أبو الحسين البحراني: (توفي 1085 هـ / 1675 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (87) بيتاً:
فهوَ سـبطُ النّبـــيِّ أكــرمُ سبــطٍ فازَ عـبــدٌ بـنــــــــــــفسِهِ واساهُ
يومَ أضحى بـ (كربلا) بينَ قومٍ خــــــــــــذلوهُ وأظهروا بغضاهُ
وهوَ يدعوهمُ إلـــــى منهجِ الحـ ـقِّ وهمْ في عمى الضلالةِ تاهوا (1)
الشاعر
أبو الحسين بن أبي سعيد البحراني. ليس هناك أية معلومات عن الشاعر سوى ما ذكره السيد جواد شبر حين عرضه لمجموعة قصائد لعدة شعراء ومنهم االبحراني ثم يقول: (وجدناها في مجموعة قديمة عتيقة ترجع كتابتها إلى القرن التاسع أو العاشر الهجري)، ثم يشير إلى هذه المجموعة في الهامش فيقول: (ووجدتها في مجموعة حسينية في مكتبة الإمام الحكيم العامة ـ قسم المخطوطات رقم 577)، وبعد أن يستعرض عدة قصائد يصل إلى هذه القصيدة فيقول: (ولأبي الحسين بن أبي سعيد وفي بعض المخطوطات: الشيخ حسين البحراني ابن سعد) (2)، وقد ذكر القصيدة أيضاً الطريحي في المنتخب وسمّى شاعرها بـ أبي الحسين بن أبي سعيد (3) وهو ما أثبته الشاعر في قصيدته بقوله:
وإذا مــا أبو الحسينِ ارتجاكمْ حــــاشَ للهِ أنْ يخيبَ رجاهُ
ابنُ أبي سعيد مخلصُ الودِّ فيـ ـكمْ في غدٍ يرتجيكمْ شفعاهُ
لكن الكرباسي يسميه الحسين بن سعد (3) ولعل لفظة (أبو) سقطت من الناقل في هذه المجموعة، وقد انفرد الكرباسي بذكر وفاته فقال: إنها قبل عام (1085)، وقد ذكر شبر القصيدة بـ (33) بيتاً لكن الطريحي يذكرها بـ (85)، والكرباسي بـ (87)، أما نَفَس القصيدة فهو نَفَس ولائي متفجّع يعالج فيها الشاعر عدة جوانب من مأساة الطف بطريقة سردية يقول أبو الحسين:
أيُّها الـباكي المـــــطيـــلُ بــكـاهُ كلُّ ما آن صـبـحُه ومــــــــــساهُ
ابكِ ما عشـــــتَ للحسينِ بشجوٍ لا تردْ بالبكا الـــــــــطويلِ سواهُ
فهوَ سبــــــطُ النّبـيِّ أكـرمُ سبطٍ فــازَ عــبــــــــدٌ بـــنــفسِهِ واساهُ
يومَ أضحى بـ (كربلا) بينَ قومٍ خـــــــــــــذلوهُ وأظهروا بغضاهُ
وهوَ يدعوهمُ إلى مــــنهجِ الحـ ـقِّ وهمْ في عمى الضلالةِ تـاهوا
كتــبوا نحوهُ يقولــــــــــــونَ إنّا قـــــد رضيــنا بكلِّ ما تـــرضاهُ
سِرْ إلينا فــــلا إمــــــــــامَ نراهُ يهتـــــــدي ذا الـــورى إذاً بهداه
غيركَ اليومَ يــا ابنَ من فـرضَ اللهُ علـــــــــى سائـرِ الأنامِ ولاهُ
كُنْ إلينا مســارعاً فعليــــــــــنا حــــــــيـــنَ تأتي جميعُ ما تهواهُ
فأتى مســرعاً إليـــــــــهمْ فلـمّا عاينـــــــــوهُ وعنـــــده أقـربــــاهُ
أعرضوا عـنْ ودادِه ثمّ أبـــدى منهـــــــــمُ الـحــــقدَ من له أخفاهُ
ثم صـالوا عليهِ صـــــولةَ بغيٍ لم يُريــــــــــدوا مـنَ الأنـامِ سِواهُ
فتحـــــامتْ إليـه إخوانُ صدقٍ رغـبــــــــةً فــي قــتالِ مـنْ عاداهُ
بذلوا دونه النفـوسَ اخــتـــياراً للمنـــــــــــايا ولــــــمْ يـعـدْ إلّا هو
تارةً بالطعانِ يحـــمي وطوراً بالحــــــسامِ الصقيلِ يــحمـي حِماهُ
ومنها:
يا شهيداً لموتِهِ أفِــــــلَ البــد رُ واعتـراهُ الخسوفُ بعدَ ضياهُ
يا قضيباً حين استـوى وتدلّى أقصـــــــــفته المنونُ بعد استواهُ
يا قتيلاً بكتْ لــه الجنُّ والإنـ ـسُ طويـــلاً واستوحشــتْ لجفاهُ
ويقول في نهايتها:
يا بني المُصطـــفى سلامٌ عليكمْ ما أضاءَ الصبحُ واستنارَ ضياهُ
أنتـــمُ صفـــــوةُ العلى من الخلـ ــقِ جميـــــــــعاً وأنتـمُ أمنـــــاهُ
أنتمُ المنـــهـــجُ القويــــمُ وأنتــمْ يا بنـــي أحمـــــــــــدٍ منارُ هداهُ
أنتــــمُ حبــــــلُه المتيـنُ فطوبى لمـحــــــــــبٍّ تـمسَّـــكتــــه يداهُ
أنتمُ يا بنـــــي النّـــبيِّ حُججُ اللهِ في الـبــرايا وأنتــــمُ خلفـــــــاهُ
حبُّكمْ في المعادِ ذُخري وكنزي يومَ يلـــــقى المسيءُ ما قدْ جناهُ
.................................................
1 ــ أدب الطف ج 5 ص 52 / منتخب الطريحي من ص 442 إلى 446 / دائرة المعارف الحسينية / ديوان القرن الحادي عشر ج 2 ص 321
2 ــ أدب الطف ج 5 ص 52
3 ــ منتخب الطريحي ص 442
4 ــ دائرة المعارف الحسينية / ديوان القرن الحادي عشر ج 2 ص 321 عن المجموعة الثانية المخطوطة بمكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف ص 313 و 365
اترك تعليق