المرجعية العليا: الطفل الذي ينشغل بالاجهزة الحديثة سيمرض نفسيا وان الثقافة التي يتلقاها الشاب في مواقع التواصل الاجتماعي هجينة وخطرة

سلط ممثل المرجعية الدينية العليا الضوء خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف على نوع التربية والثقافة التي يتعلمها الشاب والشابة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثير ذلك على ثقافة المجتمع.

وقال السيد احمد الصافي اليوم الجمعة (28 /6 /2019) ان الثقافة التربوية من اهم الثقافات وان الكتاب يعد عاملا من عوامل الثقافة وكذلك المعلم والاب، مبينا ان الامم تتفاخر بثقافاتها وان هنالك بصمة ثقافية تمتاز بها كل امة عن الاخرى، وان هذه الثقافات بينها نوع من التباين والتفاضل.

واضاف ان كل انسان حريص على وقته وعمره ليقضيه بما يلبي بعض طموحاته وان المسافات الزمانية لفترة العمر اقل من الطموحات وبالتالي فهو لا يستطيع ان يقول حققت كل  ما اريد، مشيرا الى ان الانسان بحاجة الى ان يحدد الاولويات في حياته حتى يقلل من مساحة الاهتمام الزائد، ويجعل تلك الاولويات تتماشى مع مقدار العمر والوقت لكي يستفيد من كل وقت يمر بفائدة تنعكس عليه.

وتابع ان الانسان يستفسر في بداية حياته ومراهقته لانه يكتشف عالم اخر، فاذا وجد من يوجهه اختار الطريق الصحيح، واذا لم يوفق لذلك يتخبط الى ان يحصل بنفسه على حل او ان يستمر بالتخبط.

ولفت الى ان المشكلة التي نشهدها اليوم تسبق عملية المراهقة، مبينا ان هذه المشكلة تكمن بانشغال الاولاد وهم باعمار صغيرة بما يتعارف بالاجهزة الحديثة، مشيرا الى ان الطفل ياخذ مساحة كبيرة من حياته بانشغاله بهذه الاجهزة فتبدأ تنصهر عنده شخصية جديدة غير مألوفة في وقت سابق، موضحا ان هذا الطفل في حال منعه من الجهاز يبدأ بالصراخ والعويل والعائلة تضطر الى ارجاع الجهاز له لاسكاته.

وبين ان بعض العوائل تشكو الا انها لاتتخذ التدابير مما يؤدي ذلك الى مرض الطفل نفسيا وحينها لاتستطيع العائلة معالجة ذلك.

واوضح ان الطفل عندما يكبر ستكون ثقافته هجينة لانه اخذها من مواقع التواصل الاجتماعي، مبينا ان مايتم ملاحظته في صفحات الفيس بوك ان قيام شخص بالتحدث عن شخص او جهة معينة بسوء تسانده مجموعة كبيرة من الاشخاص وهم لايعرفون ذلك الشخص او الجهة فتتكلم بالسوء والسباب والشتيمة والكلام اللاذع وغير المؤدب، مما يساهم ذلك بتحول الثقافة الى ثقافة الكلام النابي والسب والشتم، خصوصا ان بعض من يشتم يتصور بان لا احد يعرفه فيعطي العنان للسانه ليتكلم والمقابل يرد له الشتيمة بعشرة والسباب يتعدى للام والاب والعشيرة ويعيش الانسان ساعات من هذا العمر المحدد بالسباب والشتيمة ويقضي عمره ولسانه متعودا على الكلام النابي واذنه تتعود على الفحشاء من القول.

واستطرد ان الاسرة هيأت بذلك الى افلات بعض الامور وهي نفسها تعاني منها. 

واشار الى ان الوسائل الحديثة ممتازة لو انها استغلت بشكل صحيح، خصوصا ان الانسان لم يعد لديه الوقت الكافي لقراءة الكتب كالسابق ومن الممكن الاستعاضة عنها بثقافة رصينة موجودة في تلك المواقع.

واكد ان كيفية ادارة وقت الانسان تحتاج الى مربي، وان هذه المواقع تاخذ من وقت الانسان ساعات عديدة حتى يصبح هذا الانسان كسولا، مشيرا ان بعض مؤسسات الدولة يحضر الموظف فيها متاخرا لانه لايكتفي من النوم ليلا لانشغاله بهذه الترهات، لافتا الى ان الله جعل الليل للسكن والراحة الا ان الامور انقلبت ولم يتم استثمار العقل للتصرف بشكل جيد، فالوقت الثمين يهدر بترهات دون الالتفات الى عواقب تلك الامور، خصوصا ان تلك المواقع ساهمت بفتح نافذة لمشاكل كثيرة.

ونوه الى ان تلك المواقع كشفت عن حالة الجهل الكبير عند مستخدمي هذه المواقع من ناحية الكتابة والاملاء والثقافة وتواضع الفهم خصوصا ان البعض يمتلك شهادة، فضلا عن الاساليب الشاذة بالتعامل كالسباب والشتيمة والابتعاد عن اللياقة.

واستدرك ان العراق يمثل بلد ثقافة وفكر وعقلاء وعقول ناضجة وهو مملوء بالعطاء والتضحيات وان هذه الثقافة هجينة لاتمت له بصلة، محذرا من انحدار الشباب بسبب هذه الثقافة نتيجة اهمال الاسرة والمعلم والصديق.

وطالب بعدم فسح المجال امام الشباب للحط من قدر انفسهم وابعادهم عن هذا اللون من التعامل.

ولاء الصفار

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات