الصنوبري: (284 ــ 334 هـ / 897 ــ 945 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (17) بيتاً:
يا (كربلاءُ) خُلقتِ مِن كربٍ عــلـــيَّ ومن بلاءِ
كـمْ فـيكِ من وجهٍ تشـ ـرّبَ مــاؤه مـاءَ الـبـهـاءِ
نفسي فـداءَ المصطلي نارَ الوغى أيّ اصطلاءِ (1)
وله من قصيدة أخرى تبلغ (33) بيتاً:
أنيخا بنا العيسَ في (كربلا) مناخَ البلاءِ مناخَ الكربْ
نـشـمُّ مُــمــسَّـكَ ذاك الثرى ونـلـثمُ كافورَ ذاكَ التُربْ
ونـقـضـي زيارةَ قـبـرٍ بـهـا فإنَّ زيـــــارته تُـسـتَحبْ (2)
وقال من قصيدة في رثاء الحسين (ع) تبلغ (56) بيتاً:
مَلأتِ واللهِ كــربــاً يا (كربلاءُ) الـصٌّدورا
كأَنني بِـرَحى الحـ ـربِ أوشكتْ أن تدورا
والفاطميّونَ تقريـ ـهمُ السيوفُ الــطـــيورا (3)
وقال من قصيدة تبلغ (112) بيتاً:
يا بني أحمدٍ هـواكمْ هوى خــــا لط مِنّا مخــــــــــاخَــنــا والمشاشا
جادَ قبراً بـ(كربلاءَ) رشاشَ الـ ـغيثِ ما اسطاعتْ الغيوثُ رشاشا
واستجـــاشَ الربيعُ فيها جيوشاً من جيوشِ الربيعِ فيما اســتــجاشا (4)
وقال من قصيدة تبلغ (80) بيتاً:
يا (كربلاء) أمــا لــــي فيكِ مبترضٌ على الثناءِ فــأبــغــي فــيــكِ مُبترضا
إن يعقلَ الجسمُ أو يأبضْ فما عقلَ الـ ــــشوقُ الــمــملكُ أحشائي ولا أبضا
من لي إذا هممي جــالــتْ بــمــعتزمٍ يجيلُ تحتَ الدياجي الحزمَ والغرضا (5)
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين تبلغ (42) بيتاً:
صلوا على بنتِ النبيِّ محمدٍ بعدَ الصـــلاةِ على الـنـبيِّ أبيها
وابكوا دماءً لو تشاهدُ سفكَها في (كربلاءَ) لـمـا ونتْ تبكيها
يا هـولها بين العمائمِ واللهى تجري وأسيافُ العدى تجريها (6)
الشاعر
أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي المعروف بـ (الصنوبري) (7)، من شعراء أهل البيت، ولد في إنطاكية ونشأ وتربَّى بحلب، حيث تلقى فيها تعليمه (8)، وينتسب الصنوبري إلى قبيلة ضبّة (9)، أما سبب تلقيبه بـ (الصنوبري) فقد جاءه من جده الحسن، وقصته كما ذكرها ابن عساكر، ومحمد راغب الطبّاخ الحلبي: (أن عبد الله الحلبي الصفري راوية شعر الصنوبري سأله عن السبب الذي من أجله نُسب جده إلى الصنوبر حتى صار معروفاً به ؟ فقال له: كان جدي صاحب بيت حكمة من بيوت حِكَم المأمون فجرت له بين يديه مناظرة فاستحسن كلامه وحدة مزاجه وقال له:
إنك لصنوبري الشكل. يريد بذلك الذكاء وحدة المزاج) (10)
وتتضح من خلال هذا الجواب مرجعيات وجذور الصنوبري وأنه لم ينشأ في أجواء عادية، لا أثر فيها لسابقة علمية أو أدبية في تاريخ أسرته، بل يدل على أن أسلافه كان لهم قدماً ثابتاً وبصمة مؤثرة في هذين المضمارين، وقد ورث الصنوبري منهم هذه المكانة
حفلت حلب في عصر سيف الدولة الحمداني بالفقهاء والعلماء والأطباء والفلاسفة والأدباء والشعراء والمؤرخين وأعلام العصر، وفي مثل هذه الأجواء عاش الصنوبري واستطاع أن ينقش اسمه بينهم وان يذكره المؤرخون في أول صفوفهم كما يذكره الأدباء في رأس شعرائهم شاعراً كبيراً مجيداً وحتى قال عن نفسه:
وإذا عُزينا إلى الــصــنــوبـــرِ لـــــم نُعزَ إلى خاملٍ من الــخــشـــبِ
لا، بلْ إلى بـاســقِ الــفــروعِ عــــلا مناسباً فــي أرومــةِ الــــحسبِ
مثـل خيامِ الــحــريــرِ تــحـمــلُـــــها أعـمـــدةٌ تحتــــــها منَ الـذهبِ
كــأن مـــا فــــــي ذراهُ مـن ثــمـــرٍ طيرٌ وقوعٌ على ذرى القـضبِ
باقٍ عــلى الـصيفِ والــشــتـــاءِ إذا شابتْ رؤوسُ النباتِ لم يــشبِ
مـحـصّــنُ الـحـــبِّ فـي جواشـنِ قدْ أمن في لبسِها مـــن الــحـــربِ
حبٌّ حكى الحبَّ صِينَ في قربِ الـ أصدافِ حتى بدا مــن الـــقربِ
ذو نثةٍ ما يــنـــــالُ مـــن عـــنــــبٍ ما نيل مـن طيـبِـها ولا رطـبِ
يا شــجــراً حــبـــه حـــــــــدانِيَ أن أفــدي بـــأمِّي محبَّـــــــة وأبي (11)
هجرة إلى العلم
هاجر الصنوبري إلى حلب مركز الإشعاع العلمي والحضاري ودرس فيها وتعلم على يد كبار العلماء والأدباء فيها حتى استطاع أن ينافس شعراء عصره، فتوجّهت إليه الأنظار وأصبح اسمه يشع في سماء حلب مع كبار الشعراء، حتى لقب بـ (حبيب الأصغر) ــ أي أبي تمام ــ (12) كما استفاد الصنوبري من تنقلاته بين حلب والموصل والرقة ودمشق وتزود بالعلم والأدب، وخاصة إلى الرقة التي أصبحت موطنه الثاني بعد حلب وكانت له روابط صداقة مع الشعراء والأدباء فكانت جلساته معهم تقوي شاعريته وتصقل موهبته ومن أهم هؤلاء الأعلام:
1 ــ المعوج الرقي، الذي عدّه بعض المؤرخين أستاذاً له ويدل على علاقته القوية به قصيدته في رثائه عندما توفي (307هـ).
2 ــ علي بن سليمان الأخفش الصغير، العالم اللغوي الشهير.
3 ــ كشاجم الشاعر الذي كانت تربطه به علاقة متينة وصداقة قوية كان عمادها تشيعهما وولاؤهما لأهل البيت وكلاهما له قصائد كثيرة في حقهم (عليهم السلام) فاجتمعا في بيئة شيعية وضمتهما ندوة سيف الدولة.
قالوا فيه
قال السيّد محسن الأمين: (كان الصنوبري شاعراً مجيداً مطبوعاً مكثراً، وكان عالي النفس، ضنيناً بماء وجهه عن أن يبذله في طلب جوائز ممدوح، صائناً لسانه عن الهجاء، يقول الشعر تأدّباً لا تكسّباً. مقتصرا في أكثر شعره على وصف الرياض والأزهار. وكان يسكن حلب ودمشق) (13)
وقال الشيخ عبد الحسين الأميني: (شاعر شيعي مجيد، جمع شعره بين طرفي الرقّة والقوّة، ونال من المتانة وجودة الأُسلوب حظّه الأوفر، ومن البراعة والظرف نصيبه الأوفى) (14)
وقال العماد الأصفهاني: (شعره في الذّروة العليا) (15)
وذكر الأميني عن ابن النديم قوله في فهرسته: (إن الصولي عمل شعر الصنوبري على الحروف في مائتي ورقة. فيكون المدون على ما التزم به ابن النديم من تحديد كل صفحة من الورقة بعشرين بيتا ثمانية آلاف بيت) (16)
ديوانه
ليس أدل على أهمية شعر الصنوبري وشاعريته من اهتمام كبار علماء اللغة وأفذاذ الشعراء به وجمعه وتدوينه فقد جمع ديوانه الشاعر والعالم واللغوي الكبير الصولي (محمد بن يحيى بن عبد الله)، على الحروف في مأتي ورقة. فكان المدون على ما التزم به ابن النديم من تحديد كل صفحة من الورقة بعشرين بيتا ثمانية آلاف بيت، وسمع الحسن بن محمد الغساني من شعره مجلدا (17)
كما اهتم بشعره وعني به في حياته رواية وجمعا تلميذه أبو العباس الصفري، وعثمان بن عبد الله الطرسوسي، وقد اشتهر شعره في البلاد حتى دخل الأندلس وقُرِئ بها على يد محمد بن العباس الحلبي، وعنه رواه اللغوي الأندلسي أبو بكر الزبيدي الإشبيلي.
يقول الدكتور شوقي ضيف: (وأخذ كثيرون يروون أشعاره وهو على قيد الحياة، وعنى أحد تلاميذه من الشعراء وهو أبو العباس الصفري برواية ديوانه وعنه رواه القاضي أبو عمر عثمان بن عبد الله الطرسوسي ، واهتم به معاصره أبو بكر الصولي فجمعه ورتبّه على حروف الهجاء في مائتي ورقة. ولم يلبث الديوان أن دخل الأندلس بعد وفاة صاحبه بنحو عشرين عاما لعهد الحكم المستنصر (350 - 366 هـ). على يد مواطن للصنوبري ترجم له ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس، هو محمد بن العباس الحلبي، وعنه رواه اللغوي المشهور أبو بكر الزبيدي الإشبيلي، وذاعت هذه الرواية بين أدباء الأندلس، ونرى ابن خير يذكر طرقها في فهرسته. ولم يصل إلى عصرنا من الديوان إلا جزء منه يشتمل على قصائده من قافية الراء حتى القاف، أما الجزء الذي يسبقه والآخر الذي يلحقه فمفقودان، وحقّق الجزء الباقي تحقيقا علميّا الدكتور إحسان عباس وألحق به ما وجده في المصادر المخطوطة والمطبوعة من أشعار الصنوبري ونشر هذا الملحق مع الجزء المذكور باسم ديوان الصنوبري ومعه فهارسه في نحو 580 صفحة) (18)
أما مميزات شعر الصنوبري فقد عني بالتشبيهات وابتكار الصور وقد شابه بعض النقاد شعره بشعر ابن الرومي من حيث استيفاء المعنى، لكنه كان يترسم خطى أبي تمام حتى عدّه النقاد خليفة له وقد احتوى شعره على مختلف الأغراض وأهمها وصف الرياض.
الروضيات
لا يمكن لمن يدرس شعر الصنوبري أن يغض الطرف عن الروضيات التي اشتهر بها حتى عُرف بها وعُرفت به فقد هام في الطبيعة الجميلة وسبّح الله على خلقه لهذا الجمال بشعره حتى سُمِّي بشاعر الرياض وشاعر الطبيعة الأول (19)
وكان يبدع في وصف الورد والنرجس والأقحوان والنمام والسوسن والشقيق والبنفسج والياسمين...إلخ.، ويقيم مناظرة بين الورد والنرجس وقد كان له بمدينة حلب قصر فخم حوله الغروس والرياحين وشجر النارنج وهذا الأمر أثر على ذوقه الفني ووصفه الشعري) (20)
وهو أول شاعر يكسر الجو التقليدي للشعر العربي والذي ساده الوقوف والبكاء على الأطلال حيث يقول:
وصفُ الرياضِ كفاني أن أقيمَ على وصفِ الطلولِ، فهل في ذاكَ من باس؟ (21)
وله في هذا الغرض قصائد كثيرة أشهرها ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان في وصف حلب ورياضها وأجوائها وتبلغ مائة وأربعة أبيات وقد ذكرها الحموي كلها ومطلعها:
احبسا العيس احبساها وسلا الدار سلاها (22)
وقد جمع هذه (الروضيات) محمد راغب الطباخ في كتاب منفرد (23) ومن هذه الروضيات قوله من قصيدة تبلغ (17) بيتاً:
ونرجسٌ ساحرٌ الأبصارِ ليس كما كأنه مـــن عَمَـــــى الأَبصارِ مَسْحورُ
هذا البنفسجُ هذا الياســمينُ وذا النِّـ ـسرينُ ذا سوسنٌ في الحُسْنِ مشهور
تظلُّ تَنثرُ فيه السُّحْـــــــبُ لـؤلؤَها فالأَرضُ ضــاحكةٌ والــطيرُ مسرور
حيث التفتَّ فقمريِّ وفـــــــــاخــتةٌ فـيه تُغَنِّي وشفنيـــــــــــــنٌ وَزَرْزُور (24)
وتعد هذه الروضيات من قمم الشعر العربي: قال الخوارزمي: من روى حوليات زهير واعتذارات النابغة وأهاجي الحطيئة وهاشميات الكميت ونقائص جرير وخمريات أبي نواس وتشبيهات ابن المعتز وزهديات أبي العتاهية ومراثي أبي تمام ومدائح البحتري وروضيات الصنوبري ولطائف كشاجم ولم يخرج إلى الشعر فلا أشب الله قرنه (25)
الرثاء
أما في الرثاء فأشهر قصائده فيه رئاؤه أمه وابنته ليلى يقول في رثاء أمه:
قد صَوَّحت روضتي المونقهْ وانتُزعت دوحتي الـــمُورقَـهْ
بابٌ إلى الجـنة ودّعـــــــــتُهُ منذ رأيتُ المـوتُ قد أغـــلقَهْ
يقلق أحشائي على مضجعي تذكري أحشــــــاءكِ الــمقلقهْ
يـا مهجة جُرت فمّنـــــــنتُها من الثرى غير الضمينِ الثقهْ
علامَ طابت بكِ نفسـي وقـد هــــــــددتها حــانية مـشفقـــهْ (26)
ولعل أفجع ما مُني به الشاعر من مصيبة هو رحيل ابنته وهي في عز الصبا فرثاها بأفجع رثاء:
سأبكي ما بكى القُمريُّ بنتي ببحرٍ من دمـــــوعٍ بل بحورِ
ألستُ أحـقُّ مـن أبكي عليها إذا بكت الطيورُ على الطيورِ (27)
في أهل البيت
إذا كان هيام الصنوبري بالطبيعة والرياض والأزهار قد طغى على شعره وحياته وصباه فإن هناك هياماً آخر ساد روحه وقلبه حتى تملكه، إنه هيام العقيدة والمودة لأهل البيت وتشيّعه لهم، فنجد ما يفيض على قصائده الروضيات من هذا الهيام في قصائده في حق النبي وأهل بيته (عليهم السلام).
فلكربلاء في نفس الصنوبري أثر. وأي أثر ؟ فهي لا تزال تنزف حتى يظهر مدرك الثأر الإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، قال من قصيدته التي تبلغ (17) بيتاً وقد قدمناها:
يا خيرَ مَن لبسَ الـنـــــبـــــوَّ ةَ من جميــــــعِ الأنــبــياءِ
وجدي على ســـبطـيـكَ وجـ ـدٌ ليسَ يــــؤذنُ بانـــقضاءِ
هذا قتيــــــــلُ الأشــــقيـــــا ءِ وذا قـتيــــلُ الأدعـــيــاءِ
يومُ الـحـسينِ هـــرقـتَ دمـ ـعَ الأرضِ بلْ دمـعَ السماءِ
يومُ الـحسيــــنِ تركـــتَ با بَ الـعزِّ مـهـــجـــورَ الفناءِ
يا (كربلاءُ) خُــلـــقـتِ من كـربٍ عــلــــــيَّ ومن بلاءِ
كمْ فيكِ من وجــهٍ تـشــــرَّ بَ مـاؤه مــاءَ الــبــهــــــاءِ
نفسي فداءُ الــمُـصـطــلـي نارَ الوغـــى أيَّ اصطــلاءِ
حيثُ الأســنةُ فــي الـجوا شنِ كالكــواكــبِ في السماءِ
فاختــارَ درعَ الصبرِ حيـ ـثُ الصبـرِ مـن لـبسِ السناءِ
وأبــى إبــــــاءَ الأسْـدِ إنّ الأسْــــــــــدَ صــادقةُ الإباءِ
وقــضى كريـماً إذ قـضى ظـــمــــــــآنَ فـي نفرٍ ظِماءِ
مـــنـعوهُ طعمَ الــمـــاءِ لا وجـــدوا لــمــــاءٍ طعـمَ ماءِ
مَن ذا لــمعقـــورِ الجـــوا دِ مُــــمــــــالِ أعـوادِ الخباءِ
مَــن للطـريحِ الـشلوِ عـر يــاناً مُخلّىً بــالـــعــــــــراءِ
مَن لــلمحنّطِ بالــتـــــــرا بِ وللــمغسّــــــــــلِ بالـدماءِ
من لابـــنِ فـاطمةٍ المغيَّـ ـبِ عــن عــيــــــونِ الأولياءِ
ويقول في هيامه بسيد الخلق محمد (ص) من قصيدته التي تبلغ (33) بيتاً وقد قدمناها:
ندبتُ ونــحــتُ بــني أحمدٍ ومثليَ نـاحَ ومـــثــــــلي ندبْ
بني المصطفى خاتمِ الأنبيا ءِ والــــمـــــــــنتجبِ المنتخبْ
فـمـا ســـــارَ مسراهُ إلّا به وما مـسَّه في السرى مِن تعبْ
أمِ الــقـــــــمرُ انشقّ إلّا له ليقضـيَ ما قد قضى من إرَبْ
ولا يــدُ سبَّحَ فيها الحصى سوى يدِهِ في جــمــــيعِ الحُقَبْ
وفي تـفـلةٍ ردَّ عينَ الوصـ ـيِّ إلى حالِ صحــتِها إذ أحبْ
وقد اقترنت سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بسيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) فهما صنوان لا ينفصلان:
أخـــــــــوهُ وزوجُ أحبِّ الورى إليهِ ومــســعــدُه في النِّوبْ
له رُدَّتِ الشمسُ حتى قضى الـ ـصــلاةَ وقــامَ بما قدْ وجبْ
وزكّى بـــخـــاتـــمِـــــــهِ راكعاً رجاءَ المجازاةِ في المُنقلبْ
أبو حــســنٍ والــحــسينِ اللذينِ كانا سراجيْ سـراجِ العربْ
همَا خيرُ ماشٍ مــشــى جـــــدَّةً وجــــــدَّاً وأزكاهُ أمَّــاً وأبْ
وهو يتمنّى أن يزور كربلاء لكي يشمَّ ترابها الزكي المضمخ بدماء الشهادة:
أنيخا بنا العيسَ في (كربلا) مناخَ البلاءِ مناخَ الكربْ
نشمُّ مُــمــــسَّكَ ذاكَ الثــرى ونـلثمُ كافورَ ذاكَ التُربْ
ونقضي زيــــــارةَ قبــرٍ بها فــإنَّ زيـــــارته تُستَحبْ
فتفاصيل يوم الطف حاضرة في ذهن الشاعر ماثلة في وجدانه، فاستحضر ظمأ الحسين (عليه السلام)، وتوديعه عياله، واستشهاده، وقطع رأسه على يد الشمر، وقد سكب كل هذه التفاصيل دمعاً وشعراً:
سآسي لمنْ فــيــــــه كلُّ الأسى وأسكبُ دمعي له ما انــسـكبْ
لمِنْ ماتَ من ظمأٍ والفــــــراتُ يـــرمي بأمـــواجهِ مــن كـثبْ
يرومُ اقتراباً فـيحـــمــــــونه الـ ــوصولَ إليــــهِ إذا مَن نَصبْ
وقد أنصبَ الفــاطــــــمياتِ مـا يعانيهِ تحتَ الوغى من نصبْ
إذا هوَ ودَّعــــــهنَّ انـتحبــــــنَّ من حـــــرِّ توديــــعِهِ وانـتحبْ
أيا ابنَ الرسولِ ويا ابنَ البتـولِ يا زيـــــنةَ العـــلمِ زيـنَ الأدبْ
كأنّي بــشـــمـــرٍ مُـــكبَّـاً عليكَ ويــــــلٌ لشمــرٍ على مـن أكبْ
ومهرُكَ ماضٍ مُخلّى الــعــنانِ خـضيبَ اللبابِ خضيـبَ اللببْ
وقد أجلتِ الــحـربُ عن نسوةٍ سـقتها يدُ الـحربِ كأسَ الحربْ
يلاحظنَ وجهَك فوقَ الــقـــناةِ ويــذهــبـــــنَ باللحظِ أنَّى ذهبْ
فـبـوركــتِ مــرثــــــيةً حُلّيتْ مــن الــــحلي بالمنتقى المنتجب
إلــى ضـــبَّةِ الكوفةِ الأكرمين تــنــســـبُ أكـــــرمْ بهذا النسبْ
إلى القائمين بحقِّ الوصــــــيِّ عــنـــــدَ الرضاءِ وعندَ الغضبْ
وللصنوبري في حق أهل البيت قصائد كثيرة ضمّن فيها مناقبهم وفضائلهم وبكى وأبكى على مصابهم ولا تخلو قصيدته من رثاء سيد الشهداء (عليه السلام) يقول من قصيدة تبلغ (44) بيتاً:
لوعةٌ ما تــــــــزحـــزحُ وجوىً لــيـسَ يــبـرحُ
وشــجىً مــا أزالُ أفـــيـ ـقُ مــــنه وأصــــبــحُ
وأسىً كــلّـــما خَـــــــبـا خـبـــــوةٌ عــادَ يـقــدحُ
وحســودٌ يـحــــــاولُ الـ ـجدَّ من حيثُ يـمــزحُ
فهوَ يــأسو إذا حــــضرْ تُ وإن غــبتُ يــقـدحُ
فمُـــــــــداجٍ مـــــواربٌ ومبيــــــــنٌ مُصـــرِّحُ
كابــنِ آوى يعــوي ورا يَ وكالكـــــلبِ يـــنبحُ
عــجبي للخطــــوبِ تبـ ـرحُ فيــــنا وتـــســنحُ
لــطلابي لــــــراحـةِ الـ ـعيش والـمـوتُ أروحُ
قلْ لــباغي ربـــحٍ بمــد حٍ إذا ظـــــــلَّ يــمدحُ
مــدحُ آلِ الـــــنــــبيِّ يا باغيَ الــــــربحِ أربحُ
مَــن بهمْ تُــمـنــحُ النجا ةُ غداً حيــــــــنَ تُمـنحُ
وبهــمْ تــصــلـــحُ الأمـ ـورُ التي لـيس تصـلحُ
ما فــصيحٌ إلّا وهــــــمْ بـــالــعلى منه أفــصحُ
سبقوا شرحَ ذي الــنهى بنهىً لــيـــسَ تُــشرحُ
هم على المعتــفيـــن أو سعُ أيـــــــدٍ وأفــســحُ
كلّما وُوزنـــــــــوا بـــه فــهــــمُ منه أرجـــــحُ
طيَّرَ النارَ في الـــــحشا طائـرٌ ظلَّ يـصـــــدحُ
ناحَ شجواً ومـــــا درى أنني مـنـــهُ أنـــــــوحُ
أنا أشجى منـــه فــــــؤا داً وأضــــنى وأقــرحُ
لي فـــوادٌ بـــنــــــــارِهِ كـلُّ يومٍ مُــــــلــــــوِّحُ
وحشاً ما المدى مـــدىً حُـرقـــاتــــــي يُشـرَّحُ
للحسينِ الــذي الـــشؤو نُ بــذكــــــراهُ تـسـفحُ
لابنِ مَن قامَ بالـــنصيـ ــــحةِ إذ قـامَ يَـــنـصحُ
الذبـــيــحِ الذبــــيحِ من عطشٍ وهـــــــوَ يذبـحُ
من رأى ابـــنَ الـنبـــيِّ في دمِـهِ كـيـفَ يسـبحُ
طامــحـــاً طرفَه إلـــى أهـــلِـــه حيــنَ تطـمحُ
يطبقُ العينَ وهـــو في كـــــربــاتٍ ويـــفـــتحُ
بي جوىً للــحــسينِ يؤ لــــــمُ قـلبــي ويـقرحُ
أبـطحيٌّ ما إن حــــوى مـثـــلــــــه قط أبطـحُ
تلمـحُ المكــرمــاتُ من طرفِهِ حيــن يــلــمـحُ
أيّ قبرٍ بــالــطفِّ أضـ ـحـى به الطفُّ يُـبجحُ
بـأبي الــطــفَّ مطرحاً للــعـــلى فيهِ مـطرحُ
ظاهرُ الأرضِ منه تحـ ـزنُ والـــبطـنُ تفرحُ
مـــــا لسفرٍ بالطفِّ أمـ ـسُوا حلولاً وأصبحوا
مِن صـريعٍ على جــوا نبِــــــه الــطـيرُ جُنّحُ
وطريـــحٍ على محــــا سِــنِه التـــربُ يُطرحُ
فلحى اللهُ مــســتــبـــيـ ـحي حِماهمْ وقد لُحوا
ما قــبــــيحٌ إلّا وما ار تــــــكبَ القـــومُ أقبحُ
آل بيتِ الــنــبــــيِّ ما ليَ عنـــكمْ تــــزحزحُ
أفلحَ الــسالكــــونَ ظـ ـلَّ هــداكمْ وأنــجـحوا
أنا في ذاكَ لا ســـوى ذاكَ أســـــعى وأكدحُ
فعسى الله عن ذنـــــو بـــي يــعفو ويصفــحُ (28)
ولا يفتأ الصنوبري يستذكر أحداث يوم عاشوراء وقد أفعم قوافيه بذكر الحسين (عليه السلام) يقول من قصيدة تبلغ (25) بيتا:
ذكرُ يــومِ الحسـينِ بالطـــفِّ أودى بـصـماخي فلمْ يدعْ لي صماخا
مــــــــتبعاتٌ نسـاؤه النوحَ نـــوحاً رافــعاتٌ إثرَ الصراخِ صراخا
منعــوهُ مـــــاءَ الـفراتِ وظـــلّـــوا يــــتعـــاطـونَه زلالاً نُقـــــاخا
بأبــي عترةَ الـــــنبـــــــيِّ وأمِّـــي سَدَّ عـــنــهمْ معــــاندٌ أصماخا
خيــرُ ذا الخلقِ صــــبـيةً وشبـــاباً وكــهــــولاً وخيـــرهمْ أشياخا
أخـــذوا صدرَ مفخرِ العزِّ مُـــذْ كا نوا وخلّوا للعــــالمينَ المِخاخا
الـــنقيّونَ حيث كانـــوا جـــــــيوباً حــيث لا تأمنُ الجيوبُ اتّساخا
يألفونَ الطوى إذا ألِـــــــــفَ الــنا سُ اشتواءً من فيئــهمْ واطّباخا
خُلقوا أسخياءً لا مـــتــــســــــاخيـ ـنَ وليسَ السخــيُّ من يَتساخى
أهلُ فضلٍ تناسخوا الفضـــلَ شيباً وشــبـــــاباً أكرم بذاكَ انتساخا
يا ابنَ بنتِ الـــــنبيِّ أكـــرمْ به ابـ ـناً وبأسنــــــــاخِ جـدِّهِ اسنــاخا
وابنَ مَن وازرَ الـــــــــنبيَّ ووالا هُ وصافاهُ في الغديـــــرِ وواخا
وابـــنَ من كانَ للــكريهةِ ركّــــا باً وفي وجـــــــهِ هولِها رسَّاخا
للطلى تحت قسطلِ الحربِ ضرّا باً وللهــــامِ في الوغـى شدَّاخا
ذو الدماءِ التي يـــــــطيلُ مواليـ ـهِ اختضــــاباً بطيبِها والتطاخا
ما عليكم أناخَ كـــلكـــــله الدهـ ــرُ ولكنْ على الأنـــــــــامِ أناخا (29)
ويسخِّر الصنوبري جلَّ قوافيه ليوم الطف:
يا حاديَ الركبِ أنخْ يا حــــــادي ما غيـرُ وادي الــطـــفِّ لــيَّ بوادِ
يعتادني شوقي إلى الــطــفِّ فكن مــشــــــاركــي في سوميَ المعتادِ
للهِ أرضُ الــــطـــفٍّ أرضــاً إنَّها أرضُ الهـدى المعبودُ فيها الهادي
أرضُ يُحارُ الطرفُ فــي حائرِها مــهــمـــا بـــدا فــــالنورُ منهُ بـادِ
حيَّا الحيا الــطــفَّ وحــــــيَّا أهلَه من رائــحٍ مِــــــــنَ الحيا أو غـادِ
حتى ترى أنــوارَه مــــــوشـــــيةً تزهي علـى موشــيــــــةِ الأبـرادِ
زهوي بحبِّ الــمــــصطفى وآلهِ على الأعادي وعلى الـــحُــــــسَّادِ
قومٌ عـــلـــيٌّ مـــنــــهمُ وابناه أفـ ـــديهمْ بآبـــــــــائي وبالأجــــــدادِ
همُ الألـــى ليسَ لهمْ في فخرِهــم نِـــدٌّ وحــاشــــاهـــــــمْ منَ الأندادِ
يا دمعُ أسعدني ولستَ بمنصِــفي يا دمــــعُ إن قصَّرتَ في إسعادي
ما أنسَ لا أنسى الحسينَ والألـى بـاعوا بـه الإصــــــــلاحَ بالإفسادِ
لمَّا رآهم أشــــــرعوا صــمَّ القنا وجــــرَّدوا الـــــبيضَ مِن الأغمادِ
نازعهـــمْ إرثَ أبـــــــــــيهِ قائلاً ألـــــــــــيسَ إرثُ الأبِ لـــلأولادِ
أنا الــــحسينُ بن عــــليٍّ أسدُ الـ ــــروحِ الذي يــعلو عـــلى الآسادِ
فاضمروا الصدقَ لــه وأظهروا قـولَ مُـــــصــــــرِّين على الأحقادِ
ففارقَ الــــدنيا فــديــــــناهُ وهلْ لــــــــــــــذائـقٍ كأسَ المنــــايا فادِ
ولمْ يَـــرُم زاداً ســوى الماءِ فما أن زوَّدوهُ مـــــــــــنه بعضَ الزادِ
أروى الــترابَ ابنُ عـليٍّ من دمٍ أيَّ دمٍ وابـــــــــــنُ عــــــليٍّ صادِ
تلكَ الصفايا من بناتِ المصطفى فــي مــلــكِ أوغــادٍ بــنــي أوغادِ
قريحةٌ أكبـــــــادُها يـــــــــملكُها عـــصــــابةٌ غــلــيــظــــةٌ الأكبادِ
لذا غدتْ أيـــــــامُــــــــنــا مآتِماً وكــــنَّ كــــالأعــــراسِ والأعيادِ (30)
وفي الحسين أيضاً قال من قصيته التي تبلغ (56) بيتاً وقد قدمناها:
سِــيـــرا إِذاُ لـن تـــــــــــــــســيــرا عِيراً تُنَـاقِل عِــيرا
مُـــحــــمَّــــــلاتٍ ظــــــــــــهــوراً وَمُـوقَـراتٍ نُــذورا
زورا بــيـــثـــــربَ قـــبـــــــــــراً وبالعـــراقِ قـــبورا
زورا ولا تــــســــــــــــــــأمــا ما حُـيِّيتـما أَنْ تـــزورا
زورا الـــنـــــــــــــــبـــيَّ وزورا وصـيَّه والــوزيـــرا
زورا الشموسَ شــــــــــموسَ الـ أيام زُورا الــبـــدورا
مـــحـــمـــــــداً وعــــــــلـــــــــيّاً وشـبَّــــراً وشــــــبيرا
صلَّى الإلهُ عــــــــــــــلــــى مَن أَتـى بَـشــــيراً نَــذيرا
ومن مـــــــــضــــى خاتَم الرُّسْـ ـلِ والسـراجَ الــمنيرا
ومَـــن بـــــه بـــشَّــــــــر الركـ ـبَ من قريشٍ بــحيرا
وزاد فــــاطــــــمـــــــــةَ الطُّهـ ـرَ كـلَّ يــومٍ طَهُــورا
يا عـــــــيـــــــنُ فيضي رَواحاً لــهمْ وفيضي بُكُــورا
فيــــــــضي لــــحـــــمزةَ أو للـ ـعبَاسِ فيضاً غــزيرا
عَـــــمَّـــــيْه زادهــــــــــما مَنْ كسـاهـما النورَ نــورا
الـــمُـــطْــفِئَــــــيْنِ لظَـــى الحـ ـربِ دونه والسَّعــيرا
ولم أزلْ مـــنــذ خاضَـــــــــتْ بـــيَ الأُمــورُ أمـورا
يَــهـــيجني ذكـرُ يـــــــــومِ الـ ـطـــيّارِ حتــى أطـيرا
أقولُ والــــــــــقولُ يــــــــبقى بــــعدَ الدهورِ دهـورا
دُورَ الــــــــغـــــــــريِّ ودوراً بالــطفِّ حُيِّيـتِ دُورا
كم قـــد حويـــــــتِ جـــــــبالاً وكم حويـــتِ بـحورا
أضحى الــــهُدَى في قــــــبورٍ ضُمِّنْتها مــــــــقبورا
مُلِّيــــــت للفـــــــــــاطــمــــيـ ـين لوعــــةً وزفـيــرا
الأفضــــليــــــــــــــــنَ جِهاداً والأفضليـــنَ نـصـيرا
الصـــــــائميــــنَ المـــــصلِّيـ ـن طُهِّـــروا تَــطْـهيرا
والمنــــــطوينَ بُـــــطــــــوناً والمنحنيـــــنَ ظُـهورا
والمطعميـــــــن يــــــتيـــــماً والمطعـميـــــنَ أسيرا
أَهلُ الكـــــســـاءِ الأَجــــــلّيـ ـنَ مــــــــنبراً وسريرا
من لم يزل جــــــبرئــــــيـلٌ ردءاً لهمْ وظــــــــهيرا
لهفي عليــــهم ليـــــــــــــوثاً لهفي عليـــهمْ صـقورا
بغى عليـــهمْ حــــــمـــــــارٌ باغٍ يسوسُ حــميـــــرا
وكان يــــــنـــــــقصُ مذ كا ن ناقــــــصـــاً مَـبْتُورا
يومَ الــــــــحسينِ على الديـ ـنِ كنتَ يــــوماً عسيرا
مَلأتِ واللهِ كــــــــــــــــرباً يا (كربلاءُ) الـــصُّدورا
كأَنــــــــــــني بِرَحى الحر بِ أوشـــكــتْ أن تدورا
والفاطميّونَ تـــــــــــــقريـ ـهمُ الـــــسيوفُ الطيورا
والفاطــــمـــيــــــاتُ يُنْحَرْ نَ بــــــالـدُّموعِ النُّحورا
يا عصبةً لم تــخفْ مِــــن إلـــــــــــــهها أَنْ تجورا
يا عصبةً لــــم تراقــــــبْ قــــــــــــرآنَهُ المسْطُورا
ألم يكنْ حـــــمـلُ رأسِ الـ ـحـــــــسينِ خَطْباً كبيرا
ألم يكنْ مــــــــنعُـهُ المـــا ءَ كـان شيـــــئاً نــــكيرا
يا من يذودُ حــــــــــسيـناً عن الفــــــــراتِ فجورا
تذود عنه حــــــــــــسينـاً بــــــــغياً وتسقي البعيرا
غداً تطورُ بـحــــوضِ الـ ـنـبـــــــيِّ لا أَنْ تَـطُورا
يا قوم ماذا جنـى القــــــو مُ دُمِّروا تــــــــــــدميرا
أكان هتكُ حـــــــــريمِ الـ ـــــــحسينِ أمراً حــقيرا
أكانَ قَرْعُ ثــــــنايـــــــــا هُ بالــــقضيــــــبِ يَسيرا
سبحانَ مَن يُمْسِـــكُ الأر ضَ حِلْـــــــمُهُ أنْ تَمُورا
أبحتـــمُ من أبـــــــــــــيه وجدِّهِ مـــــــــــحـــظورا
ثأرتمُ أهْـــــــــــــــلَ بدرٍ لمــا وجـــــــــدتمْ ثُؤورا
نفسي تقي أُمَّ كُـــلثـــــــو مٍ الرَّدى والـــــــشُرورا
لو أَنَّ شيـــــــعتَها اليـــو مَ أمـــسِ كـانوا حُضورا
إِذنْ لظلّوا يُــــــضــــاهو نَ بـــــالزئيــــرِ الزئيرا
فــــــــــــــيكلمونَ كُلوماً وَيَــــــــــثْغَــرُونَ ثـغورا
وينظمون نُـــــــــــحوراً مـــــــن العِدَى وَسُـحورا
وينحــــــــــــرون يزيداً نَــــحْرَ الحجيجِ الجَزُورا
ويبقى الطف متجسِّداً في ضمير الشاعر يقول من قصيدة تبلغ (18) بيتاً:
سِرْ نـاشــداً يـــا أيُّها الـــسائرُ ما حارَ مَن مقصدُهُ الـحـــائرُ
ما حارَ من زارَ إمـــامَ الهدى خـــيرَ مـزورٍ زارَه الــــزائرُ
مَن جدُّه أطـــهرُ جــــــدٍّ ومَن أبوهُ لا شــكَّ الأبُ الــــطاهرُ
مقاسمُ النـــارِ، له الـــمسلمُ الـ ـمؤمنُ مِنّـــا، ولــــهــا الكافرُ
دانَ بدينِ الحقِّ طـــفلاً ومـــا أن دانَ لا بـــــــادٍ ولا حاضرُ
الواردُ الكهــــــــفَ على فتيةٍ لا واردٌ مــــنهــــمْ ولا صادرُ
حتى إذا ســـــــــلّم ردُّوا وفي ردِّهـــــــمُ ما يخـــــبرُ الخابرُ
أذكرُ شجـــوي ببنـــــي هاشمٍ شجوي الذي يَشجي به الذاكرُ
أذكرهمُ ما ضحكَ الروضُ أو ما نــــــــاحَ فيهِ وبكى الطائرُ
يومُ الحسينِ ابتزَّ صـبري فما مـــنيَ لا الصبـرُ ولا الصابرُ
لهفي على مولايَ مُسـتنصراً غُـــــيِّبَ عن نصـرتِهِ الناصرُ
حتى إذا دارَ بـــــــــما ساءنا على الـــــــحسينِ القدرُ الدائرُ
خــــــرَّ يضاهي قمراً زاهراً وأينَ منه الـــــــــــقمرُ الزاهرُ
وأمُّ كـــــــلثومٍ ونســـــــوانُها بـــــــــمنظرٍ يكبـــــرهُ الناظرُ
يُســــــارقُ الطرفُ إليها وقد أنـــــــحى على منحرِهِ الناحرُ
فالــــــــدمعُ من مقلتِه قاطـرٌ والـــــــدمعُ من مقلتِـــها قاطرُ
يا مَـنْ همُ الصفوةُ من هاشمٍ يـــــــــــــعرِفُها الأوّلُ والآخرُ
ذا الـشاعر الضبيُّ يلقى بكمْ مــــــــــا ليسَ يلقى بكمُ شاعرُ (31)
وهو يتأسى بمصائب أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الدنيا يقول من قصيدة تبلغ (61) بيتاً:
وفي أهل بيتِ المصطفى أُسْــوَةٌ لنا بـــأمـــثــــــالـها تُوْسى الكلومُ إذا تُوسى
عليٌّ وسبـــطاهُ وعـــــــــــمَّاهُ كُلُّهُمْ كأنْ لم يزلْ مذ كانَ في الرمسِ مرموسا
ســــلِ الطفَّ عنهمْ والغريَّ ويثرباً وفخّاً وباخـــــــــمرى وسلْ عنهمُ طوسا
أصابَ بني الشوسِ الغَطَارِفَةِ الذي أَصابَ الأبوَّاتِ الـــغــطـــــارفةُ الشُّوسا (32)
وقال من قصيدته في مدح ورثاء أهل البيت (عليهم السلام) التي تبلغ (112) بيتاً والتي قدمناها ومنها في مدح سيد الأنبياء محمد:
خــــــاتمُ الرسلِ والمميـــحُ رياشَ الـ ــــــفضلِ للمــــــستميحِ منه الرياشا
صاحبُ الحوضِ ضامنُ الريِّ في يو مٍ يســــــــــــودُ الرواءُ فيه العطاشا
مثقبُ الـنـــــــــــــورِ للبريـةِ نورُ الـ ـعــدلِ من بعد مـــــــــا خبا وتلاشى
للذي قالَ للمريدِ اقـــــــــــــــتصاصاً إقــــــــتصصْ ما تريد مني عكاشـا
هـوَ خش التقى بــــــــــــغير خشاشٍ ثم أعـطى الوصـــــيَّ ذاك الخشاشا
وفي أمير المؤمنين يقول:
حبشُ المأزق الممـــــزقُ بالسيـ ـفِ وبالرمحِ دونه الأحباشـا
لم يـــطشْ سهمَـه ببدرٍ ولا أحـ ـدٍ ولا كانَ في حنينٍ مُطاشـا
بل أبادَ الأســــــــودَ يومَ حنيـنٍ أسـدٌ يتركُ الأســودَ خِشـاشـا
يومَ تاهـتْ به السـيوفُ مصاعاً وتباهتْ به الرمـــاحُ قـراشا
وكأن الأحزابَ كانـــــوا جراداً وكأن اليهـودَ كانـــوا فراشـا
ومنها في رثاء الحسين (عليه السلام) يقول:
يـا بني أحمدٍ هــــــــواكمْ هوى خـــــــا لـطَ مِنّا مخــــاخــــــــنا والمشاشا
جادَ قبراً بـ (كربلاءَ) رشــــــــــاشَ الـ ـغيثِ ما اسطاعتِ الغيوثُ رشاشا
واستجاشَ الـربيـــــــعُ فـــــيها جيـوشاً من جيـوشِ الربيعِ فيـهـا استجاشا
نقـشتْ روضَـــــــــــــهـا أكـفُّ حـياهـا وكـفى الـروضُ بالــــــحيا نقّـاشـا
فــهـــــــــــناكَ النقـيُّ جـيبـاً مـن الـفحـ ـشــــاءِ مـا رامَ مفـــحشٌ إفحـاشـا
لا الــــمــراشـي ولا المصانعُ في الديـ ــنِ إذا صــــــانعاً لمريبٍ وحاشى
وابلٌ من تقــــىً هــــزيــــــــمُ الشـآبيـ ـــــبِ إذا الأتـقيـــاءُ كانـوا طشاشا
ما ذكرتُ الـــــــــــــحسينَ بالطفِّ إلّا جـاشَ صدري بما ذكــرتُ وجاشا
حينَ أعـــطى الأعنّةَ الـــخيلَ أوبـــــا شُ يـزيـــــــــــــدٍ تبـاً لـهمْ أوبـاشـا
طمـــعـاً أن يـــــــــــــلـقَّبـوا نصّــاحـاً لـيـــــــزيـد فلـقّـبـوا غُـــــــــشّـاشـا
ورجـــاءً أن يدهشـــــوا المنجدَ الـنجـ ـدَ الذي ليــــسَ يـــرهبُ الإدهـاشـا
فلقــــوا منـه أثبتَ الــناسِ جــــــيشــاً حينَ يلقـى، وأثـبتَ الـنـــــاسِ جاشا
حُــــوَّلاً قُـلّــــباً يقـــــــــــــــارعُ مـن قــــارعَ لا هـائـبــــــــاً ولا طـيَّـاشـا
عـــالـيـاً أرؤسَ الكـــــــبـاشِ بشــــدَّا ت يغــــــادرنَ كالنعاجِ الكــــبـاشـا
ذائداً عــــن حشاشةِ النفـسِ حــــــتى لمْ يدعْ للنفـوسِ منهمْ حــــــــشـاشـا
فتظنــــوا من صـولةِ ابـــــــنِ علـيٍّ فـيـــــــــــــــــهـمُ أنّـه عـلـيٌّ عـاشـا
نـاوشــــوهُ دونَ الفــــــراتِ و لـولا سابــقُ الحكمِ مـا أطــــاقـوا النـواشا
فثنى من عنانِـه وهـــــــــــو عطشا نٌ ولـيــــــستْ منه الرمـاحُ عُطاشـا
ودعتـه علـى غـــــــشــــاشٍ نسـاءٌ ما اشتــــــــــفى من وداعِهنَّ غشاشا
كـلّـمـا رامَ للـــــــنـــســـــاءِ وداعـاً كـامــــــــــشـوهُ دون الـوداعِ كماشـا
غادروا ابنَ الـنبيِّ مــــــــفترشـاً فر شَ الصـحاري يا هولَ ذاكَ افتراشا
وفروا منه مــــوضعاً كــــان يؤذي جـدَّه أن يـــــــــــحـسَّ فيـه انخداشـا
علّمتني الإجهاشُ قتلى عـــلى الطـ ــــفِّ وما كـــــنتُ أحسِنُ الإجهـاشا
وأسىً نِــــيطَ بـالـنــيـاطِ حكـى في نـهشِــه الـقـــــــــــلبَ أرقمـاً نهّـاشـا
وفي (كربلاء) أيضاً التي لا ينساها الشاعر أبداً، يقول من قصيدته التي قدمناها والتي تبلغ (80) بيتاً:
يا (كربلاءُ) أمَا لـــــــي فيكِ مـبترضٌ على الثناءِ فأبــــــغي فيكِ مُــبترضا
إن يعقلَ الجسمُ أو يأبضْ فما عـقلَ الـ ـشوقُ الممـــــــلكُ أحشائي ولا أبضا
مَنْ لي إذا هِممي جــــــــالتْ بـمعتزمٍ يجيلُ تحتَ الدياجي الحزمَ والغمضا
عادى فـؤادي سلوي في مـــــــــحبتِه آلَ الرسولِ وعـــادى جفنيَ الغمضا
ما زلتُ أمحضهـمْ محضَ الودادِ وما أودّ ودّ سـوى من ودَّهــــــــمْ محضا
هوى بني هاشــمٍ فـــــــرضٌ وأقومنا على السبيلِ الألى قاموا بــما فرضا
الناقضيـــنَ من اللأواءِ مـــــــــبرمَها والمبرمينَ من النعماءِ مـا انــتقضـا
كانَ الزمـــانُ فضا حتى إذا مــــلكوا تمييزَه ميَّزوا فأنــــــمـازَ كـل فضـا
ومنها:
أهدي قريــــــــضي وأهـــــــديـــــه وودِّي لو أهدى القريضَ إليه كـــــل مــــن قرضا
إن أعترضْ حبّ أصـــحابِ الـــــــكساءِ أجدْ حُبيهمْ جوهراً في الــــقلـــــبِ لا عرضا
خلِّ الـربى والأضــــــا واحـــــــللْ بسـاحتِهم تحللْ بخـيرِ ربـــــىً مـــــنهمْ وخيرِ أضا
همُ الـــــــــــــحصونُ حـــــــصونُ العزِّ آونة إذا امرؤٌ لـم يــــجــــدْ حصناً ولا ربضـا
همْ زبدةُ الـــفخرِ عنهمْ في القديمِ وفـــــــي الـ حديثِ صرَّحَ محــــضُ الفخرِ إذ مُخضا
يزدادُ فـــــــــــخرُ ســــواهمْ عــــــندَ فخرهمُ ضيقاً وإن طـــــالَ ذاكَ الفخرُ أو عرضا
من كان حـــشـــــــــوُ حشـــــــاهُ غيــرَ حبّهم لا كــــانَ حشـوُ حشاهُ غيــرَ جـمرِ غضا
صلاةُ ربّــــي علـى أبناءِ فــــــــــاطـــــــمـةِ ما استيقظ الطرفُ من غمضٍ وما غمضا
وددتُ مـــــــــن ودِّ مولايَ الـــــــحسينِ كما رفـضتُ رافـــــــــــضَه جـهلاً بما رفضا
سلّم على نـازلٍ بالــــــــطــــــــــفِّ مـــنزلَـه إنَّ الـسلامَ عـلـيه كـانَ مُـــــــــــــفـترضا
على الــــــحسينِ على سبطِ الرسولِ على الـ ـــــــمقبوضِ مشـــــــــتهياً للماءِ إذ قُبضا
من كــــــانَ في مغرسِ الإســــــلامِ مغرسُه قضى على مــهجــــةِ الإسلامِ حين قضى
ومنها يرثي الإمام الحسين وأهل بيته الشهداء:
إذا ذكرتُ على الرمضاءِ مصرعَــهم برَّدتُ بـالدمعِ صدراً طالمـا رمضا
قـومٌ بفضـلِهمُ صحَّ الـزمـــــــانُ لـــنا حـتى إذا مــا عُدمنا فضلـهمْ مرضا
أضحتْ محـاسنُ دُنيانا وقد قبُـــــحتْ من بعدهمْ والمـذاقُ الحلوُّ قد حمضا
وأبغضُ العيشِ ذو اللبِّ الأصيلِ وما أنْ أبغـضَ الـعيشَ إلا بعدمـا بغضـا
مضى لهمْ إذ مضى بين العدى زمـنٌ كـانتْ سـيــوفُ المنايا فيهمُ ومضـا
في عصرِ جورٍ أقاموا فيه ترشـــقهمْ سهـامُ جــــورٍ أقـامتهمْ لـها غرضـا
وفي أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول من قصيدة تبلغ (54) بيتاً:
قفِ الركبَ العـــــــجالَ قفِ نـلمَّ بساكني النَّـــــــــجَفِ
نلمَّ بــــــــروضـــــــةٍ أكْرِمْ بها من روضـــــــــةٍ أُنُفِ
بمختلفٍ لأبــــــــــــكـارٍ الـ ـسحائبِ أيِّ مـــــخـــــتلفِ
مدبّجةٌ رفــــــــــــارفُ بسـ ـطها موشــيَّة الــــــسُّـجُفِ
ترى أَنـــوارَهــــــــا ما بيـ ـنَ مُــــفْــتَرِقٍ وَمُـــــؤتَلِفِ
كمذهبةِ الــــسُّــطورِ يَــلُحّـ ـنَ حين يَلُحْنَ في الصحفِ
ترى طَـــرْفَ الأقاحــي بيـ ـــنها مــن أطْرَفِ الطُّرَفِ
كـــجاماتِ العقيــــــــقِ لها مـن الــــبِلَّوْرِ كــــــالشُّرَفِ
وذا لـــكرامةِ الـجــدفِ الــ ـذي أفـــديــــــــه مِنْ جَدَفِ
فحيـثُ تـــصرَّفَــتْ هممـي إلـــى مَنْ فيه مـــــنصرفي
صَفِيّ الــمصطــفى وكـفى فــــصفْ أوْ لا فــلا تَصِفِ
أخــــوه وصهرُهُ وظــــهيـ ـرُه فـــي مـــــــوقفِ التلفِ
وكاشفُ هـــــــــــــمِّـهِ أبداً بــــوجهٍ فــــــيــــه منكشفِ
حــــــــــباهُ بالوصــــيَّةِ إِذ حـــبــــــاه وهـو ذو دَنَــــفِ
يقولُ لـــه وقد عــــرق الـ ـجــبينُ مقـــــــالَ ذي لطفِ
عليَّ دنــا الــفـــراقُ فــكنـ ــــــــتَ إِذ فـــارقْتَني خلفي
وَقَــــــــرَّبَهُ وعــــــــــانَقَهُ عـــنـــــاقَ اللامِ لـــــــلألِفِ
وودَّعــــــــــه وَأَدْمُــــــعُه أَسـىً إِلاَّ تَــــــــفِـــضْ تَكِف
فذاك الــبَـرُّ إِنْ أَحْــــلــِفْ فــــــإنـــــــي البَرُّ في حلفي
أتيــح له الـــمــــراديُّ الـ ـلئيـــمُ الأصـــــلِ والـطَّرَفِ
أتاهُ وهــوَ فـــــي الـمحرا بِ في ثــوبٍ مــن الـــسّدفِ
بمصقولٍ قــضــــيـفٌ حـ ـدّه في غـــــــــــايةِ القَضَفِ
وذاك لِــــزُلْفَـــــةٍ جــازتـ ـه أقصـــــــى مَــدَى الزُّلَف
فـــــزادَ اللهُ مــــــــــولانا به تُـــــــــــــــحَفاً إلـى تُحَف
وأســـــكنه به غــــــــرفاً مضـــــــــــافاتٍ إلـى غُرفِ
يدومُ بـــــقاءُ ســاكنِـــــها بلا هَـــــــــــــرَمٍ ولا خَرَف
ألا يـا خــــاتمَ الرسـلِ الـ ــــــذي هـــــوَ خاتمُ الشرفِ
ألمْ تَـرَ ما اتـــفقنا فـي الـ ــــــحُسَيْنِ عـــــليهِ مِنْ كَلفِ
ومِـنْ قَلَقٍ ومــــن جَـزَعٍ ومـــــــــن كَــمَـدٍ ومن أَسَفِ
تنـــــاوَلَهُ العُداةُ تـــنـــــا ولاً بــالخُـــــــــــرْقِ والعُنُفِ
ولـم يُبْقوا على مـتـــهجّـ ـدٍ وأبيــــــــــــه مـــــــعتَكفِ
كـأن لــــــم يُرْجَ في دنيا وآخــــــــــــــــــرةٍ ولم يُخَفِ
ولـم يُــــــــــهْلِلْ بتلبيـــةٍ ولم ينْسُـــــــــــــكْ ولم يَطُفِ
بنفـسي ذاك مــــن خَلَفٍ تحلَّى حِـــــــــــــــلْيَةَ السَّـلَفِ
عـزيــــــزُ العزِّ ذو أَنَفٍ له فــــــــــضلٌ عــلى الأنَفِ
جـوادٌ جــــــــوده سَرَفٌ وما هُـــــــــوَ منه بــالسَّرفِ
يحـيِّـــــــي مَـنْ يُحَيِّيــــه بلا تيـــــــــــــهٍ ولا صَــلَف
أتـاه حِــــــــــمامُهُ نَصَفاً بنـــــــفسي ذاكَ مِنْ نَصَــفِ
فيا عبراتيَ ابـــــــتدرِي على الـــــــــخـدَّيْنِ لا تقــفي
لمكتنفٍ بأسيـــــــافِ الـ أعــــادي أيّ مكتنــــــــــــفِ
تَزَاحَــــــــــــمَ نَبْلُهُمْ فـيه تَـــــــزَاحُمَهُنَّ فـي الهـــدفِ
ومــــــا يأوي إلى حِـرْزٍ ولا وَزَرٍ ولا كَــــــــــــنَـفِ
حَمَتْهُ مِنَ الفراتِ حُـمـــا تُهُمْ بــــــــالبيضِ والحـجَفِ
متى ما يدنُ مـن جُـرُفٍ يذودوهُ عن الــــــــــــجُرُفِ
فَيُصـــرَفُ عنه ذا ظـمأٍ مقيــــــــــــمٌ غيرُ منصرفِ
تغــــــــيَّبَ جــــدُّه عـنه فأُقــــــــــــصيَ بَعدَهُ وجُفي
يــــــعزُّ على مُلاطِـــفِهِ بأنـــــــــــــــواعٍ من اللُّطُفِ
على مَــــن كانَ يَـحمِلُهُ على الـــــــــــــكفًّين والكَتِفِ
فعالُ العُصبةِ الحُيُف الـ ــتي مـــــــن أَحـيَفِ الحُيُفِ
أآلَ المصــــطفى يا خيـ ـــــــــرَ مؤتــــزَرٍ ومُلتَحَفِ
ويا سُقُفَ العلى الـمتعــا لياتِ علــــــى عُـلى السُّقُفِ
متـــــــــى قِسنا إليكمْ ذا ندىً مــــــــــــاضٍ ومؤتَنَفِ
نقِــــــــسْ صدفاً بلا درٍّ إلــــــــــــــى دُرٍّ بلا صَدَفِ
هيّ الضبــيَّةُ اعرفْ لَفْـ ـــظَها الـــــــضبيَّ واعترفِ (33)
وفي أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً يقول:
أليـسَ مَـن حَـــــــلَّ مِنـهُ فـي أخُـــــوَّتِـه مَحلَّ هَارونَ مِن مُوسَى بن عِمْرَانِ؟
صَلَّى إلــــــى القِبلتَينِ الـــــمُقتَدَى بِـهِمَا والنَّـاس عَـــن ذَلِكَ في صُمٍّ وعُميَانِ
مَا مِثــــــل زَوجتِـــــه أخرَى يُقاسُ بِـهَا وَلا يُــــــقَـاسُ إلى سِـبـطَيهِ سِـبْطَانِ
فَــــــمُضْمِر الحُبِّ في نُـــورٍ يَخصّ بِهِ ومُضْمِـرُ البُغضِ مَخصُوصٌ بِنِيرانِ
رُدّتْ له الشمسُ في أفلاكِها فقــــــضى صــــــــلاتَه غيرَ مــــا ساهٍ ولا وانِ
هذا غـدا مَالـكٌ فـي النَّــــار يَملكُـــــــها وذاكَ رِضْــــوانٌ يَلقَـاهُ بِــــرضـوَانِ
قَـالَ النَّبـيُّ لـه: أشـقَى الـــبريَّـــــــة يـا علــيّ إن ذكــــــــــرَ الأشـقى شَـقيَّانِ
هذا عَصَى صالحاً في عقْــــــــرِ نَاقَتِـه وذاكَ فيـكَ سَــــــــــيَلقاني بِعصــيَانِ
لِيخضـــــبَنْ هـذِهِ مـِن ذَا أبَــــــا حَسَـنٍ فـــــي حِين يخضـبُهَا من أحمرٍ قَانِي
نِعْمَ الشهيدانِ رَبّ الــــــعَرش يَشهدُ لِي والـخَلـق أنَّـــــــــهمـا نِعْـمَ الشـهيدانِ
مَنْ ذَا يعزِّي النَّبــــــي المصطَفَى بِهِمـا مَن ذَا يُعزِّيــه مِن قَــاصٍ ومِن دَانِي
مَـنْ ذا لِــــــفاطِمَـة اللّــــــهفَــى يُنبِّئهَــا عَـن بَعلِهـــــا وابنِـــــهـا أنبَـاءَ لَهْفَانِ
مَن قَايَضَ النَّفس فِي المِحرَابِ مُنتَصِبٌ وقـايضَ النَّفسَ في الهَيجَاء عَطْشَانِ
نَـــجْمَانِ في الأرضِ بَلْ بَدرانِ قَد أفَـلا نـــــعمْ وشَـمـسَانِ أمَـا قلتَ شَـمسَانِ
سَيْـــــفان يغمـدُ سَـيفُ الحَربِ إنْ بَرَزا وفـي يَــــــــمِينِهِمـا للحَـربِ سَـيفَانِ (34)
ويعود الشاعر مرة أخرى إلى الطف في قصيدة تبلغ (33) بيتاً ليصور ويبكي المشهد الذي أبكى ملائكة السماء:
عوجا على الطفِّ الــــمطايا ما طـــــورُه أطرُ الحنايا
عـــوجا الرزايا الــــزائـــرا تُ الطفِّ بالزورِ الرزايا
ولّـــــت ولايـــــــاهـــا وولّـ ـى مـــــا يلي تلكَ الولايا
إلّا نــضـــــــــــــايــــا أنفسٍ غُــــودرنَ أيضاً النضايا
فهناكَ مثــــوى الأصفيــــــا ءِ المنتميـــنِ إلى الصفايا
المرتــــــدينَ من السخــــــا يا خيــــــرَ أرديةِ السخايا
والـــرافــــــدي مـن يعتريـ ـــهمْ في الـعشياتِ العرايا
لسقوا لــفــخــرٍ غُــــودرتْ معه البــــــواسقُ كالرذايا
تلكَ العطايا الرافعــــــــــــا تُ رؤوسُـها فوقَ العطايا
مُرَّا بمــصــــــرعِ فتــــــيةٍ مَرُّوا على سيـــفِ المنايا
دبَّ الـبلى فيــــــهــــمْ ودبَّـ ـــت في بني الدنـيا البلايا
شُلّتْ يـــدا رامــــــــيـــــهمُ بـــــغياً كما تُرمى الرمايا
فلقدْ قضى فــــيهمْ قــــضيـ ـــــــــة مستخفٍّ بالقضايا
لمْ يرعَ لا الموصِي ولا الـ ـموصَـى إليهِ ولا الوصايا
نـــــــــــزفتْ ركاياً أدمعي بـــيدِ الأسـى نزفَ الركايا
ابنُ النبـــــــــــــــــيِّ مُعفَّرٌ وبنـــاتُ فـــــــاطمةٍ سبايا
سوقُ الطــــــــــغاةِ إليه لا جـــــــادَ الحيا تلكَ السرايا
يا عصبةَ الخـــــزي الألى أبوا لـــــــــــدنْ آبوا خزايا
شنعتْ دنــــــــــيتكمْ فـــأر ستنا شنيعـــــــــــاتِ الدنايا
خيــــــــــرُ البــرايا رأسُه يُـــــــــهدى إلى شرِّ البرايا
لم يروِ من شـــربِ الفـرا تِ بــحيثُ تشـربُ بالروايا
لما تشـــــــــــظّى عنه أنـ ــــوارَ الهـــــدى إلا شظايا
لم يدرِ للصبيـــــــانِ يــــذ رفُ دمعَه أم للصــــــــبايا
تاللَهِ لا تـــــــــــخفى شجو ني لا وعــــــلّامِ الخفـــايا
ويزيدُ قد وضــــعَ القضيـ ـبَ من الحسينِ على الثنايا
فهبوهُ ما استــــحيى النبيَّ ولا الـوصـــــــيَّ أما تحايا
بلْ آبَ وهـــــــــو دريـــةِ للعنِ مــــــــــن شرِّ الدرايا
لا تخطـــــــــينْ إنَّ السلوَّ عن الــــحسينِ من الخطايا
جلَّــــــــت رزيتُه لــــديَّ فـهــــــــوَّنتْ عندي الرزايا
تبكيهِ بالغــــــــدواتِ قطّـ ــــــــــانُ الحطيمِ وبالعشايا
فاندبْ بــــــــــقايا آلِ أحـ ـــــــــــــمدَ أنَّهمْ خيرُ البقايا
أضحوا ضحايا للـــــعدى وهـمُ الألـى سـنّوا الضحايا (35)
ويتملك الشاعر الحزنُ وهو يستذكر ما جرى على أهل البيت من المصائب والمآسي في قصيدته تبلغ (42) بيتاً وقد قدمناها:
مَا في المنازلِ حَاجةٌ نَــقــضِـــيهَا إلا السَّـــــلامُ وأدمُــعٌ نذريـهَـا
وتفجّعٌ للعيــــنِ فــيــهــــا حَيثُ لا عَيــشٌ أوازِيــهِ بِعَيشـي فِيـهَـا
أبْكي المَنازِلَ وهي لو تَدْري الَّذي بَعثَ الـبُكـاءَ لَكُدْتُ أسـتَبْكِيـهَا
باللهِ يـا دَمـع الــسـحَـــــائِب سَـقِّهَا ولَئِن بخــلْتَ فأدمُعـي تَسـقِيـهَا
يا مغرياً نفسي بوصفِ غــــريرةٍ أغـريتَ عاصيةً على مُغريـها
لا خيرَ في وصفِ النِّسَاء فأعفِنِي عَمَّـا تُكلِّفُنِيـهِ مِن وَصــفِـــــيهَا
يا رُبَّ قَــافِــيَـــةٍ حَــلَا إمضـاؤُهَا لَم يَحلُ مَمْضَاها إلى مُمضِيهَا
لا تــــطمعَنَّ النفس فـي إعطائِهَـا شـــيئاً فتطلُبُ فـوق ما تُعطِيها
فكل غايته هو حب أهل البيت (ع) الذي كان متغلغلاً في روح الشاعر وكان ديدنه الجهر به:
حُـبُّ النَّبـي مُـــحـــمَّـدٍ ووَصـِيِّه مَعْ حُبّ فاطمةٍ وحُبّ بَنِيـهـا
أهلُ الكساءِ الخَمسةُ الغُرَرُ التي يَــبـنِي العُـلا بِعُلاهـمُ بَانيــهَا
كَم نِعمَـةً أوليـتَ يـا مَـــــولاهُـمُ في حُــبِّهِم فالحَمـدُ لِلْمُولِيـهَـا
إنَّ السَّـفاهَ بتركِ مَدحِـي فِــــيهم فيحقُّ لي أنْ لا أكونَ سَفيـهَا
هُم صفوَة الكَرَم الذي أصفِيــهمُ وُدِّي وأصفيتُ الَّذي يُصفِيهَا
أرجُو شَفَاعتَهم وتلكَ شَــفـــاعَةٌ يَلتذّ بـردَ رجَـــائِهـا راجِيـهَـا
صَـــــلّوا على بِنتِ النَّبي مُحمَّدٍ بعـد الصلاةِ على النَّبي أبيهَا
وابكُوا دِمـــاءً لو تشاهِد سَـفكَها في (كَربلاء) لمَّا وَنَت تَبكِيهَا
فأي هول جرى في كربلاء ؟ وأي دماءٍ قد سُفكت ؟
يا هَولَها بين الــعَــمَائِم والــلُّـــهَا تَجرِي وأسيافُ العِدَى تُـجرِيهَا
تلكَ الدِّمــاء لــوَ أنَّــــهَا تُوقَى إذاً كانتْ دمـــاءُ العالـــمــينَ تقيها
لو أنَّ منها قــطــرةٌ تُــــــفدى إذاً كنا بِنـــــــــا وبـــــغيرِنا نفديها
إنَّ الــذيـــنَ بَــــغوا إراقـتَها بغوا مــيــشومةَ العقبـى على باغيها
قتلَ ابنِ من أوصى إليه خيرُ مَن أوصى الوصايا قط أو يوصيها
ويقول في يوم الغدير يوم الولاية الكبرى:
رفعَ النبيُّ يمــــــينَه بيميـــــنِه ليرى ارتـــفاعَ يـــمينِه رائيها
في موضعٍ أضحى عليه مُنبِّهاً فــــيـــه وفيهِ يـــبدعُ التشبيـها
آخــاهُ فــــــي ضمٍّ ونوَّهَ باسمِهِ لـــم يألُ في خـــيرٍ بهِ تنـويها
هوَ قالَ (أقضاكمْ علـــــيٌّ) إنه أمضى قضيتـــه التي يمضيها
هــوَ لي كهارونٍ لموسى حبَّذا تـــــشبيهُ هـــــارونٍ به تشبيها
يــــــــوماهُ يومٌ للعدى يرويهمُ جــــوداً ويـــــومٌ لــلقنا يرويها
يسعُ الأنــامَ مـــثــوبةً وعقوبةً كلتاهـــما تمضي لـما يـمضيها
بيدٍ لــتـــشييدِ المعالي شطرُها ولهـــدمِ أعمـارِ العـــدى باقيها
ومضاءِ صبرٍ ما رأى راءٍ له فــيـــما رآهُ من الصدورِ شبيها
لو تاهَ فيه قومُ مـــــوسى مرةً أخرى لأنسى قومَ موسى التيها
ولا ينسى في كل قصائده ذكرى الطف فيعرِّج عليها:
عوجا بدارِ الـــــطفِّ بالدارِ التي ورث الهدى أهـلوهُ عن أهليها
نــبكي قبـــــوراً إن بـكينا غيرَها بــعـــضَ البـكـــاءِ فإنّما نعنيها
نفدتْ حـــــياتي في شـجىً وكآبةٍ للهِ مكـــتــــــئـبُ الحياةِ شجيها
بأبـــــــي عفتْ منكمْ معالمُ أوجهٍ أضحى بها وجهُ الفخارِ وجِيها
مالي علمتُ سوى الصلاةِ عليكمُ آلَ النبيِّ هـديةً أهـــديــــــــــها
وأسىً عليَّ فإنْ أفأتُ بــــــمقلتي يحدو ســــوابـقَ دمعِها حـاديها
سقياً لها فئةً وددتُ بـــــأنــــــني مــعــهــا فسقّاني الرّدى ساقيها
تلــكَ التي لا أرضَ تحملُ مثلَها لا مــثــــلَ حاضرِها ولا باديها
قلبـــــي يتيهُ على القلوبِ بحبِّها وكذا لســـاني لــــيسَ يملكُ تيها
وأنــا الـــمُــــدلّه بالمرائـي كلّما زادتْ أزيــدُ بــقــولِــــها تدليـها
يرثي نفوساً لــو تــطــيـقُ إبانةً لرثتْ له من طولِ ما يــرثـــيها
......................................................................
1 ــ ديوان الصنوبري تحقيق الدكتور إحسان عباس دار صادر 1998 ص 382 ــ 383 / مناقب آل أبي طالب ج ٣ ص ٢٦٩ / أعيان الشيعة ج 3 ص 96 / بحار الأنوار ج 45 ص 252 / أدب الطف ج 2 ص 19 / الغدير ج 3 ص 371 / الدر النضيد ص 19 / ديوان القرن الرابع ج 1 ص 31
2 ــ ديوان القرن الرابع ج 1 ص 94 ــ 96 عن أدب الطف ج 2 ص 25 عن المجموع الرائق للسيد أحمد العطار ـ مخطوط ـ / علي في الكتاب والسنة والأدب ج ٤ ص ٨٢
3 ــ ديوان الصنوبري ص 87 ــ 90 / ديوان القرن الرابع ج 1 ص 194 ــ 200
4 ــ ديوان الصنوبري ص 190 ــ 197 / ديوان القرن الرابع ج 2 ص 9 ــ 26
5 ــ ديوان الصنوبري ص 231 ــ 236 / الغدير ج ٣ ص ٣٦٧ / ديوان القرن الرابع ج 2 ص 29 ــ 40
6 ــ ديوان الصنوبري ص 460 ــ 462 / ديوان القرن الرابع ج 2 ص 231 ــ 235 / أدب الطف ج 2 ص 20 / أعيان الشيعة ج 3 ص 143 / حلب والتشيع ص 60 / الغدير ج 3 ص 367 / نسمة السحر ج 1 ص 49
7 ــ أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج ٤ ص 27
8 ــ التاريخ الحضاري للدولة الحمدانية ــ العصر الذهبي لمدينة حلب، للدكتور علي حسين درة ص 345
9 ــ مقدمة ديوان الصنوبري تحقيق إحسان عباس ــ دار صادر بيروت 1998 ص 5
10 ــ تاريخ دمشق ج 5 ص 239 / إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج ٤ ص 28
11 ــ ديوان الصنوبري ص 392 ــ 393 / أعيان الشيعة ج 3 ص 101 / الغدير ج ٣ ص ٣٧٠
12 ــ ابن رشيق / العمدة في محاسن الشعر 1 ص 83
13 ــ أعيان الشيعة ج ٢ ص 95
14 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٦٩
15 ــ شذرات الذهب ج 4 ص 185
16 ــ الغدير ج ٣ ص ٣٦٩
17 ــ الغدير ج ٣ ص 370
18 ــ تاريخ الأدب العربي ــ العصر العباسي الثاني ترجمة الصنوبري ص 348 ــ 366
19 ــ السري الرفاه حياته وشعره / سلافة عبد الله عبد الرحمن عبد المجيد ــ رسالة ماجستير، جامعة أم درمان ص 19
20 ــ التاريخ الحضاري للدولة الحمدانية العصر الذهبي لمدينة حلب للدكتور علي حسين درة ص 346
21 ــ ديوان الصنوبري ص 162 / حلب الشهباء في عيون الشعراء ج 1 ص 320
22 ــ ديوان الصنوبري ص 456 ــ 460 / معجم البلدان ج ٢ ص ٢٨٦
23 ــ طبع بالمطبعة العلمية ــ حلب 1351 هـ / 1932 في 81 صفحة
24 ــ ديوان الصنوبري ص 42 ــ 43 / إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ج ٤ ص 32
25 ــ أعيان الشيعة ج ٣ ص ٩٦ / مجلة الرسالة / العدد 742 / مقالة الخوارزمي في الشعراء
26 ــ ديوان الصنوبري ص 374 ــ 375 / تطور حركة الشعر العربي في العصر العباسي لمجموعة من الباحثين جامعة دمشق 2001 ــ 2002 ص 307
27 ــ ديوان الصنوبري ص 97 / الأطفال في الشعر العباسي للدكتور ثائر سمير حسن الشمري /مجلة جامعة بابل، كلية التربية الاساسية مجلد 2 العدد 1 حزيران 2012 ص 17 / بواعث البكاء في الشعر العباسي، نماذج شعرية مختارة، للدكتورة شيماء نجم عبد الله مجلة الجامعة العراقية العدد 51 ج 1 ص 301
28 ــ أدب الطف ج 2 ص 29
29 ــ ديوان الصنوبري ص 413 ــ 415 / الغدير ج ٣ ص ٣٦٨ / الكنى والألقاب ج 2 ص 429 / أدب الطف ج 2 ص 20 وذكر منها الكرباسي في ديوان القرن الرابع ج 1 ص 139 ، 21 بيتاً وقال: والقصيدة ضاع أكثرها وما بقي منها إلا الذي ذكرناه
30 ــ أدب الطف ج 2 ص 31 / ديوان القرن الرابع ج 1 ص 179
31 ــ ديوان الصنوبري ص 119 ــ 120 / أدب الطّف ج 2 ص 32
32 ــ ديوان الصنوبري ص 169
33 ــ ديوان الصنوبري ص 335 ــ 338
34 ــ ديوان الصنوبري ص 453 ــ 454 / الغدير ج ٣ ص ٣٧١
35 ــ أدب الطف ج 2 ص 34
كما ترجم له وكتب عنه:
النويري / نهاية الإرب ج 11 ص 98
ابن شهرآشوب / المناقب ج 2 ص 232
ابن كثير / تاريخ ابن كثير ج 11 ص 119
الشيخ محمد السماوي / الطليعة من شعراء الشيعة ج 1 ص 15
السيد جواد شبر / أدب الطف ج 2 ص 20 ــ 34
ياقوت الحموي / معجم البلدان ج 3 ص 317
محمود البستاني / دائرة المعارف ج 7 ص 137
الصفدي / الوافي بالوفيات ج ٧ ص 248
الزركلي / الأعلام ج ١ - ص ٢٠٧
نبيهة سحنون، حسينية كاملي ــ صورة الزهريات في شعر الصنوبري دراسة جمالية
اترك تعليق