اجاب مركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني على عدد من الاسئلة والاستفسارات التي وردت اليه بخصوص عصمة السيدة زينب عليها السلام وعدم دخولها مع جدها وابيها وامها واخوتها تحت الكساء، وسبب مخاطبتها من قبل اخيها الحسين عليه السلام بعبارة "لايذهبن بحلمك الشيطان".
وجاء في رد المركز "لا يخفى عليكم المكانة المرموقة للحوراء زينب (عليها سلام الله)، وهي الموصوفة بحديث الإمام السجاد (عليه السلام) بأنها عالمة غير معلّمة إلا أن اختيار أهل العصمة والطهارة يعود للمولى سبحانه وتعالى، و﴿ اللّهُ أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾، مضيفا فقد اختار المولى سبحانه اصحاب الكساء الخمسة من دون الخلق اجمعين، وهذا الاختيار يعود لحكمته وعلمه بخلقه وهو أعلم سبحانه بمقامات الناس وشؤونهم، وهذا لا يحط من منزلة الحوراء زينب (عليها السلام) فهي تبقى ذات المكان السامي والمقام المرموق الذي يقتبس نوره من تلك المكانة العظمى لجدها وأبيها وأمها وأخويها (عليهم السلام أجمعين)".
واضاف "قد يقال ببلوغ السيدة زينب (عليها السلام) مرتبة العصمة المكتسبة وهي غير العصمة المجعولة من الله سبحانه وتعالى للأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، وإنما هي عصمة مكتسبة يصل إليها المرء بطاعته لله عز وجل وتفانيه في تطبيق أوامر الشريعة المقدسة، ولا يبعد بلوغ السيدة زينب (عليها السلام) هذه المرتبة ".
وتابع المركز ان " المستفاد من تعدد الروايات الواردة في حديث الكساء مع تعدد الرواة والقرائن أن هذا الحديث قد قيل في مناسبات مختلفة، ويستفاد في بعضها أن الحسنين (عليهما السلام) كانا في مبلغ الصبا مما يعني أن الحوراء زينب (عليها السلام) كانت موجودة لأنها ولدت بعد الحسين (عليه السلام) بسنة واحدة، إلا أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يدخلها في الكساء لأن الدعوة كانت مخصوصة لمن يريد الله ان يجعل لهم العصمة التي تقوم بها الحجة على العباد".
وجاء جواب المركز على استفسار مواطن من البحرين جاء فيه "ورد في وصية الإمام الحسين لزينب عليهما السلام : (( أخيه تعزي بعزاء الله لايذهبن بحلمك الشيطان ))، متسائلا، هل للشيطان سلطان على مثل الحوراء عليها السلام ؟"، واوضح المركز باجابته "إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) لمّا كان يعلم بعظم المصيبة التي ستتحملها السيدة زينب سلام الله عليها أراد تنبيهها إلى مدخل من مداخل الشيطان يستطيع من خلالها سلب حلمها وعقلها, فالإمام الحسين (عليه السلام) أراد بكلامه هذا أن يدفع عنها خطراً, ودفع الخطر المحتمل لا يعني أنّ للشيطان سلطاناً عليها, بل هي من خلال سلوكها ومن خلال استماعها إلى وصايا الحسين (عليه السلام) استطاعت أن تعصم نفسها من خطر الشيطان, فالعصمة من الشيطان التي إن أردنا القول بها جاءت من سلوك وعمل السيدة زينب سلام الله عليها, وواحدة من تلك الأعمال هو أمتثالها لوصايا الحسين (عليه السلام)".
مركز الابحاث العقائدية
متابعة وتحرير: ولاء الصفار
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق