بسملة الضوء

 

إلـى سـيـدي مـوسـى بـن جـعـفـر (عـلـيـه السلام)

 

أرقـى لـمـعـنـــاكَ مـن ســـــــجـنٍ إلـى سـجـنِ   ***   أرقـى أطــــــوفُ أصـلّـي أرتـدي حـزنـي

أرقـى بـتـجـربـةِ الأســـــــحـــــارِ  لـو يـئسـتْ   ***   مـن الـضـيــاءِ وسـاقـتْ لـلأسـى ضـعـنـي

لا وجـهـة لـعـيـــــــــــوني غـيـر مـا سـكـب الــــــــــــــكـأسُ الـمُـراقُ بـقـلـبـي فـاسـتـوى مـنّـي !

لا أبـجــــــــــــــــــــديَّـةَ جـسـرٍ أوّلـتْ جـزعـي   ***   إلا وسـجـنُ مــسـائـي  لـلـجـوى يُـضـنـي

هـا جـئـتُ بـــغــــــدادَ  فـي أبــكـارِ أحـجـيـتـي   ***   يـتـيـمـةً .. فــي طــريـقِ الـوهـمِ والـوهـنِ

الـوهـمُ فــي رعــشـةِ الـمـصـبـاحِ  لـو عـزلَ الـــــــــــــزيـتَ الـمُـعـنّــى وأبـقـى دمـعـةَ الـصـحـنِ

والـوهـــنُ فـي نــذرِ آفـــــــــــــــــاقٍ تـقـاذفـهـا   ***   عـمـرٌ يـمــــــــوجُ بـنـا بـالـتـيـهِ والـعـهـنِ

لـكـنـنــــي جـئـــــــــــــــتُ  يـا مـهـداً أصـبِّـرُهُ   ***   عـلـى الـجــــراحِ بـذاكَ الـمـلـتـقـى أعـنـي

مـلـيــــئـةً بـاغـتـســــــــــــــــالاتِ الـبـكـاءِ ولا   ***   مـديــــــــــــنـةٌ كـشـراعٍ تـسـتـقـي مُـزنـي

صـحـوٌ أسـالـيـــــــــــبُـهُ الأخــــرى تـؤرِّقُـنـي   ***   وهـجـرةٌ مـن دمــــــــوعٍ دلَّـلـتْ حـضـنـي

بـغـدادُ هـل لـحـــــظـةٌ مــــن سـهـوِ أخـيـلـتـي   ***   تـحـنـو لـعــــــــــلَّ بـهـا أجـري إلـى أمـنـي

بـغـدادُ هـل هــــــــــوَّةٌ تــــأتـي عـلـى نـغـمـي   ***   لـكـي أفـصَّــــــــــــلَ أحـزانـي عـلـى فـنِّـي

خـمـسٌ وعـشـرونَ مـــــوتـاً مـشـرعـاً بـدمـي   ***   مـن فـرطِ مـا شـــــربَ الـبـاكـونَ مـن دنّـي

مـن فـرطِ مـا اقـتـسـمـتْ روحـي تـعـاجَـلـنـي   ***   بـحـري فـكُـوِّنـتِ الأوجـــــــاعُ مـن لـحـنـي

يـا سـيّــــــــــــــــــدي مـرِّرِ الآلامَ فـي ألـمـي   ***   عـطـشـى لـذاتـي ولا زال الـــظـمـا يـجـنـي

أفـرغْ بـقـيـدكَ لــــــــــــــــوّحْ لـي بـوشـوشـةٍ   ***   إذا تــــــــــــأخـرتُ عـنـهـا لـمْ تـسـرْ عـنـي

ولـو ذبـلـتُ عـلـى غـيـمــــــــــي سـيـأخـذنـي   ***   سـجــــــــــــودُكَ الآنَ لاسـتـغـراقـةِ الـعَـدْنِ

فـركـعـةٌ فـي رصـيـدِ الـقــــــــربِ تُـودعُـنـي   ***   جـنّـاتِ أشـــــــــــواقـيَ الـحـيـرى بـلا إذنِ

هـلّا فـتـــــــــــحـتَ لـيَ الأسـرارَ مـن ألـقِ الــــــــــــــشـعـرِ الـيـقـيـنِ فـــــــــكـلّـي سـاكـنٌ ظـنِّـي

يـا سـيّـدي لا أرى والـجـــــــسـرُ يُـرهـقـنـي   ***   يـا أيُّـهـا الـنـورُ هـل يـغـزو الـضـيـا وزنـي؟

رتـبـتُ مـرثـيـتـي ..  رجَّـبـــــــتُ أنـهـرَهـا   ***   وخـضـتُ بـحـرَ غـمــــــــارَ الأنـسِ والـجـنِّ

وعـدتُ فـي وطـنٍ بـيـنَ الـقـيـــــــــودِ ثـوى   ***   يـأوي عـصـافـيـرَهُ فــي غـصـنـهِ الـمـحـنـي

والـلـيـلُ بـيـن ذهـولِ الـبـوحِ بــسـمـــــــــلـةٌ   ***   تـنـفَّـسـتْ أرقَ الـجـــــــــــــدرانِ والـسـجـنِ

فـخـاطَ مـاءَ سـرابِ الـضــــــــوءِ جُـمـعـتـهُ   ***   واسـتـودعَ الـبـدرَ بـيـنَ الـجـــــفـنِ والـجـفـنِ

 

أمـل الـفـرج

المرفقات

: أمل الفرج