تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في( 28/جمادى الأولى/1436 هـ ) الموافق( 20/3/ 2015 م) إلى ثلاثة أمور استهلها سماحته:
الأمر الأول :
في المدة الأخيرة تحققت انتصارات مهمة للقوات المسلحة والشرطة الاتحادية ومن يساندهم من المتطوعين والعشائر العراقية الأصيلة في محافظتي (صلاح الدين ، والأنبار) ، ونحن إذ نقدر عالياً جهود جميع من ساهموا فيها ونترحم على شهدائهم الأبطال وندعو لجرحاهم بالشفاء والعافية نأمل أن تتواصل هذه الانتصارات في الأيام القادمة بمشاركة أكبر وأوسع من أبناء هاتين المحافظتين فإنهم الأكثر تضرراً من سيطرة الإرهابيين على مناطقهم فيجدر أن تكون لهم المساهمة الأكبر في تحرير هذه المناطق.
والملاحظ أن بعض الجهات تحاول إضعاف معنويات المقاتلين في الجبهات وزرع القلق والتوجس في نفوسهم والتشكيك في صحة إجراءاتهم وخططهم و إعطاء صورة غير واقعية ومبالغ فيها عن قدرات أعدائهم والمأمول من هؤلاء الأبطال عدم الاعتناء بهذه المحاولات والتوكل على الله عزوجل في جميع خطواتهم مع توخي قياداتهم المزيد من المهنية والتخطيط العسكري الصحيح في التقدم لتحرير ما تبقى من المناطق من سيطرة عصابات (داعش) الإجرامية، قال الله تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) – سورة آل عمران- .ونكرر هنا ما أوصينا به من قبل من أنه ينبغي أن تتوحد جميع الأطراف المشاركة في مقاتلة الإرهابيين تحت راية العراق ولا ترفع راياتها الخاصة بها لئلا يتسبب ذلك في إثارة بعض الهواجس والمخاوف ، كما ننبه على تأكيد سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني – دام ظله- بأنه لا يرضى أبداً برفع صوره في جبهات القتال والأماكن المحررة فعلى جميع محبيه رعاية ذلك.
الأمر الثاني :
إن الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد وما تشهده جبهات القتال مع الإرهابيين من تضحيات مقاتلينا الأبطال من أبناء القوات المسلحة والمتطوعين تقتضي تلاحم الصفوف وتوحيد الكلمة وتوجيه كل الإمكانات لهذه المعركة المصيرية بالإضافة إلى رعاية النازحين وذوي الشهداء و عوائل المقاتلين في الجبهات ، ولكن تصل بين الحين والآخر أخبار مؤسفة عن وقوع التناحر والقتال بين بعض العشائر في بعض مناطق العراق تذهب ضحيته العشرات من القتلى والجرحى وهو أمر يبعث على الألم والأسى ويدل على عدم شعور المتورطين في ذلك بالمسؤولية الوطنية والشرعية واسترخاصهم لدماء المواطنين الأبرياء لأسباب تافهة وغير مقبولة.إن على مؤسسات الدولة المعنية التدخل الحازم لإيقاف هذه المصادمات و تقديم المتسببين فيها إلى العدالة ونهيب أيضاً بأصحاب الحكمة والعقل من الوجوه الدينية والاجتماعية في تلك المناطق بذل كل ما في وسعهم لإيقاف هذه المصادمات العبثية.
الأمر الثالث :
ما تزال تتردد شكاوى الطلبة المبتعثين للدراسات العليا في الخارج من تقليص مخصصاتهم المالية بالحد الذي يؤثر بصورة جدّية على إمكانية تكميلهم لمهمتهم الدراسية وقد سبق الطلب من الحكومة وبالذات (وزارة التعليم العالي) أن تضع حلاً لهذه المشكلة بأية صورة ممكنة ونؤكد اليوم أيضاً على ذلك لأنه يتعلق بمستقبل الآلاف من أعزائنا الطلبة الذين يقع على عواتقهم بناء مستقبل هذا البلد فلا يصح التهاون بحل مشكلتهم.وهناك أمر آخر يتعلق بالوضع التعليمي والتربوي في الجامعات فقد اشتكى عدد من رؤساء الجامعات وأساتذتها من تنامي بعض الظواهر غير المناسبة للوسط الجامعي بل تمثل خروجاً عن آداب وتقاليد الجامعات العراقية الرصينة.إننا نوجه خطابنا لأبنائنا الطلبة الأعزاء بأنهم الجيل الذي ينتظره الشعب العراقي لبناء مستقبله فعليهم احترام إدارات المعاهد العلمية والجامعات والالتزام بتوجيهاتها التربوية في الحرم الجامعي كما نوصي جميع المعنيين من مسؤولين وتدريسيين مراعاة الضوابط التي تحفظ للحرم الجامعي سيادة العلم والالتزام بالآداب العامة وعدم استغلاله من قبل البعض لتحقيق مآرب شخصية أو حزبية أو سياسية.
اترك تعليق