أقف أمامك منحنياً ، وأعلن خدمتي رغم كبر عمري ، فأنا يا سيدي كل يوم أجدد عند بابك عهد عبوديتي ، وأنتظر منك الهدية، أليس العبد المطيع جديراً أن يحصل على تزكية لطريقه الطويل!...بهذه الكلمات يحدث (أبو شاكر) الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يستأذنه للمشاركة بحرب الدواعش تلبية لنداء المرجعية الدينية العليا إلى جانب المئات من كبار السن.يقول المصور (محمد آل تاجر) : نظرت إلى (أبي شاكر)، وشدني الفضول أن أشاركه الدعاء والزيارة والعزم الظاهر على محيّاه في مقاتلة أعداء الإنسانية أولاً ، وأعداء أهل البيت (عليهم السلام) ثانياً ... اقتربت منه وأنا أضبط عدستي لآخذ صورة الإصرار والتحدي ، وهو يناشد الإمام الحسين أن يوافق على منحه فرصة الاستشهاد مردداً ( يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً )... يأتي الصوت من أحد أفراد قوات الحشد الشعبي : أبا شاكر ماذا ستفعل مع (داعش) وأنت في هذا العمر لا قدرة لك على حمل عصى فكيف ستحمل السلاح ؟! ... جاء الرد سريعاً أنا أبو شاكر خادم الإمام الحسين (عليه السلام) أقدم خدمتي للمقاتلين في أي ركن من أركان الخدمة الحسينية ... أيها القائد أستحلفك بالإمام الشهيد سجّل اسمي مع المتطوعين .بتردد كبير وبآهات وحسرات ودموع وآلم اشترك فيها جميع الحضور على إصرار (أبي شاكر) للذهاب إلى القطعات والمقاتلة معهم ... استأنف القائد حديثه أي عمل ستعمل في الخطوط الأمامية للقتال؟ .سأكون ساقي المقاتلين لو لم أحمل بندقية لأقاتل ...سأصنع الشاي لمن يقاتل حتى يأتي نصر الله أو أكون شهيداً.بهذه اللحظات وثّق (آل تاجر) ذلك الوجه الستيني المقبل على السبعين وهو يضع نظارته الكبيرة على وجهه ، ويبتسم ابتسامة النصر بحصول الموافقة بعد أن دوّن اسمه مع مجاميع المجاهدين في سبيل حماية الوطن والمقدسات من دنس الإرهاب.
حيدرعاشور العبيدي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق