أثبتت الجحافل المليونية الزاحفة صوب كربلاء من أقصى العالم بأنها على أتم الاستعداد لدفع الضريبة التي يفرضها أحفاد بني أمية وبني العباس كونهم استورثوها من أجدادهم الذين كانوا يقدمون أياديهم ضريبة لغرض زيارة الإمام الحسين (عليه السلام ) والتسابق لاختيار شخص من بين عشرة أشخاص لتزهق روحه من أجل فسح المجال للآخرين بزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام).
الزائر (أبو محمد المياحي) أشار بأننا كنا نفتخر بـأن أجدادنا القدماء كانوا يدفعون مبالغ طائلة لغرض زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وارتفعت الضريبة فيما بعد إلى تقديم الأيادي لغرض القطع ومن ثم المباشرة بزيارته وارتفعت بعد ذلك لتقديم شخص من بين عشرة أشخاص للقتل ضريبة منح من تبقى فرصة زيارة المرقد المبارك، مبيناً أن الجيل الحالي الذي استورث من أجداده تلك العقيدة السامية أصبح يقدم قرابينه بالملايين لغرض التشرف بزيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام).
وأضاف إننا اليوم أمام حقيقة نود أن نكتبها بماء الذهب لنعرضها على من سبقونا من أجدادنا ونقول لهم بكل فخر بأن ضريبتنا ارتفعت وأصبحت عبارة عن إزهاق الأرواح بالجملة وتشريد وتنكيل وسبي وغيرها من الممارسات الوحشية التي زادت فينا روح التمسك والعقيدة والثبات على الخط الذي رسمه سيد الشهداء (عليه السلام) بدماءه الطاهرة التي أريقت على رمضاء كربلاء ليصبح مناراً يضيئ للعقول النيرة درب الحق الذي لم ولن تستطيع سُحُب الحقد السوداء تعكير صفاءه.
أما الإعلامي (حيدر عاشور) فإنه أشار يأتي عمق الشخصية من ذات عمق أحزانها فبداية وجودها للحياة بكاء ،ونهايتها صمت حزين...هذا على صعيد الشخص من مخلوقات عامة الناس، أما شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) فلا تقارن بأحد ولا تتصف بموصوف معين لكونها الشخصية الإلهية زرعت في الأرض وفجرت القيم الإنسانية بدماء زكية، فأسست الفكر الإسلامي عبر التضحيات وبنت عقيدة راسخة في قلوب وأبدان الأجيال، فمهما حاول القتلة طمث حقيقة الإمام الحسين (عليه السلام)، ازداد شموخاً وعظمة،وهذا هو السر الإلهي في مقتل رجل واحد تخضب بدمه فأصبح أمة،ويأتي عديم القراءة والفهم والقلة ممن لم يتوارثوا الفكر والعقيدة على أصولها من أهلها وراعاتها الأئمة الاطهار يريدون أن يهذبوا شعائر المأتم التي يحيها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أنفسهم وتوارثتها الأجيال المؤمنة، فكانت عقائد متوارثة تحرك في جزعها وآلامها القلوب الميتة التي لا تعرف الحسين (عليه السلام)، وأعتقد نجحت فاستفاق العالم على الأصوات الحسينية وبدأ يفكر بدولة الحسين القادمة،وهذا ما لا يروق لمتوارثي دماء يزيد ومعاوية وبني أمية.
في حين أشار الأستاذ (ميثم العصاميّ) إلى أن الصمود الحسيني والإباء العلوي لايمكن أن ينكسر يوماً من الأيام إذ إن لحب الحسين حرارة في قلوب شيعته ومحبيه لن تبرد إلى يوم القيامة فالنهج الحسيني نهج محمدي وقد قالها رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم تحدَّاه أعداء الإنسانية والإسلام : لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري لما عدلت عما أدعو إليه فلن نعدل عن عشق علي والحسين ما دام فينا قلب ينبض .
ولاء الصّفّار
الموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة
اترك تعليق