الأنصار الملتحقون بالأمام الحسين (عليه السلام) في مكة من أهل الكوفة.

من المعلوم ان كل كاتب عندما يلج موضوعاً ويكتب عنه وعن مضامينه فانه يستنفذ فيه اغراضه كلها، فلو حاول ان يكتب فيه ثانية فانه سيأخذ باجترار المادة السابقة نفسها، لأنه ليس هنالك من مادة جديدة يستطيع ان ينهل منها، ولكن واقعة الطف في حقيقتها عطاء ثر ما ان تعاود الاقلام والانامل في الكتابة حتى تجد ذلك الينبوع المتدفق المليء بالعطاء واخص بالذكر موضوع  أنصار الإمام الحسين (عليه السلام)،  لانهم كانوا صفوة البشرية، وسادة المسلمين، فبعضهم كان من الصحابة، والبعض الآخر من التابعين ، إضافة إلى ذلك منزلتهم الاجتماعية ، فهم زعماء المسلمين وفرسانهم، وعلماء الأمة. وعليه قد أنظم إلى بعض من اهل الكوفة الى الركب الحسيني المقدس ، منهم على سبيل المثال لا الحصر:

برير بن خضير الهمداني المشرفي.

كان برير شيخاً تابعياً قارئاً للقرآن يقال له سيد القراء، ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة، وله في الهمدانيين شرف وقدر، ويبدو أنه كان مشهوراً ومحترما في المجتمع الكوفي، فما ان بلغه خبر الامام الحسين(عليه السلام ) حتى اتجه من الكوفة إلى مكة فاصطحبه(عليه السلام) وأستشهد معه([1])، وقد ابلى برير في المعركة بلاءاً حسناً وكان ينشد ويقول:

       أنا برير وأبي خضير                  لاخير فيمن ليس فيه خير.

 

عابس بن أبي شبيب الشاكري.

وهو عابس بن أبي شبيب بن ربيعة بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد الهمداني الشاكري، وبنو شاكر من المخلصين في ولائهم لأهل البيت (عليهم السلام)، أرسله مسلم بن عقيل إلى الحسين(عليه السلام) بالرسالة التي اخبره فيها بيعة أهل الكوفة ودعاه إلى القدوم، وبقي مع الحسين حتى وصلا إلى كربلاء، وجاء مع عابس مولى لبني شاكر، وهو شوذب فقال: يا شوذب ما في نفسك أن تصنع؟ قال: ما أصنع أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى أقتل، فتقدم فقاتل حتى قتل[2].

قيس بن مسهر الصيداوي.

وهو قيس بن مسهر بن خليد بن جندب بن منقذ بن جسر بن نكره بن نوفل بن الصيداء، اوفده أهل الكوفة الى الحسين (عليه السلام) في مكة مع عبد الرحمن الارحبي وأرسلوا معه كتباً يدعونه فيها للبيعة[3].

صاحب مسلم بن عقيل حين قدم من مكة مبعوثا إلى الكوفة، حمل رسالة من مسلم إلى الامام (عليه السلام) يخبره بيعة من بايع ويدعوه إلى القدوم، وكما حمل رسالة من الامام الحسين(عليه السلام) إلى الكوفيين يخبرهم فيها بقدومه عليهم، فقبض عليه الحصين بن نمير فأرسله إلى ابن زياد، فقتله[4].

الحجاج بن مسروق الجعفي المذحجي .

     كان من الشيعة وممن صاحب الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) في الكوفة، ولما خرج الامام الحسين(عليه السلام) إلى مكة خرج من الكوفة إلى مكة لملاقاته وكان مؤذنا في أوقات الصلاة عند الامام الحسين[5]، قتل يوم عاشوراء .وقاتل بين يدي الامام قتالا شديدا وكان يرتجز ويقول:

      اقدم حسيناً هادياً مهدياً                  فاليوم تلتقي جدك النبيا

      ثم اياك ذا الندى علياً                   ذاك الذي نعرفه وصيا[6].

يزيد بن مغفل الجعفي.

     كانت له صحبة مع النبي الاكرم محمد(صلى الله عليه واله) وشهد معركة القادسية هو وأخوه زهير في عهد عمر بن الخطاب، كان من أصحاب الامام علي(عليه السلام) وحارب معه في صفين، وفي اليوم العاشر استأذن الامام الحسين(عليه السلام) القتال وتقدم وهو يرتجز:

أنــا يزيـد وانا ابن مغفل               وفي يمـيني نصـل سيـف مصقـل

أعلو به الهامات وسـط القسـطلِ     عن الحسـين المـاجـد المـفـضل[7].

جعفر رمضان

 

 

[1]رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس، إقبال الأعمال،( طهران: دار الكتب الإسلامية، 1390هـ) ج3، ص344.

[2] لوط بن يحيى بن سعد بن مسلم الازدي الغامدي "أبو مخنف" ، مقتل الحسين ،، تحقيق: ميرزا حسن الغفاري،(قم: المطبعة العلمية، 1398هـ)، ص154 .

[3]محمد بن الفتال النيسابوري، روضة الواعظين،(قم، منشورات الشريف الرضي) ، ص172.

[4] أبو جعفر رشيد الدين محمد بن علي المازنداني "ابن شهر أشوب"، المناقب آل أبي طالب،(قم: مؤسسة انتشارات علامة) ، ج3، ص345.

[5]عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم الشيباني "ابن الأثير"، الكامل في التاريخ، تحقيق: خليل مأمون شيحا،( بيروت: دار المعرفة، 2000م)، ج3، ص504.

[6]أبو جعفر رشيد الدين محمد بن علي المازنداني "ابن شهر أشوب"، المصدر السابق ، ج 3 ، ص 252 .

 [7]لوط بن يحيى بن سعد بن مسلم الازدي الغامدي "أبو مخنف"، المصدر السابق ، ص158.

 

 

المرفقات