تناول ممثِّل المرجعية الدينية العليا وخطيب جُمعة كربلاء المُقدَّسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في العَتبة الحُسينيّة المُقدَّسة في 28 صفر 1434هـ الموافق 11 كانون الثاني 2013م ماتمر به البلاد من أزمةٍ سياسية متفاقمة ألقت بظلالها على العملية السياسية والشارع العراقي على حدٍّ سواء داعياً الأطراف السياسية للإحتكام الى لغة الحوار والتفاهم وتغليب المصلحة العامة ، كما قدَّم سماحته جملةً من التوصيات التي من شأنها تسهيل الخروج من هذه الأزمة متمنياً من القوى السياسية العمل بمضامينها خدمة للشعب العراقي ومنها : 1- إن جميع الكتل السياسية والسلطات التشريعية والتنفيذية تقع عليها مسؤولية الخروج من كل هذه الأزمات التي إشتدت في الفترة الأخيرة ، ويجب أن تكون هذه المسؤولية تضامنية فلايصح أن يرمِ طرف بالكرة في ملعب الأطراف الأخرى . 2- الإستماع الى جميع المطالب المشروعة المنسجمة مع الدستور من جميع الأطراف والمكونات ودراسة هذه المطالب وفق الأسس المنطقية ومباديء الدستور والقوانين النافذة وصولاً الى إرساء دعائم الدولة المدنية القائمة على المؤسسات الدستورية التي تحترم فيها الحقوق والواجبات . 3- عدم اللجوء الى أي خطوةٍ تؤدي الى تأزيم الشارع فالمطلوب خطوات ٌ تهدأ من الأوضاع والشارع والمواطن بصفةٍ عامة . 4- عدم السماح بأي إصطدام بين الأجهزة الأمنية والمتظاهرين ، وندعو الاجهزة الامنية الى ضبط النفس وعدم الإنفعال والتعامل بهدوءٍ وحكمة . 5- إنَّ من الأسباب التي أدت وما زالت تؤدي الى المزيد من الازمات وتأزيم الشارع العراقي هو تسييس الكتل السياسية والقادة للكثير من الامور والملفات والقضايا التي يجب أن تأخذ حقها الدستوري والقانوني من الإستقلالية بإختصاصها وعدم تدخل السياسيين فيها ، ولذلك فالمطلوب من السياسيين وجميع القادة في البلد الحفاظ على حيادية وإختصاص وإستقلالية هذه الملفات والقضايا ، وعدم إستغلالها سياسياً لتحقيق مكاسب سياسية . وتطرَّق سماحته في المحور الثاني من الخطبة الى ذكرى وفاة الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وزيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لغرض تقديم العزاء والمواساة بهذه الذكرى الأليمة ، وهنا دعا سماحته الزائرين الكرام الى الحفاظ على قدسية هذه المناسبة وإستشعار قدرها ومكانتها في النفوس ، وأن تكون هذه المسيرات وما يرافقها من شعاراتٍ وهتافات مصداقاً للولاء والإنتماء لرسول الله وآل بيته الطاهرين وعهد نقطعه للسير على نهجهم القويم . كما تناول سماحته في المحورالثالث من الخطبة مشكلة إجتماعية أصبحت في الآونة الأخيرة تشكل خطراً كبيراً على شريحة واسعة من أبناء شعبنا الكريم ألا وهي ظاهرة إنتشار الدراجات النارية وما يرافقها من حوادث خطيرة تودي بحياة الآلاف من شبابنا فضلاً عن قوافل المعاقين التي تخلفها تلك الحوادث داعياً الى وضع الحلول الناجعة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة كالعمل على سن القوانين الحازمة في هذا الشان وتطبيق إجراءات السلامة المفترضة مع الحرص على تنفيذها ، والدعوة الى إحترام الأنظمة والقوانين والتعليمات عادَّها من الامور الشرعية والحضارية المطلوبة ، كما يقع على عاتق أولياء الامور مسؤولية الإنتباه والتشديد على هؤلاء الشباب والصغار للحد من هذه الظاهرة .
اترك تعليق