مابين السجود في جوف الكعبة في الثالث عشر من شهر رجب والسجود الاخير في محراب الصلاة في الثلث الاخير من شهر رمضان، اسرار الهية اجتمعت في رجل تمثل بعلي بن ابي طالب عليه السلام.
الا ان الاسرار التي اودعها الله في شخص الامام علي عليه السلام كثيرة جدا ومن الصعب الالمام بها واداركها، ولكن هنا نود التوقف عند نقطة اشار لها في حديث ورد عنه عليه السلام، "كل مافي القرآن في الفاتحة وكل مافي الفاتحة في البسملة وكل مافي البسملة في الباء وكل مافي الباء في النقطة وأنا النقطة تحت الباء".
هذا الحديث المشهور نطرق من خلاله ابواب العلم ونستهل فيه العروج لهذه الشخصية العظيمة، لم يحتمله اعداءه عليه السلام فوجهت له سهام الحقد من قبل فريق من المشككين والمنافقين بهدف استهدافه، فتارة اعتبروه تصغيرا لشأن الامام علي عليه السلام وتارة اخرى اعتبروه يضم فضائل تميزه على الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله كونه يشير الى ان مرتكز القران في علي عليه السلام، وبرز فريق اخر ليفند الحديث بحجة ان التنقيط (تنقيط الحروف) جاء بعد شهادته من قبل ابو الاسود الدؤلي، وغيرها الكثير، علما ان البعض استخدم التزويق في رسم حروفه ودس السم بالعسل من خلال كلمات المدح في تفنيد صحة الحديث لتوهيم القارئ بان حرصه على الامام علي عليه السلام دفعه لذلك.
وان الجواب على الشبهات اعلاه تحتاج الى بحوث معمقة ولكن ساورد جزء منها اختصارا، حيث جاء في الرد على شبهة التنقيط بوجود خلاف لازال قائما حول المقصود به وضع النقاط على الحروف او تحريك الكلمات من الفتحة والضمة والكسرة والشدة والهمزة والسكون وما اشبه، كما ان القول بان التنقيط جاء لاحقا فأن الذي يشار اليه بان ابو الاسود الدؤلي تعلم على يد الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) لذا فهو صلوات الله عليه عالم بضرورة وضع نقطة واحدة تحت الباء، فلو قلنا ان امير المؤمنين (عليه السلام) قال ذلك وقام ابو الاسود الدؤلي بوضع النقطة تحت الباء سيزول الاشكال.
كما ورد في ان المراد بالنقطة ها هنا كما جاء عن بعض أهل العرفان ومنهم (الشيخ ابن أبي جمهور) النقطة التمييزية التي بها تميز العابد من المعبود و الرب من المربوب، لأن الوجود في الحقيقة واحد، في حين اشار عدد من العرفاء الى ان المراد بالنقطة هو الإمكان وبالباء هو الصادر الأول ، وجميع الحروف ناشئة من الباء بحسب تفننها وظهور آثارها.
وان قول أمير المؤمنين (أنا النقطة تحت الباء) إشارة إلى كونه (ع) بالنسبة إلى التعين الأول الذي هو النور المحمدي كالأصل، لقوله (ص واله): أنا وعلي من نور واحد، لأن النبي كالباء وعلي كالنقطة تحتها، والباء لا تتعين إلا بالنقطة، كما أن النبوة لا تكتمل إلاّ بالولاية، ومن هنا نفهم معنى الحديث القدسي: لولا علي لما خلقتك (يا رسول الله).
ولعل الحديث اعلاه يختصر لنا الاجابة بخصوص اي تسائل يرد حول تلازم النقطة والامام علي عليه السلام في انها تمثل كرامة ام أمر أخر.
ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق