وضع الامام الحسين عليه السلام بخروجه ضد فساد بني امية الاسس التي يجب ان تعتمدها اي ثورة مطالبة بالاصلاح لتحقيق هدفها وضمان نجاحها، فضلا عن تحديد المواصفات التي يجب ان يتحلى بها الشخص المطالب بالاصلاح.
يأتي ذلك في الرسالة التي كتبها الامام الحسين عليه السلام الى اخيه محمد بن الحنفية رضوان الله عليه، موضحا له ان سبب خروجه الى كربلاء هو لطلب الاصلاح في أمة جده.
ويؤكد عدد من الباحثين ان عبارة الامام الحسين عليه السلام (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي) تمثل خارطة طريق ومواصفات حقيقية لأي شخص يطالب بالاصلاح، وانها امتداد للتحذير الالهي الذي خاطب الله به المسلمين في صدر الاسلام (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ).
ويشير الباحثون الى ان (الأشر) تعني (المرح) اي ان ثورة الاصلاح لاتتحقق ثمارها من خلال المرح والرقص، واما (بطراً) فانها تعني (الرياء والغرور) اي ان على الانسان المطالب بالاصلاح الابتعاد عن التعالي والغرور على الحق الواضح والتكبر عليه، واما (مفسدا) فانها نقيض (الاصلاح)، واما (ظالما) فانها تعني الابتعاد عن الظلم والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والاشخاص وحتى الطريق والشجر وغير ذلك.
ويؤكد الباحثون على ان عبارة الامام الحسين عليه السلام تمثل رسالة عظيمة وصريحة وواضحة لكل من يريد ان يطالب بالاصلاح ومواجهة الظلم والفساد.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق