قصص وروايات ومشاهد لناحية عراقية أذهلت العالَم بصمودها وانتصرت بعزيمتها كونها استلهمت من مبادئ الإمام الحسين

ناحية( آمرلي) المدينة التركمانية التي قدمت أجمل وأعظم صور الصمود والتحدي ، صور أذهلت العالَم وأنْسَتْهُ الالتفاتَ إلى معاناتها الإنسانية من جوع ونقص في الماء والدواء وكل مايتصل بحياتهم اليومية ! انشغل الإعلام العالمي بسرّ صمود بضعة آلاف بوجه أعتى وأقبح خلق الله ولمدة تجاوزت الشهرين ! فيما لم تصمد أمامهم مدنٌ تجاوز عدد سكانها المليوني نسمة... مُحاطة بالجيوش والسلاح ! الأمر الذي أثار دهشة وإعجاب المراقبين والمتابعين للشأن العراقي الذي عرف عنه تهاوي مدنه وقراه الشمالية الواحدة تلوَ الأخرى أمام مجاميع عصابات كيان (داعش ) ! تُرَى ماذا يعني هذا الصمود وهذه الشجاعة والتحدي عند أهل هذه المدينة الصغيرة ؟!موفد موقع العتبة الحسينية المقدسة أجرى استطلاعاً في تلك الناحية لتوثيق قصص استبسال الأهالي والمقاتلين التي أشبه ما تكون بمعجزات يفتخر بها التاريخ لتكون ضمن مفاخر ه التي سجلها أبطال تلك الناحية نضع بين يدي القارئ جزء منها :حدثنا من هذه الناحية أحد وجهائها وهو (عصام جمعة أبو حسن) بقوله : " لآمرلي تاريخ عريق وبها كثير من العلماء وطلبة الحوزة والأدباء والشعراء ,عدد سكانها تقريباً ( 20 )ألف ، وتحتوي على (36 ) قرية ثلاث منها شيعية وال (33) سنية ، تقع هذه الناحية في شرقاً لمدينة تكريت ببعد( 120 ) كم، وشمالاً لكركوك ببعد (90) كم ، وديالى من الشرق ببعد (100 )كم ، وتشتهر القرية بزراعة الحنطة والشعير واعتمادها على المطر , وتحتوي الناحية على مزار للحسن المثنى (عليه السلام) وقد حصلت به كثير من الكرامات ، وتم قضاء كثير من الحاجات به وشفاء المرضى ويؤومه كثير من الزائرين ولكرامة المقام قد نصرنا الله سبحانه وتعالى .حاصر( آمرلي ) التكفيرون بحصار دام أكثر من ثلاثة أشهر وقد حصلت به كثير من القصص للأهالي والمقاتلين ولمعرفة بعض منها رافقنا (أبو حسن) إلى من حصلت معهم القصص والتقينا بهم ؛ ليحدثونا عن قصصهم.- القصة الأولى كانت مع الحاج( شاكر محمود ) مسؤول القاطع الشمالي في ناحية( آمرلي) : عرف الجميع أن (آمرلي) صمدت ثلاثة أشهر وخلال هذه المدة تعرضت الناحية لثلاث هجمات شديدة حيث هجم العدو في الهجوم الأول على الناحية وكان في ليلة القدر في شهر (رمضان) واصطدم بشرطة الناحية وكنا نكمن وراء ساتر الشرطة ، فتقدموا وقد تراجعت الشرطة وحملنا عليهم هجوماً واحداً وقتلنا منهم أكثر من( 30)إرهابياً إضافة إلى أميرهم, أما الهجوم الثاني فقد حمل علينا به العدو وقمنا بهزمه أما الهجوم الأخير وهو الأقوى حيث هجموا من ثلاث محاور بالدبابات والهمرات والدروع بعدد هائل ونحن ليس لدينا سوى رشاشات (البي كي سي)، وقاذفة وسمعنا صوت مدرعاتهم وعجلاتهم وتوجهنا للساتر ، وباشرنا بالرمي عليهم بالرشاشات فكان لدى ابني (سعد) قاذفة فقط راح يرمي بها على المدرعات فحرق منها اثنين وقتلنا منهم مايقارب ال(120 ) تكفيرياً علماً أن نساءنا وأطفالنا كانوا يجهزون مخازن العتاد والطعام لنا وكنا نقاتل أمام بيوتنا وهزمنا العدو، وقد تمكنا منهم ، وعندما سمعنا صوت مدرعاتهم وعجلاتهم توجهنا للساتر وكنت أتسلل إليهم يومياً وأقتل الكثير منهم وقد صادفتني الكثير من العجائب منها إنا نقاتلهم ولم تصبنا أية رصاصة وحتى أسلحتنا نقاتل فيها أوقات طويلة ومتواصلة ولم يحصل بها شيء وأيضاً قد فككنا العبوات التي زرعوها في الطريق ولم تكن لدينا هندسة عسكرية أو جهد هندسي وهندستنا هم الشجعان المؤمنون يقومون بالاتجاه نحو العبوة ويرفعون جهاز الموبايل منها ويلوذون بالفرار فتبطل العبوة حيث قمنا بتفكيك أكثر من أربع عبوات برفع جهاز الاتصال منها وكانت الهاونات تقع علينا كثيرة كل يوم ولم يحصل شيء وسر انتصارنا وبقاءنا هو ببركة مزار الحسن المثنى (عليه السلام) الذي لم يصيبوه بأي شيء علماً أن الكثير من الهاونات وقعت قريبة منه. والقصة الأخرى كانت لمقاتل لديه عجز كلوي (حازم عاصي شكور ): كان لدي عجز كلوي ولدي ورم أصاب رجلي وكل جسمي ولكني أتوكأ لكي أمشي وحين دخل علينا (داعش) لم أبقَ في البيت وأخذت سلاحي وأخذوني للساتر لكي أقاتل وتقاريري تقول إن لدي عجزاً ولم أستطع المشي متواصلاً والحمد لله قد شفيت , وكنت عازماً أن أقوم بقتل أكبر عدد منهم وقد جاءوا وقمت بالرمي عليهم وقتلت منهم الكثير ووفيت والآن أنا بكامل صحتي وتشافيت من العجز والحمد لله.-قصة الأوكسجين الطبي...تحدث الممرض( محمد أحمد سمير): نحن في المستشفى نفذت لدينا كل قناني الأوكسجين وكل يوم كنا نفحص نرى كل قنينة بها ربع أو أقل ونستخدمها , وفي يوم من الأيام جاءت حالة طفل يحتاج إلى أوكسجين والقناني فارغة ولكي لا أصدم أهله وأقول لهم إن المستوصف لا يحتوي على أوكسجين وضعت الكمامة على فم الطفل وأنا على يقين أن الأوكسجين نافذ وبقدرة الله رأيت عدّاد الأوكسجين يصعد كأن القنينة ممتلئة وتم وصول الأوكسجين إلى الطفل والحمد لله . -عودة إلى المطاحن البدائية... تكلم (أبو حيدر) صاحب المطحنة : كنت في بيتي مع ولدين صغيرين وزوجتي و الهاونات مستمرة بالقصف علينا علماً أن المطحنة تعمل على ماكنة الحراثة لإدارتها والمولدة وبعد سقوط الهاون على جيراني تأثرت المولدة من جرّاء شظايا القصف قمت بتغطية المولدة من دون علم الناس بعطل المولدة وجاء أهل المنطقة وقالو لماذا لم تعمل المولدة منذ أربعة أيام ؟ قلت لهم قد أصابها القصف, وبعد التحري عن مولدة في الدوائر لم نحصل عليها لتشغيل الطاحونة اتصلت بأحد أولاد عشيرتي وكان لديه مولدة وقد خرج من آمرلي إلى كربلاء للزيارة وعند محاصرة آمرلي لم يستطع المجيء وقد وهبني المولدة لأشغل عليها الطاحونة مع العلم لم يكن هناك وقود فقمنا بشغيلها على النفط فجلبوا الناس النفط واشتغلت المولدة على النفط إلى آخر يوم علماً أن ماكنة الحراثة تشتغل يومياً من الساعة السادسة صباحاً إلى التاسعة أو العاشرة ليلاً وهو الذي يدير الطاحونة (الكاردن) أقوم بطحن الحنطة للناس وبشكل مستمر ومع كل هذا العمل والقصف كان يستهدف هذه المطحنة ولم تسقط عليها أية قذيفة كانت تسقط على البيوت المحاذية للمطحنةوسقطت قذيفة على بيت عمي وكان بيتهم بجنب بيتي واستشهد ابن عمي وأصيب ابن عمي الآخر فقطعت رجله ولم نخرج من منطقتنا وبقينا صامدين امتثالاً لأمر المرجعية و كنت يومياً أطحن من( 4 )إلى( 5 ) طن من الحنطة تقوم الناس بجلب الحنطة بالأكياس ويقفون على شكل طابور وهناك أشخاص قاموا بالتبرع بعشرة أكياس من الحنطة وطلبوا مني أن أوزعها على الناس الذين لايملكون الحنطة.-وقصة تنور الطين...تحدث (جليل) الآمرلي قائلاً : بعد نفاذ الغاز قمنا باستعمال تنورين من الطين وتقوم نساؤنا بالخبز ونزود أكثر من( 30) بيتاً ويكون الحطب من القناني النايلون الفارغة وقطع القماش القديمة لأن الحطب نفذ واستمرينا على هذا الحال فترة الحصار والحمد لله الذي رحمنا. -وقصة بئر الماء... (بدران محسن) : بعد انقطاع الماء عن المنطقة قام( الدواعش ) بضخ النفط الأسود بأنابيب ماء الإسالة وقمنا بحفر بئر ماء خلال يوم علماً أن المنطقة قليلة المياه الجوفية والآبار التي كنا نحفرها فوق ال(10 )متراً ولكن بفضل الله خرج الماء بعمق (4 )أمتار والقصف مستمر علينا علماً كان الماء مالحاً غير صالح للشرب كانوا يستخدمون هذا الماء للشرب والطبخ والغسل ولا يوجد بديل عن هذا ، فكان الماء بارداً وكنا نزود أكثر من( 150) بيتاً من هذا البئر. -شحة الأكل- قصة أخرى... تحدث (علي أصغر عباس) لنا قائلاً : كان لنا تمر قديم منذ سنوات وكنا نجمعه لغرض إطعام المواشي وعند الحصار لم يبقَ لدينا طعام وقمنا بتوزيع قليل من التمر والخبز اليابس على المقاتلين وكنا نتقاسم كل خمس أشخاص بقرصة خبز واحدة وخمسة تمرات لكل واحد والحمد لله على خيره وقد منَّ علينا وانتصرنا . -وقصة المرأة المرضعة... يقول (جعفر أبو عباس) : بعد الحصار الذي فرض علينا من قبل (الدواعش) الإرهابيين كنا نعاني من قلة المواد الغذائية وكان في بيتي ثلاث عوائل مع قلة المواد الغذائية كنا نقوم بتوزيع الوجبات على الأطفال من الخبز والشاي وكانت ابنة أختي تقوم برضاعة الأطفال وكل يوم ترضع ثلاث أطفال إضافة إلى أولادها وقمنا بتسجيل أسماء الرُضَّع الأربعة حتى نعرفهم أنهم إخوان بالرضاعة ونتأكد كي لايحصل إشكال شرعي. -وقصة الهمر... أما(أبو علي ) فقال : كنا 18 شخصاً في عجلة (همر) عسكرية في داخلها وعلى متنها وبعد تسلل( الدواعش ) واحتلال بيوت من الطرف الآخر صرنا نحن وراء( الدواعش) في منطقتهم المحظورة علينا وكان الموقف صعباً جداً لأنهم كانو أكثر من( 300 )إرهابياً وقمنا بالمرور من وسطهم ولم يلتفتوا إلينا وقد حسبوا أنا نحن (دواعش) من أصحابهم وبعدما أحسوا أنا لسنا منهم من مسافة قاموا بضربنا بقاذفة على بعد خمسة أمتار ولم تصبنا وقمنا بالرد عليهم بإطلاق النار عليهم وقتلنا منهم عدداً كبيراً والحمد لله رجعنا إلى أماكننا ووصلنا بسلامة . أثير رعدتحرير/ ولاء الصفارالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات