باحثات من داخل العراق وخارجه يستعرضن في ملتقى نسوي دور المرأة العراقية بتحقيق النصر على داعش

من الفعاليّات المستحدثة ضمن الأنشطة النسويّة المنضوية ضمن فعّاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الخامس عشر، هي إقامةُ ملتقىً إعلاميّ يسلّط الضوء على الجوانب المنيرة للمرأة بصورةٍ عامّة والعراقيّة على وجه الخصوص ودورها في المجتمع، وقد استعرض المُلتقى في مستهلّ أعماله دور المرأة العراقيّة ووقوفها مع الرجل الذي أثمر في تحقيق النصر على عصابات داعش الإرهابيّة.

فعّاليات المُلتقى الذي احتضنته قاعةُ خاتم الأنبياء(صلّى الله عليه وآله) في العتبة الحسينيّة المقدّسة، استُهِلَّت بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، ثمّ قدّمت بعدها المهندسة ندى الجيلاوي مسؤولةُ وحدة الإعلام في العتبة الحسينيّة المقدّسة كلمةً تعريفيّة بهذا المُلتقى، بيّنت فيها الدور الذي تضطلع به المرأةُ العراقيّة في جميع المجالات ومنها المجال الإعلاميّ، الذي برز جليّاً في الحرب التي خاضها أبناءُ العراق ضدّ عصابات داعش الإرهابيّة وتحقيقهم النصر، والذي هو امتدادٌ للدور الإعلاميّ الكبير الذي قدّمته السيّدة زينب(عليها السلام) بعد نهضة الطفّ الخالدة.

بعدها افتُتِحت الجلسةُ النقاشيّة للمُلتقى بورقةٍ بحثيّة قدّمتها الدكتورة بيان العريّض باحثةٌ في مركز الدّراسات في وزارة الثقافة، وقد بيّنت من خلالها: "على الرغم من دخولنا القرن الحادي والعشرين إلّا أنّ أعمال الشهادة من أجل المعتقد والكرامة وإعلاء كلمة الدين الحنيف، تتألّق وتعيد مكانتها كما كانت في العصر الإسلاميّ الأوّل إلى يومنا هذا، وتجدّد النظرة الإسلاميّة الصحيحة إلى دور المرأة في رسم معالم روح التضحية".

وأضافت العريّض: "إنّ المرأة العراقيّة المعاصرة لها دورٌ بارز وأساسيّ في إعداد المقاتلين والمدافعين عن حرم الإسلام والحثّ على بذل النفس في ساحات الوغى، مستمدّةً قوّتها من نهج أهل البيت(عليهم السلام) والاقتداء بشخصيّات البطولة والفداء، والتسلّح بكلّ الأسلحة التي تسلّحت بها المرأة والامتثال لأوامر المرجعيّة العُليا في حالتي السلم والحرب".

واختتمت العريّض ورقتها بـ:"-زينب العصر- السيّدة آمنة الصدر التي كانت مثالاً للمرأة المجاهدة ولبوةً جريحة تدافع عن الحقّ، فهي كانت بمواقفها تريد تحليل موقفٍ من مواقف السيّدة زينب(عليها السلام) مع أخيها الحسين ونصرتها له".

وقدّمت الإعلاميّةُ كوثر البشراوي في كلمتها خلال هذا الملتقى: "إنّ دم الحسين المقدّس لو لم يصلنا عبر حنجرة السيّدة زينب(عليها السلام)، هل كنّا ٍنعي قداسته؟! ففي هذا المشهد تتمثّل ثقافة الشهادة، فالسيّدة زينب هي شريكة الإمام الحسين (عليهما السلام)".

وركّزت الدكتورة لاله افتخاري الحاصلة على شهادة الدكتوراه في علوم الحديث والسنّة من جمهوريّة إيران الإسلاميّة في كلمتها على: "أنّ المرأة الإعلاميّة في الشهادة والمقاومة، فهي نصفُ المجتمع البشريّ، ودور المرأة في صلاح وفساد المجتمع أمرٌ معتنى به، فالقرآنُ أشار إلى نموذجين، النموذج الأوّل المتمثّل بأسرة أهل البيت(عليهم السلام) كما في آية التطهير، إلى أن نصل إلى الإمام الحسين(عليه السلام) الذي شاء الله أن يراه شهيداً، والسيّدة زينب التي شاء الله أن يراها مسؤولةً عن العائلة والعيال بعد مقتل أخيها".

واختتمت افتخاري كلمتها: "إنّ دور المرأة في الشهادة دورٌ ذو أثرٍ كبير على أفراد المجتمع، بعد التعرّف على ثقافة الشهادة، حتّى يتسنّى لها تربية الأبناء وتكييف الأسرة على فكرة الشهادة والمقاومة".

واستعرضت الأستاذة سلوى صعب من لبنان، تجربة المرأة في العصر الحديث والعصور المختلفة، والمرأة ما هي إلّا مادّةُ شجن، وكيف تصنع المرأة وتُسهم في مواجهة أصعب الظروف وأشدّها، وهو أن تمنح شهيداً للوطن وهذا ما ترجمته المرأة العراقيّة".

كما عُرض في المُلتقى فيلمٌ وثائقيّ عن دور المرأة في العتبات المقدّسة (العتبة الحسينيّة والعتبة العبّاسية المقدّستين).

واختُتِم المُلتقى بتكريم الفائزات بمسابقة (أبصار) التصويريّة النسويّة، التي اشترك فيها عددٌ كبير من المصوّرات من مختلف البلدان العربيّة والإسلاميّة.

الجنة الاعلامية للمهرجان

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات