م . كاظم جواد المنذري
بدأ التدوين التاريخي عند العرب المسلمين خلال القرن الهجري الثاني ، فقد ظهرت بعض المؤلفات التي تتحدث عن سيرة رسول الله ! مثل سيرة ابن اسحاق (ت150هـ) وغيرها أما في القرن الثالث الهجري فقد أصبح التدوين أكثر نضوجا ً وظهرت مصنفات مهمة جدا ً منها الطبقات الكبرى لابن سعد (ت230هـ) ، وتاريخ اليعقوبي (ت289هـ) وتاريخ الطبري (ت310هـ) الذي يُعد ضمن القرن الثالث ، حيث ينتهي كتابه بذكر احداث عام (302هـ) .
اعتمد المؤرخون في هذه المصنفات على سلسلة السند في نقل الرواية التاريخية حيث يبدأ بذكر من حدّثه وينتهي بمن شارك في الحدث ، أو كان قريبا ً منه في الزمان أو المكان ، يستثنى من ذلك بعض الروايات التي اعتمدوا فيها على الكلام المشاع بين الناس ، وكان أحد رجال السند المهمين في نقل الرواية التاريخية والذي مرّ ذكره في كتب التراجم والتأريخ هو الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ت94هـ) "عليه السلام" .
كان الإمام "عليه السلام" قد تحدث بروايات تتعلق بسيرة رسول الله ! واخرى تتعلق بأهل البيت "عليه السلام" ، كما انه عاصر احداثا ً مهمة ً عصفت بالمجتمع الاسلامي ، ولو تتبعنا كل من تحدث عن الإمام زين العابدين "عليه السلام" لوجدناه معروفا ً بأمانته ونسكهِ وتقيته وورعه ، وهذا ما يدل على ان الرواية التي تنسب إليه تكون في موضع التصديق والثقة لدى المتلقي ، مما يدعو الباحث في التاريخ إلى تفحص تلك الروايات ويضعها في موضع الشك والنقد ليتم التأكد من مدى صحة نسبتها إلى الإمام من عدمه ، أو انها رواية موضوعة لتثبت فكرة معينة في نفس المؤرخ لآجل تزييف التاريخ وابعاده عن مساره الصحيح ليصب في مصلحة المتسلطين على رقاب الأمة في تلك الحقبة الزمنية ويثبت اقدام اتباعهم على مرّ العصور .
إن كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد (ت230هـ) احد المصادر المهمة الذي يحتوي في طياته روايات تتحدث عن الإمام زين العابدين "عليه السلام" واخرى مروية عنه في احداث مهمة جدا ً قد تؤثر على التوجه العقائدي لدى بعض المسلمين ، لذلك فان اعتماد مبدأ التحليل لتلك الروايات ومقابلتها بروايات اخرى وردت في بعض المصادر للوصول إلى الحقائق التي تصحح مسار التاريخ وما يترتب عليه من اثار .
تم اختيار كتاب الطبقات الكبرىّ لابن سعد (ت230هـ) لأهميته بين كتب التراث الاسلامي ، وقد توضحت تلك الاهمية من خلال الحديث عن المؤلف والكتاب في بداية هذا البحث ، ومن ثم تم انتقاء روايتين مهمتين تتعلق بالإمام علي بن الحسين "عليه السلام" لتكون موضع القراءة والتحليل ليخرج البحث في عدة نتائج مهمة تم ايرادها في الخاتمة ، اسأل الله ان يوفقنا لما يحب ويرضى .
المحور الأول : كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد
اولا ً : المؤلف
محمد بن سعد بن منيع الزهري البصري (1) أبو عبد الله البغدادي كاتب الواقدي ، ولد عام (168هـ / 784م) (2) في البصرة ، ووفاته في بغداد عام (230هـ / 846م) (3) .
روى الخطيب البغدادي : (ان الذين اجتمعت عندهم كتب الوافدي اربعة أنفس محمد بن سعد الكاتب أولهم) (4) ، ذكره ابن خلكان بقوله : (انه كان أحد الفضلاء النبلاء الاجلاء ، صحب الوافدي زمانا وكتب له فعرف به) (5) .
كان الإمام أحمد بن حنبل (6) يوجه في كل جمعة حنبل بن اسحاق (7) إلى ابن سعد يأخذ منه جزئيين من حديث الواقدي ينظر فيهما إلى الجمعة الاخرى ثم يردهما ويأخذ غيرهما إلى ان مات ابن سعد (8) .
كان ابن سعد قد سمع عدة علماء منهم محمد بن عمر الواقدي ، وسفيان بن عينيه (9) ومحمد بن أبي فديك (10) وكثير من علماء عصره (11) واما من روى عنه فهم مجموعة من العلماء الحارث بن أبي اسامة (12) و ابو بكر بن أبي الدنيا (13) وأحمد بن يحيى البلاذري (14) ، فضلا ً عن كثير من العلماء تذكرهم كتب التراجم (15) .
ثانيا ً : كتاب الطبقات الكبرى
يمثل هذا الكتاب تطورا ً كبيرا ً في مجال التدوين التاريخي خلال بدايات القرن الثالث الهجري وخاصة ً في مجال عرضه للأحداث التي رافقت سيرة رسول الله ! وترجمته للصحابة والتابعين والخلفاء فيما بعد ، إلا ان الملاحظة التي تلفت الانتباه ان كتاب الطبقات المطبوع الان لم ترد فيه ترجمة للإمامين الحسن والحسين ابني أمير المؤمنين "عليه السلام" رغم صلتهما المباشرة برسول الله ! ، ولعل السبب ان سعد كان قد ترجم لهما إلا ان الأوراق الخاصة بهم لم تطبع ، هذا ما ذكره محقق كتاب تذكرة الخواص السبط ابن الجوزي (16) .
يُعد كتاب الطبقات أحد المصادر المهمة لبعض كتب التراث الاسلامي التي جاءت بعده مثل كتب الحديث الشريف والتاريخ والتراجم وغيرها ، ولا زال معتمدا ً لدى الباحثين في مجال التاريخ الاسلامي ولا غنى لهم عنه ، ورغم أهمية هذا الكتاب فإننا نجد فيه من الروايات التي لا يرضاها العقل والتي لا يمكن ان تصدر من عالم كبير كمحمد بن سعد وخصوصا ً ، في ذكره لرسول الله ! وبعض اصحابه ولا يسع المجال لذكرها في هذا المحور ولكن يجب الاشارة إليها لتكون موضع النقد والتحليل فيما بعد (17) .
يعتمد ابن سعد في ذكر الرواية التاريخية على سلسلة السند التي تنتهي بمن هو قريب من الحدث في الزمان أو المكان إلا بعض الروايات التي يعتمد في روايتها على المشاع من الكلام بين الناس وجاء ذكر الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" في سلسلة السند ليكون راويا ً لبعض الروايات التي تتعلق برسول الله ! والاحداث التي عصفت بالأمة الاسلامية في عصره ، وفي المحور الثاني قراءة تحليلية لنموذجين من هذه الروايات لتبين مدى مصداقية ما ينسب إلى الإمام "عليه السلام" ، إضافة إلى ما يحصل من فائدة من جراء النقد والتحليل .
المحور الثاني : قراءة تحليلية لبعض روايات ابن سعد
الرواية الأولى :
(روى ابن سعد (علي بن حسين مع ابيه وهو ابن ثلاث وعشرين سنة وكان مريضا ً نائما ً على فراشهِ ، فلما قتل الحسين "عليه السلام" قال شمر بن ذي الجوشن اقتلوا هذا ، فقال له رجل من اصحابه : سبحان الله أتقتل فتى حدثا ً مريضا ً لم يقاتل ؟ وجاء عمر بن سعد فقال : لا تعرضوا لهؤلاء النسوة ولا لهذا المريض .
قال علي بن الحسين : فغيبني رجل منهم وأكرم نزلي واختصني وجعل يبكي كلما خرج ودخل حتى كنت اقول . إن يكن عند أحد من الناس خير ووفاء فعند هذا ، إلى أن نادى منادي ابن زياد : ألا من وجد علي بن الحسين فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم ، قال : فدخل والله علي وهو يبكي وجعل يربط يدي إلى عنقي وهو يقول : أخاف فأخرجني والله إليهم مربوطا ً حتى دفعني إليهم وأخذ ثلاثمائة درهم وانا انظر إليها ، فأخذت وادخلت على ابن زياد فقال : ما اسمك ؟ فقلت علي بن الحسين ، قال أولم يقتل الله عليا ً ؟ قال قلت كان لي اخ يقال له علي أكبر مني قتله الناس ، قال : بل الله قتله ، قلت : الله يتوفى الانفس حين موتها .
فأمر بقتله فصاحت زينب بنت علي : يا ابن زياد حسبك من دمائنا اسألك بالله إن قتلته إلا قتلتني معه ، فتركه .
فلما اتى يزيد بن معاوية . بثقل الحسين ومن بقي من أهله فأدخلوه عليه قام رجل من اهل الشام فقال : إن سباءهم لنا حلال ، فقال : علي بن حسين . كذبت ولؤمت ما ذاك لك إلا ان تخرج من ملتنا وتأتي بغير ديننا ، فأطرق يزيد مليا ً ثم قال للشامي : اجلس ، قال لعلي بن حسين : إن أحببت ان تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت وان احببت ان اردك إلى بلادك وأصلك ، قال : بل تردني إلى بلادي فرده إلى بلاده ووصله) . (18)
النقد والتحليل للرواية :-
ذكر ابن سعد الإمام علي بن الحسين "عليه السلام"تحت عنوان (بقية الطبقة الثانية من التابعين) ، بدأ بنسبه "عليه السلام" وذكر امه وزوجها بعد استشهاد الحسين "عليه السلام" واسم اخيه لأمه ، واسم اخيه لأبيه وهو علي بن الحسين ، ثم ذكر ابناءه وامهاتهم ـ ثم يستمر بذكر اخبار الإمام "عليه السلام" كما في الرواية اعلاه مع ملاحظة عدم ذكره لسلسلة السند كما هو معتاد في بعض رواياته أي انه يدخل في الحديث عنه مباشرة ً .
التعريف بشخصيات الرواية :
فيما يأتي ترجمة للشخصيات الوارد ذكرهم في الرواية وفقا ً لأسبقية ورود اسمائهم .
علي بن حسين بن علي بن أبي طالب "عليه السلام" زين العابدين وهو محور الحديث في هذا المبحث ولد عام 38هـ / 658م ووفاته 94هـ / 712م ،1، وهو رابع الأئمة الاثني عشرية عند الامامية ، مولده ووفاته بالمدينة المنورة ، قال بعض أهل المدينة : (ما فقدنا صدقة السر إلا بعد موت زين العابدين) (19) شمر بن الجوشن (ت66هـ / 686م) أسمه شرحبيل بن قرط الضبابي ، الكلابي ، أبو السابغة ، من كبار قتلة الحسين الشهيد "عليه السلام" كان في اول امره من ذوي الرئاسة في هوازن ، موصوفا ً بالشجاعة ، شهد يوم صفين مع علي "عليه السلام" ثم أقام في الكوفة ، يروي الحديث إلى ان كانت الفاجعة بمقتل الحسين فكان من قتلته ، ذكره الذهبي بقوله (ليس بأهل للرواية ، فأنه احد قتلة الحسين "عليه السلام" ، وقد قتله اعوان المختار) (20) عمر بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن زهرة (ت66هـ / 686م) كان بالكوفة قد استعمله عبيد الله بن زياد على الري وهمذان وقطع معه بعثا فلما قدم الحسين بن علي العراق أمر عبيد الله بن زياد عمر بن سعد أن يسير إليه وبعث معه أربعة ألاف من جنده ، فقاتل الحسين حتى قتله ، فلما غلب المختار بن أبي عبيد على الكوفة قتل عمر بن سعد وابنه حفص . (21) عبيد الله بن زياد بن أبيه (28 – 67 هـ = 648 – 686م) ، ولد بالبصرة وكان مع والده لما مات بالعراق ، ولاه معاوية خراسان سنة 53هـ ، ثم نقله اميرا ً على البصرة سنة 55 هـ وأمرَهّ يزيد سنة 60هـ وكتب إليه (بلغني ان الحسين بن علي قد توجه نحو العراق ، فضع المناظر والمسالح واحترس على الظن ، وخذ على التهمة ، غير ان لا تقاتل إلا من قاتلك واكتب اليّ في كل ما يحدث) لما مات يزيد سنة 65هـ بايعه أهل البصرة ثم لم يلبثوا ان وثبوا عليه فتنقل مختبأ ... تبعه ابراهيم بن الاشتر حتى قتله في أرض الموصل . (22) علي بن الحسين وهو علي الأكبر ولا عقب له ، يكنى أبا الحسن ، أمه ليلى بنت أبي مرّه بن عروة بن مسعود الثقفي ، وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أميه وهو أول من قتل في الواقعة ، وذكر الاصفهاني : حدثني أحمد بن سعيد عن يحيى بن الحسن العلوي قوله : (وأصحابنا الطالبيون يذكرون أن المقتول لأم ولد وأن الذي أمه ليلى هو جدهم) . (23) زينب بنت علي بن أبي طالب (ت62هـ / 682م) ، أمها فاطمة بنت رسول الله تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فولدت له غليا وعون الأكبر وعباسا ومحمد وام كلثوم . (24) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (25 – 64هـ = 645 – 683هـ) امه ميسون بنت بجدل الكلبية ولد بالماطرون ونشأ بدمشق وولي الخلافة بعد وفاة ابيه عام (60هـ) بعهد منه كانت ولايته ثلاث سنين وستة اشهر ، في الأولى قتل الإمام الحسين"عليه السلام" وفي الثانية استباح المدينة المنورة وفي الثالثة ضرب الكعبة بالمنجنيق . (25)بعد التعريف بالشخصيات الوارد ذكرهم في النص ، ولأجل وضع تحليل موضوعي له ، علينا ان نقوم بتقسيم الرواية إلى أربع اجزاء وفقا ً لمحتواها وهي
اولا ً : مرض الإمام علي بن الحسين . ثانيا ً: الإمام في ضيـــــافة الكوفي .
ثالثا ً : حوار الإمام مـع ابن زيــــاد . رابعا ً : الإمام عند يزيد بن معـاوية .
اولا ً : مرض الإمام علي بن الحسين "عليه السلام":
ورد في النص ان علي بن الحسين "عليه السلام" كان مع ابيه وهو ابن ثلاث وعشرين سنة وكان مريضا ً نائما ً على فراشه ، وهذا هو المشهور وقد اتفقت عليه أغلب كتب التاريخ الاسلامي من ان الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" كان مريضا ً وقد حضر واقعة كربلاء مع أبيه الحسين "عليه السلام" ، إلا ان المصادر لم تشر إلى نوع المرض وسيبه غير أن ابن شهراشوب ذكر رواية عن احمد بن حنبل حيث قال : (كان سبب مرض زين العابدين "عليه السلام" أنه كان ألبس درعا ً ففضُلَ عنه فأخذ الفـُضلة بيده ومزّقها) (26)
هذا دليل على أن الإمام زين العابدين "عليه السلام" كان على استعداد للقتال ولو أن وجوده في كربلاء مع والده "عليه السلام" لهو دليل كاف على ذلك ، وكان الشيخ المفيد قد ذكر رواية عن السجاد "عليه السلام" حيث قال : (لما جمع الحسين "عليه السلام" أصحابه عند قرب الماء ، دنوت لأسمع ما يقول لهم ، وأنا إذ ذاك مريض فسمعت أبي يقول : أما بعد فاني لا أعلم أصحابا ً أوفى ولا خيرا ً من أصحابي ولا أهل بيت ابرّ من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيرا ، ألا واني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا ً في حلّ ليس عليكم مني ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا) (27)
اذن ان الإمام الحسين "عليه السلام" كان يسمح لكل من حوله وحتى أولاده وأهل بيته بالانصراف ويجعلهم في حل من امره ، وهذا دليل على قصد الإمام زين العابدين "عليه السلام" المشاركة في المعركة حيث أنه كان قد بقي مع بقية المجاهدين .
هذا وقد ورد في بعض النصوص التاريخية المعتبرة عن أهل البيت "عليه السلام" في ذكر اسماء من حضر مع الإمام الحسين "عليه السلام" : ان الإمام السجاد "عليه السلام" قد قاتل في ذلك اليوم وقد جرح ، وكان مما ورد في هذا السياق ما نصه : (وكان علي بن الحسين عليلا ً وأرتث يومئذٍ ، وقد حضر بعض القتال ، فدفع الله عنه واخذ مع النساء هو ومحمد بن عمرو بن الحسن والحسن بن الحسن بن علي "عليه السلام") (28)
ولو تتبعنا كتب اللغة لمعرفة معنى كلمة (أرتث) لوجدناها تعني الجريح الذي حمل من المعركة وبه رمق . (29)
ثانيا ً : الإمام علي بن الحسين"عليه السلام" في ضيافة الكوفى
الجزء الثاني من الرواية كان حديثا ً منسوبا ً إلى الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" مفاده ان احد الكوفيين كان قد غيّبَهُ عن انظار رجال ابن زياد واستضافه في منزله وقام بخدمته حتى سمع منادي ابن زياد فقام بربط يديه إلى عنقه وتسليمه إلى شرطة عبيد الله مقابل مبلغ ثلاثمائة درهم .
وردت هذه الرواية في كتاب تاريخ دمشق (30) بنفس النص الذي اورده ابن سعد ولكن بإسناد ينتهي إلى مصعب بن عبد الله الزبيدي صاحب كتاب (نسب قريش) الذي وردت فيه الرواية أيضا ً وبدون سند (31) ، علما ً ان ولادة مصعب بن عبد الله الزبيدي هو 156هـ / 773م ووفاته 236هـ / 851م ، كان قد سكن بغداد وتوفي بها (32) ، لذا فهو معاصر لابن سعد ، وكلاهما اوردا الرواية بدون ذكر السند .
لقد ورد في هذا المبحث ان وفاة الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" كان عام 94هـ ، وولادة ابن سعد عام 168هـ ، وولادة الزبيدي عام 156هـ ، نلاحظ ان هناك فارق زمني بين وفاة الإمام "عليه السلام" وولادة كلّ منهما ، نستدل من ذلك ان ابن سعد الذي نسب الرواية إلى الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" لم يكن قد سمعه مباشرة ً ولم يذكر سلسلة السند ، عند هذا يكون الشك امامنا في مدى صحة الرواية ، فالكلام المشاع بين الناس لا يعتـّد به ، وقد ورد في هذا المبحث ايضا ً رواية تعد من النصوص التاريخية المعتبرة عن أهل البيت وفيها : (وكان علي بن الحسين عليلا ً ... وأخذ مع النساء هو ومحمد بن عمرو بن الحسن والحسن بن الحسن بن علي "عليه السلام") (33)
اذن لا مجال لاحد ان يكون قد غيبّه لتكون هذه الرواية موضع الحديث بين الناس ، فهي رواية موضوعة غير صحيحة أريد بها الاساءة لأهل الكوفة لأنها مدينة علويّة لم يرض عنها الولاة العباسيون ولا الذين سبقهم من الامويين ، فإرضاء ً لهؤلاء الولاة تكون موضع الطعن من قبل هؤلاء المؤرخين فضلا ً عن أنهم يريدون التقليل من شأن الإمام السجاد "عليه السلام" بعد أن عجزوا من ان يجدوا عليه مثلبة أو شائبة .
ثالثا ً : حوار الإمام علي بن الحسين مع عبيد الله بن زياد
الجزء الثالث من رواية ابن سعد تتضمن حوار عبيد الله بن زياد مع الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" بعد أن أدخل عليه ، وفيما يأتي نص الحوار :
(قال ابن زياد : ما أسمك ؟ فقلت : علي بن حسين ، قال : أولم يقتل الله عليا ً ؟ قال : قلت كان لي اخ يقال له علي أكبر مني قتله الناس ، قال : بل الله قتله ، قلت : الله يتوفى الانفس حين موتها . فأمر بقتله فصاحت زينب بنت علي : يا ابن زياد حسبك من دمائنا ، اسألك بالله إن قتلته إلا قتلتني معه ، فتركه)
هذا نص الحوار في كتاب طبقات ابن سعد ، واما صاحب مقاتل الطالبين فيذكر حوار شبيه لهذا كان في حضرة يزيد (34)
الملاحظ من خلال النص ان الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" يرد على أحد المتجبرين الطغاة في زمانه بمنطق القران الكريم ، فقوله (الله يتوفى الانفس حين موتها) انما هي آية من آيات الله تبارك وتعالى وردت في سورة الزمر / آية 42 ، وفي تفسير هذه الآية قال الطبري : (ومن الدلالة على أن الالوهة لله الواحد القهار خالصة دون كل ما سواه ، أنه يميت ويحيي ، ويفعل ما يشاء ، ولا يقدر على ذلك شيء سواه ، فجعل ذلك خيرا ً بنههم به على عظيم قدرته فقال ((الله يتوفى الانفس حين موتها)) فيقبضها عند فناء اجلها ، وانقضاء مدة حياتها) (35)
ويتضح من الرواية ايضا ً دفاع زينب بنت علي "عليه السلام" عن الإمامة في ذلك الموقف البطولي الذي يعبر عن شجاعة تلك المرأة العلوية .
رابعا ً : الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" عند يزيد بن معاوية :
الجزء الرابع من رواية ابن سعد كان حوار الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" مع يزيد بن معاوية في حضرته ، هذا نصها :
(فلما أتي يزيد بن معاوية بثقل الحسين ومن بقي من أهله فأدخلوه عليه قام رجل من أهل الشام فقال : إن سبائهم لنا حلال ، فقال علي بن حسين : كذبت ولؤمت ما ذاك لك إلا ان تخرج من ملتنا وتأتي بغير ديننا ، فأطرق يزيد مليا ً ثم قال للشامي : أجلس ، وقال لعلي بن حسين : إن احببت ان تقيم عندنا فنصل رحمك ونعرف لك حقك فعلت وان احببت ان اردك إلى بلادك واصلك ، قال : بل تردني إلى بلادي ، فرده إلى بلاده ووصله) (36)
الحوار في هذه الرواية يظهر بين الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" والشامي وفي مصادر اخرى تذكر ان الحوار بين زينب بنت علي "عليه السلام" والشامي ويزيد بن معاوية ، وفيما يأتي نص الرواية :
(عن فاطمة بنت الحسين "عليه السلام" : فلما جلسنا بين يدي يزيد رقّ لنا ، فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية يعنيني ، وكنت جارية وضيئة ، فأرعدتُ وظننت ان ذلك جايز لهم ، فأخذت بثياب عمتي زينب وكانت تعلم ان ذلك لا يكون ، فقالت عمتي للشامي : كذبت ولؤمت ، والله ما ذاك لك ولا له ، فغضب يزيد وقال : كذبت ، إن ذلك لي ولو شئت ان افعل لفعلت ، قالت : كلا والله ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغيرها ، فاستطار يزيد غضبا ً وقال : إياي تستقبلين بهذا...) (37)
العامل المشترك بين الروايتين هو الحديث مع الشامي ويزيد بن معاوية حول طلب الشامي لبنت الحسين "عليه السلام" ملكا ً له ، فكان رد الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" أو زينب بنت علي "عليه السلام" كما في رواية الشيخ المفيد هو : (ما ذاك لك إلا ّ أن تخرج من ملتـّنا ...)
هذه العبارة وردت في كثير من كتب التراث الاسلامي ، وعند تخريج كلمة الملـّة من كتب اللغة نجد معناها اللغوي هو : (اسم لما شرعَّه الله تعالى لعباده على لسان انبياءه ليتوصلوا به إلى جواره ، والفرق بينها وبين الدين انّ الملـّة لا تضاف إلا ّ للنبي الذي تستند إليه ولا تكاد توجد مضافة ً إلا ّ إلى الله تعالى ولا إلى آحاد الامة ولا تستعمل إلا ّ في جملة الشرائع دون آحادها) (38)
السؤال المطروح الان : أيّ تشريع كان قد آمن به يزيد واتباعه ليكون من ملـّة آل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام ؟ التشريع الذي أجاز له قتل الحسين "عليه السلام" و استباحه المدينة المنورة أو ضرب الكعبة بالمنجنيق ، وهل التشريع الاسلامي يجيز له ذلك ؟
يتضح من فجوى الرواية انها صياغة اموية لرفع مقام يزيد بن معاوية مما هو فيه إلى ملة الاسلام وتقريبه عقائديا ً إلى آل بيت النبي ! .
الرواية الثانية :تتعلق هذه الرواية في أمر المختار بن أبي عبيد الثقفي وموقف الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" منه ، وفيما يأتي نص الرواية :
(وجعل أمر المختار يغلظ في كل يوم ويكثر تبعه وجعل يتتبع قتلة الحسين ومن اعان عليه فيقتلهم ، ثم بعث إبراهيم بن الاشتر في عشرين الفا إلى عبيد بن زياد فقتله ، وبعث برأسه إلى المختار ، فعمد إليه المختار فجعله في جوبة ثم بعث به إلى محمد بن الحنفية وعلي بن الحسين وسائر بني هاشم ، فلما رأى علي بن حسين رأس عبيد الله ترحم على الحسين وقال : أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين وهو يتغدى ، وأتينا برأس عبيد الله ونحن نتغدى ، ولو لم يبق من بني هاشم أحد الا وقام بخطبة في الثناء على المختار والدعاء وجميل القول فيه) . (39)
التعريف بالشخصيات الوارد ذكرهم في الرواية :
المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي ، أبو اسحاق (1 – 67هـ = 622 – 687م) من الزعماء الثائرين على بني أمية ، من أهل الطائف ، طلب الإمارة وغلب على الكوفة حتى قتله مصعب بن الزبير بالكوفة ، كانت إمارته ستة عشر شهرا ً ، قام بطلب دم الحسين "عليه السلام". (40) إبراهيم بن مالك الاشتر بن حارث النخعي (ت 71هـ / 690م) قائد شجاع من أصحاب مصعب بن الزبير ، شهد معه الوقائع ، وولي له الولايات ، وقاد جيوشه إلى مواطن الشدة ، وكان مصعب يعتمد عليه ويثق به ، واخر ما وجهه فيه حرب عبد الملك بن مروان فقتل ابن الاشتر ، ودفن قرب سامراء ، والنخعي نسبة إلى نَخَع قبيلة باليمن من مذحج ، واخياره في كتب التاريخ وافرة . (41) محمد بن الحنفية ، أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب "عليه السلام" ، المعروف بابن الحنفية ، أمه الحنفية خولة بنت جعفر بن قيس ...أمه الحنفية ، يقال كانت من سبي اليمامة ، وصارت إلى علي بن أبي طالب "عليه السلام" كان كثير العلم والورع ، شديد القوة ، كانت ولادته لسنتين بقيتا من خلافة عمر ، وتوفي رحمه الله في أول المحرم سنة احدى وثمانين للهجرة (42)
تحليل الرواية :
ذكر ابن سعد الرواية في معرض حديثة عن محمد بن الحنفية لصلتهِ بالأحداث التاريخية التي حدثت للمختار بن أبي عبيد الثقفي ، ويظهر فيها رضى الإمام علي بن الحسين "عليه السلام" عن المختار في الثناء والدعاء له ويذكروه بجميل القول .
وقد ورد في موضع اخر من كتاب الطبقات رواية اخرى منسوبة إلى الإمام أبي جعفر الباقر "عليه السلام" حيث قال : (إن علي بن حسين قام على باب الكعبة فلعن المختار ، فقال له رجل : جعلني الله فداك تلعنه وإنما ذبح فيكم ؟ فقال : (انه كان كذابا ً يكذب على الله ورسوله) (43)
الرواية كما نلاحظ منسوبة إلى الإمام الباقر "عليه السلام" ونفهم منها إن الإمام زين العابدين "عليه السلام" كان قد لعن المختار في حين أن الرواية التي سبقتها تناقض هذا القول ويظهر فيها الرضا والثناء عليه .
وهكذا هي كتب التراث الاسلامي التي تذكر المختار الثقفي ففيها روايات تثني على اعماله وما قام به واخرى تلعنهُ وتشكك في نواياه ، والملفت للنظر ان تلك الروايات معظمها منسوبة إلى أئمة أهل البيت "عليه السلام" فابن سعد ينسب الرواية إلى الإمام الباقر "عليه السلام" على ان الإمام السجاد "عليه السلام" قام بلعنه ، وفي حين ان هناك رواية اخرى مرفوعة عن عبد الله بن شريك حيث قال : دخلنا على أبي جعفر "عليه السلام" يوم النحر وهو متكئ ، وقال : أرسل إلى الحلاق ، فقعدت بين يديه ، إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده ليقبلها فمنعه ثم قال : من انت ؟ قال : أنا أبو محمد الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي وكان متباعدا ً من أبي جعفر فمدّ يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده ، ثم قال : أصلحك الله إن الناس قد اكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك ، قال : وأي شيءٍ يقولون ؟ قال : يقولون كذاب ، ولا تأمرني بشيء إلا قبلة ، فقال : سبحان الله ، اخبرني أبي والله أن مهر أمي كان مما بعث به المختار ، أو لم يبن دورنا ، وقتل قاتلينا ، وطلب بدمائنا ؟ فرحمه الله ، واخبرني والله أبي أنه كان ليسمر عند فاطمة بنت علي يمهدها ويثني لها الوسائد ومنها أصاب الحديث ، رحم الله أباك ، رحم الله أباك ، وما ترك لنا حقا عند احد إلا طلبه . وقتل فلان وطلب بدمائنا . (44)
الخاتمة
ضم البحث محورين اساسيين ، الأول في سيرة ابن سعد وكلمة موجزة عن كتابه الطبقات الكبرى ، والمحور الثاني قراءة تحليلية لنموذجين من الروايات التي اوردها ابن سعد في كتاب الطبقات والتي تتعلق بالإمام علي بن الحسين "عليه السلام" ، وقد خرج البحث بعدة نتائج منها :
تشغل الروايات التي تتحدث عن الإمام زين العابدين "عليه السلام" حيزا ً مهما ً في كتب التراث الاسلامي . الإمام زين العابدين "عليه السلام" احد الرواة للأحداث المهمة التي تتعلق بسيرة النبي ! والأحداث التي عصفت بالأمة الاسلامية في عصره . ورد في بعض مصادر التاريخ ان الإمام زين العابدين "عليه السلام" كان قد اشترك في بعض القتال في واقعة كربلاء . ثبت من خلال البحث والتحليل كذب بعض الروايات التي تتحدث عن ضعف الإمام زين العابدين "عليه السلام" في بعض مواضع الاحداث المهمة التي عاشها "عليه السلام" . كان منطق الإمام زين العابدين "عليه السلام" منطق القران الكريم امام جبابرة عصره ، فقد كان يستعمل الشاهد القرآني في موضع الحوار . تضارب الروايات بشأن موقف الإمام زين العابدين "عليه السلام" من المختار الثقفي ، إلا أن القراءة والتحليل للروايات تثبت رضا الإمام "عليه السلام" عنه .وفي البحث نتائج اخرى تتضح للقارئ عند الاطلاع عليه .
الهوامش
ابن خلكان ، أبو العباس احمد بن محمد بن أبي بكر (ت680هـ / 1280م) ، وفيات الأعيان وابناء ابناء الزمان ، تحقيق احسان عباس ، (دار صادر ، بيروت) 4/251 . الذهبي ، شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان (ت748هـ / 1374م) ، سير اعلام النبلاء (ط9 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1412هـ / 1992م) 10/664 . الخطيب البغدادي ، أبو بكر احمد بن علي (ت463هـ / 1072م) ، تاريخ بغداد ، (دار الكتب العلمية ، بيروت) 5/321 . المصدر نفسه ، 5/321 . ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 4/251 . أحمد بن محمد بن حنبل(ت241هـ / 855م) أبو عبد الله الشيباني الوائلي ، أصله من مرو ولد ببغداد ، نشأ في طلب العلم ، ووفاته في بغداد وأيضا ، دفن في الجانب الغربي منها .المصدر نفسه ، 1/63-64 .
حنبل بن اسحاق بن حنبل بن هلال الشيباني (ت273هـ / 886م) ، ابن عم الإمام احمد بن حنبل ، من حفاظ الحديث ، له تصانيف منها محنة الإمام احمد بن حنبل الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، (ط2 ، مطبعة دارة المعارف النظامية ، حيدر أياد ، الهند ، 1322هـ) 2/160 . الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، 5/321 . سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي (ت198هـ / 814م) ابو محمد محدث الحرم المكي ، ولد سنة 107هـ وطلب العلم من صفرة .الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 1/242 .
محمد بن اسماعيل بن ابي فديك الديلي (ت200هـ / 810م) ابو اسماعيل المدني واسمه دينار الديني ، ذكر ابن حيان في الثقات ، قال عند ابن سعد : كان كثير الحيث وليس بحجة . العسقلاني ، شهاب الدين احمد بن علي بن حجر (ت852هـ / 1448م)تهذيب التهذيب ، (المطبعة النظامية ، الهند ، 1326هـ) 9/52 – 53 .
ينظر : الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، 5/321 ؛ ابن فلكان ، وفيات الاعيان ، 4/251 . الحارث بن محمد ابي اسامة ، ابو محمد التميمي (ت282هـ / 595م) كان قد سمع الوافدي وغيره . الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، 8/218 . عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان (ت281هـ / 894م) ابن ابي الدنيا القرشي الاموي ابو بكر البغدادي ، ادب الخليفة المعتضد ثم ادب المكتفي ، له تصانيف كثيرة منها الفرج بعد الشدة ، ومكارم الاخلاق ، وغيرها ، مولده ووفاته في بغداد .الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، 2/224 .
احمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري (ت279هـ / 892م) مؤرخ من اهل بغداد له مؤلفات منها فتوح البلدان وانساب الاشراف .العسقلاني ، لسان الميزان ، (المطبعة النظامية ، الهند ، 1326هـ) 1/322 .
ينظر : الخطيب البغدادي ، 5/321 ؛ بن فلكان ، 4/351 . سبط ابن جوزي ، يوسف ترغولي البغدادي (ت654هـ / 1256م) ، تذكرة الخواص في الامة بذكر خصائص الائمة ، تحقيق حسين علي زادة ، (ط1 ، مطبعة ليلى ، إيران) 2/115 . ينظر : ابن سعد ، محمد بن سعد بن منيع (ت230هـ / 841م) ، الطبقات الكبرى ، تحقيق احسان عباس ، ط1 ، دار صادر ، بيروت ، 1968م ، 8/101 -102 . وفيه : ان رسول الله ! جاء إلى منزل زيد بن حارث يطلبه فلم يجده وتقوم إليه زينب بن جحش زوجته ... وانما عجلت زينب ان تلبس لما قيل لها رسول الله ! على الباب فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله ! فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما اعلن : سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب ... إلى اخر الرواية) . المصدر نفسه ، 5/21 – 212 . العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، (ط1 ، دار الفكر ، بيروت ، 1404هـ / 1984م) 7/ 268 – 269 ؛ الزركلي ، خير الدين ، الاعلام ، دار العلم للملاين ، بيروت 4/277 . الذهبي ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، تحقيق علي محمد البيحاوي ، دار المعرفة ، بيروت ، 2/280 ؛ الزركلي ، الاعلام ، 2/175 . ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، 5/168 . الزركلي ، الإعلام ، 4/193 نقلا ً عن الطبري ورغبة الأمل . الأصفهاني ، أبو الفرج علي بن الحسين (ت356هـ / 971م) ، مقاتل الطالبيين ، (ط1 ، دار المرتضى ، بيروت ، 1430هـ / 2009م) ص56 – 57 . طبقات ابن سعد ، 8/465 . ينظر : الطبري ، أبو جعفر محمد بن جرير (ت310هـ / 922م) ، تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق أبو الفضل محمد ابراهيم ، (ط4 ، دار المعارف ، القاهرة) 5/338 – 499 ؛ الزركلي ، الاعلام 8/189 . ابن شهرا شوب ، مشير الدين ابو عبد الله محمد بن علي المازندراني ( ت588 هـ / 1192م) مناقب ال ابي طالب ، (المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف ، 1376هـ / 1956م) 3/333 . الشيخ المفيد ، ابو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الصكيري (ت413هـ / 1022م) .الارشاد في معرفة حجج الله على العباد ، تحقيق مؤسسة ال البيت ، (ط2 ، دار المفيد ، بيروت ، 1412هـ / 1993م) 2/91 .
ابن الشجري المرشد بالله يحيى بن الحسين (ت499هـ / 1105م) ، الامالي الخميسيّة ، (ط3 ، عالم الكتب ، بيروت ، 1403هـ / 1983م) 1/172 . ابن منظور ، محمد بن مكرم الافريقي (ت711هـ / 1311م) ، لسان العرب ، ط1 ، دار صادر ، بيروت ، 2/151 مادة رثث . ابن عساكر ، ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (ت 571هـ / 1176م) تاريخ دمشق ، تحقيق علي شيري ، (ط1 ، دار الفكر ، بيروت ، 1419هـ / 1998م) 41/367 . الزبيدي ، أبو عبد الله المصعب بن عبد الله بن المصعب (ت236هـ / 851م) ، نسب قريش تحقيق ليفن بروفتسال ، (ط3 ، دار المعارف ، القاهرة) 2/58 . العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، 10/147-148 وفيه انه بلغ مائة وستين ؛ الزركلي ، الاعلام ، 7/248 . ابن الشجري ، الامالي الخميسية ، 1/172 . الاصفهاني ، مقاتل الطالبيين ، ص87 . الطبري ، جامع البيان في تأويل القران ، تحقيق احمد محمد شاكر ، (ط1 ، مؤسسة الرسالة ، 1420هـ / 2000م) 21/298 . ابن سعد ، 5/212 . الشيخ المفيد ، الارشاد ، 2/125 . الزبيدي ، محب الدين ابي الفيض الحسيني ، تاج العروس من جواهر القاموس ، دراسة وتحقيق علي شيري ، (دار الفكر ، بيروت ، 1414هـ / 1994م) 15/700 . ابن سعد ، 5/ 99- 100 . العسقلاني ، الاصابة في تمييز الصحابة ، تحقيق علي محمد البجاوي ، ط1 ، دار الجيل ، بيروت ، 1412 ، 6/349 اصابة رقم 8552 ؛ الزركلي ، الاعلام ، 7/192 . الزركلي ، الاعلام ، 1/58 . ابن فلكان ، وفيات الاعيان ، 4/169 – 172 . طبقات ابن سعد ، 5/213 . المجلسي ، محمد باقر (1111هـ / 1700م) ، بحار الانوار ، (مؤسسة الوفاء ، بيروت) 45/343 .قائمة المصادر والمراجع
اولا ً : المصادر
القران الكريم . الاصفهاني ، ابو الفرج علي بن الحسين (ت356هـ / 971م) مقاتل الطالبيين ، (ط1 ، دار المرتضى ، بيروت ، 1430هـ / 2009م) الخطيب البغدادي ، أبو بكر احمد بن علي (ت463هـ / 1072م) . تاريخ بغداد ، دار الكتب العلمية ، بيروت . ابن خلكان ، ابو العباس احمد بن أبي بكر (ت680هـ / 1280م) . وفيات الاعيان وابناء ابناء الزمان ، تحقيق احسان عباس ، دار صادر بيروت . الذهبي ، شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان (ت748هـ / 1374م) . تذكرة الحفاظ ، (ط2 ، مطبعة دائرة المعارف النظامية ، حيدر اياد ، الهند ، 1322هـ) سير اعلام النبلاء ، (ط9 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1412هـ / 1992م) . ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، تحقيق علي محمد البجاوي ، (دار المعرفة ، بيروت) . الزبيدي ، محب الدين ابو الفيض الحسيني . تاج العروس من جواهر القاموس ، دراسة وتحقيق علي شيري .(دار الفكر ، بيروت ، 1414هـ / 1994م) .
الزبيدي ، أبو عبد الله المصعب بن عبد الله بن المصعب (ت 236هـ / 851م) . نسب قريش ، تحقيق ليفى بروفنسال ، ( ط3 ، دار المعارف ، القاهرة) . سبط ابن الجوزي ، يوسف قرغولي البغدادي (ت654هـ / 1256م) تذكرة الخواص في الامة بذكر خصائص الائمة ، تحقيق حسين علي زاده ، (ط1 ، مطبعة ليلى ، إيران) ابن سعد ، محمد بن سعد بن منيع (ت230هـ / 841م) . الطبقات الكبرى ، تحقيق احسان عباس ، (ط1 ، دار صادر ، بيروت ، 1968م) ابن شهرا شوب ، مشير الدين ابو عبد الله محمد بن علي المازنذراني (ت588هـ / 1192م) مناقب ال ابي طالب ، (المطبعة الحيدرية ، النجف الاشرف ، 1376هـ / 1956م) ابن الشجري ، المرشد بالله يحيى بن الحسين (ت499هـ / 1105م) الامالي الخميسية ، (ط3 ، عالم الكتب ، بيروت ، 1403هـ / 1983م ) . الشيخ المفيد ، أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري (ت413هـ / 1022م) الارشاد في معرفة حجج الله على العباد ، تحقيق مؤسسة ال البيت ، (ط2 ، دار المفيد ، بيروت ، 1412هـ / 1993م) الطبري ، ابو جعفر محمد بن جرير (ت310هـ / 922م) تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق ابو الفضل محمد إبراهيم ، (ط4 ، دار المعارف ، القاهرة) . جامع البيان في تأويل القران ، تحقيق احمد محمد شاكر ، (ط1 ، مؤسسة الرسالة ، 1420هـ / 2000م) ابن عساكر ، ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي (ت571هـ / 1176م) . تاريخ دمشق ، تحقيق علي شيري ، (ط1 ، دار الفكر ، بيروت ، 1419هـ / 1998م) . العسقلاني ، شهاب الدين احمد بن علي بن حجر (ت852هـ / 1448م) الإصابة في تمييز الصحابة ، تحقيق علي محمد البجاوي ، ط1 ، دار الجيل ، بيروت ، 1412هـ) . تهذيب التهذيب ، (المطبعة النظامية ، الهند ، 1326هـ) (ط1 ، دار الفكر ، بيروت ، 1404هـ / 1984م) . لسان الميزان ، المطبعة النظامية ، الهند ، 1326هـ) المجلسي ، محمد باقر (ت 1111هـ / 1700م) بحار الأنوار ، (مؤسسة الوفاء ، بيروت) ابن منظور ، محمد بن مكرم الافريقي (ت 711هـ / 1311م) لسان العرب ، (ط1 ، دار صادر ، بيروت)ثانيا ً : المراجع
الزركلي ، خير الدين الاعلام ، (ط17 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 2007م)
اترك تعليق