إلى روح الشهيد المصلوب ميثم التمار صديق علي وبائع التمر في الكوفة (رضوان الله عليه)
إليه حاملا في قلبه علم البلايا والمنايا هبة من سيده وصديقه علي أمير المؤمنين.
وإليه تاركا إياها أمانة في صدره.
أقفل عليها قلبه جاعلا من لسانه المقطوع مفتاحاً ملقى في قاع الغياب الأبدي
(لألى الله تحشــــــــرون) فطيحوا *** مَيِّتاً فوقَ ميـــــــــــــتٍ يستريحُ
وعلى أغربِ الأســاطيرِ شِيدوا الـــــــــــــدمَ نصَّاً تهــــــــابُ منـه الشروحُ
واستفزوا السمـــــــــــاءَ حين تطيـــــــــــــرونَ جناحاً لا يـعتريـــهِ الجنوحُ
وقفوا في الغمـــــــوضِ أزمنة أكــــــــــــــثرَ منها حتى يضـيءَ الــوضوحُ
فإذا المــــــــوتُ في النخيلِ تفشّى *** وإذا اسّاقطتْ من التمـــــرِ روحُ
فتعالوا نحـــــــــن اتكأنا على الذكـــــــــــــرى وفي العينِ حلـــــمُنا مسفوحُ
من سُــــلالاتِ ميّتيــــــــــن نسلنا *** وبقينا الأحيـــــــــاءَ حتى تفوحوا
أيّها الصاعدون أجهشــــــتِ النجــــــــــــــوى فهاتوا مثـــــــــولكم لتسيحوا
في التباريح في الضمائرِ في الأنــــــــــــــهرِ صوتاً من الحـــــــلولِ يصيحُ
ايتها الميتة النبيــــــــــــــلة كوني *** لابن يحيى عيشاً وطلْ يا ضريحُ
وطناً متقنـــــــــــــاً كما رغب الله *** وقبراً كما اشتهـــــــــــاهُ الطموحُ
نخلة شالتْ الشـمــــــــــوخَ وشيخٌ *** شاخصٌ في ذرى عُـــــلاها ذبيحُ
وجبينٌ محــــــــضٌ وموتٌ حريٌّ *** ومدىً أبكمٌ وجــــــــــــذعٌ فصيحُ
كلُّ مرثيةٍ هنـــــــــــــــــالكَ إنجيــــــــــــــلٌ وكلُّ المعــــــــــــــــلقينَ مسيحُ
يا وريثَ المــــــؤرجحينَ المهيبيـــــــــــــن تعاليتَ مصحــــــــــــفاً إذ يلوحُ
أنتَ آمنـــــــــــــتَ أن بشرى علـــــــــــــيٍّ آمنتُ أنَّكَ الفضــــــــاءُ الطريحُ
في ترابِ الزمـانِ حيـث الأعالي *** أنتَ حيث الهـــــدى هواكَ الفسيحُ
أنتَ أذعنتَ للحـمــــــاماتِ تغدو *** في حناياكَ مخــــــــــــدعاً وتروحُ
أنتَ دقَّقتَ في الـرحيــــلِ طويلاً *** ثم أدركتَ أن قبــــــــــــــرَكَ ريحُ
فتســـــــــــــــــــلقتَ نخلةً علوياً *** سعفُها واتجــــــهتَ حيث النضوحُ
حيث شنقٌ وحبــــــــــله مستباحٌ *** وشنيقٌ ونحرُه مستبيـــــــــــــــــحُ
وهوى مشبعٌ بأنَّ المنـــــــــايا الــــــــــــــرطبُ الحلو واللهــــــــاثُ المريحُ
خارجاً جئتُ من هوامش حزني *** خطأ والضريحُ نصٌّ صــــــــحيحُ
مهدي النهيري
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق