الخطبة الدينية للسيد أحمد الصافي من الصحن الحسيني الشريف بتاريخ 8 محرم 1439 هـ الموافق 29 /09 /2017 م

الحزن العاشورائي حزن يبني الإنسان وهو سنة الانبياء والائمة الاطهار

النص الكامل للخطبة الاولى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الحمد لله كما هو اهله احمده كثيراً واسبحه بكرة واصيلا، والحمد لله عدد الرمل والحصى وزنة العرش الى الثرى والحمد لله عدد قطرات المطر والبحار، والحمد لله عدد اوراق الشجر والحمد لله الذي عَلِمَ فاخبر.

اخوتي ابنائي آبائي لكم العزاء يا من عشتُم مع الحسين (عليه السلام) دمعة وروحاً وحضورا اخواتي امهاتي لكن العزاء يا من عشتُن مع الزهراء والحوراء (عليهما السلام) دمعة وسلوكاً وولاءً، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

اوصيكم اخوتي ونفسي الجانية بتقوى الله تبارك وتعالى والابتعاد عن كل ما يسخطه ويغضبه والتقرب اليه بالحسنة والتعرض لرحمته بالبرّ والطاعة، وتقديم النبي(صلى الله عليه وآله الاوصياء) بين يدي حاجاتنا، نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لما يحب ويرضى.

عظّم الله لكم الاجر بشهادة ابي عبد الحسين(عليه السلام) وحضور شهر محرم الحرام هذا الشهر الذي سُفك فيه الدم الحرام، دم ابن بنت رسول الله الامام الحسين (عليه السلام) على يد طغمة اموية لم ترغب بالنبي وآله، فأحدثت ما أحدثت.

اخواني مسألة عاشوراء واقعاً هذه المعركة او الفاجعة او الواقعة التي حدثت في هذا الشهر الشريف، وفي هذه الايام قد سبقتها ارهاصات للاقتتال الى ان جاء يوم العاشر من المحرم ذلك اليوم الذي قتل فيه الامام الحسين(عليه السلام)، ويقول الامام الرضا(عليه السلام) (اليوم الذي اقرح جفوننا واسبل عيوننا) ثم يقول (واذل عزيزنا).

اليوم اعرض بخدمتكم موضوع مهم من مواضيع عاشوراء وما اكثرها من موضوعات الا وهو الحزن العاشورائي لان هذا المشهد العاشورائي الى الان لم يكشف النقاب عن كل ما فيه، وانما نحن نتعامل معه وفق مبانٍ ومبادئ بَيَّنَ بعضها أئمة الهدى (عليهم السلام) وإذا جئنا الى تراث الائمة عليهم السلام الذي يتعلق بالحسين (عليه السلام) هذا التراث الضخم الذي يمتد الى 255 سنة بالمقدار العلني من النبي(صلى الله عليه وآله) الى اخر يوم في حياة الامام العسكري(عليه السلام) ثم هناك عشرات السنين ابتدأها الامام المهدي بالواسطة عن طريق هؤلاء السفراء، نقف الان عند 255 سنة فهناك تراث ضخم للائمة الاطهار (عليهم السلام) في الاخلاق والسلوك وفي كل ما يتعلق بشؤون الحياة وقد افرد الائمة الاطهار(عليهم السلام) كمية كبيرة من التراث يتعلق بسيد الشهداء(عليه السلام) وبالتحديد بما يتعلّق بقضية استشهاد الامام الحسين، ولاشك ان الامام الحسين عنده تراث ضخم في الفقه والعقائد وفي الاخلاق وتمثلت في شخصيته بكل معاني الحكمة.

لكن مع هذا الكم الهائل هناك مساحة خصصها الائمة(عليهم السلام) للحث والتأكيد على مسألة مهمة الا وهي مسألة شهادة ومظلومية الامام الحسين (عليه السلام) فكأن واقعة الطف اراد الائمة لها ان تُقرأ طولاً من جهة ما قبل الامام، وفي امتداد التاريخ الى ما بعد الامام، ولذا هناك حالة غير دخيلة وانما هي اصيلة نستطيع ان نعبّر عنها بـ(مشهد الحزن العاشورائي) و(مشهد الحزن الحسيني) الذي اهتم به الأئمة(عليهم السلام) ومن قبلهم النبي(صلى الله عليه وآله) عندما اخبره جبرائيل (عليه السلام) بمكان وزمان استشهاد الامام الحسين(عليه السلام) وهذا في حضور ام سلمة (رضوان الله عليها) وبعض اصحابه كابن عباس، وعندما جاء امير المؤمنين (عليه السلام) الى العراق في صِفِّين مرَّ على هذه المناطق، لماذا؟ لأنه ستبرز فئة ظالمة باغية ستقتل الامام الحسين (عليه السلام). ان الفترة بين كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياة الامام الحسين ومجيء امير المؤمنين عليه السلام الى صِفِّين تكون قبل أكثر من 20 سنة، فالنبي الأكرم وبما حباه الله من منزلة واصطفاه خاتما للأنبياء، وارتقى مقامات هائلة حزن عند ذكر قضية الامام الحسين حزنا شديدا، وامير المؤمنين التي تضرب بصبره الامثال بيّن هذا الحزن وظهر على وجهه المبارك وعينيه الشريفتين، بحيث دمعتا، وكذلك الامام الحسن (عليه السلام) رغم المحنة التي استشهد فيها معروفة، لكنه كان يقول لا يوم كيومك يا ابا عبد الله.

هناك ثقافة اخواني عندنا نحن شيعة اهل البيت(عليهم السلام) الكلام اذكاها النبي وامير المؤمنين والامام الحسن والامام زين العابدين الى الامام العسكري (عليهم السلام أجمعين) الا وهي ثقافة الحزن والبكاء على سيد الشهداء(عليه السلام) هل هذه الثقافة وهل هذا البكاء بكاء عفوي ناشئ من قضية حادثة وقعت وانتهى الامر؟ أم أن هناك نكتة وقضية جوهرية، فلابد من وجود سر في هذا المشهد العاشورائي الذي ما زلنا الان بعد اكثر من اربعة عشر قرنا نرى تتجدد هذه الذكرى العاشورائية ويزداد أعداد من يمارس البكاء على الامام الحسين بشكل كبير في كل عام.

لنلتفت لبعض ما يمكن ان يهمنا، فلا شك ان كل فعل يقابله ردُّ فعل وهذا ردُّ الفعل قد يكون في العلوم الطبيعية معتاد ومعلوم، أي لو قام الانسان بوضع يده على حائط وقام بدفعه بمقدام معين فيتولد رد فعل يمكن احتسابه، فأهل الفيزياء والرياضيات يحسبونها حتى اسسوا قاعدة ان هذا الفعل له رد فعل يساويه في المقدار لا يزيد ولا ينقص، نعم، الاتجاه يكون متعاكسا، وكذلك في حياتنا الاجتماعية فهناك افعال تقابل برد فعل، لكن بعض الافعال رد فعلها يكون مجهول يحتاج الى مقياس ليحدده، فجاء الشارع المقدس وحدد ردود الافعال كـ(جزاءات القضايا الجنائية) في قوانين ثابتة ، فالذي يكسر يد احد في المقابل هناك جزاء، عبر عنه رد فعل تماشيا مع الاصطلاح، قال الشارع المقدس كسر هذه اليد يقابلها مثلا نصف الدية، ومثال آخر أن الانسان اذا اتلف مال غيره يقول له الشارع عليك ان تعوضه، واذا زاد رد الفعل عن الفعل يكون الانسان فيه متعديا في الوقت الذي كان هو المظلوم، ومثال آخر الانسان الذي يضرب سيارة احد فماذا يكون بذمته شرعا؟ عليه ان يتدارك الضرر الذي سببه وعليه ان يعطي مالا بمقدار الضرر، فاذا نزل صاحب السيارة منها وشتمه وتجاوز عليه سيكون ظالما، لان هذه الردود زائدة من السائق، وتجعله في خانة الظالمين ويكون مأثوما .

لنسأل انفسنا سؤالا، هذه الجريمة التي حدثت في يوم الطف، ما هو جزاؤها؟ هل هناك جزاء ويغلق الملف العاشورائي او لا؟ أم ليس هناك جزاء محدد؟ فالسؤال واضح فهو في قضية مرتبطة دينيا لان الامام الحسين (عليه السلام) له منصب وموقع الامام فهو ابن علي بن ابي طالب وابن فاطمة الزهراء وهو ما اجمله وافضله من نسب، وهذا الموقع و المنصب ليس ملك الامام بحيث يستطيع ان يتنازل عنه، وانما هذا الموقع هو ذلك المقام والرتبة التي رتبها الله تبارك وتعالى له ولأبيه ولأخيه ولأولاده، فهذا المقام غير مرتبط في عالم الارض فحسب فهو مرتبط بعالم الاخرة باعتبار الموقع هو موقع امتداد الى النبوة والنبوة عبارة عن سفارة إلهية وليست سفارة بين شخص وآخر وانما هي موقع إلهي كالإمامة، فقد فقال الله تعالى لإبراهيم (اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي).

فنعود ونتساءل: ماذا سيرتب الشارع المقدس من ردود فعل على جريمة عاشوراء؟ نحن لا نستطيع ان ندرك رد فعل الشارع على ما حدث في يوم كربلاء الا  ان الشارع هو من بين ووضح ان قضية عاشوراء قضية لها خصوصية لا تتكرر في التاريخ لا قبلا ولا بعدا، ولذلك فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومون من بعده قد اهتموا بهذه الفاجعة، ولذلك لاحظوا مقولة وحكمة أن (الحسن والحسين امامان ان قاما او قعدا) فهذا غير مرتبط بقضية الخلافة الظاهرية بل ان هذا الحديث مرتبط بالإمامة والامامة غير قابلة للتنازل، مسؤوليتنا اتجاهها هي ان ننصرها لو كانت الامامة بحاجة لذلك، لذلك عندما نأتي الى الزيارات نرى هناك فقرات غير مرتبطة بالعالم الارضي وانما مرتبطة بعالم الملكوت.

الان نحن للأسف لكثرة ما يصيبنا من ذنوب تحجب الحقائق عنا.. هناك اكثر من اربعة آلاف ملك شعث غبر يندبون الحسين (عليه السلام) الرواية الشريفة هكذا تقول، بل الرواية تقول بان جميع الانبياء يستأذنون الله لأن يزوروا الحسين، لاحظوا المشهد العاشورائي المحزن فلا تقول الرواية أن الملائكة شداد غلاظ بل قالت شعث غبر يندبون الحسين ويبكون وهو ضحية أبشع جريمة حدثت في التاريخ واكبر تعدٍّ على مقام الله تعالى، يقول الله سبحانه وتعالى (ان تنصروا الله ينصركم) فكيف لنا أن ننصر الله وهل هو ذات تحتاج الى نصرة؟! أي ننصر دين الله تعالى، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة الهداة هم المشخصون لبيان الدين.

لذلك ان مسألة الحزن مسألة قرينة للمؤمن ولا خير في مؤمن لا يحزن على الحسين، لانها سنةٌ النبي والائمة(عليهم السلام) وان الله تعالى يرث الارض ومن عليها تحت مقام الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ومن اهدافه الاساسية انه يجعل واقعة الطف في مشروعه، ولا يمر على واقعة الطف مرور الكرام ابدا، فواقعة الطف مشروع مهم عند الامام المهدي، ففي زيارة عاشوراء ومن جملة ما يقرأ تطلب النصرة مع امام منصور من اهل بيت محمد (عليه السلام) قال (وأن يرزقني طلب ثأري مع امام هدى ظاهر ناطق بالحق منكم، واسأل الله بحقكم وبالشأن الذي لكم عنده ان يعطيني بمصابي بكم افضل ما يعطي مصابا بمصيبته مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السموات والارض) الحزن العاشورائي هذا لابد ان يكون في دمنا يجري، وهذا الحزن العاشورائي الذي له قدرة على ان يميز الحق من الباطل، وهذه المجالس التي تُعقدُ لإثارة الشجى والحزن كان يطلبها الامام الصادق (عليه السلام) ويريدها، فعندما جاءه شاعر وأراد أن يذكر عبدَ الله الرضيع قامت امرأة من العلويات وقدمت طفلا تذكيرا بعبد الله الرضيع تتفاعل الإمام وبكى على الحسين، فنحن لسنا بصدد ذكر ما للدمعة التي تسكب على الحسين من أثر، فالمهم هنا أن نبين أن الحزن العاشورائي سنة الانبياء الحزن العاشورائي فعل النبي الحزن العاشورائي افضل من حزن يعقوب على يوسف وابيضت عيناه وعميت، فالأمام السجاد بهذه المصيبة حاله حال اخر حال اعظم فهو رأى المشهد بأم عينيه الامام الحسين .

فاذا جاء احد او سمعت باحد يريد ان يفرغ واقعة الطف من الحزن العاشورائي فهذا اصلا لا يفهم شيئا وليس له ارتباط لا من قريب ولا من بعيد اصلا بواقعة الطف؛ لأن الحزن العاشورائي ليس فيه ضعف الحزن العاشورائي عبارة عن ثورة، الحزن العاشورائي يترجم قول لا اله الا الله، فنحن لا نريد الا هذا الوجود المبارك وامتداده ولذلك الذين جلسوا تحت منابر سيد الشهداء الان ما شاء الله كل منهم يريد ان يتشبه ببعض اصحاب الحسين، وهاهم حفظوا البلاد والعباد فهؤلاء كانوا في هذه الايام يمارسون الشعائر وكانوا يركضون بهذه الركضة الخالدة كانوا يركضون وكانوا يلطمون وكانوا يبكون ما ان شعروا بان المسألة اصبحت خطرا لبسوا القلوب على الدروع ، فاصحاب الامام الحسين لبسوا القلوب على الدروع ايضا، والان هم في ساحات الوغى فدمعة الحسين عبارة عن وجود مقدس للحفاظ على مبادئ الحسين .

الحزن العاشورائي حزن اصيل حزن الزهراء حزن الامام الحسن حزن النبي حزن امير المؤمنين الى بقية الائمة وهو ليست حالة ضعف، الحزن العاشورائي هو حزن للبناء الحزن العاشورائي هو حزن من اجل الوصل الى المعارف الجديدة، فالانسان عندما يقرأ في زيارة عاشوراء ويلتفت الى ان هذه المصيبة ما اعظمها في السموات والارض فلا توجد جهة لم تتفاعل مع سيد الشهداء، تقول بعض الروايات الا ثلاثة لم يبكوا على الامام الحسين، انا اتعامل مع هذا النص العام واقرؤوا ايضا كل زيارات الامام الحسين ع العامة المطلقة المخصوصة سترون فيها هذا اللسان، مصيبة، بكاء رزية ما اعظمها من رزية تجدون هذا المحور يدور مع ان الائمة لهم اعداد هائلة من الاحاديث الشريفة بقية الامور فيها ما فيها، لكن في خصوص مشهد الحسين المشهد العاشورائي ركزوا على هذه المسألة، الحسين كم فضيلة عنده؟ الامام الحسين سقى الحر ويعلم ان جيش الحر سينقلب عليه، اعطاه ماء وقضيتنا نحن مع الماء قضية اساسية قضية الماء حتى أن امير المؤمنين تمكن من الماء وسقى اعداءه، الامام الحسين كذلك تمكن من الماء سقى اعداءه، أما معاوية تمكن من الماء فقطع عن امير المؤمنين، هؤلاء أيضا تمكنوا من المشرعة فقطعوا الماء عن الامام الحسين، فقضية الماء قضية دينية قضية ازلية بين حق وباطل، لكن عندما تأتي لروايات الائمة مع ان الائمة لا يتطرقون لهذه القضية مع اهميتها فهم يعرجون على البكاء على واقعة الطف وما فعلوا فعلوا بالنساء وما فعلوا بسيد الشهداء، تركوا جسمه عاريا ثلاثة ايام، يركز هذا المشهد والامام عليه السلام يبين انك تزور الامام الحسين على هيئة مغبر صاحب مصيبة، الحزن العاشورائي حزن بناء، فرق بين دمعة ضعف مع الاستكانة هذه مرفوضة لم تعرفها مدرسة الحسين اصلا وبين دمعة تريد ان تنتفض على قاتل على ظالم وهذا الذي حدث في هذه الأزمنة، فالانسان الذي يقرأ الحسين بمقدار ما وصلنا ويسمع سيتخلق بالشجاعة والقوة ، عندما يقول الامام (مثلي لا يبايع مثله) تقرأ ما بين السطور شيئا عجيبا، الامام الحسين مشروع سماوي في مقابل مشروع ضئيل، إن الكبار اهتماماتهم كبيرة والصغار اهتماماتهم صغيرة الفرق كبير فمشروع(من لحق بي استشهد ومن تخلف لم يدرك الفتح) مشروع كبير، أما عمر بن سعد ما هو مشروعه؟ ملك الري حتى وان كان مقدمة ملك الري ان يسفك دماء ابن بنت رسول الله ولو افترضنا أنه تسلّم ملك الري ايضا سيسفك الدماء للمحافظة ولو فرضنا بقي ثم اين واين مشروعه؟ فمشروعه صغير أيضا.

الكبار مشروعهم كبير لاحظوا ابراهيم (عليه السلام) الذي يقول النبي محمد عنه :(انا دعوة ابي ابراهيم) عندما اعطي الامامة في الناس كان نبيا ثم كان خليلا لكن عندما وصل مقام الامامة قال (ومن ذريتي) لماذا لان ابراهيم كبير، شيخ الانبياء والله سبحانه يعلم أن طموحه كبير فلذلك طلب الامامة لذريته الله تعالى ايضا اعطاها لهؤلاء وهم الائمة الهداة، وايضا الامام الحسين له طموح كبير لا يقف عند حدود الواقعة، الله تعالى كشف لنا من خلال أَلسنة الائمة من الزيارات ان الامام الحسين عصيٌ عن الفهم، لا نستطيع ان نفهم عظمة السماوات والارض وما فيهن وادم يستأذن وابراهيم يستأذن وموسى يستأذن الله تعالى في تربة جعل فيها الشفاء فهذا شيء عجيب وهذا مقدار في الدنيا، اما ذلك المقام الهائل يقول الامام الصادق (كلنا سفن النجاة ولكن سفينة جدي الحسين اسرع واوسع) فهنا تشبيه لسفينة نوح الذي في سفينته انقذ الناس من الغرق، الامام الحسين ينقذنا ان شاء الله تعالى من الهلاك ومن الغرق.

فإخواني الامام الحسين عليه السلام شخصية عظيمة جدا، يأتي للإمام الصادق شخصٌ فيعاتبه الامام ويقول له ما اجفاكم للحسين، لماذا لا تزور الحسين؟ قال: مشاكل عندي، فكان الامام يسأل وهو يجيب الى ان قال الامام اذا كنت بعيدا ان تصعد على السطح وتستقبل الحسين وتقول صلى الله عليك يا ابا عبد الله، الأئمة أكدوا على حديث الحسين وحديث عاشوراء، لا تتركوا الحسين في أي مكان كنتم توجهوا للحسين صل الله عليك يا ابا عبد الله، نسأل الله سبحانه وتعالى بما اننا في هذا الشهر الذي اذل فيه عزيزنا كما قال الامام الصادق والامام الرضا عليهما السلام، ونحن في جواره اشهد انه يسمع الكلام ويرد الجواب السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين ، اسأل الله تعالى بمن نحن بجواره ان يتقبل اعمالنا وان يجعلنا مع الذين يبرزون مع امام هدى حق ناطق ينصر محمدا وآل محمد، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد صدق الله العلي العظيم.

المرفقات