لم يرضَ أنْ أعرف اسمه خوفاً من أن يذهب أجرُه سُدَىً ؛فقال لي سمِّني حسينيّاً قادماً من أرض بعيدة أو صحراء قاحلة أو من وراء الجبال حتى يتقبل الله جهدي في خدمة شهيد كربلاء الإمام الحسين (عليه السلام ) ،وهو يُسْمِعُ مراسلَ الموقع هذه الكلمات تجمهرَ حوله الناسُ بارتفاع أصواتهم (لبّيك يا حسين) -اللهم اجعلنا من خَدَمَة الحسين الحقيقيين.
شاب من أواخر أقضية ونواحي محافظة ديالى جاء مشياً على الأقدام رافعاً راية الإمام في عنان السماء، كلُّ همِّه الوصولُ إلى أرض الإباء لخدمة مستقبلي سبايا كربلاء ،وعبر بذات الوقت عن هواجسه وهو يحمل (زاد الحسين) وينادي في أعلى صوته (تفضل يا زاير زاد أبو علي ) وادعُوا للمجاهدين المرابطين على ثغور العراق؛ لحماية العرض والشرف والأرض والمقدسات.
هذه الروح الأبية والمخلصة لله وللحسين وللوطن نجدها في كل ركن من أركان كربلاء يؤديها رجال ونساء وأطفال وشيوخ إلا أن شاباً في ريعان شبابه يحمل فوق رأسه الطعام وينهكه التعب ولا يبالي ،وهو يكرر مفرداته في الدعوة للأكل، والدعاء للحشود المقاتلة، ويتحرك بين صفوف الزائرين يتوسل التضييف باسم الحسين وهو جالس على الأرض ينشد الدعاء ، صورة تتكرر انطبعت في الذاكرة ،ورسالة نقلها ذلك الحسيني الحقيقي إن من يعمل مع الحسين عليه أن يُضحّي في سبيله ومن يعمل من أجل الحسين عليه أن يجعل عملَه لله خالصاً دون رياء أو وجاهة، ومن يأتي إلى الحسين عليه أن يتحلى بصفاته.
حيدرعاشور
الموقع الرّسميّ للعتبة الحسينيّة المقدّسة
اترك تعليق