الشمس في كنف البتول ربيبة

 

مـن أيِّ بـابٍ لـلـقـصــــيـــــــــــــدةِ أدخـلُ   ***   أدنـو تـفـرُّ مـواجـعـي فـــــــــــــــــــأؤجِّـلُ

أبـكـي فـيـسـتـعـرُ الــــحـنـيــنُ بـأضـلـعـي   ***   فـكـأنّـهـا نــــــــــــــــــارٌ وقـلـبـيَ مــرجـلُ

مـن ألـفِ قــــــــــــــــافـيـةٍ فـررتُ لأنّـنـي   ***   لازلـتُ فـي دربِ الـبـيـانِ أهـــــــــــــرولُ

لـم أدَّخـرْ إلّا الـدمـوعَ صـبــــــــــــــــــابـةً   ***   وثـقـى لأهـلِ الـبـيـــــــــــــــتِ لا تـتــبـدَّلُ

شـغـفُ الـمــواعـيـــــدِ الـتــــي ســجَّـلـتُـهـا   ***   فـي دفـتـرِ الـعـشّـاقِ عـنــــــــــهـمْ يـسـألُ

مـنـذُ انـدلـعــتُ قـصـيــــــــــــــدةً عـلـويـةً   ***   مـنـذُ الـقـصـيـدةُ زهـــــــــــــــــرةٌ تـتـبـدلُ

مـنـذُ الـمـنــاجـاةِ الـتـي أسـمِــــــــعـــــتُـهـا   ***   فـي رحـمِ أمّــــــــــي مُـذْ بـكــتْ تـتـوسَّـلُ

لا بُـرأ لـلــشــــجـنِ الـعـتـيـقِ ســـــوى يـدٍ   ***   تـحـنـو عـلـيـهِ ســـــــــــــوى أبٍ يـتـكـفّـلُ

أبـتـي عـلـيٌّ أنـــــــــتَ تـعـــــلـمُ حـيـرتـي   ***   تـدري بـــــــــــــــأنّـي مــن ولائِـكَ أنـهـلُ

أبـتـي تـضـجُّ الـروحُ فـــــي صـلـصـالِـهـا   ***   غِـيْـضَ اصـطـبـارُ الـصـبـرِ وهـوَ مُـكـبَّـلُ

أبـتـي أبـي قـد مـــــــــــــاتَ كـان يـدُلّـنـي   ***   وأنـا فـتـىً فـي فـيــــــــــــــــــــــئـهِ أتـدلـلُ

أومـى إلـى الـنـجـفِ الـشـريـفِ وقـال لـي   ***   كُـنْ شـاعـراً لأبـي الـحـسـيـنِ يــــــــــرتّـلُ

أبـتـي عـلـيٌّ أيــــــــــــــــــنَ بـابُـكَ دلـنـي   ***   قـــــد قـيـلَ إنـكَ لـلـيـتـامـــــــــــــى مـوْئـلُ

أتـصـدّنـي حـــــــــــــاشـاكَ أنـتَ غَـمـامـةٌ   ***   مـــن أوَّلِ الأزمــــــــــــانِ غـيـثـاً يـهـطـلُ

لا أهـتـدي لـلـبــــــــــــــابِ عـايـنـتُ الـدخـــــــــــــانَ فـإذْ بـنـيــــرانٍ هـنـالـكَ تـشــــــــــــعـلُ

فـي دارِ فــــــــــــاطـمـةٍ مـصـابٌ صـارخٌ   ***   فـي كـلِّ بـيـــتٍ لـلـنـبــــــــــــــيِّ يـزلــزلُ

فـي خـيـمـةِ الـحــــــــــوراءِ نـارٌ مـثـلُ تـلــــــــــــــكَ الـنـارِ مـــن غـدرِ الـسـقــــــيـفـةِ تـنـزلُ

فـي دارِ صـــــــــــــادقِ آلِ بـيـتِ مـحـمـدٍ   ***   صـاحـتْ بـنـــاتُ الوحـــــــي لـمَّـا أقـبـلـوا

بـالـنـارِ يـا لـلـنــــــــــاسِ ذكـرى ألـهـبـتْ   ***   قـلـبَ الإمــــــــــــــامِ فـراحَ مـنـهـا يـثـكـلُ

وبـدارِ حـيـدرَ حـيــــــــــن طـوِّقـتِ الـرســـــــــــــالـةُ حـيـثُ ديــنُ اللهِ ديـــــــــــــــــنٌ أعـزلُ

إلّا مِـن الـصـبــــرِ الـجـمـيـلِ عـلـى مـصـــــــــــــائـبَ سـنَّـهـا ذاكَ الـســفـيــــــــــــــهُ الأرذلُ

أبـتـي عـلـيٌّ قـيــــــــــلَ تـعــصـرُ فـاطـمٌ   ***   ثـأراً لأنّـكَ كـــــــــــــــــــــــلَّ قـــرمٍ تـقـتـلُ

مِـمَّـن رأوا بـأسـاً بـبــــــــــــــدرٍ عـنـدمـا   ***   نـازلـتَ مـن سـادوا الــوغـى واسـتـبـسـلـوا

مـمـن رأوكَ ولا تـثــنِّـــــــــــــي ضـربـةً   ***   فـإذا ابـنُ ودٍ عـنـفــــــــــــــــــوانُ مـجـنـدلُ

يـا جـحـفـلاً يـســــري كــأسـرعِ مـن بـريـــــــــــــقِ الـرمـحِ لـم يـثـبــــــــتْ أمـامَـكَ جـحـفـلُ

يـا عـبـقـريَّ الـحــربِ يــا صـمـصـامَـهـا   ***   أمّـا تـواجـهـكَ الـخـطـــــــــــــــوبُ الـنـزّلُ

حـدِّث سـلـيـمُ بــــمـا جــرى أومـا حـكـى   ***   سـلـمـانُ مـا فـعـلَ الـعـــــــــــــتـاةُ الـجُـهَّـلُ

حـدِّث سـلـيـمُ عــن الـحـــسـيـنِ وزيـنـبٍ   ***   عـن مـسـتـوى الأطـهـارِ كــيـــفَ تـحـمَّـلـوا

عـن مـحـسـنٍ يـهـــــــــــوي أيـدري أنـه   ***   مـوؤودةٌ يـومَ الـقـيـــــــــــــــــــــامـةِ تَـسـألُ

ومـتـى سـجـى لـيـلٌ وخــــــــــانـتْ أمـةٌ   ***   ومـتـى رُمــــــــــــــــــي أســدٌ ويُـتِّـمَ أشـبـلُ

الـشـمـسُ فـي كـنـفِ الـبـتـــــولِ ربـيـبـةٌ   ***   تـبـكـي دمـاً عـنـدَ الـغـــــــــــــروبِ وتـأفـلُ

والـوحـيُ بـلـبـلُ لـيـلِـهـا وأنــيـــــــسُـهـا   ***   مُـذْ ألـحـدتْ هـجـرَ الـبـسـيــــــــــطـةَ بـلـبـلُ

والـذكـرُ خـفّـاقٌ يـؤوِّلُ فـضــــــــــــلَـهـا   ***   فـلـمـنْ بـعـيـدَ رحـيــــــــــــــــلِــهـا سـيـؤولُ

الـكـوثـرُ الـزهـراءُ مـن خُـلـقـت لـهـا الــــــــــــــجـنـاتُ مـشـربُـهـا الـمـصـــــــابُ الـحـنـظـلُ

كـانـتْ مـدلـلـةَ الـسـمــــــــــــــاءِ زكـيـةً   ***   تـومـي بـهـا لـلأقـحـوانِ فـيــــــــــــــــــرفـلُ

والـيـومُ تـدفـنُ فـي الـبـقـيـــــعِ غـريــبـةً   ***   تـشـكـو ويـسـمـعُـــــــهـا الـنـبــــيُّ الـمُـرسـلُ

فـي دارِ فـاطـمـةٍ عـزاءٌ قــــــــــــــــائـمٌ   ***   حـتّـى يُـؤذّنَ لـلـصــــــــــــــــــــــلاةِ مـؤمَّـلُ

مـحـمـد بـاقـر جـابـر

المرفقات

: محمد باقر جابر