من مختلف الفئات العمرية يتوافد المئات من الطلبة الى مرقد سيد الشهداء الامام الحسين عليه للالتحاق بمشروع الدورات الصيفية التي اطلقها قسم دار القران الكريم في العتبة الحسينية المقدسة قاصدين حفظ بعض سور القرآن الكريم وتعلم المسائل الفقهية والاخلاقية.
وبالرغم من ارتفاع درجات حرارة فصل الصيف في العراق, يأتي الطلبة من كل حدب وصوب من مركز مدينة كربلاء وضواحيها للتعليم واكتساب المعارف الدينية التي تتضمنها الدورات الصيفية حيث تجذب مئات الطلاب الذين تركوا منازلهم والتحقوا بها لتعلم المسائل والعلوم الدينية.
وتعيد الدورات القرآنية الى اذهان العرقيين المدارس القرآنية القديمة التي تعرف بـ "الكتاتيب", والتي كان يتعلم فيها الصبية القرآن الكريم وزيارة الامام الحسين عليه السلام والخط الذي كان يعرف آنذاك بـ "المشق".
دار القران الكريم في العتبة الحسينية المقدسة بدأت منذ تأسيسها عام 2008 باستقبال الطلبة والموهوبين وحفظة القران الكريم من مختلف الفئات العمرية والمستويات العلمية والاكاديمية حيث خرجت دار القران مئات الطلبة الحافظين لكتاب الله ومختلف الامكانيات في التفسير والتجويد والترتيل والتدريب القرآني.
الشيخ حسن المنصوري, وهو مسؤول قسم دار القران الكريم يقول في حديثه للموقع الرسمي "بدأت الدار بالعمل على كل ما يخص القران الكريم سنة 2008, ولها فعاليات ونشاطات مستمرة وباتت جلية وواضحة لدى الكثير من الناس, ومن هذه النشاطات اقامة دورات صيفية للصبية والشباب لتعليم قراءة القران الكريم واتقان احكام التلاوة والتجويد".
ويضيف "تم اعداد خطة منهجية اعتمدت على تهيئة ما يقارب 40 معلما للقران الكريم للمباشرة مع الطلبة في تحفيظ قصار السور والاجزاء كل حسب مستواه وعمره, مع تزويد كل معلم بورقة منهجية لادارة الحلقات الدراسية لضمان انسيابية التعليم والفهم".
ويشير المنصوري الى ان" الدار توفر للطلبة ملابس خاصة بهذا النشاط وتوفير القرطاسية ووجبة طعام فضلا عن نقلهم من اماكن سكناهم الى الحرم الحسيني وبالعكس, مبينا" ان اختيار الحرم الحسيني الشريف لإقامة هذه الدورات لأحداث الاجواء الروحانية ولما له تأثير ايجابي في هذا الشأن على نفوس الطلبة".
ويعتبر دار القران الكريم واحد من اهم المدارس الدينية في مدينة كربلاء, حيث تحرص الدار على استثمار الاوقات في تحفيظ وتعليم الطلبة كتاب الله العزيز وخصوصا فترة العطلة الصيفية من كل عام للصبية والشباب, ويدرس في هذه الدورات الصيفية قرابة 1500طالب من الذكور والإناث لهذا العام فقط.
بحيوية ونشاط منقطع النظير، ينكب قسم من التلاميذ مساء كل يوم على ألواحهم الخشبية مشكلين حلقات داخل الصحن الحسيني الشريف واروقته المباركة مرتلين آيات الله بصوت جماعي يُخيّل للسامع أنه طنين نحل، فيما يشرع القسم الآخر في تلقي بعض من المواد والمسائل الفقهية والعقائدية الى جانب الدروس القرآنية .
يبدأ طلبة دار القران الكريم مشوارهم في ترتيل الآيات القرآنية وحفظها، واستظهار ما تم حفظه على شيخهم، قبل أن يملي هذا الأخير عليهم وِرْدًا آخر ليعاودوا الكرة مجددا.
ويقول القارىء صلاح حبيب الشريفاني وهو احد معلمي القران الكريم "في الصباح الباكر يبدأ التلاميذ حفظ الآيات القرآنية، بعد ذلك يقومون بعرض ما حفظوا على (المعلم)، ثم تتم عملية غلق المصاحف ، لتبدأ بعدها مرحلة تلقين الآيات ليحفظوها جيدا".
وعن مدة الدراسة يوضح الشريفاني للموقع الرسمي أن " في هذه الدورة وسابقاتها تخرج العديد من حفاظ القران الكريم ومنهم من حفظه كاملا والبعض الاخر حفظ عدد من الاجزاء ، وبناء على ذلك يتم وضع برنامج تحفيظ خاص بكل طالب، يتناسب مع قدرات الطالب ورغبته ووقته".
الى ذلك تحدث لنا الحافظ علي عقيل البطاط عن تجربته في حفظ القران الكريم قائلا "انتميت الى دار القران في سنة 2011 وبدأت بحفظه وبعدها اتممت الحفظ سنة 2014 واصبحت احد حفظة القران المتخرجين من مشروع الالف حافظ الذي اطلقته الدار وشاركت في العديد من المسابقات الدولية والوطنية وبعدها اصبحت احد المدربين ضمن مشروع المواهب القرآنية".
حسين حامد الموسوي
تصوير: محمد الخفاجي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق