دعا ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف، الى ضرورة استثمار العطلة الصيفية بما ينفع الطلبة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة (21 /6 /2019) نشهد هذه الايام بدء العطلة الصيفية لطلبة الجامعات والمدارس او قرب انتهاء الامتحانات مما يعني انتهاء موسم كان فيه اساتذة الجامعات والمدارس في حالة من الجد والاجتهاد والسهر والمطالعة والكتابة وكذلك الطلبة الذين يقدر عددهم بالملايين، وانهم على موعد لموسم اشق واصعب.
واضاف ان من الضروري التعاطي مع التعطيل الصيفي بطريقة تحقق النتائج المرجوة، مبينا ان عدد الطلبة بالملايين ويشكلون نسبة كبيرة من المجتمع.
واشار الى ان الطلبة هم بناة المستقبل وان من الضروري استثمار مرحلة الشباب التي تمثل مرحلة التألق والابداع الفكري والعقلي، فضلا عن ضرورة استثمار العطلة الصيفية لبنائهم البناء الصحيح والعقلائي وعدم تضييع الفرصة الثمينة.
وبين ان الطالب من مرحلة الابتدائية وحتى الجامعة يتمتع بموسم تعطيل مدته (4) اشهر، فضلا عن التعطيل الذي يكون في موسم الدراسة فتصبح النتيجة ان نصف العام للدراسة ونصفه الاخر للتعطيل، اي ان نصف عمر الطالب يكون للتعطيل.
واكد على ضروة الالتفات والادراك والتعامل الصحيح مع هذا الموسم خصوصا ان هؤلاء الطلبة هم من سيتولى في المستقبل الوظائف المهمة التعليمية والثقافية والخدمية في المجتمع ويتصدون للمسؤولية، داعيا الى ضرورة فهم ماهو المراد والمطلوب من العطلة الصيفية.
واوضح ان هذا الامر يتطلب وجود ثقافة مجتمعية ونظرة صحيحة ومن ثم يتم تحويل هذه الثقافة العامة الى منهج في الحياة.
واردف ان الطلبة والاساتذة يشهدون خلال الفصل الدراسي موسم شاق وان الطبيعة الانسانية تتطلب اخذ قسطا من الراحة للاستعداد لموسم دراسي اشق واصعب، مبينا ان من الضروري ان لايفهم من الراحة بانها موسم للكسل والخمول وتعطيل الطاقات وتضييع الوقت الثمين بامور ضارة وغير نافعة، بل ان النظرة الاسلامية والعقلائية تشير الى ان الراحة المقصودة هنا تتمثل بالاستجمام العقلي والفكري والنفسي والجسدي للطالب والمدرس والاستاذ يجدد كل منهم طاقاته.
وشدد الشيخ الكربلائي على ضرورة وجود توعية وفهم لنعمة الفراغ في حياة الانسان، مستشهدا بالحديث الشريف (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) وحديث اغتنم خمس قبل خمس وغير ذلك، مشيرا الى ان الطالب يعيش فترة الفراغ وانه بعد تخرجه سينشغل بالمسؤوليات.
ونبه الى ان بناء الطالب البناء الاكاديمي العلمي التخصصي خلال فترة الدراسة امر مهم الا انه لا يكفي لوحده لانه غير قادر على بناء شخصية الانسان المتكامل والناجح، خصوصا ان هذا الطالب سيتحمل بعد تخرجه مسؤولية قيادية ووظيفية واجتماعية واسرية وعلاقات عمل.
وسلط ممثل المرجعية الضوء على خلل اجتماعي لدى الكثير من ابناء المجتمع من خلال تحميل الاخرين عبء تحمل المسؤوليات بتمامها سواء الاجتماعية والوظيفية والتربوية وغير ذلك والتهرب من تحمل جزء ولو بسيط من المسؤولية، اي ان الكثير يحتاج الى ان تتوفر له الامور جاهزة ومجانا، داعيا الى ضرورة اشاعة ثقافة التشارك والتعاون والتآزر في تحمل المسؤوليات كل بحسب طاقته وهو ما يقتضيه الواجب الوطني والتربوي بحسب قوله .
ودعا الكربلائي الى ضرورة استثمار العطلة الصيفية لبناء الطالب والطالبة البناء الديني والاخلاقي والعقائدي والتربوي والنفسي والاجتماعي الصحيح عن طريق المراكز الدينية والعقائدية والتنموية، مشددا على العوائل التي تنفق الاموال في مجال البناء الاكاديمي العلمي المتخصص ودروس التقوية، ان تخصص جزء من المال لانفاقه في بناء شخصية ابنائها البناء الديني والاخلاقي والتربوي الصحيح خصوصا ان الطلبة والطالبات في خطر عظيم بسبب الغزو الثقافي وسوء استخدام المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والالعاب الالكترونية الجاذبة، مبينا ان على العائلة والمدرسة والاساتذة المشاركة في بناء الطالب والطالبة البناء الصحيح، داعيا العوائل الى ضرورة ان تكون البرامج الترفيهية والسفرات الترويحية هادفة وناجحة كالسفر الى الاماكن الدينية للتعريف بسيرة الرموز الدينية او الاطلاع على عظيم خلق الله كالجبال او الطبيعة الساحرة.
وحث الكربلائي على ضرورة اشراك الشباب سواء الطلبة او الموظفين بالاعمال التطوعية الخيرية، مبينا انه خلال لقاءه بعدد منهم وجد ان البعض منهم جمع اموال بسيطة وتوجه لمساعدة الايتام وعوائل الشهداء والفقراء وقضاء حوائجهم فساعدهم الاخرين بذلك ونتج عن ذلك الكثير من الخدمات الانسانية فضلا عن تحفيز مبدأ الشعور بالمسؤولية.
واختتم الكربلائي خطبته بتوجيه رسالة الى اساتذة الجامعات والمدارس للجلوس مع الطلبة عند انتهاء موسم الدراسة لتنبيههم الى ضرورة استثمار العطلة الصيفية بالشكل الصحيح وتحذيرهم من الاستخدام السيء لنعمة الفراغ والعمر والشباب وعدم توظيفها بالشكل الصحيح، فضلا عن تحذيرهم من المواقع الالكترونية المفسدة والضارة.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق