ظللت مدينة كربلاء المقدسة تحت أجنحتها الملائكية ملايين الزائرين من داخل العراق ومن دول عربية وأجنبية ممن لم يوفقوا بالذهاب الى الديار المقدسة وأداء مناسك الحج هذا العام , لتأدية مراسيم زيارة يوم عرفة بشكل جماعي في مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) وامتلأت منطقة مابين الحرمين وحول العتبتين وصحن العقيلة وامتدت الجموع الحاجة الى نقاط بعيدة عن المرقدين الشريفين.
ولكن صوت الخطيب الحسيني الشيخ (مرتضى الشاهرودي ) على منبر صحن العقيلة يصل صداه للجميع وهو يقرب الجموع الى الله بتأديته مراسم عرفة وتحول المجلس الى صوت هادر وصرخة كبرى لإنقاذ الإسلام والمسلمين من الزمر التكفيرية وانتصار العراق والعراقيين، فاستهل الشيخ (الشاهرودي) حديثه بالدعاء للعراق والعراقيين وبالنصر العظيم على أعداء الإسلام والإنسانية.
وبين الشاهرودي أهمية زيارة الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة وقراءة دعاء الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم وما له من أهمية كبرى وما يحتويه من معاجز لا تعد ولا تحصى من البركات ونيل الشفاعة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنين ،موضحا سر وعظمة دعاء الحسين (عليه السلام ) وما فيه من مآثر كبيرة وجليلة ومعجزات عجز عن فك رموزها علماء العالم أجمعين لان دعاء الحسين فيه من أسرار والمعلومات.
ونتقل الشيخ الى الدعاء واستمر في عطائه الروحي للزائرين واندمجت أرواحهم مع الكلمات التي دعاء بها الإمام الحسين (عليه السلام) في عرفة وهو وهو يحارب الظلم وجهل الحكام وحقد الطغاة والمتعجرفين وعدائهم لعلي أمير المؤمنين عليه السلام... ومن ثم اوضح الشيخ الشاهرودي بعد ان قال نحن اليوم نزور الحسين ونقرأ دعائه ولكن علينا ان نذكر الانسانية عن ظاهرة زيارة القبور والمراقد المقدسة وهي سنه الالهية دأب عليها الأنبياء والمرسلين منذ الخلق وعمرها من أعمارهم سلام الله عليهم في العراق الكوفة (هود وصالح وذي الكفل) وأنبياء في القدس الشريفة وفي مكه المكرمة... وهناك مقامات وقبور لعلماء شيدة عليها مدارس وأبنية واضرحة تزار من الاف السنين.
وطالب الشيخ الشاهرودي من الجامعات والمراكز العلمية والبحثية والحكومية وغيرها من المؤسسات الأكاديمية ان تضع دعاء عرفة تحت مجهر البحث والتقصي عسى ان تستطيع ان تنير العالم به. ويرجع (الشاهرودي) الى الزيارة ليكملها بصوت عذب واستجابة من الملايين الزائرين من مختلف الجنسيات العالم وهي تبتهل لله عزوجل ان ينصر العراق والعراقيين ويجعل البلاد أمنة من كيد الأعداء ومن نصب العداء لها بمحمد واله الأطهار.
ومن جهتهم الزائرين يرفعون الأكف للشفاعة والدعاء ويؤدون مراسم دعاء عرفات الإمام الحسين (عليه السلام) مؤكدين بقائهم على الوحدانية خلف راية أهل البيت (عليهم السلام) ولن تثني عزيمتهم أحزمة الإرهابيين التكفيريين الناسفة مهما بلغ التضحيات، فهؤلاء الشهداء هم ثريات النور والإيمان في طريق تأسيس دوله الحسين (عليه السلام ) القادمة دولة الحق المنتظر.
ويذكر ان كربلاء الحسين شهدت هذه الساعة الجموع المليونية من النساء والأطفال والشيوخ افترشت الساحات المحيطة بالروضتين المقدستين وصحن العقيلة والمخيم من مختلف الجنسيات العالمية والعربية والكل بين داع ومصل ومرتل للقرآن وباك يتوسل إلى الحي القيوم راجيا شفاعته في نيل الرضا على أعمالهم الصالحة والتوبة والاستغفار.
والجدير بالذكر ان الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بجميع كوادرها ومنتسبيها يقدمون كل طاقاتهم لخدمة الزائرين...
حيدرعاشور العبيدي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق