مولد الضوء

 

بـمـنـاسـبـة مـيـلاد الإمـام الـحـسـيـن (صـلوات الله عـلـيـه)

 

أثـبـتُّ فـي عـضّــــــــــــــــادةٍ عـنـوانـي   ***   ومـنـحْـتُ أطـهـرَ مـقـلـعٍ ألـحــــــــــــــانـي

إذ تـبـعـثـيـنَ مـــــــن الـضـفـاف رسـالـةً   ***   لـتـعـانُـقِ الـتـفـــــــــــــــــــــــاحِ والـرمّـانِ

وتـشـابـكٍ فــي أرخـبـيـــــــــــــــلٍ حـالـمٍ   ***   مـتـراقـصِ الـغـابـاتِ والـخُـــــــــــــلـجـانِ

والـقـبّـةُ الــشـمّـاءُ تُـغـرقـنـــــــــــي بـمـا   ***   تـوحـيـهِ مـن عـبــــــــــــقٍ .. ومـن أكـوانِ

فـي مـولــدِ الـضـوءِ الـذي احـتـفـلـت بـهِ   ***   طُـرُقُ الـسـمـا .. وحـقـيــــــــــقـةُ الـدورانِ

وَعـلا أســـــــــــــــــاريـرَ الـنـبـيّ تـورُّدٌ   ***   وتـأمُّـلٌ فـي سـبـطِـه الـفـيْـــــــــــــــــــــنـانِ

وتـزاحــمـتْ كـلُّ الـغـيــــوبِ فـأغـنـتِ الـــــــــــــرؤيـا وأدنـتْ أبـعـدَ الأزمـــــــــــــــــــــــانِ

فَـهــــــــوى عـلـى نـحـرِ الـفـداءِ بـقـبـلـةٍ   ***   غـرسـتْ مـعـانـي الـهـدي والإيــــــــــــمـانِ

يـا كـربـلاءُ لـقـاؤنـا قـــــــــــــدرٌ مـشـتْ   ***   فـي ركـبـهِ تـرنـيــــــــــــــــــــمـةُ الـوجـدانِ

وتـجـمّـعـتْ فـي أولِ الـســـــــطـرِ الـذي   ***   بـدأتْ بـه هـمـجـيـــــــــــــــــــــةُ الـطـغـيـانِ

واسـتـوعـبـتْ حـقّ الـذيـنَ اسـتـــشـهِـدوا   ***   مـن أجـلِ إنـســـــــــــــــــــــــانـيـةِ الإنـسـانِ

يـا كـربـلاءُ لـقــــــــاؤنـا فـي حـضـرةِ الــــــــــــــهـادي الـحـبـيــــــــــب وقـد نـمـا الـحـسـنـانِ

غـصـنـيـنِ فـي دنـيـا الـرســـــالـةِ أورقـا   ***   نـهـرَيْ مـــــــــــــروءاتٍ .. وروضَ حـنـانِ

أفـلا تـضـيـئـيـنَ الـشـمـوعَ لـجـــــــاعـلٍ   ***   دَفَـقَ الـحـيـاةِ مـبـاركَ الـجــــــــــــــــريـانِ ؟

وتـوزّعـيـن كـبـــــــــــائـسَ الـحِـنّـاء فـي   ***   أغـلـى الأوانـــــــــــــــــــــي غٍـبَّ كـلِّ أوانِ

لِـمُـجـدّدٍ وهـجَ الـنـضــــــــــــالِ بـقـصّـةٍ   ***   تُــــــــــــــــروى وتـكـتـب فـي دمِ الـشـريـانِ

وَلِـمـنْ دَعـا كـلَّ الـسـيــــــــــوفِ لأخـذِهِ   ***   لَـيُـعـيـــــــــــــــــــــدَ صـحـوةَ أمّـةِ الـفـرقـانِ

وأقـولُ لـلـنـفـسِ الـتـي قـعـــــــــدتْ بـهـا   ***   أغـلالُـهـا فـي غـيــهـبِ الـقـضـــــــــــــــبـانِ

يـا نـفـس .. هـذا قـــــــائـدُ الأحـرارِ فـي   ***    ألـقِ الـضـحـى .. ومُــــــــــــــروّعُ الأوثـانِ

فـي كـفّـه يـخـتـالُ سـيــــــفُ أبـيـهِ .. لـمْ   ***   يـنـكـلْ .. ولـم يـــــــــــــــــركـنْ إلـى إدهــانِ

حـتّـى أضـاءَ الـحـائـرَ الـمــــرفـوعَ عـن   ***   دعـوى الـنـكـوصِ .. ودعـــــــــوةِ الـخـذلانِ

مُـتـصـدِّراً كـلَّ الـحـوادثِ .. شـــــامـخـاً   ***   فـيـهِـنَّ .. مـثـــــــــــــــــــــلَ فـواتـحِ الـقـرآنِ

يـا كـربـلاء .. إلـيـكِ دعـوةُ عــــــــاشـقٍ   ***   هــــــــــــــــــذي مـروجـي .. هـذه غـزلانـي

أوصـالُ تـشـكـيـــــــــلـيّـةٍ .. أعـطـيـتُـهـا   ***   عـصـبـي وعـمـري .. واضـطـرابَ جَـنـانـي

تـتـحـدَّثُ الأجـرافُ عـــــــــــــن رَبّـانـةٍ   ***   مـعـزوفـتــــــــي مـنــهـا .. وصـوتُ كَـمـانـي

نـيـرانُـهـا .. وقِـوامُـهـا فــي كـــــــلِّ مـا   ***   يَـشِـيـانِ – يـا مـــــــــــنـشـودتـي – قـتـلانـي

هـاتـيـكَ سـمـفـونـيّـــــــــــتـي وَجْـدٌ لِـذي   ***   جُـرحٍ قـديـــــــــــــــــــمٍ .. أو لـجـرحٍ ثـانـي

هَـتـكـتْ عـن الـصـبـرٍ الـمُـكـابِـرِ سِـتـرَهُ   ***   وجـمـيـلُ صـبـري خـــــــــــــــائـرُ الأركـانِ

يـسـمـو بـهـا الأبـرارُ نـحـوَ مـثــــــــابـةٍ   ***   بـالـهـيّـنـاتِ .. عـسـيـرةُ الإتـيـــــــــــــــــــانِ

 

أحـمـد عـبـد الـصـاحـب

المرفقات

: أحمد عبد الصاحب