بيَّن ممثِّل المرجعية الدينية العُليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحُسيني الشريف في 13 ربيع الأول 1434هـ الموافق 25 كانون الثاني 2013م ،إنَّ المسلمين وهم يعيشون ذكرى ولادة سيد الكائنات النبي محمد (ص) وحفيده الإمام الصادق(ع) بحاجة ماسة الى الانفتاح على الشعوب والديانات الأخرى وخاصةً المراكز العلمية والثقافية ومراكزصناعة الرأي العام فيها لتعريفها بالإسلام وبشخصية النبي محمَّد(ص) ، وتعريف هذه الشعوب بمؤلفات المستشرقين وخصوصاً الذين أنصفوا الإسلام بكتاباتهم فإن ذلك أدعى للتقارب بإعتبار إنَّ هؤلاء الكتّاب من مواطني تلك الشعوب ،فيجب الإنفتاح على الشخصيات المؤثرة في تلك الشعوب من خلال إقامة المهرجانات والندوات ومؤتمرات الحوار الفاعل . داعياً الى عدم الإصغاء للأصوات المتطرفة التي تصدر من هنا وهناك لأنها لاتمثل الخط العام والمنهج الذي يتحرك وفقه الغالب من المذاهب الإسلامية ، فعلينا جميعاً أن نتعامل وفق المشتركات التي تجمعنا وهي كثيرة جداً كتقديس شخص النبي الأكرم(ص) فضلاً عن المشتركات العقائدية الأخرى . وأوصى سماحته جميع المسلمين بتجنب الطرح الطائفي الذي يؤدي الى الشد والإحتقان بين المسلمين سواء كان هذا الطرح على الصعيد الثقافي أو السياسي أو المعرفي أو العقائدي ، فيجب علينا أن نجنبه مما يشوبه من نزعات طائفية يتمناها أعداء المسلمين . وتطرَّق سماحته في المحور الثاني من الخطبة الى التدهور الأمني والحوادث الإرهابية المتكررة والتي تعرَّض لها قضاء طوز خورماتو في محافظة كركوك والذي أسفر عن إستشهاد 43 وجرح 85 من المواطنين الأبرياء منتقداً التغاضي المستمر من قبل الحكومة لما تتعرض له هذه الأقلية التركمانية من عمليات إرهابية متكررة محملاً المسؤولية على عاتق الحكومتين المركزية والمحلية في توفير الأمن الذي كفله لهم الدستور والاعراف والتقاليد وحقوق المواطنة ، محذراً سماحته في حال بقاء الأمر على ماهو عليه من حصول تداعيات خطيرة لايمكن السيطرة عليها . أمَّا في المحورالثالث من الخطبة إنتقد سماحته التدني الكبير في نسب إنجاز المشاريع للعام الماضي داعياً الجهات الحكومية الى الى تقديم الأسباب الحقيقية التي تحول دون إنجاز هذه المشاريع في المواعيد المحددة لها والعمل على تشخيص هذه المعوقات ووضع الحلول الناجعة لها .
اترك تعليق