الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة سماحة السيد احمد الصافي في 11/رمضان/1440هـ الموافق 17 /5 /2019م :

اخوتي اخواتي..

لاشك ان الشباب مستقبل كُلَّ بلد، وهؤلاء الشباب هُم عبارة عن ذخيرة يعتزّ بها أيُّ بلد يحاول ان يرسم لنفسه مستقبلاً زاهراً، ونحن في الواقع عندنا مشاكل كثيرة وبعض الحديث يُمكن ان يُقال وبعضهُ لا يُمكن ان يُقال، لكن ما يمكن ان نختصره بشكل قد يؤدي بعض المطلب وهو انهُ من المسؤول عن رسم مستقبل ابنائنا واولادنا ونحن نرى البعض منهم قد يُعاني مشاكل كثيرة وكبيرة؟؟

طبعاً كما هي العادة الحديث ليس فيهِ تعميم وانما الحديث الغرض منهُ تشخيص بعض المشاكل التي يُعاني منها شباب اليوم..، وسأتكلم عن هذه الفئة المهمة والحمد لله الحضور ان شاء الله كلهُ شباب..

هذه الشريحة من ابنائنا والذي لم يبلغ عمر الشباب قد يكون لهُ نحو من التنبّه والذي في مرحلة الشباب ايضاً نحتاج منهُ ان يلتفت وان يسمع والذي تجاوز مرحلة الشباب لعلّهُ عندهُ في اسرته ومعارفه خصوصاً الذي تجاوز مرحلة الشباب كان شاباً فيُمكن ان يفهم طريقة التعامل..

الشباب اليوم في الواقع واقول البعض لا اُعمم يعانون من ضغوطات كثيرة وهذه الضغوطات قد ارادت ان تنحو بهم منحى قوامُه هو اللامسؤولية ان يُبعدوا الشباب عن كل مسؤولية لأن هذا الشاب بعد عشرين سنة او خمسة عشر سنة سيكون في موقع ما واذا كان في موقع ما ولم تكتمل عندهُ الرؤية الفكرية والثقافية بشكل جيد ليس من المعلوم ان يكون عنصراً نافعاً..

وهؤلاء الشباب اليوم عندما يعانون من ضغوطات ايضاً يحتاجون الى من يرشدهم..

سبق وقلنا في خدمتكم لعل الاسرة تتحمل بعض المدرسة تتحمل بعض الجو العام يتحمل بعض لكن بالنتيجة هذه خسارة لمجتمعنا عندما نفقد شاباً واحداً سنخسر كمجتمع عنصراً مفيداً كان يمكن ان يُصلح اشياء كثيرة.. اذا فقدنا اثنين ستكون الخسارة اكبر واذا ثلاثة وهكذا..

فحديثي للاخوة الشباب واعزتنا وابنائنا..

بعض الامور اُحب ان اُلفت نظركم لها كأب وارى نفسي مسؤولاً وانتم ابنائنا ايضاً انتم في هذا البلد المؤمّل فيكم خيرٌ كثير.. ونحن دائماً نتفائل اذا شذَّ واحد او اثنين فلا يعني ان الكُل..، بالعكس الغالبية من الشباب اليوم بحمد الله يتحملون المسؤولية ويفهمون الامور ولذا الكلام سيكون سهل..

اولاً :

ابنائي عليكم بالجد، هذا العمر عمر الفتوة والنشاط العضلي والنشاط الذهني ايضاً النشاط العقلي استثمروا كل ما بوسعكم من الاوقات لأن تكونوا مجدّين، الاوطان لا يبنيها الا الجِد لا يبنيها الا الاخلاص لا يبنيها الا السعي..

تعلّموا الجِد في حياتكم، لابد ان ايضاً تلتفتوا الى تحقيق او التفكير بوجود هدف، هذه الحياة حياة فيها ما فيها من مشاكل وصِعاب والانسان عليه ان يخوض غِمارها بمنتهى القوة والشجاعة، لابد ان تحددوا هدفاً ما وهذا الهدف ايضاً يحتاج الى سعي لا يتحقق الهدف بالأماني فقط..

نعم الأمل شيءٌ حَسِن اذا استتبعهُ عمل يوافق هذا الأمر، ان لا تكون هناك اماني بلا عمل، لابد ان يتحدد في انفسكم ورؤاكم ان يتحدد هدف من الاهداف عندكم، الضحك وقضاء الاوقات بلا فائدة انتم ستندمون عليه قبل غيركم..

انا لا اقصد بالضحك هي انبساط اسارير وعضلات الوجه ليس المقصود بالضحك هذا وانما الضحك هو عدم الاستفادة من الاوقات وقضاء الاوقات في اللعب واللغو من القول واللغو من العمل بلا محصلّة.. كم من شابٍ قضى وقتهُ باللعب ثم نَدِمَ على ذلك بعد حين وكم انسان لم يلتفت الى ايام شبابه فارتكب ما ارتكب ولا زالت بعض الآثار تلاحقهُ وان كَبُر..

ابنائي ليس من المصلحة ان تُجرّب كل شيء بعض الاشياء لا يمكن ان تجربها لانك اذا جربتها سقطت من شاهق، عليك ان تستشير وعليك ان تجلس مجلس المتعلّم امام من هو اكبر سناً وتجد فيهِ النصيحة والشفقة والرأفة، لا يأخذك الغرور في هذا العُمر وتَزعم انك تستطيع ان تفهم كل شيء وتستطيع ان تفعل كل شيء..

كُنّا شباباً وبعض من بلغ الستين والسبعين والخمسين ايضاً كانوا شباباً ومرّ هؤلاء بهذه التجربة استفد منها انت لم تكن شيخاً حتى تفكر نيابة عنه لكن الشيخ كان شاباً فهو يعرف ادوار الشباب فإذا اراد ان ينصح ينصح عن بصيرة واذا اراد ان يُقدّم يقدّم عن وعي وادراك..

كم من شابٍ الآن يقضي وقتهُ بلا فائدة؟؟!!

اٌقسم بالله عندما نرى بعض الابناء وبعض الاولاد يقضون اوقاتاً فيما لا يستحسن ذكرهُ نتألم عليهم كثيراً لأننا نرى مصير هذه الافعال الى أين ستؤدي..

الشباب اليوم ابنائنا، طبعاً انا اتحدث كل من لهُ مسؤولية في هذا الجيل ان يراعي ذلك..

وهؤلاء الاعزّة شبابنا عليكم اخواني شبابنا ابنائي لاحظوا فكروا في المستقبل لعلّ الانسان جزء من عدم توفيقه اذا كان بصرهُ بمقدار قدمهِ لا ينظر الى الامام، الانسان يتعامل مع الحاضر لأنهُ يتحسس يومياً مع الحاضر لكن المستقبل ضَع خطةً لمستقبلك وامشي عليها فإن لم تصب تمام الخطة فقد أصبت ثلثيها.. اما اذا لم تضع أي شيء فإنه سيفوتك كل شيء..

شباب الآن في عمر معين عليهم ان يخططوا وعليهم ان يفكروا، انتم ابنائنا خذوا النصيحة ممن يسعى لمصلحتكم، أعلم هناك من يحاول ان يدس السُمَّ في العسل ويتسلّق على اكتاف هؤلاء الشباب لمصلحة هو اعلم بها..

لا يحق لكم ان تتخذوا من الشباب جسوراً لمآربكم.. هؤلاء ابنائنا وبناتنا، الأُسر الكريمة لأكثر من مرة هذا المطلب نُعيدهُ لأهميتهِ ، الاُسر الكريمة الرجاء الرجاء منكم ان تجلسوا مع اولادكم وان تأخذوا بأيديهم وان تعلّموهم وان ترشدوهم ارجوكم افعلوا ذلك.. اجلسوا معهم بيّنوا لهم مخاطر الامور، لا تنصرفوا عنهم لمُلهيات ثم تنهونهم عن هذه المُلهيات.. هذا لا يمكن..

انت بادر ايها الاب العزيز ايتها الاخت الام الفاضلة انتم بادروا.. هذه سعادة الدنيا والاخرة الانسان يجلس امام اولاده يعلّم ويرشد ويستمع ويصادقهم ويعلمهم هذه هي السعادة..

انت تجهد صباحاً ومساءً حتى تأتي لأهلك بالزاد وتجلس امام اهلك واولادك هذه الجلسة الاُسرية الرائعة هذه استثمرها لما فيه توجيه للأبناء..

لاحظوا اخواني في العراق الاُسر يعني العراق بلد فيه هذا التكاتف الاُسري والله بدأنا نخاف على هذا التكاتف الاسري وبدأنا نخشى عليه، الاب في شأن والام في شأن والابن في شأن.. كيف تسير الامور؟؟!

هناك نزعة فطرية الانسان يُحب ان يجلس مع اولاده وهناك نزعة فطرية عند الابن يُحب ان يسمع من ابيه، لماذا يحاول البعض ان يأتي بهذه النزعة الفطرية ويحاول ان يهدمها او يعمل ضدّها؟

ايها الشباب الاعزّة اولا ً اسأل الله تعالى ان يمهد لكم سُبل السعادة في الدنيا والاخرة وان يبصركم باموركم وان تجدوا من تسترشدون برأيه ويكون رأياً حكيماً نافعاً دقيقاً..

تعلّموا والعلم يبدأ ولا ينتهي، الانسان عندما يضع قدمهُ على العلم يبدأ ولا ينتهي يبقى يتعلم ما شاء الله له تعالى ان يبقى سواء كان علوم بمختلف العلوم اتحدث.. وايضاً استنصحوا وخططوا تخطيطاً يقبل التطبيق وتفاءلوا بمستقبل اذا عملتم بخطوات حكيمة دقيقة لاشك ان النتائج ستكون وفق هذا التخطيط..

لولا حرصنا على ابنائنا ولولا اهمية هذا الموضوع لما تطرقنا لهذا الموضوع لكن لأهميته قد سنعيد الكرّة والكرّة لشعورنا بأهمية ابنائنا وبناتنا واهمية هذا العُمر بالنسبة الى مستقبلهم رغم كل المشاكل التي تعصف بالبلد لكن لا نجعل هذا التفكك ضريبة لهذه المعاناة..

وطبعاً هذا الكلام اريد ان يسمعه السياسي ويسمعه الاقتصادي ويسمعه المدني ويسمعه جميع من يتصور ان له رأي وكلمة وتسمعه الاسر الكريمة التي تحرص على ابنائها كما تحرص على انفسها..

نسأل الله تعالى سلامة الدين والدنيا والمعافاة وان يرينا في بلدنا وشبابنا كل والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

حيدر عدنان

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

 

المرفقات