شهدت زيارة الأربعين للعام الحالي بروز وظهور خدمات وفعاليات ونشاطات انفردت بها بعض المواكب الحسينية تلبية لرغبة الزائرين من جهة ولإيصال رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) من جهة أخرى، فكانت العروض المرئية إحدى أبرز تلك الممارسات التي برزت خلال زيارة الأربعين لهذا العام بشكل ملحوظ.
مراسل الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة أجرى جولة ميدانية للمواكب التي وفرت هذه الخدمة للزائرين لمعرفة الرسالة والهدف من استخدام هذه الوسيلة الإلكترونية فكانت المحطة عند السيد (كمال سامي عبود) أحد خدام موكب (نهج الشهادة) من أهالي بغداد الجديدة (النعيرية) ليحدثنا عن هذه التجربة وكيف نشأت وماذا يقدم من خلالها قائلاً : كوني طالب علم ارتأيت أن أقدم خدمة وفِّقت لتقديمها كتجربة أولى في العام الماضي إلى جانب تقديم الغذاء والشراب تتجلى بخدمة (الغذاء الروحي) عن طريق استثمار تخصصي في مجال الحاسوب لعمل أفلام قصيرة وإنتاجها فنيا لعرضها على الزوار في كل ليلة.
وأضاف أن الأفلام التي يتم عرضها في الموكب تتحدث عن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) النخبة المظلومة وتسليط الضوء على الشخصيات المميزة من أصحابه المنتجبين الأخيار في واقعة (الطف) من خلال جهادهم مع الإمام واستشهادهم وبذل مهجتهم في سبيل الدين, فنشأت الفكرة أن أعمل مونتاج أجمع فيه مقاطع متعددة من الأفلام التي تخص القضية الحسينية لأننا بحاجة إلى تعميق التعاليم والمفاهيم الحسينية في ذهن الزائر، إضافة إلى التركيز على موضوع رجوع سبايا آل بيت النبوة بالرؤوس الطاهرة إلى كربلاء ومشاهد أخرى تخص السيدة زينب (عليها السلام) من خلال مخاطبتها ليزيد (عليه لعائن الله) وقصة جابر الأنصاري وارتباطه بزيارة الأربعين إذ هو أول من زار الحسين (عليه السلام) , ومن خلال مشاهدة الزائر لهذه المقاطع الفيدوية ستأخذه العاطفة والبكاء والحزن ويطلب أن تكرر أغلب المقاطع كل حين, موضحاً أن عدد من الزوار كانوا من المتابعين للعروض المرئية التي كنا نعرضها في العام السابق وفدوا لنا في هذه الزيارة لمعرفة حجم ونوعية العروض التي ستعرض في هذا العام دون أن يسألوا عن أنواع الأطعمة أو الأشربة التي نقدمها وبالتالي فإنهم بحاجة إلى الغذاء الروحي لهم .
مشيراً من خلال الجموع الغفيرة التي تشاهد العروض الفيدوية استثمر تجمعها لعرض مواضيع تخص الصلاة وربطها بقضية استشهاد الإمام الحسين من أجل الصلاة لشد انتباه الزائر للاهتمام أكثر بصلاته, إلى جانب تسليط الضوء على حياة الإنسان بعد الموت من خلال الوقوف على العقوبة التي سينالها إزاء تقصيره في صلاته فالتمست بذرة لطيفة في العام السابق وهي أن أحد المؤمنين عندما شاهد هذا العمل قال لي لم أستطيع النوم وقررت أن أصلي صلاة الفجر واستمر بأداء الصلوات الخمسة , ونتمنى من كل المواكب التي تبذل الأموال أن تنشر فكر أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لأن الزيارة لا تكفي فالدين لم يثبت إلا بالحسين (عليه السلام) فنحن نقدسه لأنه ثبت الدين والصلاة.
واختتم السيد كمال حديثه إننا لمسنا إقبالاً كبيراً على هذه الخدمة فقمنا بتوفير خدمة نسخ أعمالنا عن طريق الأقراص الليزيرية أو تنزيل تلك المواد بالهارد الخارجي (وحدة الخزن الخارجي - memory card) لمنحها للزائر الكريم.
ياسر الشّمّريّ
الموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة
اترك تعليق