عبد المطلب .. سيد قريش

لم يكن ذلك اليوم في مكة يوماً عادياً، فقد استيقظت على صباح يحمل الشؤم معه، فما إن أشرقت الشمس حتى دبَّ الرعب في قلوب أهلها وهم يركضون يميناً وشمالاً وكل منهم يحاول أن يحمل من أمواله معه ما خفّ وزنه وغلا ثمنه لكي ينجو به، ومنهم من ترك كل شيء للنجاة بنفسه من القتل بعد أن تناهت إلى أسماعه أخبار قدوم إبرهة ملك الحبشة بجيش جرار لهدم الكعبة.. !!

الذعر يستولي على الوجوه، والفزع يلوح في العيون والناس يسرعون جيئة وذهاباً إلا رجل واحد !!

رجلٌ واحدٌ لم يأبه لكل هذه الجلبة خرج من بيته وهو يمشي باطمئنان وسكينة نحو الكعبة ولما وصلها أمسك ببابها وقال:

يا ربِّ إنَّ المرءَ يمنعْ رحلَه فامنعْ رحالكْ

لا يغلبنَّ صليـــبُهم ومُحالُهم عَدْواً محالكْ

ولم يمض وقت طويل حتى فرغت مكة من أهلها وبقيَ هذا الرجل وحده..

وفجأة اهتزت الأرض تحت أقدام الفيلة ووصلت إلى أسماعه أصواتها وهي تتقدم نحو الكعبة ..

لكن الرجل لم يرتعب وظلَّ مُمسكاً بالباب وهو يقول:

يا ربِّ لا أرجو لهمْ سواكا

يا ربِّ فامنـعْ عنهمُ حِماكا

لقد كان على يقين تام وإيمان مطلق بالله، وإن الله سيحميه ويحمي بيته من الأحباش ولن يخذله بعد أن اتفق رأي قريش على الفرار بأرواحهم وذراريهم من الموت المرتقب بين عشيةُ وضحاها، واللحاق ببطون الأودية ورؤوس الجبال وقد فشلت كل العروض والمحاولات التي قدِّمت له من قبل قريش بمغادرة مكة فقال بإصرار: بل سأبقى مرابطاً في البيت حتى يقضي الله امراً كان مفعولاً.

الحسين وريث جده

إن مثل هذه الموقف لا يأتي من إنسان عادي، بل من إنسان فذ ورث الشجاعة والبطولة سيداً عن سيد وبطلاً عن بطل فأورثها أولاده وأحفاده، وهكذا كان عبد المطلب وآباؤه وأجداده وكذلك أبناؤه وأحفاده، وقد ورث الحسين هذه الشجاعة فتحدّى أبشع سلطة وحده، ورفع راية الرفض على الظلم وحده كجده، في الوقت الذي تطامنت النفوس وخنعت الأصوات. فصان الإسلام وحفظ العقيدة كما صان جده عبد المطلب بيت الله الحرام.

سبب غزو الكعبة

كان سبب غزو إبرهة للكعبة إن (ذو نؤاس) ملك اليمن كان من سلالة يهودية، وحينما انتشرت النصرانية في اليمن عزم على استئصالها فحفر خندقاً في الأرض وخيّر النصارى بين رميهم في الخندق وبين اعتناق اليهودية، فأرسل القيصر قسطنطين إلى ملك الحبشة يدعوه إلى إنقاذ النصارى، فجهّز ملك الحبشة جيشا بقيادة أرياط فاستولى على اليمن وحكمها، غير أن حكم أرياط لم يدم طويلاً، فقد حرّض إبرهة عليه الجيش حتى قتلوه، وحكم بدلاً عنه فبنى كنيسة عظيمة بصنعاء، وأصبح هدفه نشر المسيحية في مكة وتغيير الحج إلى كنيسته بدلاً عن مكة وجهّز جيشاً عظيماً لتحقيق طموحه بدعوى أن بعض العرب قد اعتدوا على كنيسته، وفي الحقيقة لم يكن هذا هو الهدف الوحيد لأبرهة من غزوه الكعبة، بل كان هناك هدف أخطر منه بكثير ..

النبي الموعود

في ذلك الوقت انتشر خبر النبي الموعود الذي سيظهر بمكة وتكون شريعته خاتمة الشرائع فأراد إبرهة أن يئد هذا الدين وهو في المهد وينقذ المسيحية بقتل النبي الجديد الذي لم يلد بعد كما أراد هيرودس قتل عيسى في مهده !

يصل إبرهة إلى مرابض مكة ويخيِّمُ قريباً منها وينتشر جيشه في الأرجاء وهم ينهبون المواشي التابعة لقريش وإبلها وكان من جملة ما انتهبوه إبلاً لعبد المطلب !!

وفيما كان إبرهة جالساً على عرشه إذ تقدم إليه رجل عليه سيماء الجلالة والمهابة فلم يسع إبرهة إلا الوقوف له إجلالا والترحيب به، ولكن ما إن جلس الرجل حتى فوجئ إبرهة بطلب الرجل الذي عدّه طلباً تافهاً لا يليق به فقد ظن أنه سيطلب منه أمراً أكبر من إعادة إبله التي سرقها جيشه !!

فقال له: حسبتك ترجو مني ما هو أسمى وأجل عندكم من الأبل والأموال حسبتك تأمل العفو عن كعبتكم ومعبدكم المعظم !! لكن إبرهة لم ينتظر الردّ طويلا فأجابه الرجل على الفور:

ــ أيها الملك: أما أنا فرب الأبل وأما البيت فله رب يحميه.. ثم نهض وانصرف..

لم يكن إبرهة يعرف إن هذا الرجل سيخرج من صلبه من يملأ الجزيرة بالنور وتتهاوى الأصنام على يديه ويرشد الناس إلى عبادة الواحد الأحد ..

وما إن خرج الرجل حتى أمر أبرهة بردّ الأبل وجميع ما أخذه جيشه من المواشي والأبل العائدة لعبد المطلب، كما أمر برد المواشي والإبل التابعة لقريش كرامة لرئيس مكة وزعيمها عبد المطلب... وقد استجاب الله لدعوة عبد المطلب وثأر لبيته وخلقه فأرسل على الأحباش الطير الأبابيل كما ورد في سورة الفيل.

مؤمن العرب

في عصر يعجّ بالوحشية وتهيمن على عقول الناس فيه الأوثان والأصنام وفي مجتمع تسوده الرذيلة وتعشش فيه الأباطيل وشرب الخمور وتعاطي الفجور وغزو القوي للضعيف، كان نفر من الناس يعبدون الله عز وجل ويوحّدونه وينفون عنه كل شريك ونظير، ومن هؤلاء النفر قيس بن ساعدة الأيادي، وزيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل، وعبيد الله بن جحش، وكانت أمُّه أميمة بنت عبد المطلب، وعثمان بن الحويرث بن عبد العزى، وخالد العنسي، وأمية بن أبي الصلت وغيرهم.

وفي طليعة هؤلاء النفر زعيم بني هاشم عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله (ص)، وقد عدّ أهل السير عبد المطلب من المتألهين كما ذكروا أن دوره كان دور إيمان بالله ودور اعتزاز بخدمة بيت الله وبها تميّز على الآخرين وتفوّق على الناس كما انفرد بالخلق الرفيع والصفات الفاضلة الجميلة وتحلى بالمفاخر والمآثر كافة.

