إلـى فـارس الإسـلام الأول وبـطـلـه عـلـي بـن أبـي طـالـب (عـلـيـه الـسـلام)
طـيٌّ إلـيـكَ عـلـى الـدروبِ ظـــــــــــعـونُـهـا *** وإلـى سـمـاواتِ الـوصــــــــالِ دجـونُـهـا
والـعـاديـاتُ الـمـوريــــــــــــــــاتُ بـقـدحـهـا *** لـمـا امـتـطـاهـا فــي الـعـبـورِ حــنـيـنُـهـا
والـلـيـلُ مُـذْ بــــــــــــــــاحـتْ لـه بـغـرامِـهـا *** واسـتـودعـتــــــــهُ الـسـرَّ وهـو خـديـنُـهـا
والـنـجـــــــــــــمُ إذ يـهـوي فـتـلـقـفـهُ الـرّؤى *** مـا ضـلّ قـلـبٌ يـصـطـفـيـــــــهِ يـقـيـنُـهـا
تـسـعـى عـلــــــــــــى عـجـلٍ كـأن يـسـارهـا *** بـرقٌ تـســـــــــــــــابـقـه إلـيــكَ يـمـيـنُـهـا
والـعــــــــــــاشـقــونَ، الـعـاشـقـونَ بـإثـرهـا *** لـيـلـى ويـتـبـعُ ظـلـهـا مـجـنــــــــــــونُـهـا
يـسـتـقـرئـونَ خـطـى الـهـيـامِ عـلـى الــمـدى *** مـا خـطّـهُ عـن وحـيــــــــــــهـا تـدويـنُـهـا
جـازت بـأزمـنـةِ الـوجـــــــــــــــــودِ كـأنـمـا *** هـي لـحـظـةٌ بـيـن الـلـحــــــــاظِ قـرونـهُـا
وتـوقـفـت فـي (هـل أتـى)، تـتــــــــأمـلُ الإنـــــــــــــــسـانَ فـيـكَ، يـدلّـــــــــــــــــهـا تـكـويـنُـهـا
كـيـف اسـتـحـــــــــــــــــــــالـت دُرّةً نـوريـةً *** مـن ذَرةٍ .. لـمـــــــــــــــا تـحـيَّـن حـيـنُـهـا
وتـقـلّـبـت فـي الـمُـشـرقـيــــــــــــــن كـأنَـهـا *** فـي هـجـــــــرةٍ لـك، والـمـنـى تـوطـيـنُـهـا
كـيـف ابـتـكــرت بـهـا بـيــــــــــــادر لـهـفـةٍ *** لـولا ربـيـــــــــــــــعـك مـا تـورّد طـيـنُـهـا
وتـــــــــــــــــوقّـدت مـن دون نـارٍ روحُـهـا *** كـادتْ تـضـيءُ .. وقـــــــــودُهـا زيـتـونُـهـا
كـيـف الـتـقــــــــــــــتـكَ بـذاتِـهـا ..مـرآتـهـا *** حـيـث انـعـكـــــــاسـكَ بــالـكـمـالِ يـزيـنُـهـا
وتـعـرفـــــتـكَ وكـيـف يـخـفـى الـكـوكـبُ الــــــــــــــدريُّ يـا وهـجـاً تـلـتـــــــــــــــــهُ عـيـونُـهـا
أنـى تـلـفّـتـــــــــــــت ارتـسـمـتَ بـلـمـحِـهـا *** لـكـأن طـيـفـكَ فـي الـخـيــــــــــالِ قـريـنُـهـا
يـتـسـاءلـون عـن الـفــــــــتـى الـشـغـفِ الـفــــــــــــؤاد ومـن تُـرى غـمـضـت عـلــيـه جـفـونُـهـا
صـفـنـت كـقـيـــــــــــــــثـارٍ يـدوزنُ نـغـمـةً *** مـن عـزفِ أمـلاكِ الـســـــــــمـاءِ لـحـونُـهـا
تـتـسـاءلـون مـن الـفـتـــــــــى !! إذ لا فـتـى *** إلاهُ مـن ذي الــــــــــعـرشِ صـاح أمـيـنُـهـا
والـكـعـبـةُ الـنـوراءُ والـــــــــــــــدةُ الـفـتـى *** حـبُـلــــــــــت بـه كـالــحـلـمِ فـهـو جـنـيـنُـهـا
بـوابـةُ الـفـــــــــــــــردوسِ تـلـهـجُ بـاسـمـهِ *** فـاسـمـع مـلـيَّـاً مـا يـقــولُ رنـيــــــــــــــنُـهـا
خُـلـق الـجـمـالُ لـــــــــه، فـلا هـو يـوسـفٌ *** ضـاهـاهُ، لا حـورُ الـجــنـــــــــــانِ وعِـيـنُـهـا
حُـلـلُ الـشـجـاعـة فـصِّـــــــــلـتْ بـمـقـاسِـهِ *** مـن عـزّهِ وجـــــــــــــــــــــلالــهِ تـبـطـيـنُـهـا
إذ لا تـلـيـقُ سـوى بـقــــــــــــــامـتـهِ الـتـي *** تـعـلـو ولا يـعـلـو عــــــــــــــــــلـيـهـا دونُـهـا
فـلـذي الـفـقـارِ مـلاحـمٌ مـسـطـــــــــــــورةٌ *** مـازال يـحــــــــــــــــكـي لـلـدهـورِ مـنـونُـهـا
إلـيـاذةٌ لـلـفـــــــــــــــــــــــارسِ الـكـرّارِ صـــــــــــــــــاغـتـهـا الـبـطـولـةُ فـي الـوغـى وفـنـونُـهـا
قـد كـان هـارونـاً لـمـوســـــــــــى حـيـنـمـا *** كـفـــــــــــــرتْ قـريـشٌ وانـبــرى فـرعـونُـهـا
ومـن ارتـقـى كـتـف الـنّـبـــــــــــــوةِ وردةً *** تـدنـو لـقــــــــــــــابِ فـراشـتـيــنِ غـصـونُـهـا
مـن ردَّ قـرصَ الـشـمــــــــسِ حـتـى أنـهـا *** ودّت لـو أن بـرمــــــــــــــــــــشـهِ مـكـنـونُـهـا
وهـو الأمـيـرُ، أمـيـرُ قـلـبـــــي فـاشـهـدوا *** قـالـت وأشـرقَ بـالـــــــــــــــــــودادِ جـبـيـنُـهـا
يـا مـنـجـي الـعـذراء، هـل مـــــن مـوعـدٍ *** قـلـبـي وقـلـبـك، قـطـرةٌ ومـعـيـــــــــــــــــنُـهـا
نـادتـكَ يـا غـوث الـمـســـــاكـيـنِ الـتـفـتْ *** خُـذ كـفّ شِـعـــــــــري، شِـعـرهـا مـسـكـيـنُـهـا
نـادت كـذي الـنـون اسـتـجـــبـت نـداءهـا *** ونـمـا عـلـى شـرفــــــــــــــــــاتـهـا يـقـطـيـنُـهـا
افـتـح لـحـبـي يـا عـلـيُ، أمــــــــــا تـرى *** غـيـمـات وجـدي تـسـتـهـلُّ هــــــــــــــــتـونُـهـا
فُـتـِحـت سـمـاواتُ الـوصـالِ فـكـشّـــفـت *** أشـواقـهـا: أن هـيـــــــــــــــــتَ, حـبـكَ ديـنُـهـا
إيـمـان دعـبـل
اترك تعليق