إلى سيدي ومولاي أبي طالب عليه السلام وهو يعلمنا بِنَوْعَيْ شِعره (قصائده وأبنائه المعصومين) كيف ننتج الجمال
دَلَعْتُ لِســـــــــــانَ الشِّعرِ منكَ تَبَلُّجا *** وَسَرَّحْـــــــــتُ ليْلَ الصمْـتِ حـينَ تَلَجْلَجا
وَقَشَّرْتُ أضـــــواءَ اللغاتِ .. فأفْلَتَتْ *** وَشَعّتْ لِما بَعْدَ المَــــــــــــــــــجازِ تأجُّجا
وَأطُعَمْتُ غِـــــــزْلانَ التشابيهِ عُشْبَةً *** مِنَ الروحِ .. كـي تُمْحى الحدودُ وَ تُمْزَجا
لِأولِجَ فــي الضِّــــــدَّيْنِ ضِدّا مُحايِداّ *** يكونُ لِحُزْنِ الـلاتـــــــــــــــــــماثُلِ مُبْهِجا
هُوَ الـــشِعرُ يَسْـتَجدي خُطاكَ فأرتِجا *** لانّ خُطـــــــاكَ اجْـتازتِ الـضوءَ والدجى
أبـــا طالبٍ أبْلِـغْ عَلِيّاً بِعَـــــــــــجْزِنا *** لِيَسْلُكَ فينا نَـــــــــــــــــــحْوَ مَدْحِكَ مَنْهَجا
وَ يُدْني لنا نَهْـجَ البلاغةِ .. عَلَّــــــــنا *** نُقــــــــــــــــارِبُ مَــعْناكَ الخفيَّ المُؤَرَّجّا
جَلَبْتَ الندى مِـنْ شَيْبَةِ الحَمْدِ .. باعِثاً *** سَحاباً .. وَ قد طالَ الـــــــــــتَّأمُّلُ والرَّجا
لِتَسْقِيَ صَحْــــــــراءَ النفـوسِ سَماحَةً *** وَ تَغْرِسَ أنحــــــــــــــــــاءَ القِفارِ بَنَفْسَجا
وَ جابَهْتَ مَـنٔ لايَسْـــــــــتَجيبُ بهيبَةٍ *** تُزَلْزِلُهُ بـــــــــــــــــالسيفِ والحِلٔمِ والحِجا
فياسيّدَ البطـحاءِ .. ياغَـــــــوْثَ أهْلِها *** وَمِصبــــــــــــاحَها الأعْلى إذا لَيْلُها سَجى
بُعِثْتَ إذِ اسٔـوَدَّ الزمانُ مُمَــــــــــــهِّداً *** إلى المصطـــــفى .. يا كَهْفَ أمْنٍ وَمُلْتَجا
ظَهَرْتَ بـيـــــــــــاناً عنْدَ إخْفاءِ وَحْيِهِ *** وأخْفَيْتَ إيـــــــــــــــــماناً بهِ حينَ أُخْرِجا
عَبَرْتَ بِـطَوْرَيْــــــــكَ الْتِفاتاتِ وَعْيِنا *** وَ دارَ بِـكَ اللاوَعْيُ .. لـــــــــكنْ تَدَحْرَجا
لأنّكَ تَــسْتَوْحي انْبِــــــــــــلاجَ رِسالةٍ *** دَحَــــــوْتَ لَها أرْضاً وَ شَمٔساً .. لِتَنٔضَجا
وَهـــــــــــــا هِيَ أقْمارٌ لَدَيْكَ تَوَزَّعَتْ *** على الأفْــــــــــــــقِ مِنْ عُلْيا يَدَيْكَ تَبَرُّجا
فــهذا عليٌّ سَـــــــــــــــــــيْفُهُ وَ لِسانُهُ *** أراحَ صدورَ الـمؤمـــــــــــــــنينَ وَ أثلَجا
هُوَ الهازمُ الاحْزابَ في الحربِ وَحْدَهُ *** وقد أحْكَـــــــموا طَوْقَ الحِصارِ .. فَفَرَّجا
أعَزَّ بأطْوارِ الفُــــــــــــــتوحاتِ جُنْدَهُ *** فــــــــــــــــــــكلٌّ بهِ أضحى مليكاً مُتَوَّجا
ومازالَ بالألطـــــــــــافِ ينصُرُ عَبْدَهُ *** إذا كانَ في عَقْـــــــــــــــدِ الولايَةِ مُدْرَجا
وبالوَصْلِ للعُشّاقِ أنْجَــــــــــــزَ وَعْدَهُ *** إذا لـــــــــــوَّنَ الموتَ المُخيفَ.. لِنَعْرُجا
فَليسَ غُـــــــــــــــــــــلُوّاً مانراهُ وإنّما *** بهِ المَلَكوتُ الــــــــــــــــــــلانراهُ تَوَهًجا
أبا طالبٍ مازلْتَ تَقْتَـــــــــــرِحَ الهدى *** رجالاً .. بِهِمْ قَلْــــــــــبُ الطغاةِ تَضَرَّجا
فَمِنْ جعفرِ الطيّارِ كَفّانِ صـــــــــاغَتا *** حُساماً .. تأوَّلْناهُ نَهْراً مُــــــــــــــــــمَوَّجا
فَفي ضَفَّـــــــــــــةٍ أعْيا الكَفورَ بِحُجَّةٍ *** وفي ضَفَّةٍ جـــــــــــــالَ الحروبَ مُدَجَّجا
وهذا عقيلُ الخيــــــــرِ .. والفذّ مُسلِمٌ *** وأولادُهُ .. مَنْ جاءَ مَــــــــــــــوْرِدَهمْ نَجا
وَمازِلْتَ في السبْطَيْـــــنِ رَمْزَ شفيرةٍ *** نُــــــــــــــــــــــكامِلُها حتّى تُحَلَّ وَ تُولَجا
ولكنها قَرَّتْ بِعَيْنَيْكَ ومــــــــــــــضةً *** بها ارْتَبَكَ الكُفـــــــــــــــرانُ حينَ تحججا
وَفارسُكَ العبّــــــــــــاسُ للمجُدِ خيْلَهُ *** الى ما وراءِ اللانهــــــــــــــــاياتِ أسْرَجا
أحاطَ بِطَوْدِ الصبْرِ زينـــــــبَ عندما *** تَســــــــــــامتْ لأقْـطارِ السماواتِ هَوْدَجا
يُشابِهُكَ العبّاسُ .. حِلْماً وَغَــــــضبةً *** فَأعْلَنَ يَوْمَ الــــــــــــــطّفِّ عَنْكَ .. وَرَوَّجا
فَكانَكَ أشجاراً .. وَمَرْجاً .. وَشاطـئاً *** وَكانَكَ ليثاً في الـخطـــــــــــــــــوبِ مُهَيَّجا
أعــــــــــاجيبُكَ الشّمّاءُ لَوْ نَسْتَعيرُها *** كَتَبْنـــــــــــــــــاكَ نَصّاً خارجَ النَصً اُنْتِجا
مُسَلْسَلُهُ يُـــــــــــــبْقيكَ لُغْزاً .. وَحَلُّهُ *** يؤرِّقُ فَنّاناً .. وَيُــــــــــــــــــــتْعِبُ مُخْرِجا
فَمَنْ مَدَحَ النايَ الــــذي افْتَتَحَ المدى *** بما في المـــــــــدى لَحْناً.. يَكُنْ كالذي هجا
فَأوْقِدْ خيالي من لَدُنْـــــــــكَ تَصَوُّراً *** لَيَرْسُمَ بعضاً مِنْ عُـــــــــــــــــلاكَ وَينسِجا
فأنّكَ بالشــــــــــــعرِ ابْتَكَرْتَ حَداثَةً *** حــــــــروفاً وَمَعْصومينَ .. ضَوْءانِ أُدْمِجا
حروفٌ بها تلكَ القصـــــائدُ أرْسَلَتْ *** بحاراً بلا مـــــــــــــــرسىً .. وأفْقاً مُزَجّجا
وباقَةُ مَعْصومـينَ ..لَمّــــــــا تَفَتَّحَتْ *** بآرائها رأي الســـــــــــــــــــــــماءِ تَنَمْذَجا
فأوّلَـــــــــــــــــها ذاكَ العظيمُ عَلِيُّها *** وَتَمْــــــــــــــــتَدُّ .. حتى يظهرَ الحقُّ أبلَجا
قصائدُكَ العصْمــــــاءُ خاتمُها الذي *** بِغَيبَتِهِ ازْدادَ التَّــــــــــــــــــــــمَحُّلُ والشَّجا
يُضئُ لنا - ياسيدَ القَــصْدِ – مَدْرَجا *** بِهِ نَسْتَشِـــــــــــــــــــــــفُّ الإرْتـقاءَ تَدَرُّجا
فَعَلّمْتَنا بالشِّعْرِ نَرْسمُ حــــــــــاضراً *** وَمُسْتَقٔبَلا بالمُدٔهِشـــــــــــــــــــــاتِ مُسَيّجا
حيدر احمد عبد الصاحب
اترك تعليق