وقد اشتهر عبد المطلب بعبادة الله والتجائه إليه لذا كان الناس يقصدونه في الأمور الصعاب وفي الشدائد والأهوال، وكلما دعتهم الحاجة فما يجدونه إلا ملبياً حاضراً لكل متطلباتهم بكل رحابة وكانوا يقصدونه للاستسقاء عند حبس الأرض بركاتها والسماء درها فيخرج مستصحراً فلا يأتي على آخر دعائه إلا ويستجيب الله دعاءه فيرحم الناس بالمطر ويغنيهم من القحط والشدة.

كما (كان مقراً بالتوحيد مثبتاً للوعيد تاركاً للتقليد، وكان أول من أقام الرفادة والسقاية وهو أول من جعل باب الكعبة ذهباً خالصاً مطعماً بالأحجار الكريمة من أمواله وكان يفتخر بذلك بقوله:

أعطي بلا شحٍ ولا مشاححِ   ***   سقياً على رغم العدوِّ الكاشحِ

بعد كنوز الحلي والصفائح   ***   حلياً لبيت الله ذي المســارحِ (1)

وعن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: (والله ما عبد أبي أبو طالب، ولا جدي عبد المطلب، ولا هاشم بن عبد مناف وثناً ولا صنماً قط، وإنما كانوا يصلون إلى الكعبة على دين الخليل ابراهيم) (2)

الوصية

لمّا انتقم الله لبيته وخلقه وأرجع كيد الأحباش إلى نحورهم وصدورهم فرح عبد المطلب وكتب إلى قريش يعلمهم وأنشأ يقول:

حمدت الله إذ عاينت طيراً   ***   حصيبَ حجارةٍ تلقى علينا

وكل القوم يسأل عن نفيلٍ   ***   كأن له على الحبـشـانِ دينا

وكان عبد المطلب يوصي ولده أبا طالب بصلة الرحم وإطعام الطعام والإيمان بالبعث والمعاد وجعل إليه سدانة البيت الحرام وسقاية الحاج ورفادتهم ومن تلك الوصايا قوله:

إيُّها الداعي لقد سمــعتني   ***   ثم مابي عن نداكم من صممْ

إن للبيتِ لرباً مــــــــانعاً   ***   من يرده بآثـــــــــامِ يصطلمْ

انثنى عنه وفي أوداجِــهِ   ***   جارحٌ أمسكَ منـــــه بالكظمْ

قلت والأشرمُ يرمي حيلة   ***   إن ذا الأشرمَ عـــز بـالحرمْ

فجزاكَ الله فيما قد مضى   ***   لم يزل ذاك عـلى عـهدِ أرمْ

نحن دمـــرنا ثموداً عنوة   ***   ثم عاداً قبلــــــها ذاتِ الأرمْ

نعبد اللهَ وفينــــــــــا سنة   ***   صلة القربى وإيـــــفاء الذِّممْ

لم تزل للهِ فينا حـــــــجة   ***   يدفع الله بـــــــها عــــنا النقمْ

كما كان يكثر من الوصايا بالنبي (ص) ومن ذلك قوله مخاطباً ولده أبا طالب:

أوصيتُ من كنيته بطالب   ***   بابن الذي قد غابَ غير آيب

وقوله:

أوصيكَ يا عبد مناف بعدي   ***   بواحــــــدٍ بعد أبيهِ فردِ

إعادة الحياة إلى بئر زمزم

ألهم الله عبد المطلب أن ينقب عن زمزم وقد عثر عليها فنظفها ونقّاها من الأدران وجعلها صالحة للاستعمال وعلى إثر هذا الإصلاح ثارت ثائرة قريش وتعالى وتعاظم حسدها وحقدها لعبد المطلب على ما آتاه الله من فضله. وأخيراً نازعوه العين زاعمين أنها تعود للقرشيين بصورة عامة باعتبار أنها موروثة من الجد الأعلى اسماعيل (ع)، فهم فيها وتوسّعت الخصومة واشتدت، وأخيراً أجبروا عبد المطلب على المحاكمة عند الكهانة فوافق مضطراً حفاظاً على بني هاشم وحرصاً على سيادة الأمن والسلام فساروا جميعاً لحضور المحاكمة وبينما هم في الطريق وكان الوقت شديد الحر فعطش القوم واضرّ بهم فأشرفوا على الموت فما وسعهم إلا أن يلوذوا بملاذهم وكهفهم جد الرسول عبد المطلب فاستجاروا به من العطش فما كان من عبد المطلب إلا أن يسأل الله عز وجل أن يسقي القوم ويمن عليهم بالماء فما استتم دعاءه إلا وأنبع الله الماء من تحت حافر فرس عبد المطلب ففرح القوم وشربوا الماء وحينما شاهدوا هذه الكرامة لجد النبي (ص) قرّ رأيهم بالإجماع على أن يتنازلوا له عن زمزم ويعدلوا عن فكرتهم وصارحوه بما نووا وكروا راجعين إلى مكة.

الكرامة الإلهية

ليس عجيباً إجراء مثل هذه الكرامة من قبل الله عز وجل على يدي عبد المطلب فهو صُلب الإيمان ومنبع النبوة بالله عز وجل وقمة التوكل على الله والثقة به كما ذكرنا في قصة إبرهة عندما لازم البيت الحرام ولم يفارقه معتمداً على الله، ومما يؤكد ذلك ما رُوي عن جابر بن عبد الله الانصاري عن رسول الله (ص) أنه قال: (لما عرج بي إلى السماء ليلة الاسراء فانتهى بي إلى العرش فرأيت على ساق العرش أربعة أنوار فقلت: إلهي ومولاي وسيدي ما هذه الانوار ؟ فقال عز وجل: يا محمد يا حبيبي هذا نور جدك عبد المطلب وذاك نور عمك أبي طالب وهذا نور أبيك عبد الله وذاك نور أمك آمنة بنت وهب، فقلت: الهي وبماذا قد استحق هؤلاء منك هذه الكرامة ؟ قال تعالى: لايمانهم بي واعتمادهم عليّ).

ثم أن عبد المطلب كان يحمل نور النبوة في صلبه وهو النبي المصطفى (ص) حبيب إله العالمين وأقدس انسان عرفه الوجود، فغير بعيد أبداً أن تجري هذه الكرامة على يديه. 

وكان عبد المطلب يعرف أن ولداً من صلبه سينقذ به الله البشرية من الضلال إلى الهدى وكان يبشر به إذ رأى ذات ليلة كأن شجرة قد نبتت على ظهره وقد ضربت أغصانها على الدنيا وامتدت إلى المشرق والمغرب وكأن الناس قد سجدوا لتلك الشجرة وكانوا لها خاضعين خاشعين ورأى بعضاً من قريش وقد تعلّق ببعض فروع الشجرة ورأى البعض الآخر يحاول قطعها واستئصالها وكلما قربوا منها يقوم في وجوههم شاب لم ير قط أجمل ولا أنبل منه فيصدهم ويمنعهم بقوة وحماس عن الدنو إليها بسوء، يقول عبد المطلب: فدنوت أنا وحاولت التعلق بغصن منها ولكني لم أستطع ذلك فقلت في نفسي: الخير كل الخير لهؤلاء الذي ساعدهم الحظ والتوفيق على التعلق والتمسك ببعض فروعها ..

ثم انتبه مرعوباً وقصّ رؤياه على ولده أبي طالب، يقول أبو طالب: فرأيت أبي فرح أولاً، ثم بدت على وجهه وأساريره علامات الاستياء والتأثر فقلت: يا أبتاه رأيتك فرحت أولاً واستأت أخيراً ؟ فقال: يا أبا طالب، أما فرحي فلأن الوليد المرتقب هو النبي الذي بشرت به الكتب السماوية من قبل ونقله الخلف عن السلف من آبائك الأكرمين وبالملازمة يسود الدنيا من أقصاها إلى أقصاها وهو أمر يستلزم المسرة والفرح لأنه الشرف والمجد اللذان يتضاءل أمامها أي شرف ومجد، أما جهة استيائي وتأثري أولاً لمحاولة القوم قطع الشجرة واجتثاثها ومحاربتها بكل الوسائل والحيل، وثانياً من ناحية إني لم أدرك الزمن الذي يكون فيه ولدي نبياً وسفيراً عن الله عز وجل.

ومن كرامات الله عز وجل لعبد المطلب أن صار أميناً مخلصاً وكافلاً حنوناً للنبي (ص) وذلك على أثر موت عبد الله وآمنة والدي رسول الله (ص) فكفله أفضل كفالة وقام بتربيته خير قيام، وحينما أحس بدنو أجله أراد أن يوصي بالنبي (ص) لمن يقوم مقامه في تربيته ورعايته فلما دنت منه الوفاة أمر ولده أبا طالب أن يحمل سريره من داره إلى البيت الحرام فيجعله بفناء الكعبة وعند أستارها المباركة فامتثل أبو طالب فحمل السرير إلى حيث أراد أبوه ثم نقل أبو طالب أباه إلى سريره فنام عليه والتف أولاده حوله كما أحاطت به جموع بني هاشم وصار الناس من الزعماء والرؤوساء يتهافتون على زيارته وتظهر على ملامحهم شعارات الحزن والألم وكان رسول الله في ذلك الحين طفلاً صغيراً يصعد على السرير فيتلقاه جده بكل سرور فيجلسه معه على السرير ثم التفت عبد المطلب إلى أبي طالب وقال: يا ولدي إني مفارقكم عما قريب فاذهب إلى جوار ربي وغفرانه وهذا محمد وديعتي بل وديعة الله عندك، يا أبا طالب بحرمة أبوتي عليك احفظ وصيتي في محمد، أكفله أنت بنفسك ولازم رعايته بشخصك ثم أنشأ يقول:

أوصيكَ يا عبد مناف بعدي   ***   بـــواحــــــــدٍ بعد أبيه فردِ

فارَقه وهو ضجيـــــع المهدِ   ***   فكـــنتُ كالأمِّ له في الوجدِ

وبالحشى الصقـــــته والكبدِ   ***   حتى إذا خفـت فراق الوعدِ

أوصيكَ أرجى أهلــنا للـرفدِ   ***   بابنِ الذي غـيبته في اللحدِ

بالكرهِ مني ثم لا بالـــــوعدِ   ***   وخيرة الله تشــــــافي العبدِ

ولما سمع أبو طالب التأكيد من أبيه على رعاية محمد والاعتناء به قال: يا أبتاه طب نفساً وقرّ عيناً فإني والله سأقوم بكل وصاياك وأفدي محمداً بنفسي وأهلي وولدي وبكل ما تناله يدي مادمت حياً، فرفع عبد المطلب يديه نحو السماء وقال: اللهم رب الأرباب، ومالك الأرض والسماء، بارك في أبي طالب ووفقه لكل خير.

ونقل ابن شهر آشوب: إن أبا لهب والعباس طالبا بكفالة النبي (ص) من أبيهما فقال عبد المطلب: من الأفضل أن نتركه هو يختار لنفسه من يشاء من عمومته فقام رسول الله (ص) وجلس في حجر عمه أبي طالب فقال أبو طالب: والله يا والدي هو عندي أعز من نفسي وولدي ولأنعمنك عيناً إن شاء الله...

وهكذا انتقل عبد المطلب إلى جوار ربه وهو مطمئن البال بعد أن ترك حفيده بيد أمينة

محمد طاهر الصفار

..........................................................................

1 ــ مروج الذهب / المسعودي ج1 ص390  

2 ــ الصدوق: كمال الدين وتمام النعمة ص 175 / المجلسي: بحار الأنوار 15: 144

المرفقات

: محمد طاهر الصفار