أنهى زوار عاشوراء في مدينة كربلاء المقدسة مراسيمهم العزائية بركضة عزاء طويريج المليونية وسط إجراءات أمنية مشددة... افاد ذلك مراسل الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة حيث اضاف: ان هذا العزاء الذي ينطلق بشكل عفوي من منطقة (قنطرة السلام) (3) كم شرق كربلاء الواقعة في طريق كربلاء الهندية بعد آذان الظهرين صوب مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) مرورا بمرقد أبا الفضل العباس (عليه السلام) ليختتم في المخيم الحسيني يردد المعزون فيه نداء (يا حسين يا حسين ) ويعتبر من اكبر العزاءات إضافة الى كونه اكبر تجمع بشري في العالم."موضحا" ان الإحصائيات التي أجراها عدد من المراكز المختصة بمجال الإحصاء سجلت عدد المشاركين في عزاء (طويريج) الذي انطلق يوم العاشر من محرم الحرام والذي استمر لمدة ثلاث ساعات ونصف يعد اكبر تجمع بشري في العالم، مبينا ان الإحصائية التي سجلت مشاركة أكثر من ثلاثة ملايين مواطنا في البقعة التي تضم مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبا الفضل العباس (عليهما السلام) حدثا فريدا من نوعه...وعزاء طويريج يبدأ بالمسير انطلاقا من مدينة طويريج او قضاء الهندية حاليا حيث تعتبر هذه المنطقة بمثابة ميناء بري يربط المحافظات الجنوبية بمدينة كربلاء حيث يتوجه المشاركون فيه إلى هذه المدينة سيراً على الأقدام ليصلوا قبل الظهر على مشارف المدينة حيث تقام صلاة الظهر هناك لينطلق الموكب إلى داخل المدينة المقدسة، ويسجل التاريخ والباحثين في هذا الشأن ان السنة الأولى للركضة كانت بحدود 1303 هــ المصادف 1885 م وتأتي هذه الممارسة بعد صلاتي الظهرين وهي الساعة واللحظة التي استشهد فيها الامام الحسين وبقي وحيدا على ارض كربلاء ينادي (هل من ناصر ينصرنا) وهذه الجموع الغفيرة تتجمع في منطقة تسمى قنطرة السلام تبعد 3 كم تقريبا عن المرقدين الشريفين واختيار هذا المكان هو من اجل التحاق ابناء كربلاء بأبناء مناطق الوسط والجنوب فينطلقوا مهرولين من هذا المكان باتجاه الواقعة وهي مكان قبري الامام الحسين واخيه العباس(عليهما السلام) ولسان حالهم يقول يا حسين لبيك جئناك ناصرين لأننا لم نكن في وقت تلك المعركة الدامية لننصرك..وهكذا يجدد هؤلاء المعزون هذه الظاهرة في كل عام من هذا الوقت.وحالت الأنظمة المتعاقبة على حكم العراق لمنع هذه التظاهرة لسنين عديدة ومن أطول فترات المنع كانت عام 1991 بعد انتفاضة اذار حتى عام 2004.وقد اصيب الموكب بفاجعة عام 1966 حين استشهد 32 زائرا مشاركا فيها ولحقهم في نيل الشهادة عدد آخر من المشاركين في عهد الطاغية المقبور.ولا تزال ركضة طويريج تمثل التراث الحسيني الخالد لهذه المدينة والذي تشرف هذا القضاء الصغير (طويريج) الواقع على نهر الفرات يحمل اسم هذه الشعيرة ليرتبط باكبر تجمع بشري على وجه الارض لحد هذا اليوم، وجدد بعض المتخصصين لموقعنا بان يدخل هذا التجمع البشري الهائل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث اننا لن نسمع او نشاهد بان هناك تجمعا اخر يفوق عددا هذا التجمع.الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة اجرى خلال الركضة المليونية بعض اللقاءات مع شخصيات لها باع طويل في تاريخ ركضة طويرج...وتحدث لنا (السيد سالم علي) من محافظة بابل قائلاً: بالنسبة لركضة طويريج فيها اثر كبير من الناحية المعنوية والآجر والثواب ويروي أهل العلم ان اية الله العظمى السيد بحر العلوم رأى الإمام الحجة (عجل الله فرجة الشريف) في هذه الركضة بأم عينية وقد كان حاضراً في الصحن الحسيني , وقد كان السيد واقف مع طلبته فيقولون بينما هو كذلك واذا رمى بعمامته واخذ يركض بعد ذلك سأله طلبته قالوا له يا سيدنا رأيناك ما فعلت لم تفعله من قبل انت تركض في ركضة طويريج قال كيف لا اركض ورأيت الامام الحجة (سلام الله عليه) فيها يركض, كذلك فيها من الكرامات التي حصلت منها الشفاء للمؤمنين وطلب الرزق, وهي بمثابة تجديد الولاء والبيعة لأبي عبد الله (عليه السلام) ومواساة لرسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وامير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) بهذه الفاجعة الاليمة .رأي رجال الدينحمزة الجابري رجل دين : بالنسبة لركضة طويريج يشهد لها التاريخ وكذلك لنا اسوه بعلمائنا الابرار السلف السابق الصالحين امثال السيد بحر العلوم وبقية العلماء يشاركون الناس في هذه الركضة , كذلك هذه الركضة لا يمكن الحديث عنها ببضع دقائق انما تعني الكثير للناس فهي الروحية والارتباط الروحي مع سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين (عليه السلام) , كذلك ما جسدت لها من مواقف وبطولات هذه الركضة تصنع الابطال والرجولة والبسالة من خلال التتبع لهذه الركضة ترى الشاب يأتي على حماس فضلاً عن المشايخ فترى منهم كل القوة والعزيمة فيه هذا ان دل على شيء انما يدل على قوة الايمان والاتصال بسيد الشهداء .ويذكر ان ركضة طويريج أنشأها العلامة السيد صالح ابن الامام السيد مهدي بن حسن بن احمد الحسيني الشهير بالقزويني, وكان السيد صالح القزويني من كبار علماء عصره وهو اول من سكن طويريج وأول من عمل بها , وكان بيته المرز صالح الذي يحفل بجمهرة كبيرة من أهالي البلد وغيره في أيام محرم الحرام من كل عام مشاركة في إقامة المآتم بذكرى استشهاد الامام الحسين(عليه السلام). وفي اليوم العاشر كان المرزا صالح يمتطي صهوة جواده ويحاط بالأهالي ويركضون نحو ضريح الإمام الحسين(عليه السلام) في كل عاشوراء,ويعتبر هذا العزاء من أشهر المواكب الحسينية على الإطلاق إذ يمتاز بالركضة ولان غرضه التعبير عن الاستجابة لقول الامام الحسين (عليه السلام) وهو ( آلا من ناصر ينصرني ) فتخرج الملايين تعبيرا عن تلبيتها لندائه (عليه السلام) , طويريج هو أحد الاقضية التابعة لمحافظة كربلاء ويبعد عن كربلاء (22) كيلو متراً , ولكون الركضة تبدأ من قنطرة السلام التي تقع على طريق طويريج فسميت الممارسة بركضة طويريج ,والقنطرة تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مركز المحافظة وتبدأ بعد أذان الظهر بالضبط وهو الوقت الذي يسقط فيه الأمام صريعاً على رمضاء كربلاء , وكأن هذه الحشود جاءت لنصرة الحسين عليه السلام ولكنها وصلت متأخرة ولم تستطع الوصول قبل مصرع الأمام, لذلك يلطمون على الرؤوس وينادون (لبيك ياحسين لبيك ياحسين) , وغيرها من الهتافات التي تعبر عن المولاة والبيعة لابي عبد الله الحسين (عليه السلام), فينطلقوا من القنطرة مروراً بشارع الجمهورية فشارع الأمام الحسين ثم يدخلون إلى الضريح الشريف من باب القبلة ويخرجون من الباب المقابل لمرقد ابي الفضل العباس فيجتازوا منطقة بين الحرمين إلى ضريح ابي الفضل العباس وعند خروجهم من الضريح تكون قد انتهت هذه الممارسة الحسينية العظيمة.والجدير بالذكر أن منظر هذا الجموع البشرية وهي تزحف نحو الضريح الشريف وصوتها الهادر بالنداء (يا حسين يا حسين) وهو يشق عنان السماء ويظهر المحبة والوجود لآل البيت (عليهم السلام) يجعل المرء يشعر بروحانية الموقف وعظمة المناسبة ويستحيل على الإنسان ان يوقف زحف دموعه على وجنتيه فهي تنسكب مدراراً ولا إرادياً . والهفي عليك ياأبا عبد الله وانت صريع بوادي كربلاء عطشانا وحيداً فريدا حيث انصارك واخوتك وبنيك قطعوا ارباً إربا وداست خيول الظلمة على صدرك الشريف وسلبوك حتى ردائك .. فلعنة الله عليهم وعلى من أمرَهم وعلى من خذلك وعلى من سمع بذلك فرضي به . ياسر الشمريالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق