ارتبط جزء كبير من حياة هذا السيد الجليل بالمنحى الجهادي مع أستاذه ورفيق دربه في رحلة الجهاد والعلم الميرزا محمد تقي الشيرازي (قُدِّس سرُّه الشريف) قائد ثورة العشرين فخاض معه أشواط المواجهة ضد الاحتلال الانكليزي وتصدّيا لمؤامراته ودسائسه وعدوانه على المسلمين فكانا من الرجال الأفذاذ الذين لا يجود بهم الزمان إلا نادراً حيث أخذا على عاتقيهما مسؤولية الدفاع عن الإسلام والسير على منهج الأئمة الهداة (ع) ومتابعة مسيرة أصحابهم الأوفياء في إرساء مفاهيم الدين في المجتمع والذب عنه والتصدي لأعدائه فكانت لهما مواقف مشرقة ومشرّفة سجلوها ببطولاتهما وتضحياتهما.
ورغم الأوضاع المأساوية التي مر بها الخراساني والأخطار المحدقة التي كانت تحيق بالعراق والتي تتطلب تسخير الطاقات وتكثيف الجهود لمجابهة الخطر الداهم المهدد لكيان المسلمين والذي حمل مسؤولية مواجهته إلا أنه لم يهمل واجبه كعالم ديني في التصدي للخطر الفكري وهو الأشد خطورة على المجتمع فقام بأعباء هذه المسؤولية الكبيرة ورد الأفكار المنحرفة والآراء الفاسدة التي كان يروج لها الوهابيون بين المسلمين ودحضها وتفنيدها بالأدلة والقرائن مستندا في ذلك على القرآن الكريم وأحكام الدين وروايات المعصومين (ع) وهذه المهمة لا تقل عن مهمة الجهاد المسلح فكان عليه أن يقاتل ضد جبهتي النفاق والكفر والانحراف من جهة والاحتلال التوسعي من جهة أخرى.
كما لم يهمل الخراساني مهامه الأساسية كفقيه ومرجع في توجيه الناس وقيادة المجتمع وصونه من الوقوع في حبائل الاحتلال التي حاول من خلالها سلب العراقيين إرادتهم وإخضاعهم وإبعادهم عن دينهم وسلبهم خيراتهم والتي كشف بها عن مطامعه الهوجاء التي لم تقف عند حد, فلم يأل الخراساني جهدا في إظهار علمه وإرشاده وتوجيهه في ترسيخ مفاهيم الإسلام في النفوس من خلال كتبه ومواعظه فاستطاع بقيادته الحكيمة الحازمة بعد أن تسلم زمام المرجعية بعد وفاة الميرزا الشيرازي أن يرد كيد المتربصين بالإسلام والمذهب من الإنكليز والوهابيين.
كربلاء .. والنشأة العلمية
ولد السيّد محمّد هادي ابن السيّد الأمير علي ابن السيّد محمّد الحسيني الخراساني الحائري في كربلاء عام (1297هـ/1879م) في أسرة علمية تعود أصولها إلى مدينة بجستان في خراسان وكان أبوه من مراجع الدين وهو آية الله السيد علي البجستاني, فنشأ الخراساني في أجواء العلم والعبادة في المدارس الدينية في الروضتين المقدستين الحسينية والعباسية فأفعمته هذه الأجواء بروح الإيمان وولاء العترة الطاهرة ورسخت فيه مبادئ قضية أهل البيت (ع).
يقول السيد الخراساني عن بداية نشأته في كربلاء: كان بدء نشأتي في الحضرة الحسينية وببالي أن والدي رجع من إيران وأنا ابن أربع سنين، وكان ذلك في حدود سنة 1301هـ ونحن في كربلاء، فأتقنت قراءة القرآن والأدعية وأنا ابن سبع سنين بصورة جيدة.
انضم الخراساني إلى حلقات حفظ القرآن الكريم فأتقن قراءته وله من العمر سبع سنوات ثم بدأ يتلقى العلوم الإسلامية لمثل سنه عند الشيخ موسى القزويني الملقب بـ (المكتبدار) من خلال كتابي (الجوهري) و(نصاب الصبيان). ويصف الخراساني أيامه التي درس فيها عنده بالقول: وبعد ذلك نقلوني إلى مجلس الأستاذ الفاضل كامل عصره الشيخ موسى القزويني المعروف بـ (المكتبدار) وكان شيخاً فاضلاً ديّناً جليلاً حسن الخط يحضر لديه غالب أولاد الفضلاء والأعيان، وقد درست لديه كتاب الجوهري، لكنني كنت قد قرأت بعضاً منه عند بعض السادة في النجف الأشرف إبان تشرفنا للزيارة، كان يسكن الطابق العلوي من حجرات الصحن العلوي الشريف، وأكملت الكتاب لدى الشيخ موسى، كما قرأت عنده كتاب كلستان سعدي وكتاب نصاب الصبيان.
مشهد
حينما بلغ الخراساني من العمر اثني عشرة سنة أي في عام (1309هـ/1891م) اصطحبه والده إلى مدينة مشهد في إيران والتي كانت تزخر بحلقات العلم ذات التاريخ العريق المرتبط بجوها الروحي وطابعها الديني منذ أن احتضنت الجسد الطاهر للإمام علي بن موسى الرضا (ع) وهناك واصل الخراساني حضور دروس العلم فدرس على يد العلماء الأعلام في هذه المدينة المقدسة ومنهم السيد محسن الشيرازي الملقب بـ (دستغيب) الذي درس عنده كتاب (جامع المقدمات) ويشتمل هذا الكتاب على مواضيع الأخلاق والمنطق والصرف والنحو وهو من تأليف مجموعة من علماء الحوزة العلمية جمع في هذا الكتاب للمبتدئين, كما درس الخراساني على يد الفاضل البسطامي (قدس سره) صاحب كتاب فردوس التواريخ, والعالم الكبير حسين الاسترآبادي في مدرسة الميرزا جعفر والأستاذ الشيخ عبد الجواد المعروف بالأديب النيشابوري الكبير, والشيخ علي أكبر, كما درس على يد أخيه الأكبر من أبيه المقيم هناك السيد الميرزا أغا والذي كان يكبره بأربع سنوات إضافة إلى دراسته عند والده.
وقد أتم عند هؤلاء الأعلام دراسة كتب: شرح النظام على كافية ابن الحاجب في الصرف, وشرح الجامي على نفس الكافية في النحو, وكتاب المغني لابن هشام, كما درس الاسطرلاب والجفر وغيرها, إضافة إلى كتاب جامع المقدمات, ودرس سطوح الأصول والفقه على يد والده آية الله السيّد علي البَجستاني.
كربلاء
عاد الخراساني إلى كربلاء ليواصل تحصيله العلمي ويصف قدومه إليها في كتابه (لمحة الأربعين) فيقول:
ثم تشرفت إلى كربلاء مسقط رأسي ومحل أنسي فاشتغلت بالدروس وتمخض انشغالي بالفقه والأصول, وكان أول حضوري درس الخارج في كربلاء لدى الشيخ العلامة الآخوند المولى محمد كاظم الخراساني.
النجف الأشرف
لم تطل إقامة الخراساني في كربلاء حتى غادرها إلى النجف الأشرف لإكمال مراحل تحصيله العلمي فأقام في مدرسة السليمية فحضر أبحاث الشيخ محمّد باقر الإصطهباناتي في المعقول, وأبحاث الشيخ فتح الله الإصفهاني المعروف بشيخ الشريعة في مباحث الألفاظ إضافة إلى حضوره أبحاث السيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي.
سامراء
بعد عودته من مشهد أقام الخراساني في كربلاء والنجف خمس سنين ثم غادر الأخيرة متوجها إلى سامراء عام (1309هـ/1902م) وكانت سامراء آنذاك تعيش حركة علمية كبيرة منذ أن أسس فيها المجدد الميرزا محمد حسن الشيرازي المدرسة العلمية التي استقطبت طلاب العلوم والعلماء من جميع البلاد وعندما توفي المجدد عام (1895) آلت زعامتها إلى الميرزا محمد تقي الشيرازي الذي بدأ معه الخراساني رحلة علمية جديدة وانطلاقة جهادية فرافقه في الأحداث الكبيرة والخطرة التي تعرض لها العراق إبان الإحتلال الانكليزي وكان له المعين والمساعد في إدارة شؤون الحوزة والمجتمع.
في تلك الفترة كانت الوضع الأمني في سامراء مضطربا وبدأ العداء للمدرسة الجعفرية التي أسسها الميرزا الشيرازي يستفحل وأخذ طابعا أشد خطورة عند بعض المتطرفين فشهد اعتداءات على بعض طلبة العلم مما فسح المجال لغيرهم بالتهديد بقتل العلماء والطلبة, وتداركا للموقف عقد اجتماع ضم السادة والمشايخ الأجلاء ومن ضمنهم السيد الخراساني والميرزا الشيرازي لتداول الوضع تمخض عن قرار إرسال رسالة إلى الحكومة العثمانية في بغداد واطلاعها بالأمر وكذلك إرسال رسائل إلى علماء الكاظمية ووجهاء بغداد وأعيانها وإخبارهم بالوضع غير الآمن في سامراء وقد رشح لحمل هذه الرسالة السيد الخراساني فانتشر خبر الاعتداءات على رجال الدين في بغداد مما أثار غضب الناس وسخطهم من الحكومة العثمانية.
موقف السلطة العثمانية
ويبدو أن السلطة الثمانية المحلية في سامراء كان يروق لها هذه الأعمال العدوانية وربما كان لها يد أيضا في التحريض وزرع الفتن بين السنة والشيعة فقد عرفت بعدائها السافر والصريح للشيعة ويلاحظ ذلك من ردة فعلها فحينما علمت بإرسال الميرزا الشيرازي رسائله إلى بغداد لاطلاعهم على ما يجري في سامراء أمر وكيل الوالي توفيق بك باقتحام مجلس الشيرازي وتوجيه اللوم له واتهامه بالدعوة إلى التحريض ضد الحكومة في مراسلته إلى بغداد واعتبرته إهانة لها حينما راسل الحكومة المركزية دون علمها !!
فبدلا من أن يأمر توفيق بك بالتحقيق في الأمر والقبض على المعتدين ومعاقبتهم وفرض الأمن في المدينة فإنه وجه اللوم على المعتدى عليه واتهمه بالتحريض ضد الحكومة وفي ذلك دليل واضح على أنه كان يعرف جيدا من هم مثيرو الشغب بل هو الذي يوجههم وهذا ما أكده الإمام الشيرازي في جوابه لهم.
جواب الميرزا
كان الميرزا الشيرازي يعلم دخائل العثمانيين وكيدهم فواجههم بنفس الحجة التي احتجوا بها بقوله: إذا كانت السلطات العثمانية حاضرة ومسيطرة على الأوضاع وبصدد إحلال الأمن والاستقرار ولم تكن متواطئة مع مروجي الفتن والاضطرابات فلماذا لم تقمع هذه التحركات وهي تجري أمام الأنظار !!
وهنا ألقم الشيرازي الحكومة العثمانية حجرا وأوضح لها تواطؤها مع المعتدين وتحريضها لهم على الاعتداء فلجأوا إلى المراوغة بقولهم: حددوا لنا الأفراد الذين قاموا بإثارة الاضطرابات بأسمائهم وأشخاصهم لنلقي القبض عليهم.
ولكن مرجعية الشيرازي الحكيمة لم تكن بهذا المستوى من إثارة البلابل بين الناس لتحدد الأشخاص ما لم تقم الحكومة هي بدورها بذلك وجراء حالة السخط والغضب الشديد الذي ساد الناس في بغداد على الحكومة العثمانية لما تعرض له علماء الدين في سامراء من الاعتداءات عليهم أمر فاروق بك بإلقاء القبض على السيد الخراساني ومن معه من طلبة العلم وزجهم في السجون لأنه كان السبب في نشر القضية في بغداد.
الكاظمية ..
بعد أربعة عشر عاما قضاها الخراساني في سامراء مع أستاذه الشيرازي غادرها برفقته عام (1335هـ/1916م) متوجها إلى الكاظمية المقدسة ومعهما بقية علماء وطلاب الحوزة بعد أن ساءت الأمور وأصبح البقاء معها مستحيلا وفي هذه الفترة التي قضاها الخراساني في سامراء كان ثقة الشيرازي في الفتوى والعلم والأمانة ومن أقرب الناس إليه لما عرف عنه من الزهد والورع والتقوى وبلغ من ثقته به أنه كان يمضي على الفتوى التي يجيب عنها الخراساني باسم الشيرازي من دون مراجعة رغم ما عرف عن الشيرازي من زهده وورعه وحرصه على الفتوى لكنه عرف إحاطة السيد الخراساني بالمسائل الدينية وإلمامه بقضايا الشرع, كما كان السيد الخراساني الأمين والمعتمد على خطابات الشيرازي ورسائله إلى الناس ومنها توجيهاته وإرشاداته بخصوص الصبر والتعاون والتراحم بين الناس في تلك المرحلة الصعبة في أيام الحرب العالمية الأولى وما أفرزته من انعكاسات سيئة على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية على العراق.
العودة إلى كربلاء ..
لم تطل الفترة التي قضاها الخراساني مع رفيق دربه الميرزا الشيرازي في الكاظمية سوى عام واحد فغادرها إلى كربلاء مع بقية رجال العلم وطلبته وفيها كانا على موعد مع إطلاق الشرارة الأولى لثورة العشرين من صحن الإمام الحسين (ع) ضد الاحتلال الانكليزي والتي أطلقها الميرزا الشيرازي ليبقى هذا المكان المقدس منبع الرفض للظالم والمحتل فوقف الخراساني إلى جانب الميرزا ولازمه في جميع المواقف وعمل تحت قيادته وتوجيهاته وشارك في العمل بها فكان من جنود ثورة العشرين التي أطلقها أستاذه.
مع أعباء المرجعية ومواقفه الخالدة
بعد وفاة الميرزا الشيرازي عام (1338هـ/1920م) كان السيد الخراساني المرشح الأول لقيادة للمرجعية وقيادة الحوزة العلمية في كربلاء من بعده وكان أهلا لذلك فمارس دوره القيادي وأدى رسالته كمرجع في قيادة الأمة وكان له دورا مؤثرا على الصعيد الاجتماعي والسياسي من خلال مواقفه المشرفة في الدفاع عن حقوق العراقيين ومن مواقفه هذه احتجاجه الشديد وتنديده بقرارات الحكومة التي شكلها طالب النقيب والتي تصب في مصلحة الاحتلال والتضامن معه وكان من هذه القرارات التي استنكرها السيد الخراساني هي ترحيل قيادات ثورة العشرين والمنتقدين لها ومنهم الشيخ الخالصي الذي رحل عام (1923) إلى إيران وكان ممن احتج على هذا القرار إضافة إلى السيد الخراساني كبار علماء الدين ومراجع الحوزة الشريفة ومنهم الشيخ النائيني وآية الله الأصفهاني.
كما كان له وقفة احتجاج ضد القرار الأهوج بتهديم منارة العبد الشهيرة من قبل ياسين الهاشمي فأرسل برقية احتجاج بذلك إلى الملك فيصل الثاني وبرقية ثانية إلى الوصي عبد الإله انتقد فيهما بشدة تخريب معالم المدينة المقدسة, وعندما قام الوهابيون بهدم قبور أئمة البقيع عام (1925) تأثر الخراساني من ذلك كثيرا وأدان ذلك بشدة وأرسل عدة برقيات إلى الحكام السعوديين احتجاجا على هذه الجريمة وكان له أكثر من وقفة لإثارة الرأي العام ضدهم وألف كتابا في الرد على عقائدهم الفاسدة المنحرفة سماه (دعوة الحق إلى أئمّة الخلق) أبطل فيه عقائد هذه الزمرة الفاسدة التي سعت إلى التفريق بين المسلمين وتكفيرهم والاستخفاف بعقائدهم, وعندما سعت الحكومة البهلوية في إيران لمحو الهوية الإسلامية من الشعب الإيراني المسلم عبر ممارساتها اللاأخلاقية تصدى لها السيد الخراساني وجرى بينه وبين الشاه حوار شديد أبدى فيه السيد الخراساني دفاعه عن المفاهيم الدينية والاخلاقية.
قالوا عنه..
لم تأت أقوال الأعلام عنه إلا لما أثر عنه من علمية واسعة وجهود جبارة في الدفاع عن الإسلام.
قال عنه الشهيد السيد محمد تقي الجلالي: المجتهد الكبير، والعلامة النحرير، فريد دهره، ووحيد عصره.
وقال عنه الشيخ أغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة: قدوة العلماء المتبحّرين، وسيّد الفقهاء والمجتهدين.
وقال عنه السيد محمد رضا الحسيني الجلالي في كتابه ثبت الأسانيد العوالي بطرق محمد رضا الجلالي: عمدة العلماء العاملين، ونخبة الأفاضل والمجتهدين، ملاذ الأنام، وثقة الإسلام سيّدنا الأعظم سماحة آية الله العظمى السيّد الميرزا محمّد الهادي الحسيني الخراساني الحائري.
وقال عنه الشيخ محمد صالح الكاظمي: السيد الجليل والعالم النبيل الذي لم يسمح بمثله الدهر ومن بحر علم يلفظ الدرر، الغاية القصوى والآية الكبرى، عضد الدين الحنيف، مالك أزمّة التأليف والتصنيف، الساهر بالرواية والدراية، موضح الفروع والسنن المشروح صدره للعلوم شرحاً السيد السند المتصل النسب بالنبي (ص) حجة الإسلام آية الله في الأنام أعلم العلماء الأعلام ومولانا السيد ميرزا هادي الخراساني أصلاً الحائري مولداً.
وقال عنه المحقق السيد محمد مهدي الموسوي الكاظمي في كتابه أحسن الوديعة: سماحة عماد الفقهاء الراشدين وسناد الأعلام الورعين الميرزا هادي الخراساني من أساطين أعاظم المجتهدين الجامعين للشرائط وهذا في غاية الوضوح، كان من أكابر فضلاء المعقول والمنقول وكان عارفاً بالرجال والتاريخ والحديث والتفسير والعربية، ماهراً في الفنون العقلية والنقلية تلمذنا عليه سنين عديدة واستفدنا من جنابه مدة مديدة وأجازنا بتمام طرقه.
تلامذته
لا غرو أن تضم حلقات دروسه أسماء أصبحت من أعلام العلم والفقه والفكر والأدب فهي قد نهلت من منبع صاف وزلال دافق فمن الذين استقوا من علومه: السيد محمد مهدي الكاظمي الموسوي, السيد أسد الله الأصفهاني, السيد مرتضى الطباطبائي, السيد عبد الله الخوئي, الشيخ مهدي الرشتي, السيد مصطفى الشيرازي, الشيخ عبد الحسين نجل المرجع الشيخ محمد تقي الشيرازي.
آثاره العلمية
ترك السيد الخراساني كنزا علميا وفقهيا وأدبيا أغنى به المكتبة الإسلامية اثاره العلمية رغم حياته المليئة بالصعاب ونترك القارئ ليستشف مدى علميته من خلال كتبه التي بلغ عددها مائة وثلاثة وأربعون (143) كتاباً طبع منها سبعة عشر كتابا (17) بجهود وتحقيق حفيده الشهيد السيد محمد تقي الجلالي ومن هذه الكتب:
1- الألفين في دين المصطفى: وهو منظومة استدلالية في أصول الدين تحتوي على ألفي بيت من الشعر في أصول الدين والحكمة الإلهية.
2- أصول الشيعة وفروع الشريعة: وهي رسالة عملية في أصول الدين وفروعه من عبادات ومعاملات.
3- الباقيات الصالحات: رسالة عملية.
4- دعوة الحق إلى أئمة الخلق: (في الرد على الوهابية) وهو بجزأين.
5- السبع المثاني: وهو جزء من ديوان كبير يحتوي على أشعاره باللغة الفارسية.
6- المسائل النفيسة: مجموعة من أجوبة مسائل مختلفة في العقيدة والأحكام الشرعية.
7- المعجزة والإسلام: ويحتوي إلى ثلاثة أقسام (أصول الدين) و(فروع الدين، العبادات) و(فروع الدين، المعاملات).
8- معجزات وكرامات: وهو باللغة الفارسية وهو جزء من كتابه الضخم المسمى (دعوة دار السلام).
9- المغرفة في المعرفة: في الحكمة الإلهية.
10- القول السديد بشأن الحر الشهيد: وهو يتضمن سيرة الشهيد الحر بن يزيد الرياحي.
وهذه الكتب طبعت في إيران وبغداد والنجف
11 - أصول الآيات وآيات الأصول: في الأصول الخمسة من الآيات القرآنية.
12 ــ انتقاد الاعتقاد في المبدأ والمعاد: شرح في أدلة وجوب الواجب تعالى.
13 ــ اللمعات: في الحكمة الإلهية.
14 ــ عين العنان: حاشية على رسالة التوحيد لمؤلفات بعض كبار العلماء.
15 ــ أعلام الإسلام في أصول الدين: رسالة استدلالية.
16 ــ القرعة: شرح لآيات اللعن لمن يستحق اللعن وهو باللغة الفارسية.
17 - بر الآباء في أنجيل برنابا: وهو شرح للإنجيل المهمش من قبل النصارى.
18 ــ أحسن الجدل مع ابن حنبل: مستخرج من مجلدات مسند أحمد بن حنبل.
19 - نخبة اللوامع: رد على كتاب (لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية) لشمس الدين السعاريني الحنبلي.
20 - نور العلم في بعد العامة: هو رد على كتاب (العلم) للحافظ ابن عبد البر.
21 - البوارق الفارقة على مفارق المارقة: رداً على كتاب (الصواعق المحرقة) لابن حجر العسقلاني.
22 - جوامع الكلم: منظومة تحتوي على ألف بيت في علم النحو
23 ــ حاشية على كتاب شرح الرضي: وهو كتاب في علم النحو.
24 ــ حاشية على كتاب شرح الجامي لكافية ابن حاجب: وهو كتاب في علم النحو.
25 - مرقاة الثقات في تمييز المشتركات: في علم الرجال.
26 - طبقات الرجال الثقات: وهو كتاب في علم رواة الرجال عن الائمة (ع).
27 - الوجيرة في اسناد الحرز اليماني.
28 - العليين: ويحتوي على جمع من الاجازات التي منحت له من العلماء الأعلام.
29 - المسائل الفقهية: مسائل متفرقة في الأبواب الفقهية.
30 - الفروع الفقهية وأجوبة المسائل: دورة فقهية استدلالية بمعظمها.
31 - لمحة النور في اختصاص الجمعة بالحضور: وهو كتاب حول صلاة الجمعة.
32 - درر الفوائد: حاشية على غرر الفوائد (منظومة السبزواري) في الحكمة.
33 - حاشية على كتاب الشوارق في الحكمة.
34 ــ رسالة في شرح بعض خطب نهج البلاغة.
35 - الحجة البالغة: حاشية على تفسير القمي.
36 ــ المجالس: تشتمل على تفسير بعض الآيات الكريمة ومصائب أهل البيت (ع).
37 ــ سر الشهادتين: في شهادة الحسين (ع).
38 ــ الأربعين في الأربعين من الأنبياء والمرسلين.
39 ــ الجنة السابغة والجنة السابعة: في الأدعية المأثورة.
40 - (داد وداغ بغداد): وهو كتاب بالفارسية ويعني (التظلّم والحرقة في بغداد) ذكر فيه قصة اعتقاله مع جمع الأعلام من قبل السلطات العثمانية الظالمة سنة 1330هـ حوالي عام 1910م.
41 ــ النور العاقب في تحرير رسالة (الشهاب الثاقب): وهو في الرد على الصوفية.
وأخيرا ..
بعد هذه الرحلة المضنية الشاقة التي خاضها خلال عمره آن لهذه الروح أن تستريح من عناء الدنيا فقد أغمض السيد الخراساني عينيه عن هذه الدنيا إلى الأبد عام (1378هـ/1948م) في كربلاء المقدسة عن (69) عاماً كانت حافلة بالجهاد والعلم ودفن في الصحن الحسيني الشريف, وكان يوم وفاته يوما عاصفا بالحزن والأسى فعطلت الأسواق والمدارس العلمية وأقيمت المآتم في عموم العراق وإيران ورثاه كثير من الشعراء منهم الشيخ عبد الحسين الحويزي بقوله:
عن هذهِ الدنيــا مضى سيّدٌ *** سادَ الورى بـالجــــدِّ والجدِّ
نواحساً أيّامها أصبـــــحت *** مذ غابَ نجـمُ اليُمنِ والسعدِ
إذ كان نوراً ومنــــــاراً بهِ *** للخلقِ يـــزهـو منهجَ الرشدِ
والعلمُ أضحى جيدَهُ عاطلاً *** وأنبتَّ سمــــط جوهرِ العقدِ
أروع في تــــاريخِهِ (ماجدٌ *** هادَ البرايــــا قرَّ في الخُلد)
محمد طاهر الصفار الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق