تـضـاريـس فـي خـارطـة الـقـلـب

 

إلـى الـنـور الـثـامـن الإمـام عـلـي بـن مـوسـى الـرضـا (عـلـيـه الـسـلام) فـي يـوم ولادتـه الـشـريـفـة

 

الـمـريـدونَ مَـضَـوا فـي نـشـوةِ الـوصـلِ

إلـيـكَ الـيـومَ.. والـقـلـبُ مـضـى

كـحـمـامـاتٍ شـفـفـنَ الـدّرب

رفّـت لـهـفـتي تَـهْـدِلُ فـي مـنـقـارِهـا حـبَّـةَ قـمـحٍ

تـكـتـنـيـهـا غَـرضـا

حـيـثُ لا أرضٌ تـضـمُّ الـمـدنـفَ الـمـشـبـوبَ

إذ مـدَّ جـنـاحـيـهِ  ولا وسـعَ الـفـضـا

نـائـمٌ كـان الـمـدى حـيـن أتـيـنـاهُ بـحـشـدِ الأمـنـيـاتِ الـصـاخـبـاتِ

اهـتـزّ فـي رقـدتـهِ يـفـتـحُ عـيـنـيـهِ

فـكـمْ .. كـمْ أغـمـضـا !

ثـم شـقَّ الـلـيـلَ

واسـتـخـرجَ مـن بـيـن حـنـايـاهُ نـجـومـا مُـسـرجـاتٍ

شـدَّهـا فـي راحـتـيـهِ حَـرَضـا

كـلَّ مـن أوشـكَ أن يَـفـنـى بـجـوفِ الـحـوتِ

أحـيـاهُ صـدى تـسـبـيـحـةٍ بـيـضـاءَ

فـي ثـغـرِ الـمـريـديـنَ حـنـيـنـاً نـهـضـا

نـفـضَ الأغـبـرةَ الـكـونـيّـة الـسـوداء

مـن مـهـجـتِـهِ وانـتـفـضـا

الـمـريـدونَ عـلـى قـارعـةِ الـوجـدِ بـطـوسِ..

الـجـنّـةُ الـخـضـراءُ.. يـرقـونَ فـراشـاتٍ

يـكـادونَ يـسُـدّونَ طـريـقَ الـضّـوءِ

فـي زحـمـةِ عـرفـانٍ

كـأعـوادِ ثـقـابٍ

يَـهَـبَـون الـلـحـظـة الـمُـثـلـى تـمـامَ الـروح

فـي ذروةِ كـشـفٍ وتـجـلٍ

فَـيَـهِـبّـون سِـراعـا لأنـيـسِ الـنّـفـسِ

حـيـث الـنـفـسُ قـد أرهـقـهـا الـمـشـي

عـلـى جـمـرِ الـغـضـا

فـتـلـوحُ الـقـبّـةُ الـفـادحـةُ الـحـسـنِ

كـمـا الـحـوريـةُ الـغـيـداءُ فـي مـطـلـعِـهـا

تـخـتـصُّ بـالـتـلـويـحِ مـن لا يـرتـجـي غـيـر سـنَـاهـا عِـوضـا

وبـكـفّـيـهـا صـكـوكُ الـجـنّـة

امـتـدَّتْ يـخـفُّ الـحـلـمُ فـي خـفـقـتِـهِ

يـنـتـثـرُ الـمـاوردُ والـمـشـمـومُ نـذراً وانـقـضـى

:أيـنَ تـمـضُـونَ تـجـاوزتـمْ جـدارَ الـغـيـبِ ..

هـذا الـبـرقُ فـيـكـمْ أومـضـا ؟؟

آنَـسَـوا نـاراً...

فـلـمّـا غَـرِقـوا فـيـهـا

أتـى مـن داخـلِ الـنّـار جـوابٌ سـرمـديٌّ :

إنـنـا نـعـرجُ شـوقـاً لـلـرضـا

إيـمـان دعـبـل

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات

: إيمان دعبل