والـــــــــــــدِّيانةُ لا تُحابي (27)

وقال من الثالثة وتبلغ (27) بيتاً

لَــــــــــقَدْ تَجَمَّعَ في الهادي أبي الحَسَنِ     مـــا قَدْ تَفَرَّقَ في الأصحابِ مِنْ حَسَنِ

ولَمْ يَكُن في جَميعِ النــــــاسِ مِنْ حَسَنٍ     ما كانَ في الضَّيْغَمِ العادي أبي الحَسَنِ

هَلْ كانَ فيهِمْ وإنْ تَصْـــــدُقْ حمدتُ بِهِ     ما كانَ فيهِ مِــــــــــنَ التَّحْقيقِ واللَسَنِ

هَلْ أوْدَعَ اللهُ إيّــــــــــــاهُم وإنْ فضلوا     ما أوْدَعَ اللهُ إيّاهُ مِـــــــــــــــــنَ الزكَنِ 

هَلْ فـــــــــــــيهِمُ مَنْ لَهُ زَوْجٌ كَفاطِمَةٍ     قُلْ لا وإنْ مــــــاتَ غَيْظاً كُلُّ ذي إحَنِ

هَلْ فيهِمُ مَنْ لَهُ في وُلْــــــــــــــدِهِ وَلَدٌ     مِثْلُ الحُسَيْنِ شَــــــــهيدِ الطَّفِّ والحَسَنِ

هَلْ فيهِمُ مَــــــــــــــــنْ لَهُ عَمٌّ يُوازِرهُ     كَمِثْلِ حَـــــــــمْزَةَ فـــي أعْمامِ ذا الزَّمَنِ

هَلْ فيهِمُ مَنْ لَهُ صِنْوٌ يُـــــــــــــــكانِفُهُ     كَـــــــجَعْفَرٍ ذي المَعـــالي الباسِقِ الفَنَنِ

هَلْ فيهِمُ مَنْ تَوَلّــــــــــــى يَوْمِ خَنْدَقِهِمْ     قِتالَ عَمْرٍو وعَمْرٌو خَـــرَّ لِــــــــــلذّقِنِ

هَلْ فيهِمُ يَوْمَ بَدْرٍ مَنْ كَــــــــــفى قُدُماً     قَتلَ الْوَليدِ الهِزَبْرِ الـــــــــــباسِلِ الحَزَنِ

هَلْ فيهِمُ مَنْ رَمى فــــي حينِ سَطْوَتِهِ     بِبابِ خَيْبَر لَمْ يضْعُفْ ولَـــــــــــــمْ يَهِنِ

هَلْ فيهِمُ مُــــــــــــــشْتَرٍ بِالنَّفْسِ جَنَّتَهُ     أكْرِمْ بِمَثْمَنِهِ الــــــــــــــــــغالي وَبِالثَّمَنِ

هَلْ فيهِمُ غَيْرُهُ مَنْ حـــــــــازَ مُجْتَهِداً     عِلْمَ الفَرائِضِ والآدابِ والـــــــــــــسُّنَنِ

هَلْ سابِقٌ مِثْلُـــــــــــهُ في السابِقينَ لَهُ     فَضْلُ السِّباقِ وَمـــــا صَلّى إلـــى الوَثَنِ

وَهَلْ أتــــــــى (هَلْ أَتَى) إلَّا إلى أسَدٍ     فَتى الكَتائِــــــبِ طَوْدَ الحِلْمِ في الــمِحَنِ

أطـــــــاعَ في النَّقْضِ والإبْرامِ خالِقَهُ     وقَدْ عَـــــــــــصى نَفْسَهُ فِي السِّرِّ والعَلَنِ

قَدْ كانَ يَلْبَسُ مِسْـــــــــــحاً بالِياً خَلِقاً     مَعَ التَّمَكُّنِ مِـــــــــــــــــمّا حِيكَ في عَدَنِ

ما كانَ في زُهْدِهِ أوْ عِــــــــلْمِهِ دَرَنٌ     وإنْ مَضى عُمْـــرهُ في ثَوْبِهِ الــــــــدَّرِنِ

الناسُ في سَفْحِ عِلْــــــمِ الشَّرْعِ كُلُّهمُ     لٰكِنْ عَليّ أبو السِّبْطَــــــــــــــيْنِ في القُنَنِ

ويَوْمُهُ حَرْبٌ أسَـــدُ الحَرْبِ ضَيْغَمُها     ولَيْلُهُ ســــــــــــــــــــــبحَةٌ طَرّادَةُ الرَسَنِ

يا أحْبَسَ الـــــــنّاسِ والهَيْجاءُ لاقِحةٌ     يا أَسْمَحَ النّاسِ بِالدُنْيا بِـــــــــــــــــلا مِنَنِ

ما في الــــسُّيوفِ كَسَيْفٍ شِمتَهُ حَتَفاً     وإنْ جَلَتْهُ زَمــــــــــــــــــــاناً خِطَّةُ اليَمَنِ

ولا كَـصِهْرِكَ في الأصْهارِ مِنْ أحَدٍ      ولا كَمِــــــــــثْلِكَ في الأخْــــتانِ مِنْ خَتَنِ

تَبّاً لِباغِيَةٍ شاموا قَواضِــــــــــــــبَهُمْ     لِنَصْرِهِمْ آلَ حَـــــــــــــرْبٍ مَـصْدَرِ الفِتَنِ

قـدْ فَضَّلوا نَجْلَ حَرْبٍ مِنْ ضَلالَتِهِمْ     عَلى إمام الهُدى الــراضي الرِضـا الفَطِنِ

يَرْجــــــونَ جَنَّتَهُمْ هَيْـهاتَ قدْ طَلَبوا     ماءَ الرَكايا بِلا دَلْوٍ ولا رَسَــــــــــــــــــنِ

وهُمْ يُـلاقونَهُ فـــــــــــي قَعْرِ نارِهِمُ     مَعَ الشَيــــــــــــاطينِ مَقْرونيــنَ فـي قَرَنِ (28)

وقال في أمير المؤمنين (عليه السلام)

إنَّ عَلِيَّ بْــــــــنَ أبي طالِبٍ     خيْرُ الوَرى والْغالِبِ الطّالِبِ

يا طـــــــالِباً مِثْلَ عَلِيٍّ وهَلْ     في الْخَلْق مِثْلُ الفَتى الطّالِبي

فَتْــوى رَسولِ اللهِ أنْ لا فَتى     إلَّا عَــــــــلِيَّ بْنَ أَبي طالِبِ

وذو الْفِقارِ الْعَضْبُ لَمْ يَحْكِهِ     سَيْفٌ وَإنَّ السَّيْفَ بِالضّارِبِ (29)

وقال في أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) أيضاً:

أسَــــــــــدُ الإلهِ وسَيْفُهُ وقَناتُهُ     كـالظُّفْرِ يَوْمَ صِيالِهِ والنَّابِ

جاءَ النِداءُ مِــنَ السَماءِ وسَيْفُهُ     بِدَمِ الكُماةِ يَلِجُّ في التِسْكابِ

لا سَيْفَ إلّا ذو الفِقارِ ولا فَتىً     إلّا عَـــــلِيُّ هازِمُ الأحْزابِ (30)

وقال فيه (عليه ‌السلام):

نَـــسَبَ المُطَهَّرِ بَيْنَ أنْسابِ الوَرى     كالشَّمْسِ بَيْنَ كَواكِبِ الأنْسابِ

والشَّمْسُ إنْ طَلَعَتْ فَما مِنْ كَوْكَبٍ     إلّا تَغَيَّبَ فــــــي نِقابِ حِجابِ (31)

وقال في سبايا أهل البيت (عليهم ‌السلام):

بَناتُ زِيادٍ في القُصورِ قَدِ اسْتَوَتْ     عَــلى سُرُرِ العَلْياءِ مِنْ كُلِّ جانِبِ

وإنَّ بَنــــــــــــاتَ الْهاشِمِيِّ مُحَمَّدٍ     رَسولِ الْهُدى نُكِّبْنَ سَيْرَ السَباسِبِ

سَوافِرُ يَنْدُبْنَ الــــــــحُسَيْنَ بِنَوْحَةٍ     تـحِلُّ بِها الأحْزانُ خَيْطَ السَواكِـبِ (32)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه‌ السلام)

إذا ذَكَرَتْ نَفْسي مَصائِبَ فاطِمٍ     بأوْلادِها هانَتْ عَلَيَّ مَـــــــصائِبي

ولَمْ أتَذَكَّرْ مَنْعَهُمْ عَــنْ مَشارِبٍ     عَلى ظَمَأٍ إلّا وعِـــــــفْتُ مَشارِبي

أسيغُ مِياهي بَعْـــدَهُـمْ ثُمَّ أدَّعي     بأنّيَ في دَعْوَى الهَوى غَيْرُ كاذِبِ

سَقَوْا حَسَناً سُـمّاً ذعـافاً وجَدَّلوا     أخاهُ حُــــــــسَيْناً بالقَنا والقَواضِبِ

فَضائِلُهُمْ لَــــيْسَتْ تُعَـدُّ وتَنْتَهي     وإنْ عُـدِّدَتْ يَــوْماً قطارَ السَحائِبِ

وإنَّ يَـــــــزيداً رامَ أنْ يَـتَسَفَّلوا     وأنْ يَتَرَدَّوْا فــي مَهاوي الْمَعاطِبِ

وقَدْ رَفَعَ العَدْلُ الْمُهَيْمِنُ حـالَهُمْ     بِـــــــمَنْزِلَةٍ قَعْـــساءَ فَوْقَ الكَواكِبِ (33)

وقال في أمير المؤمنين (عليه ‌السلام):

إنّ عَليّاً سَـــــــــــــيّدُ الأوْصِياءْ    مَولَى أبي بَكْــــــــرٍ ومَوْلى عُمَرْ

أقْصَرَ عَنْ أسْيافِــــــــــهِ قَيْصَرٌ     وإنَّ كِــــــــسْرى عَن قَناهُ انْكَسَرْ

انْحَجَرَتْ آســـــــادُ يَوْمَ الوْغى     لَمَّا اكْتَسى لِلْحَرْبِ جِلْدَ الـــــــثمَرْ

لَمْ يَتَقَلَّدْ سَيْفَهُ في الْـــــــــــوَغى     إلَّا وَنادَى الدِّينُ جــــــــاءَ الـظَّفَرْ

وهَلْ أتى مَدْحُ فَــــــتىً هَلْ أَتى     لِغَيْرِهِ في (هَـــــــــلْ أَتَى) إذْ نَذَرْ

فيا لَها مِـــــــــنْ سِيَرٍ في العُلى     تُتْلى عَـــــلى الناسِ كَمِثْلِ السُوَرْ

يَزيدُ لَــــظىً قد رام أن يتسفّلوا     وأن يتردّوْا في مهاوي المعاطبِ

وقد رَشَحَ العدلُ المهيمنُ حالَهُمْ     بـــــــمنزلةٍ قعساءَ فوقَ الكواكبِ

فـــــــضائلُهم ليست تُعدُّ فَتنتهي     وإنْ عُـدِّدتْ يوماً قَطار السحائبِ (34)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه‌ السلام):

لَقَدْ ذَبَحوا الحُسَيْنَ ابْـنَ البَتولِ     وقالوا نَحْنُ أشْـــــياعُ الرَسولِ

بِقَطْرَةِ شِرْبَةٍ بَخِـــــــلوا عَلَيْهِ     وخاضَ كِــلابُهُمْ وَسْطَ السُيولِ

قصارى هَمّـــــهمْ ريحٌ شِمالٌ     وكاســـاتٌ مِـنَ الرَّاحِ الشَّمولِ

وإنَّ مُــــــــــوَفَّقاً إنْ لَمْ يُقاتِلْ     أمــــــامَكَ يا بْنَ فَاطِمَةَ البَتولِ

فَسَوْفَ يَصوغُ فيكَ مُحَبَّراتٍ     تَنَقَّلُ في الحُزونِ وفي السُهولِ  (35)

وقال في أهل البيت (عليهم ‌السلام):

أيَأْمَنُ وَحْشُ الـبَرِّ غَائِلَةَ الوَرى     وآلُ النبيِّ المُصْطَفى غَيْرُ آمِنِ

تَكَدَّرَتِ الدُنْيا عَلَيْهِمْ وَقَدْ صَفَتْ     لِكُلِّ عَـــــــــنيدٍ شاطِرٍ مُتَماجِنِ (36)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه ‌السلام):

مَــــــــــنْ يَكْتَسِبْ سَخَطَ النبيِّ مُحَمَّدٍ     لِينالَ في الدُنْيا رِضى ابْنِ مُعاوِيَهْ

حَرُمَ الشَفاعَةَ في الحِسابِ وسِيقَ في     زُمَرِ الــــــضَلالَةِ نَحْوَ نارٍ حامِيَهْ

فجَزاءُ قَــــــــــــوْمٍ حارَبوا مِنْ دونِهِ     واسْتُشْهِدُوا غُــرَفُ الجِنانِ العالِيَهْ

وجَزاءُ مَنْ قَتَلَ الـــــــحُسَيْنَ وحِزْبَهُ     يَوْمَ الجَزاءِ خُلــــــودُهُ في الهاوِيَهْ (37)

...........................................................................

1 ــ مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 159 / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 102 / ديوان القرن السادس ص 29

2 ــ مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 160 / ديوان القرن السادس ص 292

3 ــ مقدمة كتاب مناقب أمير المؤمنين، تحقيق الشيخ مالك المحمودي، تقديم الشيخ جعفر سبحاني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة ج 1 ص 16 / الغدير ج ١ ص ٣٩٨

4 ــ روضات الجنات في احوال العلماء والسادات للخوانساري ج ١ ص ٦٤

5 ــ مقدمة مقتل الحسين للخوارزمي تحقيق محمد السماوي، دار أنوار الهدى 1418 هـ ص 8

6 ــ مقدمة كتاب مناقب أمير المؤمنين ج 1 ص 4

7 ــ الغدير ج 4 ص 399 ــ 401

8 ــ مقدمة كتاب مناقب أمير المؤمنين ج 1 ص 18 ــ 21

9 ــ نفس المصدر ص 21 ــ 23

10 ــ نفس المصدر ص 24

11 ــ معرفة الإمام / المجلد الحادي عشر / القسم العاشر: معنى الحكمة في القرآن ــ الأحاديث في فضائل علي (عليه السلام) ص 245

12 ــ اليقين باختصاص علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين ص 166

13 ــ الغدير ج ٤ ص 398

14 ــ نفحات الأزهار ج 10 ص 145

15 ــ بغية الوعاة ج ٢ ص ٣٠٨

16 ــ إنباه الرواة ج ٣ ص ٢٣٢ رقم ٧٧٩

17 ــ العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ج ٧ ص ٣١٠

18 ــ أدب الطف ج 3 ص 187

19 ــ مقدمة المناقب ص 15 عن الفوائد البهية في تراجم الحنفية للكنوي الهندي

20 ــ روضات الجنات في احوال العلماء والسادات للخوانساري ج ١ ص ٦٤

21 ــ مقدمة المناقب ج 1 ص 16

22 ــ الغدير ج 4 ص 402

23 ــ مقدمة المناقب ص ج 1 ص 23 ــ 24

24 ــ مقدمة كتاب المناقب ص 11

25 ــ مقدمة كتاب مقتل الحسين ص 12

26 ــ المناقب للخوارزمي ص 287

27 ــ مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 161 / المناقب للخوارزمي ص 290 / المنتخب لفخر الدين الطريحي ص 189 / الغدير ج 4 ص 398 / ديوان القرن السادس ص 38

28 ــ المناقب للخوارزمي ص 291 / مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 171

29 ــ المناقب للخوارزمي ص 38

30 ــ نفس المصدر ص 37

31 ــ كشف الغمة للأربلي ج ١ ص ٦٥

32 ــ مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 160

33 ــ نفس المصدر والصفحة

34 ــ مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 266

35 ــ مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 159

36 ــ نفس المصدر ص 160

37 ــ نفس المصدر ص 158

المرفقات

: محمد طاهر الصفار