كتاب يصدر عن العتبة الحسينية يصف احداث عاشوراء بانها حملت جمالا يخطف الابصار ويؤنس القلوب ويحير الفكر ويؤجج العواطف

اصدرت وحدة الدراسات التخصصية في الامام الحسين عليه السلام التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة دراسة حديثة حملت عنوان (الجمال في عاشوراء) وفق دراسة جمالية وصفية لواقعة الطف استمدت رؤيتها من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة والتاريخ وعلم المعرفة الحسية (الاستطيقا) للكاتب والمؤلف السيد (نبيل الحسني).وقال المؤلف في حديثه لموقع العتبة الحسينية المقدسة ان الانسان حينما يقف امام مجموعة من الكتب ويبدأ بقراءة عناوينها ليختار ما يتناسب مع توجهاته الفكرية والثقافية فانه بمجرد ان يقع بصره على عنوان يحمل لفظ (عاشوراء) سرعان ما تترسم في ذهنه صورة ملؤها الالم والحزن والوحشة، مبينا ان السبب في ذلك يكمن في المآسي والمصائب التي انزلتها مجموعة من شرار الخلق على ال الرسول صلى الله عليه واله والتي لم تستثن منهم طفلا ولا امرأة ولم تفرق بين من له رحم ماسة برسول الله كريحانته من الدنيا وسبطه الامام الحسين وولده عليهم السلام وبين من هو من عامة الناس.واضاف ان هذا الواقع فرض على اذهان الناس هذه الصورة الحزينة والمؤلمة بل قد شغل هذا الواقع العاشورائي كثيرا من القراء والباحثين والمفكرين وراح يضفي بظلاله الذي اتشح بالسواد كثيرا من المشاهد المأساوية التي تؤجج العواطف الانسانية فتجعلها حاجزا يحجب عنهم العديد من الصور الحياتية والكثير من المفاهيم الفكرية التي زخرت بها ملحمة عاشوراء، حتى ان العديد من الابحاث ان ارادت التحدث عن عاشوراء متجنبة الولوج في مصائبها فهي اما ان تستمد مادتها البحثية من الاسباب والمقدمات التي افرزت (عاشوراء) او تجعل نتاجها الفكري ينصب على النتائج التي حققتها الحادثة.واكد الحسني خلال حديثه ان عاشوراء في الواقع الحياتي تعتبر مفصل من مفاصل الحضارة الانسانية التي يتحرك من خلالها الفكر الانساني ورافد من روافد الوجود الحياتي الذي اعاد الى الحياة نظارتها وقدرتها على التألق والزهو فكانت بحق الملهم الذي اوقد اذهان المفكرين والمصلحين في رفد الحياة بالاسس البنائية لقيام حياة كريمة وسالمة من الانحرافات، موضحا ان عاشوراء بآلامها واحزانها ومآسيها ورزاياها وقيمها بل بكل مفرداتها كانت البوابة الواسعة لحياة حضارية فيها كل مايحتاج اليه الفكر من مفاهيم ومصاديق وقيم وحقائق كالجمال وغيره.وتابع الحسني حديثه ان الجمال في هذه الحياة سواء اكان يدرك بالحواس او بالبصيرة قد زخرت به عاشوراء على الرغم من آلامها وأحزانها ومصائبها لانها جمعت كل ما يحتاج اليه الفكر حتى وان لم يلمس بها كثيرون جمالا ولم يلحظ اخرون ان لها حسنا وبهاء، موضحا ان البحث وجد ان في عاشوراء جمالا يخطف الابصار ويؤنس القلوب ويحير الفكر ويؤجج العواطف ويدفع النفس الى التمعن بتلك المشاهد الجمالية والانس بها طويلا اذ ان هنالك مشاهد بدا فيها جمال تلك الشخوص الاطهار فكان شاغلا لعين الناظرين بما فيهم الاعداء، وكم من مشهد بدا لذوي الالباب والبصائر قد تجلى فيه جمال القيم الخلقية والمحاسن النفسية فأصبح مشرقا في سماء قلوبهم ينير لهم الطريق ويسدد لهم المسير .واختتم الحسني حديثه ان الباحث اراد ان يكون بحثه مرآة تعكس هذا الجمال الى فكر القارئ الكريم وقلبه من خلال تتبع مشاهد الجمال في يوم عاشوراء سواء أكانت في تلك الشخوص الازكياء عليهم السلام كجمال وجوههم وهيئاتهم، ام كانت في مشاهد حياتية فكرية زخرت بها عاشوراء وجسدها ابطالها ابتداء من ليلة العاشر وانتهاء برؤية العقيلة زينب عليها السلام لكل ماجمعته عاشوراء من مكونات فكانت بحق رؤية خاصة تعبر عن كل مكونات الجمال. ولاء الصفارالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات