إبراهيم الغالبي (ولد 1393 هـ / 1973 م)
قال من قصيدة (وحي القمر) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام):
وحيثُ مــــــــــــــمتـزجٌ كـلّي بأخيلتي بـ (كـربلائـ) ـيَ لونٌ منكَ يُسديها
وحدي وصوتُكَ إيقاعُ الحضورِ سرى يطـــــــوفُ مملكةً من كُنهِ باريها
لولاكَ ما فُتـحـتْ أبـــــــــوابُ أدعيتي ولا تـقــــــلّدتُ شـيـئـاً مـن لآليـها (1)
الشاعر
إبراهيم بن حسيب بن عباس الغالبي، شاعر وباحث سياسي وروائي وإعلامي، ولد في سوق الشيوخ في محافظة ذي قار (الناصرية)، بدأ تجربته في الكتابة في منتصف الثمانينات، وأصدر عدة كتب في الفكر الديني والسياسي منها:
1 ــ شيعة العراق
2 ــ بلاك ووتر ودور المرتزقة في البناء المؤسساتي
3 ــ الرد على كتاب عمر والتشيع
4 ــ الائتلاف العراقي الموحد والتحدي الطائفي
5 ــ ذاكرة الموت.. البعث من الدكتاتورية إلى طموح العودة
أما على صعيد الرواية فقد أصدر منها:
1 ــ اعترافات كائن 2008
2 ــ آخر أوهام العباقرة 2011
3 ــ مريمان 2012
4 ــ جسد الصمت والهذيان 2012
وقد حاز على عدة جوائز في مسيرته الأدبية منها:
1 ــ المركز الأول في مسابقة أور الإبداعية بنسختها الأولى
2 ــ فازت روايته (اعترافات كائن) كأفضل رواية عربية عام (2008)
عمل في الصحافة منذ عام (2003) ولا يزال
شعره
يقول في قصيدته (وحي القمر) التي فازت بالمركز السابع في مسابقة الجود العالمية التي أقامتها العتبة العباسية المقدسة لدورتها الثانية:
حاشا لـيمِّكَ يُسـقـى من قـوافـــــــــيها لا يملــكُ الـقولَ في كفيــــكَ ما فـيها
أدنو ومنسكبُ الأضواءِ يـــــــــغمرني نوراً يـلامسُ من روحـــي ويُغـريها
تـلـتـفُّ ألسنةٌ حـمـــــــــرٌ علـى ورقي وكـلُّ أحـرفـيَ الــظـــمأى تنـاغـيـها
أزيدُ وقدَ انتظــــــاري كي أراكَ مـدى يحنــو وأيكـاتُ شــــــوقٍ لا أسـمِّيها
قلْ لي بصبرِكَ مـــــــا معناكَ في لـغةٍ سموتَ وحدكَ ســفـراً مـن معانيها؟
قلْ لي لأبصــــــرَ ومضي في دجـنَّتِها أو ألـتقي نجــمـةً فـي الأفـقِ أحكيها
أتــاكَ شـــــــاعـرُكَ المهـدورُ أســئـلـةً يحتــارُ ينــــشــرُها حيـناً ويطــويها
من أيِّ سـرٍّ تـركتَ الوقتَ أحـجــــيةً؟ وسـاعـــــةُ المــوتِ أفـنـتـها ثوانـيها
مضـتْ وأنتَ ابتـداءُ اللهِ شــــــــاءَ بـه أن تُــــصطفى لـصـلاةٍ كنتَ تـنويها
تمرُّ تـلقي عـلى الأشيــــــــاءِ نضرتَها وتـــستحيـلُ دمـوعـــاً فـي مــآقيــها
سكبتَ روحَكَ أنهاراً رويتَ بـــــــــها صبرَ الحسـينِ وصبراً منـه يرويها
ويـستحـمُّ بعينيـكَ النهــــــــــــارُ إلــى أن يخـلدَ الـضوءُ فـي أجـفانِ ساقيها
يا أيُّهذا الذي أســــــــــــرارُه احتجبتْ في كـلِّ مُنــكشــفٍ حــــيَّـاً وتدليـها
ما لحظةٌ منكَ حمراءُ الـصهيلِ سَـمَتْ فصــارَ كـلُّ غدٍ يأتــي يحاكـــــــيها
ما ليلةٌ تمطـرُ الأقمـــارُ أشـــــــــرعةً وتسألُ الــريحَ مــــاذا في أقاصـيها
مــاذا وراءَ دمٍ يمــــــــــــــتـدُّ أطرقـةً وخطوةُ الجرحِ فــيهـا بعضُ ما فيها
وسِرتَ تومضُ فـي الأشياءِ رغبتَـــها فتستديرُ اخضــراراً في بواديــــــها
يا حـامـلاً دمعةً مـن طـفِّ روحِـكَ للـ آتينَ إن ظـمـــأوا انداحتْ سواقــيها
يستعـذبـونَ عـلـى شـطّـيـكَ أغـنيـةَ الـ أحـزانِ يلـتــذُّ فيـها مَـن يـعـانيـــهـا
يا سيِّدَ الضوءِ هَبْ لي ها هنا قــــمراً واطلقْ خــيولكَ ضوءاً في لياليـــها
هبطـتَ وحيـاً بقـلـبـي ثـم قـلــــــتَ له إقرأ فـــجـاءكَ يـتـلـو شعرَه تيـــــها
وقلتَ للحرفِ أسبغْ من وضـوئـكَ لي واسكرْ بمائي وطفْ بالجرحِ تشبيها
أنا الذي إن يمسُّ الأرضَ ظـلَّ يـــدي يـــــــندى الربيعُ خيالاً فـي نواحيها
تُكسى السمــاءُ غيومــاً من عبيرِ دمي لـــــــو رفَّ مـنِّي جناحٌ في أعاليها
لا شدوَ إلا صــــــــدى أنشــودتي أبداً نارُ احـــــتراقي وبعضٌ من تلظّيها
وقلتَ ما قلتَ فانسابـــتْ حــروفُكَ لي قـصائدَ العشقِ تـــــحويني وأحويها
وإذْ أراكَ بصـحـراءِ الفــــــــــداءِ فتىً تثني المنايا سـواهُ وهــــــــوَ يُثنيـها
تخاطبُ الماءَ في ريٍّ شكـــيـــــــــمتَه لن أطفـئَ الثـأرَ إلّا في تنـــــــاديها
فكنتَ للسيــــفِ حـدَّاً فـــي توجُّـهِكَ الـ أسـمـى وروحـاً تـناهتْ في تحدِّيها
وكنتَ مصحــــــــــــفَ إشـراقٍ تـرتّله نجــــوى القلوبِ تلاقتْ في تعزِّيها
أيا أبا الفضلِ أيُّ الــــــشـــعرِ ينسجني فـيكَ احتـــراقاتُ وجدٍ لا أجـاريها
أيّ القوافي الظوامي ســـــوفَ أهـرقُها تســابقُ الضوءَ في مجرى تفانيها
حملتُ وجهَكَ في نسيـــانِ ذاكــــــرتي دنيــــــا من الحـلمِ الأبهى أماسيها
ذكراً يـداعبُ أوتــــاري فتنــــــدلـعُ الـ أصداءُ تسكبُنـي في عـمـقِ واديها
هناكَ حيثُ ارتعـــــــــادِ القلبِ في ولهٍ وحيثُ أبصـرُ من روحي مرافيها
وحــــــــــــيثُ مـمتــزجٌ كـلّي بأخيلتي بـ (كـربلائـ) ـيَ لـونٌ منكَ يُسديها
وحدي وصوتُكَ إيقاعُ الحضورِ سرى يطوفُ مملكــــــــةً من كنهِ باريها
لولاكَ ما فُتـحـتْ أبـــــــــوابُ أدعيتي ولا تـقـــــــلّدتُ شـيـئـاً مـن لآليـها
تزاحمتْ في ضريحِ الـــــشوقِ واجفةً تمــــــــتدُّ نَـهْـرَي ولاءٍ في تجـلّيها
حاشــا ليمِّكَ يُسقـى مـــــــــن قوافيـها لا يمــــــلكُ القولَ من كفّيكَ ما فيها
...............................................................
1 ــ ترجمته وقصيدته في كتاب (الجود) ص 82 ــ 85 وهو إصدار وثائقي خاص بمسابقة الجود العالمية الثانية عن أبي الفضل العباس (عليه السلام) والتي أقامتها العتبة العباسية المقدسة سنة 1432 هـ
اترك تعليق