لا سبيل على وجه التحقيق من معرفة الانصار الذين انضموا إلى الركب الحسيني ولا أعدادهم لاختلاف الروايات في تحديد ذلك الجمع الذي التحق وسار مع الامام الحسين بن علي "عليه السلام". فرواية عمار الدهني، عن محمد بن علي بن الحسين، الذي يذهب إلى أنهم كانوا خمسة وأربعين فارساً ومائة راجل ([1])، على حين تذهب رواية أبي مخنف إلى عددهم اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا([2])، وهي تتفق مع ما ذكره الخوارزمي([3]) و الدنيوري([4]). وورواية أبي مخنف تلقي الاضواء على العدد الحقيقي للذين استشهدوا معه في واقعة كربلاء وهم اثنان وسبعون شخصا وهم جُل من انضم إليه وقاتل معه.
وينفرد المسعودي المؤرخ الكبير صاحب كتاب مروج الذهب بالقول: "انه لما بلغ القادسية لقيه الحر بن يزيد التميمي...فعدل إلى كربلاء وهو في مقدار خمسمائة فارس من أهل بيته وأصحابه نحو مائة راجل"([5])، وهي رواية لا يمكن القبول بها او الركون إليها لمخالفتها لإجماع الروايات التي أحصت أصحاب الامام الحسين "عليه السلام" والقادمين معه.
وهنالك نخبه من الأنصار الذين التحقوا بالإمام الحسين "عليه السلام" بعد خروجه من المدينة المنورة الى مكة المكرمة، وهم من اغلب القبائل العربية التي استوطنت إطراف المدينة المنورة منهم على سبيل المثال لا الحصر:
1- مجمع بن زياد بن عمرو الجهني
من صحابة النبي الاكرم محمد "صلى الله عليه واله" ،وممن شهد معركة بدرا وأحد، واقام في منازل جهينة حول المدينة المنورة، فلما مر الامام الحسين" عليه السلام" بهم تبعه من مكة إلى العراق، واستشهد مع الامام الحسين في كربلاء([6]).
2- عباد بن مهاجر
ذكر أهل السير التحق عباد بن مهاجر بالإمام الحسين " عليه السلام" عند مروره بمياه جهينة عند وادي الصفراء حول المدينة، وكان ملازما له، قدم عباد بن زياد بين يدي الامام الحسين" عليه السلام" وقاتل وقتل في كربلاء في الحملة ألأولى([7]).
3- عقبة بن الصلت.
لحق بالإمام الحسين "عليه السلام" من جهة منازل جهينة حول المدينة المنورة، ولازمـه حـتـى نـزل زُبـالا، ولما اتاه خبر استشهاد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة ، ولما نفض الاعراب من حوله ، ولم ينفض، وكان معه حتى اتى كربلاء وهو من المقتولين في الحملة ألأولى([8]). اما ألأنصار الملتحقون بالإمام الحسين في مكة، اذ لم تحدد التواريخ والتراجم أمكنة انطلاقهم. حيث انظم إلى ركب الامام الحسين "عليه السلام" أناس لم تورد المصادر شيئا عن مناطق سكناهم التي انطلقوا منها للتوجه إلى كربلاء، منهم على سبيل المثال لا الحصر:
جنادة بن الحارث السلماني المذحجي .كان جنادة بي الحارث من علماء مدرسة اهل البيت "عليهم السلام" وهو من أهل الكوفة ويعد من أصحاب الإمام علي "عليه السلام" ([9])، خرج مع مسلم بن عقيل أولاً ، فلما رأى الخذلان خرج الى الامام الحسين "عليه السلام" مع عمرو بن خالد الصيداوي وجماعته فمانعه الحر، ثم اخذ الامام الحسين "عليه السلام" فلما كان يوم الطف تقدموا فاوغلوا في صفوف أهل الكوفة حتى أحاطوا بهم ،ولكنهم أبوا ان يرجعوا سالمين، فقتلوا في مكان واحد([10]).
2- عبيد الرحمن بن عبد رب الأنصاري الخزرجى.
لقد ادرك النبي الاكرم محمد "صلى الله عليه واله" وهو احد الشهود للأمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" بحديث غدير خم، اذ قال: "نشهد انا سمعنا رسول الله "صلى الله عليه واله" يقول: "الا ان الله عز وجل ولي وانا ولي المؤمنين الا فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من واله وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من ابغضه، واعن من اعانه"([11])، وهو يعد من صحابة النبي الاكرم محمد، ومن أنصار الإمام علي المخلصين له، وجاء مع الامام الحسين "عليه السلام" من مكة المكرمة إلى كربلاء، وكان أحد الذين يأخذون البيعة للسبط النبي الاكرم الامام الحسين في الكوفة قتل في الحملة الأولى في كربلاء([12]).
3- عمار بن حسان الطائي.
كان أباه حسان ممن صحاب الامام علي بن ابي طالب وقاتل معه في حرب الجمل وحرب صفين فقتل بها، اما عمار كان من الشيعة المخلصين في الولاء للإمام الحسين "عليه السلام"، وقدم معه من مكة ولازمه حتى أتى كربلاء، فلما شب القتال يوم عاشوراء تقدم واستشهد وهو من قتلى الحملة الأولى([13]).
جعفر رمضان
([1])أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم(مصر: دار المعارف، 1961م) جـ5، ص389.
([2]) المصدر نفسه، جـ5، ص422، ص436.
([3])أبي المؤيد الموفق بن احمد بن محمد الخوارزمي، مقتل الحسين، تحقيق: عبد المنعم عامر( بغداد: مكتبة المثنى، 1959م)، جـ2، ص4.
([4])ابي حنيفة احمد بن داود الدينوري، الأخبار الطوال،(قم: منشورات الشريف ارضي، بلا، ت)،ص256.
([5])أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر(بيروت: دار الكتاب العربي، 2004م)، جـ3، ص70.
([6])إبراهيم الموسوي الزنجاني، وسيلة الدارين في أنصار الحسين(بيروت: مؤسسة الاعلمي، 1975م)، ص193.
([7])النعمان بن محمد المغربي، شرح الاخبار في فضائل ألائمه الأطهار، تحقيق، محمد الحسيني الجلالي(قم: مؤسسة النشر الإسلامي، د. ت).، جـ3، ص248.
([8]) المصدر نفسه، جـ3، ص248.
([9])لوط بن يحيى بن سعد بن مسلم الازدي، مقتل الحسين، تحقيق، ميرزا حسن الغفاري(قم: المطبعة العلمية، 1398هـ)، ص 159.
([10]) المصدر نفسه، ص .159.
([11]) شهاب الدين ابي الفضل احمد بن علي بن محمد ابن حجر، الإصابة في معرفة الصحابة (بيروت: دار الكتاب العربي، 1853م)، جـ 4 ، ص 276.
([12])رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف(النجف: المطبعة الحيدرية، د، ت)، ص40.
([13])إبراهيم الموسوي الزنجاني، المصدر السابق، ص161-162.
اترك تعليق