تسبيح القيود

 

إلى من حلقت الملائكة بالتسبيح من كفيه المقيدتين ..

إلـيـك سـيـدي مـوسـى بـن جـعـفـر .. سـلام الله عـلـيـك

 

اسـتـبـدلـوا حـضـورَكَ .... بـمـسـافـاتٍ مـن الـسَّـلاسِـل

اسـتـبـدلـوا حـنـيـنَـكَ إلـى فـضـاءٍ ..... بـطـامـورة

اسـتـبـدلـوا مـلائـكـةَ أصـابـعِـكَ .... بـقـضـبـانٍ مـن الـحـديـد

حـطـبـوا نـهـارَكَ بـالـظـلام ..... فـآمـنـتْ فـؤوسُـهـم بـضـوئِـك

أغـلـقـوا عـلـيـكَ الأبـوابَ والـنـوافـذ .... فـاخـتـنـقـوا

راهـنـوا عـلـى ربـيـعِـكَ بـالـجـفـاف .... فـتـحـوّلَ سـجـنُـكَ غـيـمـة

تـعـاهـدوا عـلـى قـطـعِ عـلاقـتِـكَ بـالـتـحـلـيـق ..... فـازدادتْ اعـدادُ الـنـوارس

ضـاقـت سـجـونُـهـم .... فـازدادتْ سـمـاؤك بـالاتـسـاع

وضـعـوا أقـفـالاً كـثـيـرة .... فـتـنـاسـلـتْ الأقـفـالُ عـلـى قـلـوبـهـم

لـم يـنـتـبـهـوا لـعـرشِ عـمـامـتِـكَ الـمـرصَّـعِ بـالأنـبـيـاءِ وبـالـسـلام

لـم يـنـتـبـهـوا لأربـعـةِ مـريـمـاتٍ .... هـيَ جـدرانُ سـجـنِـكَ الأربعة

وأنـتَ ابـنُ مـريـمِ الـسـجـدةِ الـطـويـلـة

لـم يـلـتـفـتـوا لـعـبـاءتِـكَ .... تـفـتـرشـهـا الـجـنـة بـسـاطـاً لـلـحـقـائـق

وتـسـجـدُ عـلـيـهـا الـحـقـولُ فـي مـواسـمِ الـقِـطـاف

عـلـى صـوتِ قـيـودِكَ

تـصـبـحُ أصـواتُ الـطـيـورِ سِـجِـلاً لـلـوفـيـات

وأنـتَ .... تـضـمّـدُ الـظـلامَ بـالـتـسـبـيـح

وتـنـسـجُ خـيـوطَ شـوقِـكَ إلـى الـمـطـلـقِ بـأبـرةِ الـسـجـود

وكـلّ ركـعـةٍ فـي صـلاتـكَ ... مـدرسـة لـتـعـلّـم الـذوبـانِ فـي الله

وكـل دمـعـةٍ بـيـن جـفـنـيـكَ .... مـلـكٌ لـشـعـبٍ مـن الـفـراشـات

وكـل قـطـرةٍ مـن وضـوئـكَ .... سـفـيـنـةُ نـجـاةٍ فـي طـوفـانِ الـشـهـواتِ والـجـنـون

لـكـنـهـم .... لـم يـتـعـلّـمـوا مـن هـواءِ طـامـورتـك

أنَّ الـقـصـورَ أكـاذيـبٌ واقـفـة

والـطـغـاة جِـيَـفٌ مـتـحـركـة

حـسـيـن الـجـارالله

المرفقات

: حسين الجار الله