على خشبة الطف

إلـى سـيـد الـمـاء أبـي الـفـضـل الـعـبـاس (عـلـيـه الـسـلام)

 

جـحـافـلٌ وصـهـيـــــــــلُ الـمـوتِ والـهـلــعُ   ***   وأعـيـنٌ جـامـحـــــــــــــــــــاتٌ كـلـهـا طـمـعُ

وسـمـرةُ الأرضِ يـطــغـى فـي مـلامـحِـهــا   ***   لـونٌ تـفـرَّدَ فـــــــــــــــــــــي اتـقـانـهِ الـوجـعُ

أمـا الـسـمـاءُ فـدمـعـــــــــــــــاتٌ مـؤجَّـــلـةٌ   ***   ســــــــــاديـةُ الـصـمـتِ فـي سـيـمـائِـهـا بُـقـعُ

رايـــاتُـهـم مـن خـريـفِ الـديـنِ صـبـغـتُـهـا   ***   طـبــــــــــــولُـهـم بـصـلـيـلِ الـشـركِ تـنـقـرعُ

وثـلـةٌ مـن فـوانـيــــــــــــسٍ أضــــــاءَ بـهـا   ***   زيـتُ الـحـسـيـنِ بـنـــــــــــورِ الـحـقِّ تـلـتـمـعُ

فـالـعـــــــــاشـقــونَ تـشـعُّ الـبـوحَ أعـيـنُـهـم   ***   صـمـتـــــــــــــــــــاً نـديَّـاً إذا مـا هـزَّهـا ولـعُ

وهـمْ لـهـمْ ــ كـــــدويِّ الـنـحـلِ ــ أدعــــيـةً   ***   إذا تــــــــــــــــــــــــــــــأمّـلـتُـهـم للهِ تـسـتـمـعُ

نـوارسٌ فـي بـحــــــارِ الـعـشـقِ هـيـأتُـهـــم   ***   لـكـنـــــــــــــــــــهم كـأعـاصـيـرٍ غــداةَ دُعـوا

كـانـوا فـريـــقـيـنِ والــلاعــدلُ قــسـمـتُـهــم   ***   فـي كـلِّ شـيءٍ سـوى تـصـديـقِ مـــا سـمـعـوا

وثـمَّ نـهـرٍ مـن الأشـجــــــــانِ مـضـطــربٌ   ***   كـأنّـه مـن شـفـا شـطـــــــــــــــــــــــآنـهِ يـقـعُ

وهـا هـنـا خـيـمـةٌ مـا أن يـنــيـــــــــخُ بـهــا   ***   ثـقـلُ الـعـويـلِ بــــــــــرأسِ الـصـبـرِ تـرتـفـعُ

وكـان بـيـنــــــــــــــــــهـمـا أفـقٌ وأسـئـلـــةٌ   ***   وكـــــــــــــــــان بـيـنـهـمـا الأضـدادُ تـجـتـمـعُ

ويـخـفـتُ الـضـوءُ صـوتٌ لـلـسـيـوفِ عـلا   ***   ريـحٍ هـنــــــــــــاكَ.. بـدورٌ هـا هـنـا سـطـعُوا

دارتْ رحـى الـحـربِ أشــلاءً مـوزعـــــــةً   ***   ثـكـلـى.. يـتـامـى صـغـار صـبـرَهـم رُضِـعُـوا

سـعـيـــــرُ ثـأرٍ وغـايــــــــــــاتٌ مـبـيَّـتـــــةٌ   ***   لـسـانُـهـا ــ مـن أقـــــاصـي الـحـقـدِ ــ يـنـدلـعُ

ويـنـجـلـي مـسـرحُ الأحــداثِ عـن بـطـــــلٍ   ***   فـي رأسِـهِ ريـشـتـانِ الـمـــــــــــوتُ والـفـزعُ

فـي كـفِّـهِ رايـةُ الإيـثـارِ يــــــــــــعـقــــــدُها   ***   كـفُّ الإلـهِ وفـي صـمـصـــــــــــامِـهِ الـجَـزَعُ

وفـيـهِ عـزمٌ بـكـبـرِ الأرضِ مـا بـســـطـــتْ   ***   صـولاتُـه راحـتـيــــــــــــــــهـا قـال: لا تـسـعُ

مـدجَّـجٌ بـصـقـيـــــــــلِ الـصـدقِ مـهـرتُــــه   ***   عـقــــــــــــــــائــدٌ لـم تـزلْ فـي حـلـمِـهِ مُـتَـعُ

هـوَ الـعـصـيُّ عـلـى الإغـراءِ مُـذْ نـبـتــــتْ   ***   خـصـالُـه مـن عـلـــــــــــــــــيَّ راحَ يـنـطـبـعُ

تـجـري سـفـائـنُ غـيـظٍ مـــــــن تـورُّعِـــــهِ   ***   لــــــــــــــــــكـنـه مُـغـرَقٌ فـي سـيـفـهِ الـورعُ

يـقـلّـبُ الـجـيـشَ فـي عـيـنـيـهِ لا جــبـــــــلٌ   ***   بـعـاصِـمٍ عـن فـمِ الـطــــــــــوفـانِ فـابـتُـلِـعُـوا

يـدارؤونَ بـمـنـعِ الـمــــــــــــــاءِ أفـئـــــــدةً   ***   حـرَّى مــــع الـعـطـشِ الـمـجـنـونِ تـصـطـرعُ

فـيـــــغـدرونَ ولا عـيـبٌ بـمـا غـــــــــدروا   ***   ويـمـكـرونَ ولا تـنـجـيــــــــــــــــــهـمُ الـخُـدَعُ

لـنْ يــــــــــدركـوهُ فـلـمْ تـنـفـعْ كـمـــائـنُـهـم   ***   لـــــــــــــــــــــــــــــــــكـنّـه بـلـقـاءِ اللهِ يـقـتـنـعُ

يُـرخَـى الـسـتــــــارُ وقـربـانــاهُ بُـوركـتــــا   ***   مـن نـحـرِ سـيِّـدهِ والـصــــــــــحبُ فـارتـفـعـوا

 

إسـمـاعـيـل الـصـيـاح

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات

: إسماعيل الصياح