ضوء في ردهات الفؤاد

 

نـجـوى عـلـى أعـتـابِ سـيـدةِ الـجـلالِ والإبـاءِ والـصـبـر ..

إلـى الـسـيـدة زيـنـب بـنـت أمـيـر الـمـؤمـنـيـن (عـلـيـهـا الـسـلام)

 

وأبـحـثُ عـنـكِ وكـلّ الـجـهـاتِ بـدتْ مـبـهـمَـة..

أفـتـشُ عـنـكِ عـن الـضـوءِ فـي ردهـاتِ الـفـؤادِ

ولا حـطـبٌ فـيـه أُوقـدُ صـبـري..

وصـمـتُ الـمـلائـك أوحـش صـدري

وزيـتُ الـقـنـاديـلِ..

تـشـربـه الـشـهـوةُ الـمُـعـتـمَـة

كـأنـي أضـعـتـكِ حـيـن انـطـفـأتُ ..

كـأنـي فـضـاءٌ يـبـددُ فـي سـكـرةٍ أنـجـمَـه

كـأنـي طـفـلٌ مـن الـجـوعِ يـبـكـي

وحـيـن أراد الـتـقـام الـحـلـيـبَ أضـاع فـمَـه

ومـاذا وجـدتُ ؟

إذا كـنـتُ أمـلـكُ مـن كـل شـيءٍ سـوى لـفـتـة مـن عـيـونـكِ نـحـوي

تـشـعـلُ مـهـجـتـيَ الـمُـغـرمـة..

هـنـا أثـرٌ مـنـك كـالـنـاي حـيـن يـرتـلُ وجـدي يـلـيـن الـقـصـيـد..

وكـالـيـاسـمـيـنـةِ حـيـن تُـعـيـد ابـتـكـار الـبـيـاضِ كـوحـيٍ نـديّ كـثـوبٍ جـديـد..

كـبـلـبـلـةٍ تـسـتـهـلّ عـلـى أيـكـةِ الـروحِ غـزل الـنـشـيـد..

كـمـا الـنـمـل تـبـهـجـهُ سـمـسـمـة..

هـنـا أثـرٌ  ذكـريـاتٌ تـعـشـعـشُ

تـكـبـرُ فـي داخـلـي كـالـنـواة الـتـي بـذرتـهـا مـن الـطّـفِ أمـي

فـصـارت كـمـا الـنـخـلـة الـمـشـتـهـاة

تُـسـاقـط أسـئـلـة مـؤلـمـة..

شـمـوخ الأنـوثـة كـان يـبـاهـي بـهـا

ويـغـازل سـحـر الـدلال بـمـطـلـعـهـا

فـي الـخـمـار الـبـهـي

كـحـوريـة صـاغـهـا الـرب فـي آيـة مـن جـمـال

وتـغـضـي الـظـلال

تـغـار عـلـيـهـا فـلا يـتـمـثـل حـتـى الـخـيـال

وتُـحـنـي لـهـا الـشـمـس هـامـتـهـا

تـسـتـشـفُ الـجـلال

وحـتـى الـريـاح تـعـطـل طـقـس الـهـبـوب

وتـخـضـع حـيـن تـمـرّ

ويـعـشـوشـب الـدرب بـيـن خـطـاهـا

حـكـايـا الإبـاء

كـأن بـدمـعـتـهـا كـربـلاء

وفـي مـتـنِـهـا مـن جـراحِ الـحـسـيـنِ

وفـي فـمِـهـا لـغـةٌ مـضـرمَـة

أتـمـتـم بـاسـمـك

...زيـنـب...

مـثـل الـدراويـشِ أهـذي

وحـزنـي بـخـور يـدور 

فـيـالـقـداسـتـهـا الـتـمـتـمـة

تـلـوحـيـن حـيـن أنـادي كـوهـجٍ

تـهـيـأ فـي فـكـرة مـلـهـمـة

وأعـلـم أنـك وجـه الـكـمـال

ويـعـلـم كـل الـوجـود ...

كـشـيء مـن الله مـثـل الـبـديـهـة سـر الـخـلـود...

فـسـبـحـان دمـعـتـك الـمـلـحـمـة..

 

إيـمـان دعـبـل

المرفقات

: إيمان دعبل