طلبة دراسات عليا: ما وجدناه في مرقد الامام الحسين (ع) ساهم بشكل كبير بتوفير الجهد والوقت والمال

عند النظر اليها تلهمني بأن العلم لازال بخير، فالرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول "اطلب العلم ولو في الصين"، واليوم اصبح كل شيء بين أيدينا، فالمكتبات وفرت علينا الكثير، لاسيما اذا كانت منظمة، لكن ثمة مشكلة تكمن في توفر المصادر النادرة، خصوصا انها باهضة الثمن، وغير متوفرة، لتسعفنا العتبة الحسينية المقدسة بمكتبة على أعلى المستويات، لتكون رافدا علميا مهما في دعم حركة العلم، والبحث العلمي، بهذه الكلمات بدأ (عباس الموسوي) طالب الدراسات العليا، في قسم اللغة العربية، وهو يتحدث للموقع الرسمي، عن رحلة كتابة البحث الذي يعده، والمصادر التي يبحث عنها.

وأضاف الموسوي، أن "مشكلة أغلب الطلبة، وخاصة طلبة الدراسات العليا، هو ندرة المصادر الحديثة، وهذا يكلف جهدا كبيرا عليهم، فضلا عن المال والوقت، لكن وجدنا الحل في مكتبة العتبة الحسينية المقدسة، فأبوابها مفتوحة لنا، بالاضافة الى أنها تمثل بيئة مناسبة جدا للدراسة وأعداد البحوث، كما أن هناك خدمات أخرى يقدمها المسؤولين عليها لنا نحن طلبة العلم".

وتابع أن "اغلب المصادر باهضة الثمن، وخاصة النادرة منها، واذا اردنا استنساخها فأما لا يبقل صاحب الكتاب بذلك، أو أن الاستنساخ يتطلب مالا كثيرا، لكن في مكتبة العتبة الحسينة المقدسة، أختلف الأمر، فالنادر من الكتب متوفر، بالإضافة لوجود خدمة الاستنساخ".

وتستقبل يوميا، بحسب القائمين عليها من 75 إلى 100 طالب وطالبة من كافة الاختصاصات، وإنّ وقت ارتياد المكتبة يُقسم إلى قسمين: قسم خاص بالرجال، وقسم خاص بالنساء، لاستقبال الطلبة والباحثين من كلا الجنسين طيلة أوقات دوام المكتبة.

وقالت أسماء العباسي، طالبة دراسات عليا، قسم رياضيات في أحدى الجامعات العراقية خارج مدينة كربلاء، إنني "اقضي اغلب وقت اجازتي مكتبة العتبة الحسينة المقدسة لكتابة رسالة الماجستير، حيث أن المصادر النادرة متوفرة، وأجواء الدراسة جميلة، فهناك الهدوء المطلوب لنا نحن الباحثين".

وأضافت أن "نظام البحث هنا جيد جدا، فطريقة الفهرسة الالكترونية وفرت علينا الجهد الكبير، تقريبا كل المصادر التي احتجتها وجدتها هنا، فشكرا لمن دعم العلم، شكرا للإمام الحسين (عليه السلام) فبرحابه اصبحنا باحثين".

وتأسست مكتبة العتبة الحسينة المقدسة، بعد سقوط النظام البائد، وتحتوي على مجموعة كتب نادرة ومتنوعة في عناوينها، وفي مجالات متعددة، ففيها الكتب العلمية، والكتب الدينية، وكتب الحديث وكتب الفقه، ومجموعة من الكتب العلمية المتخصصة فضلا عن الكتب الثقافيّة المتنوعة.

وقال معاون رئيس قسم الشؤون الفكرية في العتبة الحسينية المقدسة إحسان خضير عباس، إن "سبب توافد الكثير من الطلبة إلى  المكتبة هو لوجود الكتب النادرة فيها، والتي لا تتوفّر عادة في المكتبات الأخرى، علماً أنّ المكتبة تحتوي على (135000) كتاب".

وأضاف أن "هناك ايضا مجموعة من المخطوطات القديمة، والتي خزنت بطرق حديثة ليطول عمر بقائها بشكل جيد، وتوفر المكتبة أيضاً خدمة الاستنساخ للباحثين، حيث خصص لكل باحث عدد معين من النسخ مجاناً".

يذكر أن المكتبة تعمل بنظام (LC) وهو نظام عالمي للفهرسة معمول به في المكتبات العالميّة الكبرى كمكتبة (الكونجرس)، وهو يساعد الباحثين في عملية البحث عن المعلومة بسهولة، خاصة البحث عن العناوين داخل الكتب.

فارس الشريفي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات