تلبية لتوجيهات المرجعية بالتكافل.. عتبات ومؤسسات وافراد يحولون المعركة من مواجهة الفيروس الى مواجهة الفقر

بمجرد قراءة أحرف الدعوى التي اطلقها المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني للتكافل ازاء الفقراء والمحتاجين، شمرت مؤسسات عدة عن أذرعها لتقديم يد العون لكل من يحتاج لها، من شمال العراق حتى جنوبه، ومن شرقه حتى غربه ووسطه، عتبات وحشد ومنظمات ومتطوعون وأهالي افرادا ومواكبا، وكأن فاجعة جائحة (كورونا) وحظر التجوال، معركة ليست على المرض فحسب، وانما على الفقر كذلك.

البداية من مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث قامت العتبة الحسينية بعدة مبادرات للتكافل، حيث باشر قسم مضيف الامام الحسين (عليه السلام) بتسيير قوافل مساعدات تضم مواد غذائية وخضروات الى عدد من المحافظات العراقية.

وقال رئيس القسم مصطفى أبو دكه في تصريح للموقع الرسمي، إن "العتبة الحسينية وبتوجيه مباشر من المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي باشرت ومنذ أيام بتوزيع السلال الغذائية على العائلات الفقيرة في محافظة كربلاء المقدسة وعدد من المحافظات العراقية الأخرى".

وأضاف "تم توزيع اكثر من ١٧ ألف سلة"، مبينا أن "السلة تتكون من 11 مادة جافة متنوعة الاجناس، وأن التوزيع لم يقتصر على الوجبات الجافة بل شمل كذلك (الخبز والصمون)، بالإضافة الى الخضروات، وأن العتبة ماضية في عملها ولن تتوقف في تأمين السلة الغذائية خلال هذه الازمة التي يمر بها البلد".

فيما قام قسم التنمية الزراعية، بتوزيع الخضروات على الاحياء الفقيرة في محافظة كربلاء المقدسة، بعد فرض حظر التجوال من قبل خلية الازمة.

وقال رئيس قسم التنمية الزراعية في العتبة قحطان عوز الشمري، إن "العتبة الحسينية، وبتوجيه مباشر من قبل المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي، قامت بتوزيع الخضروات مجانا للعائلات الفقيرة".، مبينا أن "الأنواع التي تم توزيعها هي (الباذنجان والفلفل بنوعيه والطماطم)".

وأوضح أن "كمية الخضروات التي تم توزيعها بلغت (4) طن وشملت جميع الأجناس"، مشيرا إلى أن "هذه الخطوة جاءت لدعم العائلات بالسلة الغذائية بسبب فرض حظر التجوال وغلق الطرق".

لواء علي الأكبر (عليه السلام) التابع للعتبة الحسينية المقدسة، بادر بتشغيل أفرانه الخاصة والبالغ عددها عشرة مخابز لتوزيع مادة الخبز (مجانا) على المواطنين، وبواقع 50 ألف رغيف يوميا.

وقال مسؤول مخبز أهالي كربلاء لدعم الحشد الشعبي عقيل الأسدي في حديث للموقع الرسمي إننا "بادرنا ومنذ الأيام الأولى لحظر التجوال بفتح معامل انتاج الماء (RO) وعلى مدار الساعة لتوزيع المياه على المواطنين، كما أننا فتحنا ثلاث خطوط من المخبز لإنتاج ما يقارب من 40 الى 50 ألف رغيف يوميا".

وأضاف أن "هذا الخبز نقوم بتوزيعه على الأهالي بواقع وجبتين يوميا صباحية ومسائية، وهذا الشيء كواجب علينا تجاه أهلنا في كربلاء المقدسة".

وبالانتقال، إلى مرقد العباس (عليه السلام)، كان للعتبة العباسية المقدسة العديد من المبادرات للتكافل، حيث أطلقت حملةً أسمتها (مرجعية التكافل)، لدعم وإسناد العوائل المتعفّفة والمتضرّرة في الوقت الحاضر.

وقال معاون الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة ميثم الزيدي، في بيان أطلع عليه الموقع الرسمي، "تلبية لدعوة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني بضرورة التعاون من قبل أفراد المجتمع، لتغطية النقص الحاصل في معونة العوائل المتعففة والمتضررة، أطلقت العتبة العباسية المقدسة حملة أسمتها (مرجعية التكافل)".

 

وأضاف "دعت الأمانة العامة للعتبة المقدسة جميع أقسامها والجهات المرتبطة بها في محافظة كربلاء المقدسة، فضلاً عن باقي المحافظات العراقية ومنها شعب الإغاثة والدعم وحملات الوفاء، وكذلك الوحدات المرتبطة بفرقة العباس (عليه السلام) القتالية وغيرها والمؤسسات الخيرية، لإحداث التكامل والتكافل في سبيل دعم العوائل المتعففة والمتضررة".

جهات حكومية، ومنظمات ومواكب خدمة حسينية ومتطوعين، بادروا من جهتهم بتلبية نداء المرجعية الدينية بالتكافل، حيث شملت من أقصى الموصل إلى مدينة البصرة الجنوبية.

وقالت الإعلامية زهراء الساعدي، في حديث للموقع الرسمي، إننا "أكثر من ٥٠ شخصا من بغداد ومحافظات عدة، كونا خلية عمل لتنفيذ دعوة المرجعية الدينية العليا بالتكافل فنحن كنا جنودها في عام ٢٠١٤ حين أطلقت فتوى الدفاع الكفائي، واليوم نحن جنودها في نداء التكافل".

وأضافت "قسمنا المحافظات إلى مناطق وتم التوزيع بها، وفي بغداد أيضا قسمناها إلى مناطق وقدمنا أكثر من ٥ آلاف سلة غدائية على المحتاجين، وشملت ١١ مادة، بالإضافة إلى الخضراوات والمنظفات والمعقمات، وحتى حفاظات الأطفال، ومستمرين بالعمل".

إلى ذلك، قال الشيخ حسين العلي، من محافظة ذي قار، إن "هناك حقيقة يجب أن لا نغفل عنها، في بادئ الامر كدنا ان نصاب بالجشع والاستغلال لولا كلمة من المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، حيث اوعز فيها للتبرع والدعم على شاكلة الدعم اللوجستي عندما قامت الحرب ضد عصابات (داعش) لتطهير الأرض العراقية".

وأضاف "تلك الكلمة حركت الغيرة العراقية المعروفة، ومثل ذلك حدث مع الاطباء وكوادر الصحة عندما ثمن عمل الكوادر الطبية وأكد أن علاج ورعاية مرضى (كورونا) واجب كفائي"، لافتا إلى أننا "وعدد من المحسنين قمنا بحملة للتبرعات والحمد لله قدمنا المساعدات للمحتاجين، لكنها كانت نقدية حتى تساعدهم في حياتهم خلال هذه الفترة العصيبة".

وكان قد صدر عن مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني، في ٢١ من آذار/ مارس الحالي، استفتاء جديد حث فيه اهل الخير والتجار والشباب الغيارى بضرورة المساهمة بتوفير الاحتياجات الاساسية الضرورية للعوائل المتضررة خصوصا في ظل عدم الاهتمام الكافي من قبل الجهات الحكومية المعنية.

يشار الى أن العتبة الحسينية لم تقتصر على توزيع الغذاء، بل خصصت فرقا لتعفير المناطق، بالإضافة الى وضع مدينة سيد الاوصياء عليه السلام تحت تصرف وزارة الصحة لاستخدامها في الحجر الصحي.

 

فارس الشريفي مصطفى احمد باهض

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات