البكاء على الإمام الحسين بمثابة دعوة لبقية المجتمعات لتبني مبادئ النهضة الحسينية واتخاذها منهاج لها
النص الكامل للخطبة الاولى
اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان، اللعين الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله قريب الرحمة، سابغ النعمة، بديع الحكمة، نافذ القضاء، حسن البلاء، عظيم الكبرياء، الذي اصطفى اولياءه على جميع خلقه فأعلى قدرهم وخصهم بجسيم بلائه؛ ليمتحن صبرهم ويضاعف اجرهم، احمده على حسن اختياره لخيرته، ونافذ حكمه في بريته واسأله الثبات على موالاة اوليائه ومعاداة اعدائه في السر والجهر وفي المبدأ والخاتمة، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له سامع الدعاء عظيم الاسماء، الفعال لما يشاء واشهد ان محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله رفع في النبيين درجته واعلى في المقربين منزلته وشرف في العالمين عترته صلوات الله وسلامه عليه وآله نجوم الهداية واقطاب الولاية وادلّاء المبدأ والنهاية.
اوصيكم -عباد الله تعالى- وقبل ذلك اوصي نفسي بتقوى الله تعالى فإنها الوصية العظمى التي امركم بها ربكم وسبب نجاتكم وحصنكم الامن وسبيل فوزكم، واغتنموا فرصة هذه الأيام حيث يحل شهر المصائب والاحزان، ويتجدد فيه حزن الملأ الاعلى بمصاب سيد الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) بولده سيد الشهداء (عليه السلام) ذكرى الدماء الزكية المسفوكة والذرية النبوية المقتولة والكرائم الفاطمية المأسورة والرؤوس القرآنية المشهورة، وعظّم الله اجورنا واجوركم بمصابنا بسيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وجعلنا واياكم من الموالين له والناصرين له بألسنتنا وقلوبنا واقلامنا واجسادنا.
أيها الاخوة والاخوات اود ان اتعرّض في الخطبة الاولى الى بيان حكمة البكاء على سيد الشهداء (عليه السلام). ما هي فلسفة البكاء؟ هل يراد منا حينما نبكي على الامام الحسين (عليه السلام) ان نعبر عن حزننا وعواطفنا واشجاننا لمقتل سيد الشهداء (عليه السلام) فحسب؟ ام ان هناك حِكَما متعددة لابد من الالتفات اليها لكي نمارسها بوعي وصدق ونعرِّف الناس على سبب بكائنا هذا طوال هذه السنين، وليس في شهري محرم الحرام وصفر الخير فحسب، بل نجد تأسياً بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة الاطهار(عليهم السلام)، اننا نبكي طوال شهور السنة على الامام الحسين (عليه السلام)، فما هي الحكمة من ذلك؟
اقرأ مقدمة على مسامعكم الكريمة ثم اذكر الحكمة من ذلك، فنقول: يجد المتتبع للكثير من الروايات الواردة عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الاطهار(عليهم السلام) حينما يتعرضون لمصيبة ومقتل سيد الشهداء(عليه السلام)، التأكيد والاهتمام الكبيرين بالبكاء والتباكي لأجل مصيبته، بل لم نجد مثل هذا التأكيد في حق بقية المعصومين، وحتى في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فما هو سر ذلك؟
هذا امر يدعو الى التأمل والتفكر، وهل ان هذا البكاء لمجرد ممارسة انسانية ظاهرة عند اي انسان حين فَقْدِ شخص عزيز عليه، فيبكي لكي يعبر عن حبه وعاطفته الحزينة تجاه ذلك الفقيد؟ وهل انه مجرد اثارة الاشجان والعواطف والاحزان من خلال هذا البكاء؟ ام ان هناك امرا اكبر من ذلك بكثير؟ هل ان للبكاء ارتباطا بإدامة مبادئ النهضة الحسينية على مر الازمنة والعصور بحيث لا تبقى تلك المبادئ متجسدة في زمن الامام الحسين(عليه السلام) فحسب، لتبقى حية فاعلة طوال الازمنة والعصور منذ عصره الى يوم القيامة؟ وهل للبكاء تأثير في ادامة هذه المبادئ؟ للبكاء تأثير في ابقاء جذوة وحرارة النهضة الحسينية في القلوب حتى تتحرك الارادة وتهز الضمائر وتحيى القلوب، وتبقى تلك النهضة بمبادئها في رفض الظلم والفساد والانحراف ونصرة العبد والانصاف والحفاظ على المسيرة المحمدية طوال الازمنة والعصور وتبقى هذه المبادئ التي هي قبل الف واربعمائة سنة حية، فكلما حصل البكاء تجدد الحزن وتجددت حرارة المبادئ في القلوب وتحركت الارادة واهتزت الضمائر وحصل احياء للقلوب ولكي تبقى تلك النهضة في رفضها للظلم لا بد من وجود ارادة وصوت مسموع وتحرر من الفرد والامة ضد الظلم والانحراف والفساد والطغيان، لابد من وجود موقف من الامة يساند الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والحفاظ على الخط الاسلامي المحمدي الاصيل، هل للبكاء علاقة بمثل هذه الامور؟
نعم، سنجد ان لهذه الظاهرة تأثيرا في ادامة هذه المبادئ حية ظاهرة تؤثر في ضمائرنا، في وجداننا، في وجدان الفرد والامة، بحيث دائما ما نرى تلك المبادئ حية فاعلة مؤثرة في الوسط الاسلامي، وفي عموم الأزمنة والعصور والاماكن، وكيف أن للبكاء تأثيرا في ذلك، سيتضح ان شاء الله من خلال هذا البحث.
اردنا ان ننبه لأهمية البكاء، فمن غير الصحيح أن يتصور أحد ان بكاءنا على الحسين كبكائنا على فقد ابينا أو امنا أو اخواننا أو اخواتنا أو شخص عزيز من الاصدقاء، فالبكاء على الحسين ليس كالبكاء على فقد أحد هؤلاء الأحبة؛ وذلك لوجود ارتباط وثيق بين البكاء وادامة هذه المبادئ الحسينة على مر هذه الازمنة والعصور كما سنرى ذلك.
نستعرض الان على مسامعكم في هذه الخطبة بعضا من الحِكَمِ البكاء ومبادئه وفلسفته، وان شاء الله في خطبة اخرى نكمل هذه المبادئ والحكم، ونذكر هنا الامر الاول: ان البكاء هو التأسي والاقتداء بالنبي وآل بيته الاطهار (عليهم الصلاة والسلام) والآيات القرآنية دلت عليه بامر من الله تعالى بوجه عام، قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا) فالاقتداء يكون عاما بكل ما يصدر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد ثبت هنا -التفتوا الى هذه النقطة واحفظوها- بالأدلة المعتبرة والروايات المعتبرة من الفريقين من الشيعة والسنة ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يعلم بما سيجري على ولده الحسين (عليه السلام) وانه بكى عليه وليس لمرة واحدة بل حتى عند ولادته وفي مواطن كثيرة، وكان يذكر للأمة ما سيجري على ولده الامام الحسين (عليه السلام) وانه لعن قاتليه وعبر عنهم بانهم اشرار هذه الامة، ثم بعد ذلك أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (عليها السلام) الامام الحسن (عليه السلام) وبكاء الأئمة كلهم على الامام الحسين، بل كان الائمة (عليهم السلام) في يوم العاشر يبدو عليهم الحزن والبكاء والكآبة، بل كانوا في كل مورد يذكرون فيه الامام الحسين(عليهم السلام) او يذكر عندهم لا يرون ضاحكين طيلة ذلك اليوم، بل كان يبدو عليهم الكآبة والحزن لأنهم ذكروا الامام الحسين او ذُكِّروا بالأمام به، لذلك كانت هذه الظاهرة (الحزن والبكاء على الامام الحسين) في جميع المناسبات وفي جميع المواسم وليس فقط في ايام عاشوراء، بل اكثر من ذلك، كان الائمة(عليهم السلام) اذا غفل بعض اصحابهم عن يوم عاشوراء وما جرى فيه على الامام الحسين يبادرون الى تنبيه هؤلاء البعض ربما في غفلة عما جرى في ذلك اليوم ويدعونهم الى اقامة المجالس والبكاء وندب الامام الحسين (عليه السلام) وكانوا يذكرون ذلك بصورة تفصيلية.
فأذن ظاهرة البكاء والحزن عند الائمة المعصومين معروفة مشهورة، وهناك الكثير من الروايات التي وردت في ذلك، ونذكر هنا ما ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) عندما دخل احد اصحابه عليه فرآه كاسف اللون حزينا كئيبا فسأله عن السبب في حزنه فالإمام لم يذكر السبب فحسب بل اراد تنبيهه ولفت نظرة الى أمر وهو: أن شيعتنا لا يكونون غافلين عما جرى في ذلك اليوم، فهم ينتبهون الى ذلك اليوم المهم ويقيمون تلك المجالس ويظهرون مظهر الحزن والبكاء والفجيعة على الامام الحسين (عليه السلام).
فقال عليه السلام لذلك الرجل: أوغافل انت عن هذا اليوم الذي قتل فيه الامام الحسين (عليه السلام) هذا استفهام كأنه استفهام انكاري على هذا الرجل، فانه يغفل عما جرى ويسأل لماذا انت حزين ايها الامام، فيجيبه انت غافل انت غافل عن هذا اليوم الذي قتل فيه الامام الحسين(عليه السلام).
ففي يوم القيامة الكثير من الاهوال، الكثير من الحسرة والاسف والحزن والويل والثبور للإنسان الذي يعصي الله تعالى ولا يأتيه، وهو مستعد، فاذا اراد أحدنا ان يجعل يوم القيامة يوم سرور وفرح له كما وعد بذلك الامام الصادق (عليه السلام) وبشر به احد اصحابه الذي سأل عن ذلك وبشر فيها شيعته، بأن من جعل ( يوم العاشر) يوم حزنه ومصيبته جعل الله له يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنان عينه، لكن بشرط صدق ولايته لأهل البيت، الامام يقول وقرت بنا يوم القيامة عينه، الى ان قال (عليه السلام) ، مبينا موقع هذه المصيبة عند الأئمة الاطهار (عليهم السلام): إن يوم الحسين (عليه السلام) أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا واورثنا يوم الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء ، فمنذ ذلك اليوم ، يوم عاشوراء يوم كرب وبلاء الى يوم القيامة، لاحظوا الدعوة كيف يريد الامام ان يجعل الموالي يعيش تلك اللحظة التي تجعل الأئمة يبكون لما حصل من قتل الامام الحسين (عليه السلام) بتلك الطريقة المفجعة، فعلى مثل الحسين عليه السلام فليبك الباكون فانه ذبح كما يذبح الكبش.
بعد ما بيناه من هذه الروايات التي وردت عن النبي (صلى الله عليه واله) وعن الائمة الاطهار (عليهم السلام) كيف لا يحصل البكاء على الامام الحسين (عليه السلام)؟ وكيف يرغب المؤمن الصادق في إيمانه عن التأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه واله الاطهار في مثل ذلك.
فإن الائمة صلوات الله وسلامه عليهم كما تذكر بعض الروايات ، اذا ذكروا الامام الحسين عليه السلام او ذُكِرَ عندهم من قبل شاعر او شخص آخر، بدأ الحزن والبكاء عليهم، لا يرون ضاحكين طوال ذلك اليوم، اخواني كثير ما تقرؤون أو تسمعون من الروايات المعتبرة انه من بكى وتباكى على الحسين (عليه السلام) وجبت له الجنة.
واريد ان الفت نظركم الى مسألة مهمة ، فقد ورد سؤال هنا الى مكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله) عن مدى صحة هذه الروايات، وهل ان هذه الروايات صحيحة معتبرة؟ فالجواب كان نعم، ان هذه الروايات معتبرة من ان البكاء على الامام الحسين أو التباكي عليه يوجب الجنة ولكن لابد من لفت النظر إلى أن الجواب لا غرابة فيه؛ لان هناك روايات اخرى من الفريقين السنة والشيعة مفادها أن الجنة توجب لمن عمل بعض الاعمال التي يعملها الانسان ، فلا غرابة في ذلك، ولكن علينا ان نلتفت لكي لا نقع في الاشتباه، انه لا يراد من هذا الحديث ان يشعر المكلف بالأمن من العقوبة، اذا جمع بين البكاء وترك بعض الواجبات، وعمل بعض المحرمات، فحينما نقرأ هذه الروايات هل يفهم منها انه إذا بكينا على الامام الحسين فلا يهم ان تركنا الصلاة والصوم وفعلنا بعض المنكرات، فقد ورد في الرواية انه وجبت لنا الجنة فلا يهم ترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات، يشعر الانسان بالأمن من العقوبة على ترك الواجب وفعل المنكر، نلتفت في الجواب عن ذلك إلى أنه لا يراد من هذه الروايات اشعار المكلف بالواجبات بالامن من العقوبات اذا ترك الواجبات او فعل المنكرات، ففي مقابل ذلك علينا ان نقرأ الاسلام كله وان نقرأ الآيات القرآنية والروايات كلها ولا ننظر نظرة تجزيئية، ونقرأ بعض الروايات ونتمسك بها ونترك آيات قرآنية، ففي قبال ذلك هناك آيات قرآنية ورد فيها الوعيد المغلظ لمن يترك الواجبات او يفعل المحرمات، ووعد عليها بالنار والعقوبة، وكذلك بعض الروايات ايضا التي يفهم منها المضمون نفسه.
هذه الروايات التي وردت على ان من يبكي ويتباكى وجبت له الجنة، اذا وقع البكاء موقع القبول عند الله تعالى وهذا القبول عند الله تعالى مشروط، بعدم ترك الواجبات وفعل المنكرات، نعم، يقبل الله تعالى منك البكاء وسيعطيك الجنة ولكن بشرط أن لا يكون هذا البكاء متعارضا مع محرمات تقوم بها من ترك الواجبات وفعل المحرمات، وبتعبير اخر، إن الانسان المؤمن إذا بكى سجلت له نقطة حسنة، وهذه النقطة الحسنة تبقى فاعلة ومؤثرة في ادخال هذا المؤمن الى الجنة، اذا لم تقابلها نقاط تمحوها وهي النقاط الناشئة من ترك الواجبات وفعل المحرمات، فلابد ان نكون واعين ونلتفت الى أن هذا البكاء مع الالتزام بالواجبات وترك المحرمات سيرفعنا وسيدخلنا الجنة، فتكون هذه النقطة مُدخلة الى الجنة وتكون بها شفاعة الامام الحسين (عليه السلام) فيتضح لنا ان البكاء الصادق الحقيقي الذي يذكره النبي والائمة الاطهار هو ان نطيعهم ونتولاهم في جميع الامور ليكون هذا البكاء نافعا لنا وشفيعا لنا ايضا.
من الحكم الاخرى المهمة والتي نأمل الالتفات اليها من ظاهرة البكاء وتعظيم الشعائر والثناء على نهضة الامام وتعزيز عظمته هي مسألة أن من طبيعة الانسان وطبيعة المجتمع انه اذا فقد عزيزا عليه او شخصا يحبه، فكيف سيظهر مكانته ومنزلته وعظمته الانسانية امام الاخرين الذين لا يعرفونه؟ فمن المؤكد أنه سوف يبكيه بكاء شديداً، هذه هي طبيعة في الإنسان، فمن اوضح التعابير على ان هذا الانسان الذي فُقِدَ له مكانة وعظمة ومبادئ انسانية، وفقده ترك فراغاً علينا في حياتنا، هو البكاء والحزن عليه، وفي المقابل ذلك الانسان الذي لا يؤسف عليه فقده وفراغه لا تجد احدا يبكي عليه او القلة من يبكون عليه، وهذا واضح اخواني لاحظوا كثيرا من الاشخاص والطواغيت الذين لهم ملك عظيم ولهم سلطة وقوة، وبعضهم لديه مال كثير جاه عظيم، ولكن وجودهم شر على الناس ولا دور له في حياتهم، فاذا فقد -مع ما يمتلك من قوة وسلطة ومال وجاه- لا أحد يبكي عليه وليس لفقده مكانة وعظمة بين الناس، بل بعض الناس يرتاحون ويفرحون في رحيله لأنه مصدر الشر.
فالظاهرة الانسانية التي تعبّر للآخرين عن عظمة منزلة هذا الانسان هو البكاء عليه ، لذلك نحن نأمل -اخواني- ان يكون لدينا تعريف لبقية الشعوب ولبقية افراد المجتمع ممن لا يعرفون عظمة الامام الحسين فمطلوب منا ان نبين الى الاخرين لماذا نلبس السواد ونبكي طوال السنة على الامام الحسين؟ لماذا نبكيه هذه السنين؟ علينا ان نعرف الاخرين اننا حينما نبكي طوال هذه السنين لأننا فقدنا انسانا عظيما جداً كان فقده له تأثير كبير على المبادئ الانسانية وعلى ديمومة الرسالة المحمدية الإنسانية، نحزن لان قوة الشر في اوجها قتلت قوة الخير وكل ما فيها من مبادئ. لنبين للآخرين ان هذا البكاء ليس بكاء عاطفيا مجردا، انما نبكي على انسان يمتلك مبادئا عظيمة، فقدنا هذا الانسان العظيم في مبادئه لذلك نبكي عليه، وفي مقابل ذلك وكما ترون ان النبي حينما استشهد حمزة عليه السلام تأثر وعندما رأى أن لا أحد يبكي عليه تأثر تأثرا شديداً (اما حمزة لا بواكي عليه) كان في مقابل بقية الشهداء عشائرهم وعوائلهم يبكون عليهم تأثر النبي لتلك الظاهرة لكي يبين مقام حمزة وعظمته ومنزلته ودوره في الاسلام أمر بالبكاء عليه.
هذا البكاء يظهر عظمة هذا الانسان ودوره العظيم في ترسيخ المبادئ الانسانية فهو ليس كأي شخص، وفي مقابل ذلك الانسان الذي لا نجد من يبكي عليه دليل الى عدم وجود مكانة ومنزلة له، كما ورد في الحديث: ميت لا بواكي له لا اعزاز له، لا احترام له لا مكانة له بين الناس، فان هذا البكاء انما نريد ان نظهر منه للناس ونريد ان نبين للآخرين ان هذا الشخص الذي فقدناه ليس شخصا عادياً بل هذا انسان عظيم في المبادئ الإنسانية للمسلمين وغير المسلمين في مختلف المجالات فعظم الشخصية من عظم المبادئ التي يحملها الأنسان فاذا بينا ذلك تأثر ذلك الانسان الذي لا يعرف الامام الحسين بمبادئه وقد يصبح مواليا للإمام الحسين ويتبنى مبادئ الامام الحسين، فكأن البكاء دعوة للآخرين والى بقية المجتمعات لتبني هذه المبادئ مبادئ النهضة الحسينية كمنهاج لحياتهم.
نسأل الله تعالى ان يوفقنا الى ان نكون من السائرين على نهج الامام الحسين (عليه السلام) بسم الله الرحمن الرحيم" قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد".
اترك تعليق