تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في(2/ربيع الثاني/1436هـ)الموافق( 23 /1 /2015م ) إلى ثلاثة أمور استهلها سماحته:
الأمر الأول:
إن القوات المسلحة الباسلة ومن انضم إليهم من المتطوعين حققوا انتصارات رائعة في مناطق مهمة كان قد سيطرت عليها عصابات داعش الإرهابية، وكان ذلك بفضل ما تحلوا به من روح معنوية عالية، وحب للتضحية في سبيل العراق ومقدساته... مما مكّنهم من تجاوز الظروف الميدانية الصعبة في بعض المناطق.
وكذلك ما تبقى من المدن والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة هذه العصابات، ويعاني مواطنوها من سلوكياتهم الإجرامية ، فإن المعوّل الأساسي في استرجاعها هو على تضحيات وبطولات أبناء القوات المسلحة بصورة عامة، وأبناء هذه المناطق بالخصوص فإنهم أولى من غيرهم بهذه المهمة، ويتطلب ذلك توفير الإمكانات اللازمة بإِشراف الجهات المعنية لمن يسعى منهم بجد وإخلاص لتحرير مناطقهم من رجس الإرهابيين.
الأمر الثاني :
لا تزال موازنة عام 2015م تخضع للمناقشة في أروقة مجلس النواب، ويواجه إقرارها عدة صعوبات... ومنها أن عدم ثبات سعر النفط في الأسواق العالمية، واختلاف التقديرات في ما يستحصله العراق من بيع نفطه في هذا العام أوجب الاختلاف في ما يمكن تخصيصه لجملة من المواد والفقرات، ولعل الحل يكون في تنظيم وصياغة المواد الأساسية والضرورية وفق سعر يمثل الحد الأدنى بحسب تقدير أهل الاختصاص والخبرة، وإبقاء المواد الأقل أهمية خاضعة للزيادة المحتملة ويكون الصرف فيها منوطاً بتحقق تلك الزيادة.
وفي كل الأحوال فإن الانتهاء من إقرار الموازنة في أسرع وقت ممكن يمثل ضرورة للبلد، ولابد أن تتعالى جميع الأطراف عن المصالح الخاصة، وتوجه عنايتها للمصلحة العامة للعراق، وتعمل على الإسراع في إقرار الموازنة ولو في حدها الأدنى، لأنها تعطي رؤية واضحة للعمل لجميع الدوائر المعنية في مشاريعها وموارد صرفها، فلا تبقى هذه الأمور غير محسومة... لأنه يؤدي إلى تعطيل مصالح قد تكون مهمة في مختلف الوزارات الخدمية وغيرها...
الأمر الثالث:
إن مئات الآلاف من المواطنين لا يزالون مهجرين ونازحين من مدنهم وقراهم ويعانون أشد الظروف صعوبة وقساوة والإمكانات الحكومية كما يقول المسؤولون أصبحت محدودة، والمساعدات الدولية شحيحة، ومن هنا فإننا في الوقت الذي نقدر عالياً الجهود الكبيرة المبذولة في هذا المجال خلال الشهور الماضية، فإننا نهيب بالمواطنين الذين تفضل الله عليهم بالرزق الواسع والإمكانات المالية الجيدة أن يساهموا بصورة أوسع في إغاثة النازحين، وتأمين احتياجاتهم، فإن ذلك من أفضل أعمال الخير والبر ويعبر عن عمق الشعور بالمسؤولية، والحس الوطني والغيرة على البلد ومصالحه، ويمثل مستوى يفتخر به من المواطنة، وسينعكس إيجابياً على مصالح الناس والبلد وعلى نفس الباذل عاجلاً أو آجلاً... كما إن عموم المواطنين يمكنهم أن يساهموا في ذلك بحسب ما يتاح لهم من الإمكانات وإن كانت محدودة ولا ينبغي أن يستهينوا به فإن القليل المبذول من عدد كبير من المساهمين إذا اجتمع صار كثيراً وعمت بركته خصوصاً إذا كان بنيّة خالصة لله تعالى.
اترك تعليق